المسيحية في جزر المالديف

تُشكل المسيحية في جزر المالديف أقلية صغيرة العدد، حيث تضم جزر المالديف على عدد صغير من السكان الأصليين المسيحيين،[1] ويبلغ عدد المسيحيين بحسب بعض المصادر حوالي 300 في حين تقدر منظمة أبواب مفتوحة أعداد المسيحيين ببضعة آلاف.[2] وتُعد جزر المالديف وفقاً لتقارير حقوقيَّة مختلفة من بين بلدان العالم الأقل تسامح تجاه المسيحيين.[3] وفقًا للرئيس السابق مأمون عبد القيوم، لا ينبغي أن يسمح أي دين آخر غير الإسلام في جزر المالديف. يحظر الممارسة العلنية للدين المسيحي، والتحول من الإسلام يعني فقدان الجنسية المالديفية، وامتلاك الإنجيل يُعاقب عليه بالإعدام.[3] حالياً جزر المالديف هي الدول الوحيدة في العالم إلى جانب السعودية التي تحظر بناء الكنائس على أراضيها.[4]

جزء من سلسلة مقالات حول
المسيحية حسب دول العالم

تاريخ

إعتنق أهالي جزر المالديف البوذيًَة ديناً حتى القرن الثاني عشر، مع تحول أهالي الجزر إلى الديانة الإسلاميّة.[5] ومع بداية منتصف القرن السادس عشر وقعت السلطة تحت تأثير الإمبراطورية البرتغالية.[5] ونتيجة للنزاع الأسري كان هناك فترة قصيرة من الحكم من قبل الملك الكاثوليكي، دوم مانويل، من خلال الدعم من البرتغاليين بين عام 1558 وعام 1573، والذي عُرف سابقاً بإسم باسم السلطان حسن التاسع، وكان كاثوليكي من جزر المالديف يدعى أنديري أنديرين الوصي عليه، بينما عاش دوم مانويل في غوا.[5] وحاول المبشرين اليسوعيين إستغلال فكرة وجود عاهل كاثوليكي في البلاد من أجل التبشير. لكن انتهت حقبة الملك دوم مانويل عام 1573 مع استرداد التاج من قبل الإدارة المسلمة السنيَّة.[5] وأثارت محاولات البرتغاليين لفرض المسيحية تمردًا محليًا بقيادة محمد ثاكوروفانو الأعظم وشقيقيه، وبعد مرور خمسة عشر عامًا على طرد البرتغاليين من جزر المالديف.

لم تستعمر الإمبراطورية الهولندية والبريطانية الجزر، على الرغم من سيطرتها البحرية على المحيط الهندي.[5] وأسس الهولنديين الذين حلوا محل البرتغاليين كقوة مهيمنة في سيلان، الهيمنة على الشؤون المالديفية لكن دون إشراك أنفسهم مباشرة في الشؤون المحلية، والتي كانت تحكمها عادات إسلامية تعود إلى قرون. وذكر نص "ذكريات نَشر الإيمان" أنه في عام 1833 بعد تنصيب كليمنت بوناند في منصب النائب الرسولي في بونديشيري، أُذن له من قبل الكرسي الرسولي لإرسال المبشرين إلى جزر المالديف حيث أنَّ الإيمان المسيحي لم يكن قد وصل بعد إلى هناك. بين عام 1887 حتى عام 1965 حكمت بريطانيا جزر المالديف بوصفها محمية بريطانية، وقد استقلت جزر المالديف في عام 1965. ومع استقلال البلاد نص الدستور على اشتراط القانون أن يكون جميع المواطنين من المُسلمين السُنَة. بعد استقلال الجزر أشارت تقاير إلى وجود عشرات المهاجرين العمال العاملين في جزر المالديف، والذين ينتمون في الغالب إلى الكنائس البروتستانتية.[5]

الوضع الحالي

مصلى صغير، حيث تُقام فيه مراسيم الزفاف للسياح المسيحيين وغيرهم في المنتجعات السياحيَّة بالمالديف.

بحسب مصدر تقدر نسبة المسيحيين في الجزر بحوالي 0.2% من السكان،[6] في حين يقدر مصدر آخر نسبة المسيحيين بحوالي 0.4% من مجمل السكان،[7] وفقًا للموسوعة المسيحية العالمية هناك تواجد للكنيسة الإنجيلية والمينوناتية والسبتية في هذا البلد.[8] وتُغطى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في جزر المالديف من قبل أبرشية كولومبو في سريلانكا.[9] ويفقد مواطني جزر المالديف الذين يعتنقون المسيحية جنسيتهم ويتعرضون لخطر التعذيب.[3] وقد تم طرد المسيحيين عدة مرات في السنوات العشرة الماضية.

في عام 1990 حذرَّ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جزر المالديف من الاستماع إلى البرامج المسيحية التي تبث لأول مرة بلغة الديفهي من قبل جمعية الشرق الأقصى للإرسال من جزيرة سيشل أو أنهم سيخاطرون بالتعرض للاعتقال.[1] وفي عام 1998 تم طرد جميع الأجانب المسيحيين للاشتباه في العمل التبشيري وألقي القبض على خمسين شخص من المسيحيين المالديفيين،[10] وتم إرسالهم إلى سجن أطول كافو،[11] إذ لا يسمح بالتبشير. وتم حظر كتب التاريخ المدرسية لأسباب مثل تضمينه نصوص حول إصلاح الكنيسة المسيحية في أوروبا في القرن السادس عشر.[12] وفي مايو من عام 2008 أٌغلقت مكتبة مدرسة محلية بعد اكتشاف كتاب يحتوي على قصص "تستند إلى قصص مسيحية".[12] وفي أكتوبر من عام 2010 اضطرت السلطات في جزر المالديف إلى نقل مُدّرِسة مسيحية من الهند بعد أن هدد آباء وأمهات طلابها بطردها بسبب "وعظها بالمسيحية".[13] وأُجبر بعض المسيحيين المالديفيين على الانتقال إلى الخارج.[14]

يُحظر ممارسة الدين المسيحي علنا، ويُسمح للأجانب المسيحيين بممارسة شعائرهم الدينية في السر فقط. كما أن المؤسسات الإرساليات المسيحية ممنوعة منعاً باتاً. وفقاً لتقرير الحرية الدينية الدولية للعام 2019 الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية العمال الأجانب هم في الغالب من المسلمين والبوذيين والهندوس والمسيحيين؛[15] على الرغم من ذلك لم تكن هناك أماكن عبادة لأتباع الجماعات الدينية غير الإسلامية في جزر المالديف.[15] وتُحظر الحكومة استيراد الأيقونات والتماثيل الدينية، لكن وفقاً لسلطات الجمارك فإن وزارة الداخلية استمرت في السماح باستيراد المواد الدينية الأدبيَّة، مثل الأناجيل، للاستخدام الشخصي.[15] وواصلت الوزارة تقييد بيع المواد الدينية، مثل بطاقات عيد الميلاد، على جزر المنتجعات السياحيَّة التي يرعاها السياح الأجانب.[15] وأبلغ مسؤولو الجمارك عن 18 حالة تتعلق باستيراد تماثيل وصلبان مسيحية خلال عام 2019، وصادرت السلطات هذه الأغراض لكنها لم أي توجه اتهامات.[15]

مراجع

  1. Christians Expelled from Maldives نسخة محفوظة 7 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. المالديف: أبواب مفتوحة نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. Where in the world is the worst place to be a Christian? نسخة محفوظة 2 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. The Maldives: no paradise for religious freedom نسخة محفوظة 13 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  5. A. Lamport, Mark (2018). Encyclopedia of Christianity in the Global South. Rowman & Littlefield. ISBN 9781442271579. . As a result of a a dynastic dispute there was a short period of rule by a Catholic king. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Maldives نسخة محفوظة 22 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
  7. Religion in Maldives - Understanding the Religious Beliefs in Maldives نسخة محفوظة 5 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  8. World Christian Encyclopedia (2nd edition), Volume 1, p. 480
  9. "Chronology of Catholic Dioceses:Maldives". katolsk.no. 07-06-2006. مؤرشف من الأصل في 10 أكتوبر 2006. اطلع عليه بتاريخ 06 يوليو 2006. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  10. Analysis: Maldives - Christians losing the few rights they have نسخة محفوظة 12 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  11. "Christians Expelled from Maldives". كريستيانتي تودي. 7 September 1998. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. The not so sunny side of life for Christians in the Maldives نسخة محفوظة 12 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. Muslims Force Expat Christian Teacher to Flee Maldives نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  14. Maldives نسخة محفوظة 12 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. International Religious Freedom Report 2019: Maldives نسخة محفوظة 17 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.

    مواقع خارجية

    • بوابة المسيحية
    • بوابة جزر المالديف
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.