المسيحية في الإمارات
تُشكّل المسيحية في الإمارات ثاني أكثر الديانات انتشاراً بين السكان بعد الإسلام،[1] وفقًا لتقرير الوزارة، والتي جمعت بيانات التعداد السكاني في عام 2005، تبين أن 76% من مجموع السكان في دولة الإمارات العربية المتحدة هم مسلمين، وحوالي 13% مسيحيين، وحوالي 11% أتباع لديانات أخرى.[2][3] التقديرات السكانية تشير إلى أن عدد المسيحيين في دولة الإمارات العربية المتحدة يصل إلى حوالى 500 ألف مسيحي،[4] يتركزون في غالبيتهم في أبو ظبي، والعين، ودبي والشارقة.[4] وفقًا لأحدث دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2010 وجدت أنَّ المسيحيين يشكلوّن حوالي 12.6% من مجمل سكان الإمارات أي حوالي 940,000 نسمة.[5] العديد من المسيحيين في الإمارات العربية المتحدة هم من أصول آسيوية وأفريقية وأوروبية، إلى جانب العديد من أصول عربية القادمين من لبنان وسوريا ودول أخرى.[6]
تاريخ
العصور القديمة
ترجع العلاقة بين منطقة الإمارات والمسيحية إلى القرن الرابع الميلادي وقد عُثر على آثار لمجتمعات مسيحية في منطقة القصر بالكويت الحالية وصير بني ياس في الإمارات،[7] ويعتقد أن كل هذه الأماكن كانت مرتبطة فيما بينها بالتجارة والحياة الرهبانية وكانت جزءاً من "كنيسة المشرق".[8] وتشير الوثائق التاريخية إلى أن بعض القبائل العربية التي كانت على صلة بمركز المسيحية في الحيرة ربما ساهمت في انتشارها في الخليج، كما أن اضطهاد النساطرة في الإمبراطورية الساسانية بين عام 309 وعام 379 دفع المسيحيين للهجرة خارج الإمبراطورية وربما للخليج.[7] وبعد عام 410 رصد المؤرخون وجوداً مسيحياً مكثفاً في المنطقة ممثلاً في كنائس وأديرة وقساوسة وتركزوا بشكل أساسي في شمال شرق شبه الجزيرة العربية. وفي الجنوب كانت هناك كنيسة بيت قطراية والتي امتد مجالها من أراضي قطر إلى صحار في سلطنة عمان الحالية وقد عُثرَ على آثار لمجتمعات مسيحية في هذه المنطقة أيضاً.[7]
في العصور ما قبل ظهور الإسلام، كان سكان شرق الجزيرة العربية يتألفون من المسيحيين المستعربين (بما في ذلك قبيلة عبد القيس) والمسيحيين الآراميين إلى جانب أتباع الديانات الأخرى.[10] وعملت اللغة السريانية كلغة طقسية.[11][12] ويذكر الباحث روبرت بيرترام سرجينت أن البحارنة قد يكونون أحفاداً للمستعربين المسيحيين ذوي الأصول الآرامية إلى جانب عدد من الديانات الأخرى الموجودة في المنطقة قبل الفتوحات العربية.[13] بيت قطراية والذي يترجم "منطقة القطريين" باللغة السريانية هو الاسم المسيحي المستخدم للمنطقة التي كانت تشمل شمال شرق شبه الجزيرة العربية.[14][15] وشملت البحرين وجزيرة تاروت والخُطّ وواحة الأحساء وقطر.[16] وكانت الأراضي الحالية لسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة من جزء من الأبرشية النسطورية المعروفة باسم بيت مزوناي، وكانت صحار هي مقر الأبرشية آنداك.[14][16] وفي القرن السابع الميلادي انتشر الإسلام في منطقة الخليج العربي وأختفى الوجود المسيحي فيها.[7]
العصور الحديثة
نظراً للقرب الجغرافي بين البحرين وسلطنة عٌمان من ناحية، والإمارات من ناحية أخرى، فقد أصبحت الأخيرة تابعة للمحطتين يتم منهما الإشراف عليها من قبل الإرسالية الأمريكية العربية. وزار صموئيل زويمر الشارقة عام 1900، وتحدث مع الأهالي عن المسيحية والطب وقدم لهم الدواء رغم أنه لم يكن طبيباً مؤهلاً، ثم انطلق إلى دبي وصحار والبريمي. وبعد ذلك، توالت زيارات مبشري الإرسالية لعجمان ورأس الخيمة.[17] وجّهت عام 1918 رسائل إلى شيوخ المنطقة تخبرهم فيها عن استعدادها لإرسال أطباء مؤهلين من أجل تقديم خدمات طبية للأهالي. جاء الرد سريعاً عندما طلب شيخ أبو ظبي حمدان بن زايد آل نهيان (1912-1922) من الإرسالية الأمريكية العربية البروتستانتية طبيباً لعلاج عمه من جلطة أقعدته الفراش، فأرسلت له الطبيب بول هاريسون الذي قوبل بحفاوة وأمضى في الإمارة أسبوعاً عالج خلاله مئات المرضى. وأثار ذلك فزع الإنكليز الذين كانوا يسيطرون على سواحل الخليج وفسّروه على أنه تقارب بين الشيوخ وبين الحكومة الأمريكية، خاصةً أن المنطقة مقبلة على عهد بترولي هائل، لذلك سرعان ما فرضت الحكومة البريطانية قيوداً صارمة على تحركات المبشرين.[17]
يعود الوجود الفعلي والحديث للمسيحية في الإمارات العربية المتحدة إلى القرن العشرين، حيث إثر الطفرة النفطية والنمو الاقتصادي المحقق في دول مجلس تعاون الخليج العربي وفدت إلى هذه الدول أعداد كبيرة من المغتربين حول العالم كان منهم أيضًا مئات الآلاف من العمال والأجانب المسيحيين. أُقيم أول قداس مسيحي بالإمارات في عام 1958 في قصر الحصن،[18] وفي الخمسينيات من القرن العشرين، كان الكهنة يأتون إلى بيوت المسيحيين للصلاة فيها.[18] في عام 1962 سمح شخبوط بن سلطان آل نهيان للطائفة الكاثوليكية ببناء أول كنيسة مسيحية في البلاد وهي كنيسة القديس يوسف في الكورنيش بمدينة أبو ظبي على قطعة أرض تبرع بها الشيخ شخبوط حاكم إمارة أبوظبي آنذاك، وفي عام 1966، عام اكتشاف النفط هناك، تبرع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بقطعة أرض لبعثة مسيحية رومانية كاثوليكية في مدينة دبي، لتصبح كنيسة القديسة مريم.[19][20] ومع تكاثر الطوائف والجاليات المسيحية بنت الكنائس البروتستانتية والأرثوذكسية الشرقية والمشرقية وكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة كنائس ومعابد لها.[21] تُقام الطقوس المسيحية في الإمارات يوم الجمعة، كونه يوم العطلة الأسبوعية بالنسبة للكثيرين.[7] كان أقرب شكل من أشكال الاتصال بين المسؤولين بين الفاتيكان والإمارات عندما التقى مؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بشكل غير رسمي بالبابا يوحنا بولس الثاني في الثمانينيات من القرن العشرين، ولم يتم تأسيس العلاقات بين البلدين حتى 31 مايو من عام 2007.[22] وفي 25 ديسمبر عام 2007 شارك مستشار الرئيس للشؤون الدينية علي الهاشمي في احتفالات الكنيسة الأنجليكانية بعيد الميلاد في مدينة دبي.[23]
تتواجد الكنائس في الإمارات في مدينة أبو ظبي والشارقة ودبي والعين والفجيرة،[24] ووفقاً لعمر المثنى المدير التنفيذي لقطاع التراخيص والرقابة بهيئة تنمية المجتمع في دبي، تبلغ عدد الكنائس المسيحية في دبي حوالي 11 كنيسة،[25] وفي الشارقة حوالي 15 كنيسة تخدم أكثر من 170 جنسية،[25] وفي أبو ظبي حوالي 17 كنيسة مرخصة.[26] ويلجأ مسيحيون آخرون لقاعات في فنادق لأداء الصلوات والشعائر الكنسية التي تُقام عادة في أيام الجمعة، والظاهرة والتي أسماها تقرير وول ستريت جورنال "الكنائس الفندقية" بدأت قبل بضع سنوات في دبي بعدما نما عدد السكان المسيحيين بشكل يفوق سعة الكنائس المُرخصة.[27] كما توجد في البلاد عدد من المدارس المسيحية والكاثوليكية ومنها مدرسة القديس يوسف الكاثوليكية في أبو ظبي،[28] ومدرسة القديسة مريم التابعة للرهبنة الساليزيانية في مدينة الفجيرة،[29] ومدرسة راهبات الوردية في الشارقة.
أكبر الطوائف المسيحية في البلاد هي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وتهتم النيابة الرسولية لجنوب شبه الجزيرة العربية بشؤون الكاثوليك في الإمارات وسلطنة عمان واليمن. في 3 فبراير من عام 2019 قام البابا فرنسيس بزيارة الإمارات العربية المتحدة، ليُصبح أول بابا كاثوليكي يزور شبه الجزيرة العربية في التاريخ.[30] حيث تشير التقديرات إلى أنه يوجد في الإمارات قرابة مليون مسيحي،[31] وعلى خلاف البحرين والكويت والتي تضم مواطنين مسيحيين محليين،[7] فإن جلّ مسيحيين الإمارات من الأجانب، معظمهم من الفلبين والهند والدول الغربية وأمريكا اللاتينية، إلى جانب أعداد كبيرة من المسيحيين القادمين من الدول العربية مثل لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ومصر. ويُقام القداس المسيحي في الكنائس الإماراتية بلغات مختلفة، من ضمنها الإنجليزية والعربية والتاغالوغية والماليالامية والسنهالية والأوردية والكونكانية والتاميلية إضافة إلى الإسبانية والفرنسية.
الطوائف المسيحية
الكاثوليكية
- مقالة مفصلة: الرومانية الكاثوليكية في الإمارات العربية المتحدة
تضم الإمارات العربية المتحدة أكثر من 250,000 كاثوليكي، في حين تشير تقارير أخرى إلى أن أعداد الكاثوليك تصل إلى نحو نصف مليون،[32] في حين قدر مركز بيو للأبحاث أعداد الكاثوليك عام 2010 بحوالي 740,000 أي حوالي 9.9% من السكان.[33] وتتكون الجالية الكاثوليكية من الآسيويين بشكل خاص من الهند والفلبين وسريلانكا ومن الوافدين من أمريكا الجنوبية وأوروبا ومن المسيحيين العرب القادمين من لبنان ومصر والأردن وفلسطين وسوريا. ويتبع كاثوليك البلاد النيابة الرسولية الرومانية الكاثوليكية لجنوب شبه الجزيرة العربية وهي الولاية الإقليمية لأتباع الطقوس اللاتينية في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والتي تغطي البلدان التالية من شبه الجزيرة العربية والمنطقة المحيطة وهي عمان واليمن. النائب هو السويسري المولد الأسقف بول هيندر. أنشئت في عام 1888 في عدن وتغير إلى اسمها الحالي في عام 2011. كان من مركز النيابة في عدن حتى عام 1973 عندما تم نقلها إلى كاتدرائية القديس يوسف في مدينة أبو ظبي.[34] منذ عام 1916 كان في رعاية تحت سيطرة رهبنة كبوشي فلورنسا.
في 3 فبراير من عام 2019 قام البابا فرنسيس بزيارة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح أول بابا كاثوليكي يزور شبه الجزيرة العربية في التاريخ.[30] حيث تشير التقديرات إلى أنه يوجد في الإمارات قرابة مليون مسيحي،[31] كما ويوجد في دبي الكثير من الكنائس وجميعها على أراضٍ تبرع بها الحاكم الحالي الشيخ محمد بن راشد. والطقوس المسيحية في الإمارات لها ما يميزها بإقامة الصلاة الرئيسية يوم الجمعة، فهو يوم العطلة الأسبوعية بالنسبة للكثيرين.[32] وفي 5 فبراير من عام 2019 قاد البابا فرنسيس، قداساً تاريخياً في الإمارات شارك فيه بأكثر من 130 ألف كاثوليكي، تجمعوا في ملعب لكرة القدم بالعاصمة أبو ظبي.[35] ودعا البابا في اجتماع مع رجال دين مسلمين وحاخام قبل القداس إلى إنهاء الحروب في الشرق الأوسط ومنها النزاع المسلح في اليمن وسوريا. وأدان البابا الصراع في اليمن، الذي تشارك فيه الإمارات كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية.[36]
البروتستانتية
تعد البروتستانتية ثاني أكبر الطوائف المسيحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفقاً لمركز بيو للأبحاث عام 2010 قُدرت أعداد البروتستانت بحوالي 100,000 شخص أي حوالي 1.3% من السكان.[33] ومن بين الطوائف البروتستانتية الحاضرة في البلاد كنيسة الإخوة المرحبون والكنيسة الإنجيلية المشيخية وكنائس التحالف الإنجيلية والسبتيين.[37] لدى السبتيين مكانب تعمل في الإمارات منذ عام 1988.[38] الطوائف الأخرى الحاضرة في البلاد هي الكنيسة الإنجيلية العربية في دبي وكنيسة مدينة دبي وكنيسة دبي المسيحية المتحدة.[39] وتتبع الجالية الأنجليكانية أبرشية قبرص والخليج التابعة للكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط. لا تسمح الحكومة للكنائس بعرض الصلبان خارج مبانيها أو لإقامة أبراج الجرس. وذكر زعماء دينيون بروتستانت أن سلطات الجمارك نادرًا ما تساءلت عن دخول مواد دينية مثل الكتاب المقدس والترانيم في البلاد. في 25 ديسمبر من عام 2007، شارك الهاشمي مستشار الشئون الدينية في احتفالات الكنيسة الأنجليكانيَّة لعيد الميلاد.[23] وفي 25 ديسمبر من عام 2007، شارك مستشار الرئيس للشؤون الدينية علي الهاشمي في احتفالات الكنيسة الأنجليكانية بعيد الميلاد.[23]
يُسمح للمسيحيين والأديان الأخرى أن يكون لهم أماكن عبادة خاصة بهم، لكن لا يُسمح لهم بتحويل المسلمين؛ وتعد الردة من الإسلام جريمة يعاقب عليها القانون.[40] وعلى الرغم من أنه لا يجوز التحول من الإسلام الا أنَّ قدرّت دراسة تابعة لجامعة إدنبرة عام 2014 عدد المسلمين المتحولين للديانة المسيحية في الإمارات بحوالي 200 شخص،[41] كما وقدرت دراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن حوالي 200 مسلم في الإمارات تحول إلى المسيحية خصوصًا للمذهب الإنجيلي.[42]
نظراً للقرب الجغرافي بين البحرين وسلطنة عٌمان من ناحية، والإمارات من ناحية أخرى، فقد أصبحت الأخيرة تابعة للمحطتين يتم منهما الإشراف عليها من قبل الإرسالية الأمريكية العربية. وزار صموئيل زويمر الشارقة عام 1900، وتحدث مع الأهالي عن المسيحية والطب وقدم لهم الدواء رغم أنه لم يكن طبيباً مؤهلاً، ثم انطلق إلى دبي وصحار والبريمي. وبعد ذلك، توالت زيارات مبشري الإرسالية لعجمان ورأس الخيمة.[17] وجّهت عام 1918 رسائل إلى شيوخ المنطقة تخبرهم فيها عن استعدادها لإرسال أطباء مؤهلين من أجل تقديم خدمات طبية للأهالي. جاء الرد سريعاً عندما طلب شيخ أبو ظبي حمدان بن زايد آل نهيان (1912-1922) من الإرسالية الأمريكية العربية البروتستانتية طبيباً لعلاج عمه من جلطة أقعدته الفراش، فأرسلت له الطبيب بول هاريسون الذي قوبل بحفاوة وأمضى في الإمارة أسبوعاً عالج خلاله مئات المرضى. وأثار ذلك فزع الإنكليز الذين كانوا يسيطرون على سواحل الخليج وفسّروه على أنه تقارب بين الشيوخ وبين الحكومة الأمريكية، خاصةً أن المنطقة مقبلة على عهد بترولي هائل، لذلك سرعان ما فرضت الحكومة البريطانية قيوداً صارمة على تحركات المبشرين.[17]
الأرثوذكسية
وفقاً لمركز بيو للأبحاث عام 2010 قُدرت أعداد الأرثوذكس بحوالي 100,000 شخص أي حوالي 1.3% من السكان.[33] العديد من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في الإمارات هم من أصول يونانيَّة وروسيَّة وعربيَّة (روم أنطاكيون)، وينتمي الأرثوذكس الشرقيين في الإمارات العربية المتحدة تقليديًا إلى ولاية بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. وأقيمت الرعايا الأرثوذكسيَّة الشرقية في دبي وأبو ظبي في عام 1980 من قبل قسطنطين باباستيفانو متروبوليتان بغداد والكويت بين عام 1969 وعام 2014، والذي ترأس روحيًا الجالية الأرثوذكسية الشرقية في الإمارات العربية المتحدة.[43] ومنذ عام 1989، كان يدير الرعية في أبو ظبي الكاهن ستيفانوس نييمه. بعد تقاعد المتروبوليتان قسطنطين في عام 2014، قرر المجمع المقدس لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إنشاء إكسرخسية للأرثوذكس الشرقيين في الإمارات العربية المتحدة. وفي الوقت نفسه تم تعيين الأسقف المساعد غريغوريوس خوري رئيسًا للإكسرخسية التي تم إنشاؤها حديثًا، قام البطريرك يوحنا العاشر يازجي بزيارة الإمارات العربية المتحدة في ربيع عام 2014 وافتتح بناء الكاتدرائية الأرثوذكسية الجديدة وهي كاتدرائيَّة القديس إلياس في أبو ظبي.[44]
تضم الإمارات العربية المتحدة على مجتمعات مسيحية أرثوذكسية مشرقية منها أتباع الكنيسة الرسولية الأرمنية والتي تملك كنيسة القديس غريغوري المنير في الشارقة، والكنيسة الأرمنية في العاصمة أبو ظبي،[45] ويخضع الأرمن في الإمارات إلى سلطة الكرسي الرسولي في أنطلياس في لبنان. ولدعم وترسيخ ثقافة التسامح بين مختلف الأديان والأعراق، تم افتتاح الكنيسة الارمنية في أبوظبي، وهي تعتبر حالياً رمزاً روحانياً مهماً لأتباع هذه الطائفة.[46] ولدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سبعة كنائس عاملة في البلاد منها كاتدرائية القديس العظيم الأنبا أنطونيوس في أبو ظبي،[46] والتي تنظم ترانيم ومسرحيات دينية وقداسات عديدة،[46] وكنيسة مار مينا القبطية في دبي،[47] بالإضافة إلى كنائس أخرى في مدينة رأس الخيمة والعين والشارقة.[48] وتضم البلاد على جالية من مسيحيو مار توما القادمين من ولاية كيرلا الهنديَّة.
أوضاع اجتماعية
هناك اعتراف رسمي للطوائف المسيحية.[49] كما فإن للمسيحيين الحرية في العبادة وارتداء الملابس الدينية، إن وجدت. ويسمح باستيراد وبيع المواد الدينية، إلا أن المحاولات لنشر المسيحية بين المسلمين غير مسموح بها وغير قانونية. يتواجد في الإمارات كافة الكنائس المسيحية منها الشرقية مثل الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والأرثوذكسية المشرقية والكنائس المسيحية الغربية مثل البروتستانتية جنًبا إلى جنب مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.[50] المدرسة الحكومية ليس فيها منهاج التعليم الديني المسيحي.[50] ولا تسمح الحكومة للرجال المسيحيين بالزواج من النساء المسلمات.[51] لا يجوز التحول من الإسلام إلى المسيحية حسب القانون.[51]
بحسب التقديرات يعيش في كل من مدينة أبو ظبي ودبي أعداد كبيرة من المسيحيين.[52] ويتواجد في هذه الدولة الخليجية مئات من الجنسيات الوافدة، ومنذ منتصف التسعينات من القرن العشرين سمحت الحكومة الاتحادية ببناء كنائس،[53] واليوم وصل عددها إلى سبع كنائس علماً أن السلطات المحلية تحظر تداول المنشورات الإنجيلية خارج أماكن العبادة، منعاً من سلوكها طابعاً تبشيريًا. وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن حوالي 200 مواطن مسلم إماراتي تحول إلى المسيحية.[54]
الكنائس
يشكل الكاثوليك غالبية المسيحيين في البلاد مع أكثر من 100 ألف شخص، وفي مدينة أبو ظبي بُنيت أربع كنائس، إضافة إلى مركز للجالية الإنجيلية، وكنيسة القديسة مريم في مدينة العين. إضافة إلى كنيسة للطائفة الإنجليكانية والبروتستانت والأقباط الأرثوذكس.[4]
أما في دبي، فتوجد كنيسة القديس فرنسيس الكاثوليكية في جبل علي، وفي الشارقة تم بناء الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عام 2007 على قطعة ارض ممنوحة من الإمارة تصل مساحتها إلى أكثر من ألفي متر مربع، والروم الأرثوذكس يمثلون عدداً من أبناء الجاليات الروسية والأوكرانية والبيلاروسية والكازاخستانيَّة والأوزبكستانيَّة والمولدوفية والرومانيَّة والبلغاريَّة والصربيَّة.[4]
معرض الصور
- كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبي سيفين القبطية الأرثوذكسيَّة في الشارقة
- كنيسة القديس جاورجيوس السريانية الأرثوذكسية في الشارقة
- مصلون داخل كنيسة القديس فيلبس الروسية الأرثوذكسيَّة في الشارقة
- داخل كنيسة القديس غريغوريوس المنور الرسولية الأرمنية في الشارقة
المراجع
- What is each country’s second-largest religious group? نسخة محفوظة 20 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
- "United Arab Emirates: International Religious Freedom Report 2007". وزارة الخارجية الأمريكية: Bureau of Democracy, Human Rights, and Labor. 2007-09-14. مؤرشف من الأصل في 19 يناير 2012. اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2008. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "United Arab Emirates: International Religious Freedom Report 2006". وزارة الخارجية الأمريكية: Bureau of Democracy, Human Rights, and Labor. 2006-09-15. مؤرشف من الأصل في 19 يناير 2012. اطلع عليه بتاريخ 17 فبراير 2008. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - كنائس الإمارات نسخة محفوظة 29 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- United Arab Emirates, in: Pew-Templeton Global Religious Futures, Retrieved 10 November 2016 نسخة محفوظة 24 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- "Groeiende en vitale kerk in Arabische Golf - Nieuws - Reformatorisch Dagblad". Refdag.nl. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 نوفمبر 2010. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - زيارة بابا الفاتيكان للإمارات: تعرف على قصة الخليج مع المسيحية والمسيحيين؛ بي بي سي 2 فبراير 2019 نسخة محفوظة 2019-06-11 على موقع واي باك مشين.
- موقع أثري في جزيرة صير بني ياس نسخة محفوظة 2019-04-02 على موقع واي باك مشين.
- افتتاح كنيسة ودير صير بني ياس.. الموقع الأثري المسيحي الوحيد بالإمارات؛ سي إن إن 17 يونيو 2019 نسخة محفوظة 2020-09-10 على موقع واي باك مشين.
- Houtsma 1993، صفحة 98.
- Smart 1996، صفحة 305.
- Cameron 2002، صفحة 185.
- Holes 2001، صفحة XXIV-XXVI.
- "Nestorian Christianity in the Pre-Islamic UAE and Southeastern Arabia", Peter Hellyer, Journal of Social Affairs, volume 18, number 72, winter 2011, p. 88 نسخة محفوظة 2020-07-30 على موقع واي باك مشين.
- "AUB academics awarded $850,000 grant for project on the Syriac writers of Qatar in the 7th century AD". American University of Beirut. 31 May 2011. Archived from the original on 28 May 2015. Retrieved 12 May 2015. نسخة محفوظة 21 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- Kozah & Abu-Husayn 2014، صفحة 24.
- "كانت المسيحية هناك ومن حقنا استرجاعها"... قصص بعثات التبشير في الجزيرة العربية؛ رصيف22، 15 ديسمبر 2019 نسخة محفوظة 17 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- المسيحيون في الإمارات.. أرقام وحقائق؛ سكاي نيوز، 2 فبراير 2019 نسخة محفوظة 2020-09-22 على موقع واي باك مشين.
- Guides, Insight (2015-12-01). Insight Guides: Oman & the UAE (باللغة الإنجليزية). Apa Publications (UK) Limited. ISBN 9781780055480. مؤرشف من الأصل في 21 سبتمبر 2020. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Annual Report on International Religious Freedom 2005, April 2006, 109-2 Joint Committee Print, ** (باللغة الإنجليزية). 2006-01-01. مؤرشف من الأصل في 21 سبتمبر 2020. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "Church Announces Plans to Construct a Temple in United Arab Emirates". newsroom.churchofjesuschrist.org (باللغة الإنجليزية). 2020-04-05. مؤرشف من الأصل في 21 سبتمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 06 أبريل 2020. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "Holy See announces diplomatic ties with United Arab Emirates". Denver, Colorado, United States: Catholic News Agency. 31 مايو 2007. مؤرشف من الأصل في 19 فبراير 2011. اطلع عليه بتاريخ 23 سبتمبر 2010. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "United Arab Emirates". 2001-2009.state.gov. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 23 فبراير 2012. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - الكنائس والمعابد في الإمارات.. مرآة لثقافة التسامح نسخة محفوظة 2020-09-21 على موقع واي باك مشين.
- 26 كنيسة في دبي والشارقة لخدمة الجاليات والأنشطة المجتمعية نسخة محفوظة 2019-02-13 على موقع واي باك مشين.
- "18 Non-Muslim Places of Worship Granted Licences in Abu Dhabi". 7Dnews. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2021. اطلع عليه بتاريخ 23 سبتمبر 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - المسيحيون واليهود والبوذيون في الإمارات.. أين يصلون؟؛ الحرة؛ 8 يناير 2019 نسخة محفوظة 21 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- St Joseph's School Abu Dhabi. Dubai FAQs. نسخة محفوظة 2020-02-19 على موقع واي باك مشين.
- "St. Mary's Catholic High School, Fujairah". UAE: St. Mary's Grup of Schools. مؤرشف من الأصل في 01 أغسطس 2018. اطلع عليه بتاريخ 01 أغسطس 2018. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - البابا فرانسيس في الإمارات: زيارة بابوية غير مسبوقة لدولة في شبه الجزيرة العربية؛ بي بي سي، 3 فبراير 2019. نسخة محفوظة 26 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- ما أهداف زيارة بابا الفاتيكان إلى الإمارات؟؛ بي بي سي، 3 فبراير 2019. نسخة محفوظة 26 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- زيارة بابا الفاتيكان للإمارات: تعرف على قصة الخليج مع المسيحية والمسيحيين؛ بي بي سي، 2 فبراير 2019. نسخة محفوظة 25 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- الإمارات: مسيحيون (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 2019-11-21 على موقع واي باك مشين.
- Vicariate Apostolic of Arabia, url accessed September 10, 2006 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 17 مارس 2011 على موقع واي باك مشين.
- البابا فرانسيس: في أول زيارة لدولة الإمارات العربية؛ بي بي سي، 5 فبراير 2019. نسخة محفوظة 08 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
- البابا فرانسيس يقود قداسا تاريخيا بحضور عشرات الآلاف في أبو ظبي؛ بي بي سي، 5 فبراير 2019. نسخة محفوظة 01 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
- World Christian Encyclopedia, 2001 edition, Volume 1, page 771/772
- "Gulf Field - Adventist Online Yearbook". www.adventistyearbook.org. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 08 فبراير 2017. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "Who is DECC". Deccc.com. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 23 فبراير 2012. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - UAE - Laws Criminalizing Apostasy Library of Congress (May 2014) نسخة محفوظة 08 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- LIVING AMONG THE BREAKAGE: CONTEXTUAL THEOLOGY-MAKING AND EX-MUSLIM CHRISTIANS نسخة محفوظة 10 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census نسخة محفوظة 31 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
- Memory Eternal: Metropolitan Constantine (Papastephanou) نسخة محفوظة 23 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Eastern Orthodox Cathedral of Saint Elias in Abu Dhabi نسخة محفوظة 24 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- افتتاح كنيسة للأرمن في أبوظبي نسخة محفوظة 9 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- أشهر الكنائس في أبوظبي نسخة محفوظة 18 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- 26 كنيسة في دبي والشارقة لخدمة الجاليات والأنشطة المجتمعية نسخة محفوظة 13 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- كنائس الإمارات نسخة محفوظة 12 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Portes Ouvertes نسخة محفوظة 27 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- United Arab Emirates-Religion نسخة محفوظة 28 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- United Arab Emirates نسخة محفوظة 19 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
- Religion in Dubai نسخة محفوظة 24 April 2010 على موقع واي باك مشين.. Dubaidreams
- هجوم "كنائس" على الخليج نسخة محفوظة 02 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Johnstone, Patrick; Miller, Duane Alexander (2015). "Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census". IJRR. 11: 14. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 06 ديسمبر 2015. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)
انظر أيضًا
- بوابة المسيحية
- بوابة الإمارات العربية المتحدة