المسيحية في الإكوادور
المسيحية في الإكوادور هي الديانة المهيمنة في البلاد حيث أن حوالي 92% من السكان هم مسيحيين. بحسب دراسة قامت مركز بيو للأبحاث عام 2014 وجدت أن البلاد تعتبر كاثوليكية في المقام الأول حيث أنَّ 79% من السكان هم من الكاثوليك، وتأتي في المرتبة الثانية البروتستانتية مع 13%، هناك تواجد في البلاد أيضًا لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وشهود يهوه.
تُعد الإكوادور بلد ذات تقاليد كاثوليكيَّة هيسبانيَّة، والغالبية العظمى من مسيحيي البلاد من المتدينين حيث أنَّ حوالي 76% من مسيحيي الأكوادور يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم.[1] وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 38% من المسيحيين يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع. في حين أنَّ 63% من المسيحيين يُداومون على الصلاة يوميًا.[1]
تاريخ
الحقبة الإستعمارية
يعود تاريخ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في الإكوادور إلى الحقبة الإستعماريَّة الإسبانيَّة واستمرت كأهم مؤسسة في الإكوادور في القرن الحادي والعشرين. وتعد الكاثوليكية هي واحدة من الموروثات الرئيسيَّة للحقبة الإستعماريَّة الإسبانية، إلى جانب الإسبانية كلغة الأمة. حيث أصبحت المنطقة جزءًا من أراضي الإمبراطورية الإسبانية، أنشئت العديد من التقاليد والهوية والعمارة الإكوادوريَّة خلال الفترة الإستعمارية. ولعب الكنيسة الكاثوليكية لعبت دورًا محوريًا في الحياة السياسيَّة والاجتماعيّة في الإكوادور منذ بداية الغزو الاسباني. حيث كانت الكاثوليكية جزءًا أساسيًا من الثقافة الإسبانية، والتي كانت تحدد روح ونظرة عالمها.
وتم إرسال المبشرين من الفرنسيسكان، والدومنيكان، والأوغسطنيين للبلاد، لتحويل السكان الأصليين إلى الديانة المسيحية. أسس الرهبان مئة وعشرين مستشفى في أول مئة سنة من الحقبة الإستعمارية، كان يخدم بعضها الإسبان فقط ولكن خدم معظمها حصرًا السكان الأصليين. وكانت هذه المستشفيات بالنسبة للهنود ذات أهمية خاصة لأن الأوبئة إلى موت عدد لا يحصى من الهنود بعد الغزو الإسباني.[2][3][4] وفي نفس الفترة التي تم فيها إنشاء التسلسل الهرمي الأسقفي، قدم إلى البلاد رهبان من جمعية يسوع أو اليسوعيين، وهو نظام ديني جديد يقوم على مبادئ جديدة، وتميز اليسوعيون بالكفاءة حيث كان لديهم معايير عالية لقبول أعضائها إلى جانب سنوات من التدريب. وطفقوا في أنحاء إسبانيا الجديدة يؤسسون المدارس والكليات والمكتبات. درّس اليسوعيون الفلسفة واللاهوت، إضافة إلى العلوم التطبيقية الحديثة في ذلك العصر، وساندوا النزعة الإنسانية بل كانوا "محركي الثقافة الإنسانية المعاصرة في الفلسفة"، وشددوا على أهمية التكافل والتعاضد بدلاً من التقاتل.
كان للرجال الدين (ولكن ليس الراهبات) امتيازات كنسيَّة يطلق عليها بإسم فويروس (بالإسبانيَّة: fueros)، والتي تعفي رجل الدين من المحاكم المدنيَّة، بغض النظر عن الجريمة، ولكن يتم محاكمتهم في المحاكم الكنسيَّة. ويعني هذا الفصل بين الولايات القضائيَّة بالنسبة للمجموعات المختلفة أنَّ للكنيسة سلطة مستقلة كبيرة. في أواخر القرن الثامن عشر، كان أحد إصلاحات بوربون هو إزالة هذا الفويروس، مما جعل رجال الدين يخضعون للمحاكم المدنية.[5] وكان أعضاء الطبقة العليا من التسلسل الهرمي الكنسي، وكهنة الرعية، والقساوسة الذين عملوا في مؤسسات دينية مثل المستشفيات، يحصلون على دخل محترم.
في القرن السادس عشر تأسست محاكم التفتيش البيروفيانية والتي شملت أراضي الإكوادور وكانت امتدادًا لمحاكم التفتيش الإسبانية في المستعمرات. ولم يكن الفتح الإسباني للإكوادور حدثًا سياسيًا للإسبانيا فحسب، بل حدث ديني أيضًا. نظمت محاكم التفتيش البيروفيانيَّة أول موكب أوتو دا في في 9 يناير سنة 1570، وظلت تمارس تفتيشها في العقائد حتى سنة 1820،[6] كما حظر على غير الكاثوليك الهجرة إلى أقاليم ما وراء البحار الإسبانية، حيث كان يحتاج المهاجرون إلى الحصول على رخصة سفر التي ذكرت أنهم من خلفيَّة كاثوليكيَّة نقيَّة. حيث كان الاعتقاد السائد آنذاك أن العديد من المسيحيين الجدد من ذوي الأصول اليهودية والمسلمة يمارسون شعائر أديانهم القديمة سرًا، وأن عددًا كبيرًا من هؤلاء المسيحيين الجدد كانوا يبطنون اليهودية. ومن هنا أُدخل هذا المصطلح كي يميز "المسيحيون القدامى" أنفسهم عن المتنصرين وذريتهم، الذين كانوا يعدون في نظر الكنيسة والمسيحيين القدامي خطرًا على الإيمان الكاثوليكي القويم، ويُنظر إليهم كهراطقة محتملين.[7] وقد كان المسيحيون الجدد من ذوي الجذور المسلمة يسمون بالموريسكيين،[8] بينما يلقب ذوو الجذور اليهودية بالمارانوس، وتعني "الخنازير".[9] ومع ذلك، أنتشر اليهود والمسلمين المتحولين إلى المسيحية في كافة مستعمرات الإمبراطورية الإسبانية والإمبراطورية البرتغالية في أمريكا اللاتينية وأندمج البعض مع السكان المحليين الكاثوليك مما نتج عن جماعات كاثوليكية عبرانيّة، في حين أندمجت الغالبية في الثقافة الكاثوليكية الهيسانية.[10]
الاستقلال والعصور الحديثة
في 9 أكتوبر 1820، أصبحت مدينة غواياكيل أول مدينة تحصل على الاستقلال في الإكوادور من الإمبراطورية الإسبانية. في وقت الاستقلال انقسم رجال الدين الكاثوليك بين أولئك الذين دعموا الملك (واقعي) وأولئك الذين فضلوا الاستقلال المطلق (الوطنيون). وفضل رجال الدين من الأساقفة والنخب الكنسيَّة دعم الخيار الأول، في حين أن كهنة الرعايا والرهبانيات فضلت الخيار الأخير. وتشير البحوث إلى أن الدور الذي لعبه رجال الدين في الاستقلال كان حاسمًا، لأنه ساهم في تعبئة وتجنيد الناس (بسبب تأثيرها الملحوظ على الشعب)؛ بل وعمل القساوسة كقادة عسكريين. واتسم القرن التاسع عشر للإكوادور بحالة من عدم الإستقرار، وحظي جابرييل جارثيا مورينو موحد البلاد في عام 1860 بدعم من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وجلب صعود الليبراليين في عام 1905 سلسلة من القيود الصارمة على الامتيازات الخاصة بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وقامت الدولة بالاعتراف الدولة بحرية وجود الديانات الأخرى في البلاد، وأنشأت نظامًا للتعليم العام، واستولت على معظم ممتلكات الكنيسة الريفيَّة. وبالإضافة إلى ذلك، ألغى التشريع العشور رسميًا (على الرغم من استمرار العديد من أصحاب المزارع في جمعها). وقام دستور عام 1945 (ودستور 1979) بترسيخ حق حرية الدين وفصل الكنيسة عن الدولة.[11]
مع التغيرات الاجتماعية في الستينات والسبعينيات والثمانينات من القرن العشرين، أصبح الأساقفة الكاثوليك في البلاد نشطين بشكل متزايد في دعم التغيير الاجتماعي. حيث قام قادة الكنيسة بتنظيم حملات محو الأمية بين السكان الأصليين، إلى جانب توزيع الأراضي المتبقية للمؤسسات الاجتماعية، ومساعدة الفلاحين في الحصول على سندات ملكيَّة الأراضي، والمجتمعات المحلية على تكوين تعاونيات.[11] في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، تبنى الأساقفة وضعًا وسطيًا في القضايا الاجتماعية والسياسية. حيث أكدَّت الأسقفية أن سياسة الحكومة أدت إلى حالات بؤس للكثير من أبناء المجتمع الإكوادوري. كما أدّعى الأساقفة أنَّ سياسة التنمية الاقتصادية في السبعينيات وأوائل الثمانينيات قد وسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء. لكن في الوقت نفسه، حذر الأساقفة رعاياهم من الكاثوليك من استخدام النظريات الماركسية حول المجتمع أو تأييد العنف أو الصراع الطبقي.[11] أدّى دعم الكنيسة للإصلاح الاجتماعي إلى حالة من الصراع مع السلطات الحكومية. في عام 1976، على سبيل المثال، ألقت الشرطة القبض على ليونيداس بروانو فيلالبا أسقف ريوبامبا والناقد الأسقفي الأكثر صراحة للمجتمع الاكوادوري وسياسة الدكتاتور غييرمو رودريغيز، إلى جانب ستة عشرة أسقف أمريك لاتيني من الذين كانوا يحضرون مؤتمر الكنيسة في مقاطعة تشيمبورازو. بعد أن اتهمهم وزير الداخلية بالتدخل في السياسة الداخليَّة لإكوادور ومناقشة المواضيع الهدامة، وأصدر وزير الداخلية بروانو بطرد الأساقفة الأجانب من البلاد. شكل بعض الكاثوليك مجموعات هامة لدعم القضايا المحافظة. فعلى سبيل المثال، دعت لجنة الشباب المسيحيين من أجل الحضارة المسيحية إلى إلغاء قوانين الإصلاح الزراعي كونها قوانين "معادية للمسيحية".[11]
الطوائف المسيحية
الكاثوليكية
- مقالة مفصلة: الرومانية الكاثوليكية في الإكوادور
منذ الإستعمار الإسباني، أصبحت الإكوادور بلد كاثوليكي. وكانت الكنيسة الكاثوليكية وما زالت تحتل مكانًا هامًا في الحكومة الإكوادورية والمجتمع الإكوادوري. بعد دستور عام 1869، أصبحت الكاثوليكية الدين الرسمي للدولة وكان يحق فقط للكاثوليك الحصول على الجنسية.[12] في عام 1899، قامت الحكومة الليبرالية بقيادة الفارو بوضع دستور جديد يحترم جميع الأديان ويضمن حرية اختيار الدين. وأصبح التعليم العام خالي من التأثير الديني. ومع ذلك، فالمدارس الكاثوليكية الخاصة لا تزال موجودة وحاضرة بقوة.
الكنيسة الكاثوليكية الإكوادوريَّة هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة الإكوادوري. بحسب دراسة قامت مركز بيو للأبحاث عام 2014 وجدت أن البلاد تعتبر كاثوليكية في المقام الأول حيث أنَّ 79% من السكان هم من الكاثوليك،[1] ويتوزع كاثوليك البلاد على أربع مطرانيات أو مقاطعات كنسيَّة، ويرأس كل مطرانيَّة أسقف.
بحسب دراسة قامت مركز بيو للأبحاث عام 2014 يؤمن 99% من كاثوليك البلاد بالله، وقال 79% من كاثوليك البلاد أنَّ للدين أهميَّة ويؤمن حوالي 68% من الكاثوليك بحرفيَّة الكتاب المقدس. على المستوى الديني يُداوم 34% من الكاثوليك على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع، ويُداوم حوالي 62% على الصلاة يومياً، ويقرأ حوالي 17% من البروتستانت الكتاب المقدس أسبوعيًا، ويصُوم 26% خلال فترات الصوم، ويُقدم حوالي 18% الصدقة أو العُشور، وقال حوالي 7% من البروتستانت أنهم يشتركون في قيادة مجلس الكنيسة أو مجموعات صلاة صغيرة أو التدريس في مدارس الأحد.
البروتستانتية
المذهب الخمسيني هو أكبر المذاهب البروتستانتية في البلاد. مع أكثر من 100,000 عضو في الإكوادور. تعتبر الكنيسة كنيسة تبشيرية ولديها كنائس وبعثات في البيرو، وتشيلي، وأوروغواي وفنزويلا، والسلفادور، وإسبانيا، وإيطاليا، وسويسرا، والسويد، وهولندا وإسرائيل وغيرها من الدول. وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 حول الديانة في أمريكا اللاتينية أن حوالي 12% سكان الإكوادور من البروتستانت؛ ويشكل الخمسينيين حوالي 55% من مجمل المذاهب البروتستانتية.[1]
وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أن البروتستانت هي المجموعات الدينية التي تملك أعلى معدلات حضور وانتظام للطقوس الدينية مع وجود أغلبية من الملتزمين دينيًا.[1] عمومًا يعتبر البروتستانت الإنجيليين أكثر تدينًا من الكاثوليك؛ بحسب دراسة قامت مركز بيو للأبحاث عام 2014 يؤمن 99% من بروتستانت البلاد بالله، وقال 82% من بروتستانت البلاد أنَّ للدين أهميَّة ويؤمن حوالي 85% من الكاثوليك بحرفيَّة الكتاب المقدس. على المستوى الديني يُداوم 67% من الكاثوليك على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع، ويُداوم حوالي 81% على الصلاة يومياً، ويقرأ حوالي 51% من البروتستانت الكتاب المقدس أسبوعيًا، ويصُوم 56% خلال فترات الصوم، ويُقدم حوالي 64% الصدقة أو العُشور، وقال حوالي 32% من البروتستانت أنهم يشتركون في قيادة مجلس الكنيسة أو مجموعات صلاة صغيرة أو التدريس في مدارس الأحد.
كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة
وصل المبشرين المورمون الأوائل إلى الإكوادور في عام 1965. وفي 1 أغسطس من عام 1999، بني المعبد الأول في الإكوادور وهو معبد غواياكيل. ازاد أعداد أتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة في الإكوادور بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. في عام 2008 ذكرت صحيفة تابعة كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة عن وجود 185,663 عضو في الإكوادور.[13]
مصادر
- "Religion in Latin America, Widespread Change in a Historically Catholic Region". pewforum.org. Pew Research Center. November 13, 2014. مؤرشف من الأصل في 30 مايو 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - David Howard, The Royal Indian Hospital of Mexico City, Tempe: Arizona State University Center for Latin American Studies, Special Studies 20, 1979, p.1.
- Carmen Venegas Ramírez, Régimen hospitalario para indios en la Nueva España. Mexico 1973.
- Josefina Muriel, Hospitales de la Nueva España. 2 vols. Mexico 1956-60.
- N.M. Farriss, Crown and Clergy in Colonial Mexico. London: Athlone Press 1968.
- Teodoro Hampe-Martinez, p. 43.
- Susan Schroeder, Stafford Poole (2007). Religion in New Spain. University of New Mexico Press. صفحة 198. ISBN 978-0-8263-3978-2. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Michael C. Thomsett (2010). The Inquisition: A History. McFarland. صفحة 152. ISBN 978-0-7864-4409-0. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Michael Brenner, Jeremiah Riemer (2010). A Short History of the Jews. Princeton University Press. صفحة 122. ISBN 978-0-691-14351-4. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "Israel's Hebrew-Speaking Catholics: Interview With Father David Neuhaus". Zenit.org. 8 June 2008. مؤرشف من الأصل في 27 سبتمبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 06 يناير 2012. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Kluck, Patricia. "Religion". A Country Study: Ecuador (Dennis M. Hanratty, editor). مكتبة الكونغرس Federal Research Division (1989). This article incorporates text from this source, which is in the ملكية عامة. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 28 يونيو 2015. اطلع عليه بتاريخ 30 أكتوبر 2017. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - Ecuador and the Catholic Church نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
- LDS Newsroom [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 13 أغسطس 2010 على موقع واي باك مشين.