آية الكرسي

آية الكرسي وهي الآية رقم 255 من سورة البقرة في القرآن الكريم، لها أهمية كبيرة عند المسلمين، ولها فضل كبير.  اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ  .[1]

فضلها

    قال النبي محمد مخاطباً الصحابي أُبي بن كعب "يا أبا المنذر ! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت: الله ورسوله أعلم . قال: يا أبا المنذر ! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري وقال: والله ! ليهنك العلم أبا المنذر" [2]
      وقال عليه الصلاة والسلام: "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت"[3].
      • وعن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، قال: إني محتاج، وعلي عيال، ولي حاجة شديدة. قال: فخليت عنه. فأصبحت، فقال النبي: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة ؟ قال: قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالاً، فرحمته وخليت سبيله. قال: أما إنه قد كذبك وسيعود. فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله: إنه سيعود. فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله. قال: دعني، فإني محتاج، وعلي عيال، لا أعود. فرحمته وخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله. قال: أما إنه قد كذبك وسيعود . فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله. وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود، ثم تعود . فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها. قلت: ما هن. قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله: ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله . قال: وما هي ؟

      قال: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي: أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ قلت: لا، قال: ذاك شيطان.[4]

      تفسيرها

      • {الله لا إله إلا هو}: الذي ليس معه شريك، فكل معبود من دونه فهو خلق من خلقه، لا يضرون ولا ينفعون ولا يملكون رزقا ولا حياة ولا نشورا
      • {الحي}: الذي لا يموت
      • {القيوم}: الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه.
      • {سِنَةٌ}: نعاس وهو ما يتقدم النوم من الفتور.
      • {وَلاَ نَوْمٌ}: عن المفضل: السنة ثقل في الرأس، والنعاس في العين، والنوم في القلب وهو تأكيد للقيوم، لأن من جاز عليه ذلك استحال أن يكون قيوماً
      • {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}: الملائكة
      • {يعلم ما بين أيديهم}: من العلم
      • {وما خلفهم}: علم الغيب
      • {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السموات والأرض}: أي علمه ومنه الكراسة لتضمنها العلم والكراسي العلماء، وسمي العلم كرسياً تسمية بمكانه الذي هو كرسي العالم وهو كقوله تعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً}[5] سورة غافر، الآية 7. أو ملكه تسمية بمكانه الذي هو كرسي الملك أو عرشه كذا عن الحسن، أو هو سرير دون العرش في الحديث "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بفلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة" أو قدرته بدليل قوله {وَلاَ يَئودُهُ} ولا يثقله ولا يشق عليه {حِفْظُهُمَا} حفظ السموات والأرض.[6]
      • {وهو العلي العظيم}: لا أعلى منه ولا أعظم ولا أعز ولا أجل ولا كرم[7]

      الله هو الذي يستحق أن يُعبد دون سواه، وهو الباقي القائم على شؤون خلقه دائماً، الذي لا يغفل أبداً، فلا يصيبه فتور ولا نوم ولا ما يشبه ذلك لأنه لا يتصف بالنقص في شيء، وهو المختص بملك السموات والأرض لا يشاركه في ذلك أحد، وبهذا لا يستطيع أي مخلوق كان أن يشفع لأحد إلا بإذن الله، وهو محيط بكل شيء عالم بما كان وما سيكون، ولا يستطيع أحد أن يدرك شيئاً من علم الله إلا ما أراد أن يعلم به من يرتضيه، وسلطانه واسع يشمل السموات والأرض، ولا يصعب عليه تدبير ذلك لأنه المتعال عن النقص والعجز، العظيم بجلاله وسلطانه.[8]

      مكانتها

      عن أَنس أن رسول الله سأل رجل من أصحابه: (هل تزوج؟ قال لا، ليس عندي ما أتزوج به !. قال: أوليس معك قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ؟ قال: بلى. قال: ثلث القرآن. أليس معك قُلْ يَا أيُّها الْكَافِرُنَ؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن. أليس معك إِذَا زُلْزِلَتْ؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن. أليس معك إذا جَاءَ نَصّر الله؟ قال بلى. قال: ربع القرآن أليس معك آية الكرسي؟ قال: بلى. قال ربع القرآن فتزوج)[9]

      عن الحسن: (أن رجلا مات أخوه فرآه في المنام فقال: أخي.. أي الأعمال تجدون أفضل؟ قال: القرآن. قال: فأي القرآن؟ قال: آية الكرسي (اللهُ لاَ إلَه إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم) ثم قال: ترجون لنا شيئا؟ قال نعم. قال: إنكم تعملون ولا تعلمون، وإنا نعلم ولا نعمل )[10]

      عن أبي بن كعب: أن الرسول سأله: أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قال آية الكرسي: (الله لاَ إِلَهٰ إِلاَّ هو اَلْحَيُّ الْقَيُّومُ) قال ليهنئك العلم أبا المنذر.. والذي نفسي بيده إن لها لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش[11]

      بركاتها في الدنيا

      عن عائشة: أن رجلا أتى النبي فشكا إليه أن ما في بيته ممحوق من بركة فقال: أين أنت من آية الكرسي ؟ .. ما تليت على طعام ولا إدام إلا أنمى الله بركة ذلك الطعام والإدام [12]

      عن أبي قتادة: أن النبي قال: (من قرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة عند الكرب أغاثه الله تعالى [13] )

      عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً: أوحى الله إلى موسى بن عمران: (أن من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، جعل الله له قلب الشاكرين، ولسان الذاكرين، وثواب النبيين، وأعمال الصديقين، ولا يواظب على ذلك إلا نبي أو صديق، أو عبد امتحن قلبه بالإيمان، أو أريد قتله في سبيل الله[14])

      بركاتها في طرد الشياطين

      عن محمد بن الحنيفية أنه قال: لما نزلت آية الكرسي خر كل صنم في الدنيا، وكذلك خر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رؤوسهم، وهبت الشياطين يضرب بعضهم على بعض، فاجتمعوا إلى ابليس، فأخبروه بذلك، فأمرهم أن يبحثوا عن ذلك، فجاءوا إلى المدينة فبلغهم أن آية الكرسي قد نزلت[15])

      عن أبي هريرة أن رسول الله قال: سورة البقرة فيها آية سيدة آيات القرآن لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه : آية الكرسي [16])

      وعن الحسن أن النبي قال: (إن جبريل أتاني فقال: إن عفريتاً من الجن يكيدك، فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي[15])

      بركاتها عند الموت وفي الاخرة

      وفي الخبر: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، كان الذي يتولى قبض روحه ذو الجلال والإكرام، وكان كمن قاتل مع أنبياء الله حتى يستشهد[17]

      عن أبي أمامة قال: قال رسول الله : من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت [18]

      معرض صور

      المراجع

      1. سورة البقرة، الآية:255
      2. صحيح مسلم، دار إحياء الكتب العربية، طبعة 1374هـ، حديث رقم 810
      3. المكتبة الإسلامية نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
      4. صحيح البخاري، المكتبة السلفية، طبعة 1400هـ، رقم 2311
      5. القرآن الكريم، سورة غافر، الآية 7
      6. مدارك التنزيل وحقائق التأويل - عبد الله بن أحمد بن محمود أبو البركات النسفي.
      7. أخرجه الطبراني في سننه
      8. تفسير المنتخب، لجنة من علماء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وزارة الأوقاف المصرية.
      9. أخرجه أحمد وابن الصريس والهروى في فضائل؛ورواه ابن كثير. بزيادة آية الكرسي الله لا إله إلا هو ولم يرد عنه لفظ :فتزوج كما جاء بالدار.
      10. أخرجه ابن الضرايس.
      11. أخرجه أحمد واللفظ له، ومسلم وأبو داوود وابن الضراس والحاكم والهروى في فضائله.
      12. أخرجه أبو الحسن محمد بن شمعون الواعظ في أماليه وابن النجار.
      13. أخرجه ابن السنى وفي الحديث رجل ضعيف أو مجهول.
      14. أخرجه ابن مردودية، وقال ابن كثير: منكر جداً.
      15. القرطي بصيغة يروى وهي للتضعيف، وهذا أثر ولكن مما ليس للرأي فيه مجال3\268
      16. أخرجه سعيد بن منصور والحاكم البيهقي في الشعب وصحة الحاكم ولم يخرجاه كذا قال ابن كثير
      17. رواه ابن حبان الدار قطني والطبراني وروايه ابن حبان غلى شرط الشيخين، وابن مردويه بروايات صعاف. وقال الدار قطني: غريب من حديث الألهاني عن أبي أمامة تفرد به محمد بن حمير عنه قال يعقوب بن سفيان: ليس بالقوي : انظر: الموضوعات لابن الجوزي:1\243-244
      18. أخرجه النسائي في اليوم والليلة والروياني في سننه

        وصلات خارجية

        • بوابة الأديان
        • بوابة الإسلام
        • بوابة القرآن
        This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.