عيسى بن مريم

المسيح عيسى بن مريم ويُعرف أيضاً بيشوع بالعبرية وبيسوع في العهد الجديد، هو رسول من رُسل الله من أولو العزم من الرسل،[3] أرسله الله نبيًا لبني إسرائيل يدعوهم إلى عبادة الله وحده والإخلاص له في العبادة والعودة إلى صراطه المستقيم، أيدّه بالمعجزات الدالة على صدقه وأتاه الإنجيل،[4] ويُفضل المسلمون إضافة عبارة "عليه السلام" بعد اسمه ككل الأنبياء توقيراً لهم. الإيمان بعيسى (وكل الأنبياء والرسل) ركن من أركان الإيمان، ولا يصح إسلام شخص بدونه. ذُكر عيسى باسمه في القرآن 25 مرة، بينما ذُكر محمد 4 مرات.[5][6]

عيسى ابن مريم
اسم نبي الله عيسى بخط الثلث [1]
ابن مريم، المسيح، رسول الله، نبي الله،
الوجيه، كلمة الله، المبارك، عبد الله[2]
الولادة بيت لحم، فلسطين
مبجل(ة) في الإسلام، المسيحية
النسب عيسى ابن مريم بنت عمران

يَذكر القرآن أن عيسى ولدته مريم بنت عمران، وتُعتبر ولادته معجزة إلهية، حيث إنها حملت به وهي عذراء من دون أي تدخل بشري، بأمر من الله وكلمةٍ منه. قال تعالى في سورة آل عمران:  إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ   ولحكمة أن يكتمل إعجاز الله في الخلق (فأدم أبو البشر خُلق من دون أب ولا أم، وحواء أم البشر خُلقت من أب بلا أم، وكل البشر خُلقوا من أب وأم، وأما عيسي فمن أم بلا أب) وليكتمل بخَلقه ناموس الخلق الذي أراده خالق الكون.

كانت لدى عيسى القدرة على فعل بعض المعجزات كسائر المرسلين والأنبياء مع خصِّه بإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن من الله.

وبحسب القرآن، فإن عيسى حيٌّ، لم يمت حتى الآن، ولم يقتله اليهود، ولم يصلبوه، ولكن شبِّه لهم، بل رفعه الله إلى السماء ببدنه وروحه رحمة وتكريماً له، وهو إلى الآن في السماء، كذلك فإن عيسى مسلمٌ مثل كل الرسل في الإسلام، أي خضع لأمر الله، ونصح متبعيه أن يختاروا الصراط المستقيم، قال تعالى في سورة النساء:  وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا  بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا  . يرفض الإسلام فكرة الثالوث، أن عيسى هو إله متجسد، أو ابن الله أو أنه صُلب أو قيامة يسوع. ويذكر القرآن أن عيسى نفسه لم يدّعي هذه الأشياء، ويُشير إلى أن عيسى سينفي ادعاءه الألوهية في يوم القيامة. ويشدد القرآن أن عيسى بشرٌ فانٍ، مثل كل الأنبياء والرسل وأنه اختير لينشر رسالة الله. وتحرم النصوص الإلهية إشراك الله مع غيره، وتدعو إلى توحيد الله وبأنه السبيل الوحيد للنجاة.

يُؤمن المسلمون بأن محمداً رسول أُرسل للعالمين (الإنس والجن)، أما المسيح عيسى بن مريم والرسل السابقون فقد أُرسلوا لقومهم خاصة، وقد آمن برسالة عيسى من بني إسرائيل الحواريون بينما كفرت طائفة أخرى، ومن معجزاته أنه كلم الناس وهو صبيٌّ في المهد وأنه يحي الموتى ويشفي الأكمه والأبرص ويصنع من الطين على شكل الطير وينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله.[7][8]

النسب

من وجهة نظر الدين الإسلامي ولد عيسى بلا أب، وأمه هي مريم بنت عمران من آل عمران من بني إسرائيل وقد عاشت أمه في منزل النبي زكريا.

قال تعالى في سورة آل عمران:  إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ  

بينما يعتقد اليهود أن يسوع (عيسى) وزكريا من ذرية النبي داوُود.[9]

جزء من سلسلة الإسلام عن

الأنبياء

الأنبياء المذكرون في القرآن

آدم · إدريس · نوح
هود · صالح · إبراهيم
لوط  · إسماعيل  · إسحاق
يعقوب · يوسف  · أيوب
شعيب · موسى  · هارون
ذو الكفل  · داود · سليمان
إلياس · اليسع  · يونس
زكريا · يحيى  · عيسى
محمد

صفات عيسى

استناداً إلى عدة أحاديث من النبي محمد، يمكن وصف عيسى خَلقياً هكذا (رآه محمد في مناسبات مختلفة مثلاً في الحلم، أو في رحلة الإسراء والمعراج أو وصفه عندما يصف قدومه الثاني):[10]

  • رجل قوي البُنية، متوسط الطول، عريض الصدر.
  • شعره باهت، مجعد، طويل يقع بين كتفيه.
  • بشرته مُشربة بالحُمرة، أو بِلَون بُنّي خفيف.
  • أشبه الناس به عروة بن مسعود الثقفي.

قصة عيسى في القرآن

ذكر القرآن قصة عيسى بادئاً بولادته، وتَعَبُّدِ أمه في معبد بالقدس، عندما كانت تحت رعاية النبي زكريا، الذي كان أباً للنبي يحيى.[11] ثم انتقل إلى قصة حمل مريم بعيسى التي اصطفاها الله على نساء العالمين، لتلد عيسى وهي عذراء.

البشارة

كانت مريم داخل المعبد عندما زارها الملك جبريل والذي أحضر إليها بشرى سارة بولادة ابن لها وهو كلمة الله المسيح عيسي ابن مريم.[12] ذكر القرآن أن الله أرسل البُشرى عبر جبريل إلى مريم، بأن الله كرمها من بين جميع نساء العالم. أخبر جبريل أيضاً مريم أنها ستلد ابناً مباركا، يُسمى عيسى، وأنه سيكون نبيًا، وأن الله سيُنَزِّلُ عليه الإنجيل. وأخبرها أن عيسى سيتكلم وهو صبيّ في المهد وسيدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وهو كهل، وسيكون من الصالحين. ثم سألت جبريل كيف يوجد هذا الولد مني وأنا لست بذات زوج ولا من عزمي أن أتزوج، ولست بغيا؟ فجاءها الردّ بأن الله قادرٌ على كل شيء، كما جاء في سورة آل عمران:  قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ  . ذكر القرآن أن عيسى خُلق بأمر الله، وقارن خلقه بخلق آدم حيث خلق آدم من دون والدين، ولكن بأمره (كن فيكون). وكانت الإجابة نفسها إلى زكريا، كيف حملت امرأته إليصابات، وهي كبيرة في السن.[13]

الولادة

ذكر القرآن قصة الولادة العذرية لعيسى عدة مرات. ذكر القرآن أن مريم عندما كانت مسافرةً في صحراء بيت لحم، جاءها ألم المخاض. وأثناء آلامها وضعفها، فجر الله ماءً متدفقاً من الأرض تحت قدمها لكي تشرب. وكانت مريم أثناء مخاضها بالقرب من نخلة، فطُلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب وتأكل. بكت مريم من ألمها وتمسكت بالنخلة، حتى سمعت صوتاً من تحتها (فهم البعض على أن هذا الصوت من عيسى الذي لايزال في رحمها، والآخر على أنه من ملك) يقول: (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا). ذلك اليوم، ولدت مريم في وسط الصحراء.

بعد أربعين يوم، حملت مريم ابنها عيسى وعادت إلى الناس. أُمرت مريم أن لاتكلم الناس في ذلك اليوم، حيث سيجعل الله عيسى يتكلم، حيث يؤمن المسلمون أن عيسى فعلاً تكلم في المهد وكانت أول معجزة له. بعد ذلك، ذهبت مريم إلى المعبد وقد سخر منها رهبان المعابد الآخرين، لكن زكريا آمن بقصتها وأيدها. اتهم الرهبان مريم بأنها صارت امرأة فاسقة وأنها لمست رجلاً غريباً من دون زواج. أجابت مريم بالإشارة إلى ابنها وإخبارهم أن يكلموه. لكن الرهبان غضبوا لأنهم ظنوا أن مريم تستهزء بهم بطلبها أن يكلموا الرضيع. حينها أنطق الله عيسى من المهد وتكلم عن نبوته قائلاً :  قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا  وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا  وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا  وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا  .[7][14]

الرسالة

جزء من سلسلة حول
  • مسيحية
  • الإسلام

حسب النصوص الإسلامية، عيسى اختير لإيصال رسالة التوحيد والإيمان بالله والخضوع له لبني إسرائيل.

إنزال الكتب

يؤمن المسلمون أن الله أنزل على عيسى كتاباً مقدساً جديداً يُسمى الإنجيل ليحل لبني إسرائيل بعض الذي حرم عليهم، وأيضاً بالبحث عن الحقيقة في الكتب السابقة مثل التوراة و الزبور. تكلم القرآن عن الإنجيل بأنه يجعل في قلوب متبعيه رأفة ورحمة. لكن الرسالة الحقيقية في الإنجيل حُرفت وغُيرت مرات عديدة في مختلف الأزمان. مذكور عن الإنجيل في القرآن:

 إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ  وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ  قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ  وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ  وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ   آل عمران

 كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ   آل عمران

 وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ  وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ   [15][16]

الحواريون

ذكر في القرآن أن عيسى سانده الحواريون وآمنوا برسالته. ذكر في القرآن ان طائفة من بني إِسرائيل آمنت وطائفة كفرت، ولكن ذكر نماذج من إيصال عيسى الرسالة لهم. وذكر في القرآن أن الحواريين آمنوا:

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ  

 فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ  رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ   [17]

كانت أطول حكاية ذكرها الله عن الحواريين في القرآن عندما طلب الحواريون أن تنزل عليهم مائدة من السماء، لإثبات أن عيسى فعلاً نبي وأنه يوصل الرسالة الحقيقية:

 إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ  قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ  قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ   [18]

الرفع

النصوص الإسلامية ترفض رفضاً قاطعاً فكرة الصلب أو القتل المنسوب للمسيح عيسى ابن مريم في العهد الجديد.[7][19] ذكر القرآن أن الذين كفروا من بني إسرائيل سعوا إلى قتل عيسى، لكنهم لم يصلبوه أو يقتلوه ولكن "شُبه لهم". يؤمن المسلمون بأن عيسى لم يُصلب ولكن توفاه الله ورفعه اليه، و " الوفاة " التي ذكرها الله عز وجل في هذه الايه قال " هي وفاه نوم " وكان معنى الكلام اني منيمك ورافعك في نومك . قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود " ان عيسى لم يمت وانه راجع اليكم قبل يوم القيامة . وقال اخرون معنى ذلك اني قابضك من الارض فرافعك الي قالوا ومعنى " الوفاة " القبض لما يقال " توفيت من فلان ما لي عليه " بمعنى قبضته واستوفيته قالوا فمعنى قوله " اني متوفيك ورافعك " أي قابضك من الارض حيا إلى جواري واخذك إلى ما عندي بغير موت ورافعك من بين المشركين واهل الكفر بك.[20]

وفي الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إذ قال الله يا عيسى ﴾ والمعنى: ومكر الله إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى: ﴿ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ﴾ أَيْ: قابضك من غير موتٍ وافياً تاماً أَيْ: لم ينالوا منك شيئاً ﴿ ورافعك إليَّ ﴾ أَيْ: إلى سمائي ومحل كرامتي فجعل ذلك رفعاً إليه للتَّفخيم والتَّعظيم.[21]

التوفي : اسم مأخوذ من استيفاء العدد . واستيفاء الشيء : أن تستقضيه . يقال : توفيته، واستوفيته . ( كما يقال : تيقنت الخبر : واستيقنته ) . وتثبت في الأمر : واستثبت . والوفاة : اسم للموت، لأنه يكون عند استيفاء العمر . وذكر أهل التفسير أن التوفي في القرآن على ثلاثة أوجه : -

أحدها : الرفع إلى السماء، ومنه قوله تعالى في آل عمران : ( إني متوفيك) ، وفي المائدة : ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ) .

والثاني : قبض الأرواح بالموت، ومنه قوله تعالى في سورة النساء :( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم )

وفي النحل الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ) ، وفي تنزيل السجدة : ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) ، وفي المؤمن ( غافر ): ( فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك ) .

والثالث : قبض حس الإنسان بالنوم، ومنه قوله تعالى في الأنعام : ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) ، وفي الزمر : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ) ..."

  •  اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ   الزمر

وقد ذكر في القرآن بشكل صريح ان عيسى بن مريم لم يمت.[22]

 وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا   النساء

 وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا  بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا   [23]

مناقشة تفاسير العلماء الذين يرفضون الصلب، كتبت دائرة المعارف الإسلامية :

«الإنكار، علاوة على ذلك، في الاتفاق مع منطق القرآن. قصص الكتاب المقدس المنسوخة (مثل أيوب، موسى، يوسف إلخ) متعلقة بتاريخ بداية الإسلام تبرهن أنها سنة الله ليحقق انتصار الإيمان أخيراً على قوى الشر والمحن. "فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً" (الشرح 5،6) موت عيسى على الصليب يعني انتصار قاتليه، لكن القرآن أكد أنهم فشلوا: "إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الّذِينَ آمَنُوا" (الحج 38) "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (آل عمران 54)»

تفسيرات بديلة

يرى أغلب العلماء والمؤرخين الغربيين[24] و اليهود[25][26] والمسيحيين أن عيسى صلب،[27] لكن المسلمين يعتقدون أن عيسى ما قتل وما صلب بل رفعه الله، ووفقًا للمعتقدات الإسلامية بدا للذين كفروا من بني إسرائيل أنهم قتلوه بقتلهم آخر شبِّه لهم أنَّه المسيح. ويرى آخرون أمثال شبير علي أنه عُلّق على الصليب، ولكنه لم يمت عليه، بل رُفع إلى الله من قبره بعد أن دفنه أصحابه ظنا منهم أنه قد مات إلا أنه حقيقة لم يمت. يستدل شبير بأن الصلب لا يثقب عضوا ضروريا، وأن عيسى عُلق على الصليب لسويعات قليلة فقط، لدرجة أن بيلاطس، والذي كان متعاطفا مع عيسى، تعجب عندما سمع خبر وفاته.[28]

قدومه مرة أخرى

يؤمن المسلمون بنزول عيسى بن مريم مرة أخرى للأرض قبل فترة قصيرة من يوم القيامة.  هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ   [29]

نزول عيسى سيكون في نصف الحرب بين المهدي المنتظر و المسيح الدجال وتابعيه. سينزل عيسى عند منارة بيضاء شرق دمشق، مرتدياً رداءً أصفر ورأسه ممسوح بالزيت، ثم سينضم للمهدي في محاربة الدجال.[30] سيكون عيسى مسلماً، ملتزماً بالتعاليم الإسلامية. أخيراً، سيقتل عيسى المسيح الدجال، وسيصبح كل أهل الكتاب مسلمين. هكذا ستكون الديانة الوحيدة هي الإسلام.

حسب الاعتقاد الشيعي بعد موت المهدي، سيتولى عيسى القيادة، وستحل العدالة والسلام. وتشير النصوص الإسلامية إلى ظهور قبيلة يأجوج و مأجوج في ذلك الوقت، وستعيث الفساد في الأرض. ثم سيستجيب الله لصلوات عيسى ودعاؤه، وسيقتلهم بإرسال نوع من الدود إلى مؤخر أعناقهم.[30] سيكون حكم عيسى على الأرض 40 سنة ثم يموت، ويصلي عليه المسلمون صلاة الجنازة ويدفنونه في المدينة المنورة بالقرب من النبي محمد والخليفة أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب.[7]

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد).[31]

  •  قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ   التوبة
  •  حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ   المائدة

في الاعتقاد اليهودي

يؤمن اليهود بالمسيح/الماشيح ويعتقدون أنه نبي وملك مستقبلي من ذرية النبي داوُود وانه سيحكم بني إسرائيل، لكن أغلب الطوائف اليهودية لا تعتبر عيسى (يشوع/يسوع) في الديانة اليهودية كمسيح وشخصية مرسلة من قبل الله، وهو لدى أغلب الطوائف اليهودية ليس المسيح/الماشيح ولا حتى نبي، بوصفه لم يتمم النبؤات الكتابية حوله، وتعطي الكتب الدينية اليهودية معلومات كثيرة عن المسيح وعن صفاته،[32] ويرفض اليهود فكرة عودة المسيح إلى الأرض ويعتقدون أن المسيح سيأتي مرة واحدة فقط وسيقوم بإعادة بناء معبد سليمان (מקדש שלמה)، وترفض الطوائف اليهودية عقيدة الثالوث المسيحية. ولا يؤمن اليهود أن الله يتجسد في صورة إنسان أو أن له ابناً أو شريكاً، مع ذلك فجذور المسيحية تأتي من اليهودية، التي تتشارك معها في الإيمان بكتاب اليهودية المقدس "التوراة"، والإيمان في وجود إله خالق واحد،[33] والإيمان بالمسيح كلمة الله، والصلاة، والقراءة من كتاب مقدس.

في الاعتقاد المسيحي

في المسيحية، واعتمادًا على العهد الجديد، فعيسى أو يسوع هو المسيح الذي انتظره اليهود وفيه تحققت نبؤات العهد القديم،[34] وله عدد وافر من الألقاب،[35][36] وهو معصوم، وكامل،[37] والوحيد الذي لم يرتكب أي خطيئة،[38][39][40] وقد ولد من عذراء بطريقة إعجازيّة، واجترح عجائب ومعجزات عديدة وقدم تعاليمَ صالحةً لكل آن،[41] لتمثّل حياته "إنجيل عمل" مُلهم لأتباعه،[42] وأسس الكنيسة، ومات على الصليب تكفيرًا عن خطايا العالم،[43][44] فكان مُحرر البشرية وبُشراها السارّة،[45] ثم قام من بين الأموات ورفع إلى السماء، بعد أن وعد المؤمنين به أنه سيعود في آخر الزمان؛[46][47][48] ليكون بذلك كمال الاعتلان الإلهي للبشر، وختام رسالات السماء،[49] مفتتحًا عهدًا جديدًا، بعد سلسلة من العهود السابقة،[50][51] ليغدو بذلك طريقه، الوسيط الوحيد بين الله والإنسان؛[52][53][54] بعد مرحلة طويلة من الإعداد بدأت منذ آدم وإبراهيم.[55] حسب النظرة اللاهوتيّة للمسيح، فإنه يمثل القُدرة الإلهية في البشرية،[56] فهو كلمة الله، الأزليّة، التي تدرعت بجسد من مريم، وبالتالي فهو مستحق العبادة.

في الاعتقاد الإسلامي

وُصف عيسى بأسماء كثيرة في القرآن، وأكثر اسم ظهر له هو ابن مريم، وأحياناً بأسماء أخرى. عيسى أيضاً ذكر في القرآن كنبي أو رسول الله. المصطلحات مثل وجيه ومبارك وعبد الله كلها استخدمت في القرآن للإشارة إلى عيسى.[7]

هناك اسم آخر تكرر وهو المسيح. وهذا لايطابق المفهوم المسيحي للمسيح، حيث أن الإسلام يعتبر جميع الرسل من ضمنهم عيسى فانون، ولا يشارك بالألوهية. يشرح المسلمون كلمة المسيح بأنه ممسوح بالزيت، أو لأنه يمسح على أعين العميان فيشفيهم. الآيات القرآنية تستعمل مصطلح "كلمة الله" والذي يشير إلى أن الله خلق عيسى بكلمة ملفوظة منه (كن فيكون) في اللحظة التي حملت مريم بعيسى.[7]

ثيولوجيا

يعتبر الإسلام عيسى بشراً ورجلاً صالحاً ورسول الله. يرفض الإسلام فكرة أن عيسى إله أو ابن الله. الإيمان بأن عيسى هو الله أو ابن الله يعتبر شركا في الإسلام، ورفض لوحدانية الله، وهي خطيئة لا تغتفر ما لم يتداركها بتوبة قبل مماته.[57] ويمكن لكل الخطايا أن تغتفر بالتوبة، والخضوع لله (أي اعتناق الإسلام) حساباتهم من الأعمال الصالحة والخطايا التي تحدد مصير الإنسان يوم القيامة تُحسب من ذلك الوقت. وتقول آية من القرآن:

 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ  لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  

 لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ   [58][59]

معتقد الثالوث المسيحي مرفوض في الإسلام. وجهات نظر الإسلام في عيسى أنه بشر ككل الأنبياء، يعبد الله وحده ويخضع لرسالته. وبهذا فإن عيسى مسلم (أي خاضع ومستسلم لرسالة الله) ككل الأنبياء في الإسلام.[60]

الإشارة إلى النبي محمد

يؤمن المسلمون بأن عيسى أشار إلى محمد، وأعلن أن الرسالة آتية، ووضعوا هذه القاعدة استنادًا لآية قرآنية حيث يتحدث عيسى عن رسول يأتي من بعده اسمه أحمد.[61] ربط الإسلام اسم أحمد بمحمد وكلا الاسمين مصدرهما من الجذر ح م د والذي يعني استحقاق المدح والثناء. ويؤكد المسلمون أن تصريح عيسى موجود في العهد الجديد واضعين ذكر فارقليط (parakletos) أنه سيأتي متنبأً بهذا في إنجيل يوحنا.[62] وادعى بعض المعلقون المسلمون أن الكلمة الأصلية لـفارقليط هي periklutos التي تعني الشهير أو اللامع أو المستحق الثناء وهو اسم أحمد ولهذا استبدل المسيحيون الاسم بـparakletos.[7][63]

محاولة قتله

ذكر في الآيات القرآنية أن الذين كفروا من بني إسرائيل (مكروا) دبروا مكيدة لقتل عيسى بن مريم ، فقاموا بتحريض الرومان عليه وأوهموهم أن دعوة عيسی تهدد بزوال ملكهم ،فدبروا أمر مقتله وأرسلوا جنودهم في البحث عنه ، وقد دلهم علی مكانه رجل منافق من أصحابه ، لكن الله القی علی هذا الرجل شبه عيسی فقبض عليه الجنود الرومان اعتقادا منهم بأنه عيسی فقتلوه ثم صلبوه، وأما عيسی فقد أنجاه الله من كيدهم ، فعيسی لم يقتل ولم يصلب ، وإنما رفعه الله تعالى إليه ولسوف ينزل إلی الأرض كأحدی علامات الساعة ويحكم بشريعة الإسلام.

 وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا  بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا  وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا  

 فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ  رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ  وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ  إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ  فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ  

الوفاة

ذكر في الآيات القرآنية ان الله توفى عيسى بن مريم ورفعه إليه

 إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ  

 وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا  

 إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ  

تسليم عيسى على نفسه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث بعد موته يوم القيامة  وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا  

مشهد من يوم القيامة  وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ  مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ  

مراجع

  1. ثلث (خط) - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  2. القرآن الكريم.
  3. Smith, Cyril Glassé ; introduction by Huston (2001). The new encyclopedia of Islam (الطبعة Édition révisée.). Walnut Creek, CA: AltaMira Press. صفحة 239. ISBN 9780759101906. مؤرشف من الأصل في 25 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. The Oxford Dictionary of Islam, p.158
  5. "Jesus, Son of Mary" in Oxford Islamic Studies Online نسخة محفوظة 29 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  6. "Jesus in the Quran". islam101.com. مؤرشف من الأصل في 06 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 08 يوليو 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  7. "Isa", Encyclopedia of Islam
  8. موسوعة القرآن, Jesus
  9. 2 Samuel 5:14–16
  10. موقع الإسلام،حديث 165. نسخة محفوظة 23 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  11. القرآن الكريم، سورة آل عمران، 33-37
  12. القرآن الكريم، آل عمران، 45
  13. القرآن الكريم، مريم، 8-9
  14. القرآن الكريم، مريم، 30
  15. القرآن الكريم، المائدة، 46-47
  16. القرآن الكريم، آل عمران، 3
  17. القرآن الكريم، آل عمران، 52-53
  18. القرآن الكريم، المائدة، 112-115
  19. For instance; Matthew chapter 27, Mark chapter 15, Luke chapter 23, and John chapter 19
  20. "إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ۖ ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون". www.quran7m.com. مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 11 يونيو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  21. "تفسير: (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ...)". www.alukah.net. 2017-02-25. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 11 يونيو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  22. سورة النساء 159
  23. القرآن الكريم، النساء، 157-158
  24. Crossan, John Dominic (1995). Jesus: A Revolutionary Biography. HarperOne. p. 145. ISBN 0-06-061662-8. "That he was crucified is as sure as anything historical can ever be, since both Josephus and Tacitus...agree with the Christian accounts on at least that basic fact."
  25. Josephus Antiquities 18.3.3 نسخة محفوظة 29 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. Sanhedrin 43a.
  27. Jesus of Nazareth by Paul Verhoeven (Apr 6, 2010) ISBN 1-58322-905-1 page 39
  28. مناظرة شبير علي مع ديفيد وود في مارس 2018 حول قيامة المسيح
  29. القرآن الكريم، الزخرف، 57-67
  30. Sonn (2004) p. 209
  31. موقع الإسلام، صحيح البخاري، حديث رقم 2344. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  32. Norman, Asher (2007). Twenty-six reasons why Jews don't believe in Jesus. Feldheim Publishers. pp. 59–70. ISBN 978-0-9771937-0-7.
  33. التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، يوحنا بولس الثاني، روما 1988، فقرة.34
  34. البشرى، مجموعة من المؤلفين، المركز الكاثوليكي للتعليم المسيحي، الطبعة الأولى، أنطلياس 2005، 69.
  35. يسوع هو المسيح، بشارة الحياة، 19 يوليو 2012. نسخة محفوظة 07 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  36. أين نجد المسيح مكتوبًا في العهد القديم، الاجوبة، 19 يوليو 2012. نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  37. يسوع المسيح، شخصيته وتعاليمه، الأب بولس إلياس، المكتبة الشرقية، بيروت 1963، ص.51
  38. انظر: رسالة كورنثس الثانية 5: 21؛ الرسالة إلى العبرانيين 4: 15؛ رسالة بطرس الأولى 2: 22؛ رسالة يوحنا الأولى 3: 5.
  39. البشرى، مرجع سابق، ص.90
  40. هل كان من الممكن أن يرتكب المسيح خطيئة، الأجوبة، 19 يوليو 2012. نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  41. رب المجد، عبد الفادي القاهراني، دار النفير، بيروت 1990، ص.106
  42. الحرية المسيحية والتحرر، بندكت السادس عشر، مجمع العقيدة والإيمان، ترجمة ومنشورات اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، جل الديب 1986، فقرة.82
  43. هدية التكفير المجانية، الإيقاظ، 19 يوليو 2012. نسخة محفوظة 24 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  44. معجم المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني، عبدو خليفة، المكتبة الشرقية، بيروت 1988، ص.36
  45. الحرية المسيحية والتحرر، مرجع سابق، فقرة.43
  46. يسوع كما في متى، فكتور حداد، المكتبة البولسية، بيروت 1980، ص.39
  47. التعليم المسيحي - الجزء الثاني، إغناطيوس زيادة، المطبعة الكاثوليكية، الطبعة الخامسة، بيروت 1956، ص.120
  48. علامات المجيء الثاني، الأنبا تكلا، 19 يوليو 2012. نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  49. الله يسير مع شعبه، فيربو فينو، المكتبة البولسية، جونيه 1996، ص.122.
  50. إطلالة الألف الالث، يوحنا بولس الثاني، اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، جل الديب 1994، فقرة.6
  51. معجم المجمع الفاتيكاني الثاني، مرجع سابق، ص.40
  52. انظر: رسالة كورنثس الثانية 5: 19؛ رسالة تيموتاوس الأولى 2: 5؛ الرسالة إلى العبرانيين 7: 25؛ الرسالة إلى العبرانيين 3: 15.
  53. إطلالة الألف الثالث، مرجع سابق، فقرة.3
  54. شفاعة يسوع المسيح، نور العالم، 19 يوليو 2012.
  55. معجم المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني، مرجع سابق، ص.4
  56. الإنسان والكون والتطور بين العلم والدين، هنري بولاد، دار المشرق، الطبعة الرابعة، بيروت 2008، ص.313
  57. See:
    • Esposito (2002) p. 32, 74;
    • Fasching, deChant (2001) p. 241
    • Markham and Ruparell (2001) p. 348
  58. القرآن الكريم، المائدة، 17
  59. cf. Esposito (2002) p. 32
  60. See:
    • Khalidi (2001) p. 75;
    • Fasching, deChant (2001) p. 241
  61. القرآن الكريم، سورة الصف، الآية 6.
  62. "And I will pray the Father, and he shall give you another Comforter, that he may abide with you for ever;
    Even the Spirit of truth; whom the world cannot receive, because it seeth him not, neither knoweth him: but ye know him; for he dwelleth with you, and shall be in you.", John 14:16–17
  63. Watt (1991) pp. 33–34

    طالع أيضًا

    • بوابة أعلام
    • بوابة الإسلام
    • بوابة القرآن
    • بوابة المسيحية
    • بوابة يسوع
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.