إدريس
إدريس نبي من أنبياء الله. وَهو أَوَّلَ بَنِي آدَمَ أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ بَعْدَ آدَمَ وَشِيثَ بحسب التقاليد الدينيّة.
إدريس | |
---|---|
الولادة | الألفية الرابعة قبل الميلاد بابل |
الوفاة | رفع إلى السماء الرابعة وقُبِضت روحه هناك. |
مبجل(ة) في | اليهودية، المسيحية، الإسلام، الصابئة |
النسب | إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم. |
نسبه
في التوراة هو "أخنوخ" بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم كما في سفر التكوين.[1]
وقيل هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم واسمه عند العبرانيين (خنوخ[؟]) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح.
إدريس في الإسلام
جزء من سلسلة الإسلام عن |
آدم · إدريس · نوح |
ذكره القرآن باسمه في سورة مريم، الآيتين 56 و57 حيث قال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا .[2]
"إدريس" هو أحد الأنبياء الذين أخبر الله عنهم في القرآن حيث ذكر صراحة أنه نبي، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسم وحدث عن شخصيته فوصفه بالنبوة والصديقية. وهو أول بني آدم أُعطي النبوة بعد آدم وشيث، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خطَّ بالقلم وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمئة سنة وثماني سنين. وقد قال طائفة من الناس أنه المُشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي لما سأل الرسول محمد عن الخط بالرمل فقال: "قد كان نبيٌّ مِن الأنبياءِ يخُطُّ فمَن وافَق خطَّه فذاك".[3][4]
يؤمن المسلمون بأن النبي[؟] محمد بن عبد الله قد قابل "إدريس" في السماء الرابعة أثناء المعراج في رحلة الإسراء والمعراج.[5]
هل إدريس هو إلياس
ذهب بعض العلماء من الصحابة ومن بعدهم إلى أنهما -أي إلياس وإدريس- اسمان لنبي واحد، وأن إلياس هو إدريس وإدريس هو إلياس، قال
قال البخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس واستأنسوا. في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء أنه لما مر به أي بإدريس قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم وإبراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له. |
وهذا ما ذهب إليه الضحاك بن مزاحم وحكاه قتادة بن دعامة ومحمد بن إسحاق.
وكان عبد الله بن مسعود يقرأ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ فيقول: ﴿سَلامٌ عَلى إدْرَاسِينَ﴾، وكان يقول: إلياس هو إدريس، ويقرأ: "وَإِنَّ إدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ"، ثم يقرأ على ذلك: "سَلامٌ عَلَى إدْرَاسِينَ"، كما قرأ الآخرون: (سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) بقطع الآل من ياسين.[6]
وقد رجح ابن كثير أنهما مختلفان وأن إلياس ليس هو إدريس، فقال: والصحيح أنه غيره كما تقدم.[7]
ولادته وعمره
وقد اختلف العلماء في مولده ونشأته، قال بعضهم إنه ولد في فلسطين وقال بعضهم إن "إدريس" ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر وقيل غير ذلك، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، وقد أدرك من حياة آدم 308 سنوات لأن آدم عمر طويلا زهاء ألف سنة. ولما كبر آتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع غفير، فنوى الرحيل عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل بابل؟ فقال: الله رزقنا هاهنا وهو رازقنا غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق.
وقد كانت مدة إقامة "إدريس" في الأرض ما يقارب ال800 سنة ثم رفعه الله إليه كما ذكر القرآن وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا .[8]
أعماله
وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لسانا يتكلم الناس بها وقد علمه الله منطقهم جميعا ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدنا في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة. ويعتقد بأنه أول من خط بالقلم ودون الصحف التي أنزلت عليه من الله وأنه أول من خاط الثياب البيض ولبسها وكان قبلها يلبسون الجلد.[9]
وفاته
وقد أختلف في موته، فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعبا وأنا حاضر فقال له: ما قول الله لإدريس وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ؟ فقال كعب: أما "إدريس" فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملا، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال له: إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى أزداد عملا، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه "إدريس"، فقال: وأين "إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح "إدريس" في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا . ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها.[10] وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى انظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى "إدريس" فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.
وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا قال: "إدريس" رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حيا إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا : رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري في قوله تعالى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل. وقد زعم بعضهم أن "إدريس" لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل.
قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو "إدريس"، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مر به قال له مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم وإبراهيم: مرحبا النبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.
وهذا لا يدل ولابد، قد لا يكون الراوي حفظه جيدا، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم اجمعين.[11]
من أقواله وحكمه
وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمه قوله:
- «خير الدنيا حسرة، وشرها ندم».
- «السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة».
- «الصبر مع الإيمان يورث الظفر».
إدريس في ديانة الصابئة المندائيون
يعتقد أنه دنانوخ الوارد ذكره في كتاب الصابئة المقدس وأنه نفسه أخنوخ الوارد ذكره في الكتاب المقدس.
والصابئة كلمة أصلها من الفعل الآرامي المندائي مصبتا، أي صبغ أو اغتسل، وتدل على التطهر والنقاء، الاسم هذا هو اسم أقدم ديانة سماوية توحيد[؟]ة وهي ديانة الله الأولى التي أنزلت على نبيه ورسوله آدم. لهم كتابهم المنزل الذي يسمى جنزا ربا اي الكنز العظيم، ويعتبر النبي "دنانوخ ادريس" رابع انبياء الصابئة، حيث لهذه الديانة الموحدة سبعة أنبياء هم: آدم، شيتل بن آدم أو شيث، آنوش، نوح، سام بن نوح، "دنانوخ ادريس" وآخرهم يحيى بن زكريا عليهم السلام. حيث يسمى بهذه الديانة الموحدة بـ"دنانوخت" أو "دنانوخ"، ولمكانة "النبي ادريس" وابنه مكانة مميزة بهذه الديانة السماوية حيث ترد نصوص كثيرة حول حياته بكتاب جنزاربا الكنز العظيم صحف الأنبياء وفي الكتب والمخطوطات الأخرى.
انظر أيضًا
مراجع
- سفر التكوين
- القرآن الكريم، سورة مريم، الآيتين 56 و57.
- ابن إسحاق
- البداية والنهاية
- الحديث النبوي
- تفسير الطبري، الآية 130 من سورة الصافات نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- فتوي إسلام ويب - هل إلياس وإدريس نبي واحد نسخة محفوظة 26 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- القرآن الكريم، سورة مريم، الآية 57.
- ابن حجر العسقلاني (842 هـ). فتح الباري شرح صحيح البخاري. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - تفسير ابن أبي حاتم
- البداية والنهاية، ابن كثير.
وصلات خارجية
- بوابة الإسلام
- بوابة أعلام
- بوابة اليهودية
- بوابة القرآن
- بوابة العراق
- بوابة المسيحية
- بوابة الأديان
- بوابة الإنجيل