صحابة
صَحَابَةُ النَّبِيّ مفرده صَحَابِيّ، مصطلح إسلامي يقصد به حملة رسالة الإسلام الأولين، وأنصار النبي محمد بن عبد الله المدافعين عنه، والذين صحبوه وآمنوا بدعوته وماتوا على ذلك.[1] والصحبة في اللغة هي الملازمة والمرافقة والمعاشرة. رافق الصحابة رسول الله محمد بن عبد الله في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعدوه على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة. وبعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله قام الصحابة بتولي الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين، وتفرق الصحابة في الأمصار لنشر تعاليم الإسلام والجهاد وفتح المدن والدول. وقاد الصحابة العديد من المعارك الإسلامية في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر.
جزء من سلسلة مقالات حول |
مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد المُطَّلب الهَاشِمي القُرَشيّ |
---|
أحداث وجوانب من حياته
|
نظراته وآراؤه |
أوصافه وخصاله |
آثاره ومقتنياته |
بوابة محمد |
أنواع وأعداد الصحابة
يقسم التاريخ الإسلامي الصحابة الذين عاصروا النبي إلى نوعين:
- المهاجرون وهم أصحاب النبي الذين أمنوا بدعوته منذ البداية وهاجروا معه من مكة إلى يثرب التي سميت بالمدينة المنورة.
- الأنصار وهم من نصروا النبي من أهل المدينة المنورة بعد الهجرة،
وهناك من يضيف فئتين من الأنصار هما:
- البدريون وهم من ساند النبي في معركة بدر.[2][lower-alpha 1][lower-alpha 2]
- و"علماء الصحابة" وهم الصحابة الذين تفرغوا للعلم.
لا يمكن القطع بعدد الصحابة بين كتاب السيرة النبوية[3][4] وذلك لتفرقهم في البلدان والقرى والبوادي.[5] تم ذكر اسماء الصحابة في العديد من المدونات الإسلامية منها "كتاب الطبقات الكبير" لمحمد بن سعد، وفي كتاب "الإستيعاب في معرفة الأصحاب" لحافظ القرطبي" والذي ذكر فيه تاريخ 2770 صحابي و381 صحابية.[6] وبحسب ما ذكر في كتاب "المواهب اللدنية بالمنح المحمدية"، لشهاب الدين القسطلاني، كان هناك حوالي عشرة ألاف صحابي حين فتحت مكة، و 70 الفا في معركة تبوك عام 630م، وكان هناك 124000 صحابي حضروا حجة الوداع.[7]
فضل الصحابة في القرآن الكريم
وقد ورد في فضلهم آيات وأحاديث كثيرة منها :
- قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ سورة التوبة:100
- وقال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا سورة الفتح:18
- وقال تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا سورة الفتح:29
فضل الصحابة في السنة النبوية
ومما جاء في السنة النبوية :
- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه |
قال البيضاوي : «معنى الحديث لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحد ذهبا من الفضل والأجر ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصيفه ، وسبب التفاوت ما يقارن الأفضل من مزيد الإخلاص ، وصدق النية مع ما كانوا من القلة ، وكثرة الحاجة والضرورة ، وقيل السبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام ، وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها ، وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين ، وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل ، ولأن بذل النفس مع النصرة ، ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها» .
- عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال :
خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم |
- عن أبي بردة قال : قال رسول الله «النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون»
- عن أبي راكة قال : «صليت خلف علي صلاة الفجر فلما سلم انفلت عن يمينه ثم مكث كأن عليه الكآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح قال : لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى اليوم شيئا يشبههم كانوا يصبحون ضمرا شعثا غبرا بين أعينهم أمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله ويراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا أصبحوا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح فهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم .»
معاني الصحبة في اللغة العربية
- يطلق لفظ الصحابي على كل من لقي محمد وأسلم وبقي على الإسلام حتى مات.
- تعريف الصُّحْبَة: الصحبة في اللغة الملازمة والمرافقة والمعاشرة، يقال صحبه يصحبه صحبة، وصحابه بالفتح وبالكسر عاشره ورافقه ولازمه، وفي حديث قيلة خرجت أبتغي الصحابة إلى محمد.
- الصَّاحِب المرافق ومالك الشيء والقائم على الشيء، ويطلق على من اعتنق مذهباً أو رأياً فيقال أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي
- الصَّاحِبَة الزوجة، قال تعالى (وأنَّهُ تَعَإلى جَدُّ رَبِّنا ما اتَّخَذَ صَاحِبَةً ولا وَلداً) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا [8] سورة الجن, الآية 3.
- الصَّحَابِيّ:هو من رأى محمد وآمن به ومنهم من ولد قبل بعثة الرسول ومنهم من ولد في حياته.
الصحابة في التاريخ
الصحابة مصطلح تاريخي يُطلق على من آمن بدعوة الرسول محمد بن عبد الله ورآه ومات على ذلك الإيمان. والصحبة في اللغة هي الملازمة والمرافقة والمعاشرة. ولقد رافق الصحابة الرسول محمد بن عبد الله في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة. وبعد وفاته قام الصحابة بتولي الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وتلاهم صحابي أموي واحد هو معاوية بن أبي سفيان. وتفرق الصحابة في البلدان التي تم فتحها. وقاد الصحابة العديد من الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر.
الصحابة في الإسلام
جزء من سلسلة مقالات حول |
الإسلام |
---|
مصادر التشريع |
تاريخ إسلامي
|
أعياد ومناسبات
|
انظر أيضاً |
بوابة إسلام |
الصحابة لدى أهل السنة
هم الذين عرفوا من أحوال رسول الله محمد بن عبد الله ما جعلهم يهرعون إليه ويضعون مقاليدهم بين يديه ينغمسون في فيضه الذي بهر منهم الأبصار وأزال عنهم الأكدار، وصيرهم أهلاً لمجالسته ومحادثته ومرافقته ومخالطته، حتى آثروه على أنفسهم وأموالهم وأزواجهم وأولادهم، وبلغ من محبتهم له وإيثارهم الموت في سبيل دعوته للإسلام أن هان عليهم اقتحام المنية كراهة أن يجدوه في موقف مؤذ أوكربة يغض من قدره.[9]
- وإن الله ذكرهم في القرآن تحديدا سورة الفتح فقال: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [10] سورة الفتح، الآية 29.
- وذكر القرآن: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ [11] سورة الواقعة، الآيات 10-14.
- ثم ذكر القرآن في سورة الواقعة أيضا: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ [12] سورة الواقعة، الآيات 35-40.
ويتضح من الآيات السابقة، وما يجرى في فلكها، أن الصحابة درجات بعضها فوق بعض، فالسابقون الأولون الذين أسلموا وجوههم إلى الله، ولبوا مناديه إلى الإيمان، وكل من على سطح هذه المعمورة مخالف لهم هم كبار الصحابة الذين اصطنعهم سيدهم بنفسه، ورباهم تحت سمعه وبصره عبر ثلاث عشرة سنة قضاها رسول الله محمد بن عبد الله في مكة، وقال فيهم ورحى الحرب دائرة في بدر (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد في الأرض).[13]
وقال كذلك: (الله الله في أصحابي، فلوأن أحدكم تصدق بمثل أحد ذهباً ما ساوى مده ولا نصيفه).[14]
يلي هؤلاء السابقين من المهاجرين، السابقون من الأنصار وهم الذين بايعوا رسول الله محمد بن عبد الله بيعة العقبة على أن يمنعوه من الأسود والأحمر، والإنس والجن.
وجاء في القرآن: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [15] سورة التوبة، الآية 100.
وما سوى الصحابة الكبار طبقات بعضها أفضل من بعض، فالذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، يقول القرآن وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [16] سورة الحديد، الآية 10. وواضح من الآية السابقة وما يشبهها أن الله قد جعل لأصحاب النبي محمد مقياساً تقاس به أقدارهم وميزانا توزن به منازلهم ومراتبهم، فالسابقون الأولون من المهاجرين هم الكبار الذين لا يسمو إليهم غيرهم، ومن عداهم من الصحابة الكرام متفاوتون تبعاً لأعمالهم في نصرة الإسلام، وجهادهم تحت ألويته وراياته، فأفضلهم الذين شهدوا بدراً ودافعوا عن النبي محمد ودينه فيها. ويليهم من شهد غزوة أحد وهكذا حتى غزوة تبوك.
ثوابت عن الصحابة
وهناك عدة ثوابت عند مذهب أهل السنة عن الصحابة، منها:
- 1- الصحابة كلهم عدول، لا يجوز تجريحهم ولا تعديل البعض منهم دون البعض.
- 2- الصحابة لم يذكرهم الله في القرآن إلا وأثنى عليهم وأجزل الأجر والمثوبة لهم، ولم يفرق بين فرد منهم وفرد ولا بين طائفة وطائفة. وفيهم يقول النبي محمد: (خيرالقرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم[17]).
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [15] سورة التوبة، الآية 100.
عدالة الصحابة
إتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول، وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم، ولا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه، لكونهم على الإطلاق معدلين بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم بنصوص القرآن:
- ذكر القرآن: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [18] سورة آل عمران، الآية 110، واتفق المفسرون السنة على أن الآية واردة في أصحاب محمد.
- وذكر القرآن كذلك: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [19] سورة البقرة، الآية 143.
- وذكر القرآن: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [10] سورة الفتح، الآية 29.
وفي نصوص الحديث الشاهدة بذلك كثيرة، منها:
- حديث أبي سعيد المتفق على صحته :أن رسول الله قال: "الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد أذاني، ومن أذاني فقد أذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه".
فعلى أي حال قال ابن الصلاح: "ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتن منهم فكذلك، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانا للظن بهم، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة، وجميع ما ذكرنا يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاجون مع تعديل الله ورسوله لهم إلى تعديل أحد من الناس".
ونقل ابن حجر عن الخطيب في "الكفاية، أنه لولم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، ونصرة الإسلام، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء، والأبناء, والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين: القطع بتعديلهم، والاعتقاد بنزاهتهم، وأنهم كافة أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم.
ثم قال هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتمد قوله، وروى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب محمد فاعلم أنه زنديق، ذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة".
إنكار صحبة من ثبتت صحبته بنص القرآن
اتفق الفقهاء السنة على تكفير من أنكر صحبة أبي بكر للنبي محمد في الغار. واختلفوا في تكفير من لم تذكر صحبته بالقرآن (حيث لا يرد تكذيب آية من القرآن هنا) ممن أنكر صحبة غيره من الخلفاء الراشدين عند السنة، كعمر, وعثمان, وعلي، فنص الشافعية على أن من أنكر صحبة سائر الصحابة غير أبي بكر لا يكفر بهذا، وهو مفهوم مذهب المالكية, وهو مقتضى قول الحنفية, وقال الحنابلة: يكفر لتكذيبه ما صح عن محمد ولأنه يعرفها العام والخاص وانعقد الإجماع على ذلك فنافي صحبة أحدهم أو كلهم مكذب لمحمد.
عند المذهب السني سبُّ الصحابة أو واحد منهم فسق ومعصية وعلامة نفاق، لقول رسول الله: "لا تسبُّوا أصحابي"، ولقوله: "سباب المسلم فسوق"، والصحابة هم خير من أسلم وآمن فسبُّهم أشنع وصاحبه أفسق، هذا إن نسب إليهم ما لا يقدح في عدالتهم أو في دينهم بأن يصف بعضهم ببخل أو جبن أو قلة علم أو عدم الزهد ونحو ذلك، فلا يكفر باتفاق الفقهاء، ولكنه يعزَّر على فسوقه.
إنما يكفر بتكفير جميع الصحابة أو من ثبت إحسانهم فضلا عن إيمانهم كالخلفاء الأربعة أو العشرة المبشرين بالجنة أو أهل بدر أو أصحاب الشجرة من أهل بيعة الرضوان، وكل من نص النبي على فضله وإيمانه من المؤمنين لأن ذلك:
- تكذيب لما نص عليه القرآن، والسنة.
- ولأنه يلزم منه الطعن في صحته وصحة السنة حيث طعن في الذين نقلوهما إلينا فالقرآن منقول إلينا عن طريقهم وكذلك السنة.
وقد استنبط الأمام مالك حكم كفر من سبَّهم وأبغضهم من قول الله في آخر سورة الفتح "يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار" حيث قال: فمن غاظه أمر الصحابة فهو كافر.
الصحابة في معتقد الشيعة
من حيث التعريف يرى الشيعة أن الصحبة لا تثبت إلا بطول الملازمة للنبي على أنهم لم يحددوا أمدا معينا، ويفضل الشيعة استخدام مصطلح الأصحاب بدل الصحابة لعدم ورود مصطلح صحابي في الكتاب أو السنة وعدم وجود أصل له في اللغة العربية ولكن المصطلح يبقى مستخدما وإن كان بشكل أقل في أدبيات الشيعة. ويقدر الشيعة مكانة الأصحاب وفضلهم ونصرتهم للنبي ، ويرى الشيعة أنهم يمتثلون للنهج القرآني في تقييمهم لمكانة الأصحاب فكما نزل القرآن في مدح أصحاب النبي في بعض المواقف، فقد نزلت الآيات في لومهم وذمهم في بعض الأحيان[20]، بالإضافة لوجود بعض المنافقين بين صفوفهم مستشهدين ببعض الآيات والروايات التي صحت عندهم[21]، على أنهم لا يرون اعتبار وجود ما يدل على تزكية الصحابة كلهم بمجموعهم واستحقاقهم الجنة لا في الكتاب ولا في السنة فكل الآيات محددة مشروطة، ولا يستثنى أصحاب النبي عن حكم الله الذي ينطبق على البشرية، فإن احسنوا جزاهم الله بالحسنى وإن أساؤوا حاسبهم بذلك. ويعامل أصحاب الجرح والتعديل عند الشيعة أصحاب النبي كغيرهم من المسلمين، فلا يعاملون ككل فمنهج الشيعة يقتضي بحث حال الصحابة فردا فردا للوقوف عند سيرهم وعدم تسليم الأمور على عواهنها من حيث تفاوت درجة تمسك من صحب النبي بما أمر به، ابتداء ممن كان مؤمنا صادقا ممدوحا نهاية إلى من ثبت عليه أنه من أهل النار. فيتم القول بعدالة وموثوقية من يثبت عندهم صدقه من خلال التدقيق في سيرته ويتم جرح آخرين ثبت عند الشيعة سقوطهم روائيا لعلة قادحة في صدقهم وأمانتهم.
الممدوحون من أصحاب النبي
يحوز الصحابة وبالأخص من كان من المهاجرين والأنصار على تقدير من الشيعة فوق من أسلم بعد عام الفتح، وإن كانت مكانة الصحابة ككل دون مرتبة أهل البيت على كل حال. وثبت عند الشيعة أن من أصحاب النبي من يستحق المراتب العليا وقد مدح رسول الله بعض الصحابة بأشخاصهم وزكاهم. فحتى يكون الصحابي محل تقدير عند الشيعة فإنهم يرون ضرورة تمسكه بسيرة النبي وأخلاقه وموته على ذلك، ومن عاش منهم بعد النبي فلا بد له من الطاعة التامة ومناصرة وصي النبي علي الذي خصه الله تعالى بالولاية والخلافة التي بلغ رسول الله بها صراحة في أكثر من موضع كان اخرها قبيل وفاته في غدير خم; فيرفض الشيعة كل من ضاد عليا بأي شكل من الأشكال، بل لا يقبل من وقف موقف الحياد وتخاذل عن نصرة علي بن أبي طالب. ويقدر الشيعة عددا من الصحابة ويجعلونهم في مكانة مرموقة لما ثبت عندهم من استقامتهم في اتباع أمر الرسول طيلة حياتهم، من أشهرهم:[22]
روى الكليني عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر أنه قال: "كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي,[23] واختلفوا في عددهم فمنهم من زاد عن هذا العدد. والصحابة عند الشيعة قسمان:
- صحابة مسلمون لاعترافهم بإمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: كـعمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وغيرهم.
- وصحابة مرتدون لأنهم ينكرون إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
والمقصود من الارتداد هنا هو الارتداد عن الإيمان القوي الكامل وليس الارتداد عن الإسلام أو الكفر[24] ولا يعتقد الشيعة بعدالة كافة الصحابة أو أفضليتهم.
الصحابة عند غير المسلمين
الغربيون
كتب الألماني كاتاني في كتابه سنن الإسلام:
وقال الفرنسي غوستاف ليبان في كتابة "حضارة العرب":
البهائيون
يعترف البهائيون في كتابهم الأساسي "كتاب الإيقان" بصحابة النبي.[27]
آخر من توفي من الصحابة
- وآخر من مات من الصحابة : أبو الطفيل عامر بن واثلة توفي سنة 102 هـ ، وقيل 110 هـ.[28]
- آخر من مات من أهل العقبة: جابر بن عبد الله.[29]
- وآخر من مات من أهل بدر: أبو اليسر كعب بن عمرو.[30]
- وآخر من مات من العشرة المبشرين بالجنة ومن المهاجرين : سعد بن أبي وقاص.[31]
- وآخر من مات بمكة من الصحابة: عبد الله بن عمر.[30]
- وآخر من مات بالمدينة: سهل بن سعد.[30]
- وآخر من مات بالكوفة: عبد الله بن أبي أوفى.[30]
- وآخر من مات بالبصرة: أنس بن مالك.[30]
- وآخر من مات بمصر: عبد الله بن الحارث بن جزء.[30]
- وآخر من مات بالشام: عبد الله بن بسر.[30]
- وآخر من مات بخراسان: بريدة بن الحصيب.[30]
قال ابن تيمية: (من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة، فلا خلاف في كفرهم. ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هذا؟ فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الآية التي هي: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفاراً، أو فساقاً، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام)[32]
العشرة المبشرون بالجنة
رسم | اسم | فترة حياته | مكان الدفن | مُلاحظات |
---|---|---|---|---|
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ | المسجد النبوي، إلى جانب النبي محمد وعمر بن الخطاب، المدينة المنورة |
هو أولُ الخُلفاء الراشدين، وأول من أسلم من الرجال، وهو وزيرُ نبيّ الإسلام مُحمد وصاحبهُ، ورفيقهُ عند هجرته إلى المدينة المنورة.[33][34] بويع أبو بكر بالخِلافة، فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية من تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش، وارتدت كثير من القبائل العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويُرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحُكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الرِّدة، بدأ أبو بكر بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشَّام، ففتح مُعظم العراق وجزءاً كبيراً من أرض الشَّام. | ||
|
أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي |
(40 ق.هـ - 26 ذو الحجة 23 هـ / ما بين عاميّ 586 و590 - 7 نوفمبر 644م) |
المسجد النبوي، إلى جانب النبي محمد وأبي بكر الصديق، المدينة المنورة |
هو ثاني الخلفاء الراشدين، أمير المؤمنين المُلقب بالفاروق، في عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، والقدس، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الامبراطورية البيزنطية.[35] وهو مؤسس التقويم الهجري. |
أبو عبد الله عثمان بن عفَّان الأموي القرشي | البقيع بالمدينة المنورة | ثالث الخلفاء الراشدين، ومن السابقين إلى الإسلام. يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات نبي الإسلام محمد، وأول مهاجر إلى أرض الحبشة. بويع عثمان بالخلافة بعد الشورى التي تمت بعد وفاة عمر بن الخطاب، وقد استمرت خلافته نحو اثني عشر عاماً.[37] تم في عهده جمع القرآن وعمل توسعة للمسجد الحرام وكذلك المسجد النبوي، وفتحت في أيام خلافته أرمينية وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي.[37][38] في النصف الثاني من خلافته ظهرت أحداث الفتنة التي أدت إلى استشهاده.[39] | ||
أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي |
(13 رجب 23 ق هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 27 يناير 661 م) |
قصر الإمارة، الكوفة (عند السنة)، النجف (عند الشيعة) | ابن عم النبي محمد وصهره، من آل بيته، وزوج ابنته فاطمة، وهو رابع الخلفاء الراشدين، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر، ووقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، أولها موقعة الجمل ثم موقعة صفين، كما خرج على علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه وتتبرأ من حكمه وسياسيته سموا بالنواصب ولعل أبرزهم الخوارج. واستشهد على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661 م. | |
الزُّبَيْرُ بن العَوَّام القرشي الأسدي | (28 ق.هـ - 36 هـ / 594 - 656م) | البصرة | ابن عمة نبي الإسلام محمد بن عبد الله، وأحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، يُلقب بـ حواري رسول الله؛ لأن النبي قال عنه:[40] «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ»، أوَّل من سلَّ سيفه في الإسلام، وهو أبو عبد الله بن الزبير الذي بُويع بالخلافة ولكن خلافته لم تمكث طويلًا،[41] وزوج أسماء بنت أبي بكر المُلقّبة بذات النطاقين.[42] شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي، وشارك في فتح مصر، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقَتَله عمرو بن جرموز في موقعة الجمل،[43] | |
طَلْحَة بن عُبَيْد اللّه التَّيمي القُرشي | البصرة | هو أحد الثمانية السابقين الأولين إلى الإسلام، قال عنه النبي محمد أنه شهيد يمشي على الأرض فقال: «من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله». شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي إلا غزوة بدر حيث كان بالشام، وكان ممن دافعوا عن النبي محمد في غزوة أحد حتى شُلَّت يده، فظل كذلك إلى أن مات.[44] وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقُتِلَ في موقعة الجمل.[43] | ||
عبد الرّحمن بن عوف القرشيّ الزهريّ | البقيع بالمدينة المنورة | هو أحد الثمانية الذين سبقوا بالإسلام، كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه النبي عبد الرحمن.[45] شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي، وأرسله النبي على سرية إلى دومة الجندل، وصلى النبي محمد وراءه في إحدى الغزوات،[46] وكان عمر بن الخطاب يستشيره، وجعله عمر في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وكان عبد الرحمن تاجرًا ثريًا وكريمًا. | ||
سَعِيد بن زَيْد القرشي العدوي | العقيق بالمدينة المنورة | أحد السابقين الأولين إلى الإسلام، حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلًا،[47] كان أبوه زيد من الأحناف في الجاهلية؛ فلا يعبد إلا الله ولا يسجد للأصنام،[47] وهو ابن عم عمر بن الخطاب، وأخته عاتكة بنت زيد زوجة عمر، وزوجته هي أخت عمر فاطمة بنت الخطاب والتي كانت سببًا في إسلام عمر بن الخطاب.[48] شهد سعيد المشاهد كلها مع النبي إلا غزوة بدر، شهد معركة اليرموك، وحصار دمشق وفتحها، وولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح، فكان أول من عمل نيابة دمشق من المسلمين.[49] | ||
سَعْد بن أَبي وقاص مَالِك القرشي الزهري | البقيع بالمدينة المنورة | أحد الثمانية السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو أوّل من رمى بسهمٍ في سبيل الله،[50] وقال له النبي:[51] «ارم فداك أبي وأمي»، وهو من أخوال النبي،[50] شهد المشاهد كلها مع النبي، وكان من الرماة الماهرين،[52] استعمله عمر بن الخطاب على الجيوش التي سَيَّرها لقتال الفرس، وفانتصر عليهم في معركة القادسية، وأَرسل جيشًا لقتال الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح مدائن كسرى بالعراق. فكان من قادة الفتح الإسلامي لفارس، وكان أول ولاة الكوفة، حيث قام بإنشائها بأمر من عمر سنة 17 هـ،[53] وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، اعتزل سعد الفتنة بين علي ومعاوية، وكان آخر المهاجرين وفاةً.[54] | ||
أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي | غور الأردن | أحد الثمانية السابقين الأولين إلى الإسلام، لقَّبَهُ النّبيُّ محمدٌ بأمين الأمة حيث قال: «إن لكل أمّة أميناً، وإن أميننا أيتها الأمة: أبو عبيدة بن الجراح».[55] شهد مع النبي محمد غزوة بدر والمشاهد كلها، وكان أبو عبيدة أحد القادة الأربعة الذين عيَّنهم أبو بكر لفتح بلاد الشام، ولما ولي عمر بن الخطاب الخلافةَ عَزَلَ خالداً بنَ الوليد، واستعمل أبا عبيدة، وقد نجح أبو عبيدة في فتح دمشق وغيرِها من مُدُنِ الشامِ وقُراها. وفي عام 18هـ الموافق 639م توفي أبو عبيدة بسبب طاعون عمواس في غور الأردن ودُفن فيه. |
المراجع
- Team, Almaany. "تعريف و شرح و معنى صحابة بالعربي في معاجم اللغة العربية معجم المعاني الجامع، المعجم الوسيط ،اللغة العربية المعاصر ،الرائد ،لسان العرب ،القاموس المحيط - معجم عربي عربي صفحة 1". www.almaany.com (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 31 مارس 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - محررو موسوعة بريتانيكا. ""أصحاب النبي" (Companions of the Prophet)". britannica. بريتانيكا. مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - رواية عن أبو زرعة الرازي أنه عندما سئل عن عدد من روي عن النبي فقال: "ومن يظبط هذا،
- راجع: أبي عيسى الترمذي، "تسمية أصحاب رسول الله"، مخمد بن إسحف، "در السحابة في وفيات الصحابة لمحمد.
- هذا ماعلق عليه السيوطي إذ قال: "قال السيوطي تعليقاً على هذا القول: وهذا لا تحديد فيه، وكيف يمكن الاطلاع علىتحرير ذلك مع تفرق الصحابة في البلدان والبوادي والقرى".
- عبدالله محمد عبد البر, يوسف (1992م). الإستيعاب في معرفة الأصحاب. بيروت: دار الجيل. مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2018. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - النيل والفرات:المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- القرآن الكريم, سورة الجن, الآية 3
- كتاب السيرة العطرة. نسخة محفوظة 11 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- القرآن الكريم، سورة الفتح، الآية 29
- القرآن الكريم، سورة الواقعة، الآيات 10-14
- القرآن الكريم، سورة الواقعة، الآيات 35-40
- تاريخ الرسل والملوك للطبري، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة دار المعارف، القاهرة 2/477
- رواه البخاري في صحيحه
- القرآن الكريم، سورة التوبة، الآية 100
- القرآن الكريم، سورة الحديد، الآية 10
- رواه البخاري في صحيحه 6/75.
- القرآن الكريم، سورة آل عمران، الآية 110
- القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية 143
- السيد مرتضي العسکري، معالم المدرستين، ج1، ص 97 و98 و100 نسخة محفوظة 07 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- مكتبة يعسوب الدين عليه السلام نسخة محفوظة 07 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- بحسب ترجمتهم في معجم رجال الحديث، أبو القاسم الخوئي
- روضة الكافي حديث: 341 - جزء: 8
- أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة 526 نسخة محفوظة 14 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- نقلا عن كتاب صورتان متضادتان لأبي الحسن الندوي، ترجمة سعيد الأعظمي الندوي بالعربية، ط: الهند 1405هـ، ص23.
- «حضارة العرب» ص:134، ترجمة شمس العلماء الدكتور السيد علي البلكرامي، نقلا عن المصدر السابق، ص:24.
- "كتاب الإيقان من الأثار الكتابية للدين البهائي - الجزء الأول". موقع aliqan.com. اتطلع عليه في 23 مارس 2019.
- آخر الصحابة وفاة نسخة محفوظة 06 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- سيرة أعلام النبلاء- الذهبي- طبعة مؤسسة الرسالة- ج3 ص194 نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- تلقيح فهوم أهل الأثر فى عيون التاريخ و السير - ابن الجوزى ص:445 نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- البداية والنهاية/الجزء الثامن/سعد بن أبي وقاص علي ويكي مصدر
- الصارم المسلول ص 586 - 587
- سيرة وحياة الصديق، مجدي فتحي السيد، ص29
- تاريخ الخلفاء، للإمام جلال الدين السيوطي، تحقيق إبراهيم صالح، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى 1417هـ- 1997م، ص56
- Hourani, p. 23.
- نداء الإيمان: كتاب عثمان بن عفان، الفصل الأول «حياة عثمان»، من تأليف: محمد رضا الأديب نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- موقع الرقية الشرعية: عثمان بن عفان نسخة محفوظة 31 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
- الخلافة والخلفاء الراشدون، ص222
- طبقات ابن سعد (1/ 39 - 47)، البداية والنهاية (7/ 144 - 149) الخلفاء الراشدون للخالدي، ص112
- صحيح البخاري حديث رقم 2997، 4113، 2846، 2847، 3719، 7261، وصحيح مسلم حديث رقم 2415، من حديث جابر بن عبد الله
- كتاب سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، جـ3، صـ364: 380، ترجمة عبد الله بن الزبير نسخة محفوظة 28 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- أسماء بنت أبي بكر، ذات النطاقين، موقع قصة الإسلام، تاريخ الولوج 10 يونيو 2016 نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء السابع، فصل في ذكر أعيان من قتل يوم الجمل على ويكي مصدر
- صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه، وقال عمر توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض، حديث رقم 3518 على ويكي مصدر
- شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، الصحابة رضوان الله عليهم، عبد الرحمن بن عوف، الجزء الأول، صـ 68: 75، مكتبة إسلام ويب، اطلع عليه في 5 سبتمبر 2016 نسخة محفوظة 31 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- صحيح مسلم، كِتَاب الصَّلَاةِ، بَاب تَقْدِيمِ الْجَمَاعَةِ مَنْ يُصَلِّي بِهِمْ، رقم الحديث: 645 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 243 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- ابن كثير الدمشقي: البداية والنهاية، الجزء الثامن، فصل: وأما سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي على ويكي مصدر
- شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، الصحابة رضوان الله عليهم، سعيد بن زيد، جـ 1، صـ 125: 143، على مكتبة إسلام ويب، اطلع على هذا المسار في 15 أغسطس 2016 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 9 يونيو 2017. اطلع عليه بتاريخ 5 فبراير 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، الصحابة رضوان الله عليهم، سعد بن أبي وقاص، الجزء الأول، صـ 93: 102، طبعة مؤسسة الرسالة، سنة النشر: 1422 هـ / 2001م نسخة محفوظة 05 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب قول الرجل فداك أبي وأمي، حديث رقم 5830، مكتبة إسلام ويب نسخة محفوظة 06 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- محمد بن سعد البغدادي: الطبقات الكبرى، ترجمة سعد بن أبي وقاص، طبعة دار الكتب العلمية، جـ 3، صـ 105، طبعة دار الكتب العلمية - بيروت، 1990م، موقع المكتبة الشاملة نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- فصل الخطاب في سيرة ابن الخطاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شخصيته وعصره، د.علي محمد الصلابي، طبعة مكتبة الصحابة - الشارقة، 2002م، الفصل الخامس: فقه عمر في التعامل مع الولاة، صـ 371: 377
- شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، الصحابة رضوان الله عليهم، سعد بن أبي وقاص، الجزء الأول، صـ 114: 124، طبعة مؤسسة الرسالة، سنة النشر: 1422 هـ / 2001م نسخة محفوظة 08 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه نسخة محفوظة 12 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
طالع كذلك
وصلات خارجية
- بوابة الإسلام
- بوابة محمد
- بوابة اللغة العربية
- بوابة صحابة
- صور وملفات صوتية من كومنز
- اقتباسات من ويكي الاقتباس