نحل

النحل (اسم والواحدة نحلة، وجمعها نحل) (الاسم العلمي: Anthophila) هي حشرة تنتمي لرتبة غشائيات الأجنحة، ووظيفتها إنتاج العسل وشمع النحل والتلقيح، يعرف منها ما يقارب 20.000 نوع، وتنتشر في جميع قارات العالم عدا القطب الجنوبي. وبالرغم من أن أكثر الأنواع المعروفة من النحل تعيش في مجتمعات تعاونية ضخمة، إلا أن النسبة الكبرى منها انعزالية وذات سلوكيات مختلفة. يعد نحل العسل من أهم وأشهر أنواع النحل، نظرا لاستفادة الإنسان من العسل الذي يصنعه بكميات قابلة للاستهلاك والتغذية. كما يعد النحل بشكل عام من أكثر الحشرات نفعاً، نظراً لمساهمتها في تلقيح الأزهار. يصنف النحل حاليّاً تحت تصنيف غير مندرج هو ال "Anthophila".

اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف
نحل
العصر: الكريتاسي المبكر - الآن، 100–0 مليون سنة
 

التصنيف العلمي 
فوق النطاق حيويات
مملكة عليا حقيقيات النوى
مملكة حيوان
عويلم ثنائيات التناظر
مملكة فرعية أوليات الفم
شعبة عليا انسلاخيات
شعبة مفصليات الأرجل
شعيبة أحاديات التفرع
شعيبة مفصليات الأرجل
شعيبة سداسيات الأرجل
طائفة حشرة
طويئفة ثنائيات اللقمة
طويئفة جناحيات
صُنيف فرعي حديثات الأجنحة
رتبة عليا داخليات الأجنحة
رتبة غشائيات الأجنحة
رتيبة ذوات الخصر
تحت رتبة ذوات الحمة
فصيلة عليا نحليات
الاسم العلمي
Anthophila 
بييار أندريه لاتريل   ، 1804  
فصائل

نحل المناجم(أندرينيداي)
نحلية
نحل البوليستر(كولتيداي)
دازيبوتوداي
نحل العرق(هاليكتيداي)
نحل قارض
ميجانوميداي
ميليتيداي

ستينوتريداي
مرادفات
Apiformes

يحصل النحل على كفايته من الطاقة انطلاقاً من الرحيق الذي يجمعه، فيما يحصل على البروتين والمواد المغذّية الأخرى انطلاقاً من حبوب اللقاح. حيث يتم توجيه معظم كمية اللقاح المجموعة من طرف النحل لتغذية اليرقات. النحل ملقح طبيعي يكتسي أهمية بالغة سواء من الناحية البيئية أو التجارية. حيث إن انخفاض أعداد النحل البري في بعض المناطق يؤدي إلى زيادة في استعمال التلقيح بواسطة خلايا النحل المدارة تجاريّاً.

مارس الإنسان نشاط تربية النحل منذ آلاف السنين، بغرض الحصول على عسله المفيد انطلاقاً من مصر القديمة واليونان القديمة ووصولاً إلى عصرنا الحاضر. في هذا السياق هناك عدة أنواع من عسل النحل وفقا لطبيعة المنطقة والأزهار التي يتغذى النحل على رحيقها، على غرار عسل السدر والكشميري.

تدخل لسعات ومنتجات النحل ضمن قائمة المواد العلاجيّة التي يشاع استخدامها في الطب البديل. بصرف النظر عن العسل، يمكن انطلاقا من النحل الحصول على شمع العسل والغذاء الملكي والعكبر. النحل أيضاً هو جزء من الأساطير والفولكلور الشعبي للبشر على مدى جميع مراحل تطور الفن والأدب، من العصور القديمة وحتى يومنا هذا، على الرغم من تمركزها في المقام الأول في نصف الأرض الشمالي، حيث تربية النحل هي أكثر شيوعاً.

التطور

ميليتوفسكس بورمنسيس، وهي أقدم نحلة أحفورية تم العثور عليها محفوظة في كهرمان من العصر الطباشيري المبكر في وادي هوكا وانغ شمالي ميانمار.

ينحدر النحل من عائلة دبابير الكربونيدات، والتي كانت حشرات مفترسة تقتات على الحشرات الأخرى. قد يكون تحولها من الإقتات على الحشرات إلى حبوب اللقاح قد نتج عن استهلاكها لحشرات كانت زائرة للزهور، مغطاة جزئيا بحبوب اللقاح عندما تم إطعامها ليرقات الدبور. وقد يكون هذا السيناريو التطوري هو نفسه الذي حدث داخل عائلة الزنابير الفيسبويدية (Vespoidea) التي نشأ فيها الدبابير اللقاحية انطلاقا من أسلافها المفترسة. تشير الأدلة الأحفورية المتفرّقة إلى أن ظهور النحل قد تزامن مع ظهور النباتات المزهرة في العصر الطباشيري، أي قبل 146 إلى 74 مليون سنة. عثر على أقدم مستحاثة للنحل غير مضغوطة في ولاية نيوجرسي الأمريكية، وهي كريتوتريغونا بريسكا التي تعود إلى العصر الطباشيري.[1] كما وجدت أقدم مستحاثة لنحل العسل المشابه لذلك الموجود اليوم في ألمانيا الغربية. ميليتوفسكس بورمنزيس التي عثر عليها في ميانمار، هي الأخرى سلالة منقرضة قريبة لفصيلة الأبويديا التي ينتمي إليها النحل الحديث.[2]

مواصفات عامة

أنثى النحلة الصوفية.

النحل من الحشرات المجنحة، ولجميع أنواعها زوجان من الأجنحة، تكون الأجنحة الخلفية أصغر من الأمامية، وللقليل من الأنواع أو الطبقات أجنحة قصيرة نسبيا، لا تفيدها في الطيران. يتغذى النحل على الرحيق وحبوب الطلع التي يجمعها من الأزهار، وتستخدم حبوب الطلع كغذاء لليرقات بشكل أساسي.

تقوم العاملات بجمع الرحيق بواسطة خرطومها المعقد الشافط، والذي يمكنها من الوصول إلى داخل الزهرة، بينما تحمل حبوب الطلع على سلال خاصة في أرجلها الخلفية. كبقية الحشرات، جسم النحل مقسم لثلاثة أجزاء (الرأس، الصدر، والبطن)، لدى النحلة 5 أعين، ولجميع أنواع النحل تقريبا قرنا استشعار مقسمة إلى 13 جزء عند الذكور، و12 جزء عند الإناث، أما الإبرة، فتتواجد عند الإناث فقط، وتستخدم بشكل أساسي كوسيلة دفاعية. تتراوح أحجام أنواع النحل ما بين 2 ملم إلى 39 ملم تقريبا.

النحلة حلزونية القرنين.

من عجائب النحل ظاهرة يسميها العلماء ظاهرة السكر عند النحل، فبعض النحل يتناول أثناء رحلاته بعض المواد المخدرة مثل إثانول وهي مادة تنتج بعد تخمر بعض الثمار الناضجة في الطبيعة، فتأتي النحلة لتلعق بلسانها قسما من هذه المواد فتصبح "سكرى" تماما مثل البشر، ويمكن أن يستمر تأثير هذه المادة لمدة 48 ساعة. إن الأعراض التي تحدث عند النحل بعد تعاطيه لهذه "المسكرات" تشبه الأعراض التي تحدث للإنسان بعد تعاطيه المسكرات، ويقول العلماء إن هذه النحلات السكرى تصبح عدوانية، ومؤذية لأنها تفسد العسل وتفرغ فيه هذه المواد المخدرة مما يؤدي إلى تسممه. وهذا ما دفع العلماء لدراسة هذه الظاهرة ومتابعتها خلال 30 عاما، وكان لابد من مراقبة سلوك النحل. بعد المراقبة الطويلة لاحظوا أن في كل خلية نحل هناك نحلات مزودة بما يشبه "أجهزة الإنذار"، تستطيع تحسس رائحة النحل السكران وتقاتله وتبعده عن الخلية!!

نحلة أوروبية ترتشف الرحيق.

إن النحلات التي تتعاطى هذه المسكرات تصبح سيئة السمعة، ولكن إذا ما أفاقت هذه النحلة من سكرتها سمح لها بالدخول إلى الخلية مباشرة وذلك بعد أن تتأكد النحلات أن التأثير السام لها قد زال نهائيا. حتى إن النحلات تضع من أجل مراقبة هذه الظاهرة وتطهر الخلية من أمثال هؤلاء النحلات تضع ما يسمى "bee bouncers" وهي النحلات التي تقف مدافعة وحارسة للخلية، وهي تراقب جيدا النحلة التي تتعاطى المسكرات وتعمل على طردها، وإذا ما عاودت الكرة فإن "الحراس" سيكسرون أرجلها لكي يمنعوها من إعادة تعاطي المسكرات!

النحل والبشر

على مر التاريخ، كانت هناك دائما علاقة منفعة متبادلة بين البشر والنحل، بالرغم من كون هذا الأخير قد ظهر قبل قرابة خمس وأربعين مليون سنة قبل البشر.[3] بدأ البشر في وقت مبكر من مراحل تاريخه في إدراك أهمية النحل، الشئ الذي جعله يفكر في طرق تمكنه من احتوائه حتى توصل إلى فكرة تربيته بالقرب من مناطق عيشه والاستفادة من منتجاته ومنافعه الأخرى.

العلاج بالنحل

تدخل جميع المواد التي ينتجها النحل (شمع العسل، العكبر، هلام الملكي، مختلف أنواع العسل وحتى الزعاف) ضمن طائلة المكونات التي تستعمل في علاجات الطب البديل. حيث أن لمنتجات النحل فوائد واستخدامات وقائية وعلاجية وغذائية لا تعد ولا تحصى، وقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة الكثير من هذه الفوائد والاستخدامات. في دراسة علمية حديثة أثبتت بعض التجارب التي أجراها باحثون كرواتيين أن منتجات النحل مثل العسل والشمع والغذاء الملكي أو حتى المادة الزعاف الذي تفرزه النحلة أثناء اللسع، يمكنها لعب دور وقائي وعلاجي ضد مرض السرطان.

في المقابل هناك عدد من الأشخاص الذين ينبغي لهم التزام الحيطة والحذر أثناء استخدام تقنيات العلاج بواسطة منتجات النحل أو عدم استخدامها من الأصل. على سبيل المثال إذا كان الشخص يعاني من حساسية ضد لسعات النحل أو من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو السل أو مرض السكري وأمراض أخرى، وجب على المعالج تقديم رعاية صحية إضافية له.

لسعة النحل

إبرة اللسع ملتصقة بجلد الضحية

على عكس حشرات الزنبار والزنبور، النحل ليس مفترسا ولا يصطاد حشرات أخرى ليتغذى عليها.[4] في طريقها للبحث عن الطعام تكون النحل في العادة غير مؤذية.[5]

مع ذلك، النحل هو مدافع شرس عن أعشاشه وطرق الهوائية ضد الدخلاء. في هذا السياق، يتم عادة في قطاع تربية النحل اختيار أنواع أكثر تسامحا يسهل التسامح معها. أنواع أخرى، مثل النحل القاتل، وهو نوع هو هجين ظهر في البرازيل خلال سنوات الخمسينيات، هي أكثر عدوانية عند الاقتراب من أعشاشها، [6] في حين تملك بعض أنواع أخرى مثل الميليبونات، ابرة لسع عير متطورة لا تسمح لها باللسع؛ يدافع النحل عن نفسه بواسطة عضة لاذعة.[7]

عنما يتعرض للتهديد يلجأ النحل لاستخدام إبرة اللسع لحقن الزعاف في جسم المعتدي سواء كان آفة شرسة كالحشرات أو حيوانات مفترسة لها أو لعسلها أو حتى الإنسان.[8] تبقى هذه الإبرة المسننة التي تتوفر عليها الإناث فقط عالقة في جلد الضحية، لتتمزق وتنفصل عن بطن النحلة عندما تتحرك هذه الساخيرة بعيدا. أثناء انفصال الأبرة عن جسم النحلة فإنها تأخد معها جزءا من الأعضاء الداخلية للنحلة، بما فيها كيس الزعاف خاصتها. يتسبب هذا التمزق دائما تقريبا في مقتل النحلة اللاسعة.[9] تضخ النحلة في المتوسط خلال كل لسعة من 50 إلى 140 ميكروغرام من الزعاف (مقابل 10 ميكروغرام للدبور الذي يملك إبرة سلسة تمكنه من اللدغ عدة مرات)، اعتمادا علي أنواع النحل والوقت الذي يتم فيه انفصال الإبرة.[10] على اعتبار أن الإبرة تنفصل عن جسم النحلة حاملة معها كيس الزعاف، تستمر عملية حقن الزعاف حتى بعد رحيل النحلة، نتيجة للتقلصات المنعكسة التي تمارس ضغطا على كيس الزعاف الذي يتطلب حوالي ثلاثين ثانية لتفريغه بشكل كامل. لذلك فمن الضروري تجنب الضغط عليه عن طريق ازالته في ثوان الأولى التي تلي اللسعة.[10]

أفضل أنواع النحل

يعد أفضل أنواع النحل بالنسبة للمربين هو سلالة (Apis mellifera) أو نحل العسل الأوروبي ويتميز بغزارة الإنتاج.

أفضل أنواع النحل: الكرينيولي الفرنسي واشدهم عداوة: النحل الجبلي و النحل اليمني أفضل أنواع العسل في العالم هو السدر الصافي[بحاجة لمصدر]

معرض الصور

انظر أيضاً

مراجعط

  1. Cardinal, Sophie; Danforth, Bryan N. (2011). "The Antiquity and Evolutionary History of Social Behavior in Bees". PLoS ONE. 6 (6): e21086. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. Poinar, G.O.; Danforth, B.N. (2006). "A fossil bee from Early Cretaceous Burmese amber" (.PDF). Science. 314 (5799): 614. doi :10.1126/science.1134103. PMID 17068254. Archived from the original (.PDF) on 4 December 2012. نسخة محفوظة 04 ديسمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  3. Depuis quand ?. France Loisirs. 1982. 19 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Charles Duncan, Michener (2000). The bees of the world (باللغة الإنجليزية) (الطبعة 1). Baltimore, Maryland,  الولايات المتحدة: The Johns Hopkins University Press. صفحة 913. ISBN 978-0-8018-6133-8. LCCN 99030198. 2 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: location (link) نسخة محفوظة 6 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  5. Pierre, Jean-Prost (1979). L'apiculture (باللغة الفرنسية) (الطبعة 5). Paris: Éditions J.-B. Baillière. صفحة 498. ISBN 978-2-7008-0093-7. 83-84 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. (بالإنجليزية) Anne Mitchell, « Africanized Killer Bees: A Case Study », في Critical Care Nurse, American Association of Critical-Care Nurses, no 26, 2006, ص.  23–31 ISSN 0279-5442 [النص الكامل قالب:Indication de format]
  7. David W., Roubik (1992). Ecology and Natural History of Tropical Bees (باللغة الإنجليزية) (الطبعة 1). Cambridge, قالب:Royaume-Uni: مطبعة جامعة كامبريدج. صفحة 528. ISBN 978-0-521-26236-1. LCCN 87023837. 216–217 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. لسعة النحلة نسخة محفوظة 19 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. R., Krell (1996). Value-added products from beekeeping (باللغة الإنجليزية). Rome: Organisation des Nations unies pour l'alimentation et l'agriculture. ISBN 978-92-5-103819-2. LCCN 97145353. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. (بالإنجليزية) Michael J. Schumacher, Michael S. Tveten et Ned B. Egen, « Rate and quantity of delivery of venom from honeybee stings », في Journal of Allergy and Clinical Immunology, American Academy of Allergy, Asthma, and Immunology, vol. 93, no 5, mai 1994, ص.  831–835 ISSN 0091-6749 [النص الكامل قالب:Indication de format]

    وصلات خارجية

    • بوابة حشرات
    • بوابة زراعة
    • بوابة علم الشعارات
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.