علاقات المغرب الخارجية
المملكة المغربية عضو في الأمم المتحدة وعضو مؤسس لكل من جامعة الدول العربية و الاتحاد الإفريقي، و اتحاد المغرب العربي، و منظمة المؤتمر الإسلامي، و حركة عدم الانحياز. الملك الحالي محمد السادس هو رئيس لجنة القدس بمنظمة المؤتمر الإسلامي.
جزء من سلسلة مقالات سياسة المغرب |
المغرب |
---|
الدستور |
الملكية |
السلطة التنفيذية |
السلطة التشريعية |
السلطة القضائية |
|
العالم العربي
يدعم المغرب البحث عن السلام العادل في الشرق الأوسط، ويشجع المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، داعيا للاعتدال من الجانبين. في عام 1986، اتخذ الملك الحسن الثاني خطوة جريئة بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز وحده، لزيارة المغرب لإجراء محادثات، ليصبح ثاني زعيم عربي استضاف زعيم إسرائيلي تفاوضيا. وعقب التوقيع على إعلان المبادئ الفلسطيني -الإسرائيلي في سبتمبر 1993 سارع المغرب بفتح قنوات اتصال مع إسرائيل على مستوى مكاتب الاتصال الثنائية (سبتمبر 1994)، حتى يتسنّى للجالية المغربية اليهودية بإسرائيل التواصل مع وطنهم الأم. أغلقت هذه المكاتب في عام 2000 في أعقاب استمرار أعمال العنف الإسرائيلية على الفلسطينيين.
يقيم المغرب علاقات وثيقة مع السعودية و دول الخليج العربي، التي قدمت للمغرب مساعدات مالية كبيرة. ويعد المغرب أول دولة عربية أدانت غزو العراق للكويت وأرسلت قوات للمساعدة في الدفاع عن المملكة العربية السعودية. كما كانت المغرب من أوائل الدول العربية والإسلامية استنكارا لأحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية على الولايات المتحدة وأعلنت تضامنها مع الشعب الأمريكي في الحرب ضد الإرهاب. لقد أسهمت المغرب كذلك عبر الأمم المتحدة لحفظ السلام في القارة الإفريقية. في يونيو 2004 أعلن الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش، المغرب كشريك رئيسي حليف خارج الحلف الأطلسي تقديرا لدعم المملكة في الحرب على الإرهاب.
القضية الكبرى في العلاقات الخارجية المغربية مع الجزائر هي استرجاع المملكة للصحراء الغربية. لا تزال العلاقات بين المغرب و الجزائر متوترة على مدى عدة عقود، نتيجة الدعم الجزائري المتواصل في هيكلة جبهة البوليساريو قصد انفصال الصحراء الغربية عن المملكة. وتعد هذه الخطوة من جانب الجزائر التي صرحت أكثر من مرة أن لا مطامع توسعية لها في الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، خصوصا وأنها تسير عكس ما تطمح إليه الشعوب العربية عموما من وحدة حيث أن هذا العمل انعكس سلبا على طموحات شعوب المغرب العربي في الاندماج والتكامل.
أفريقيا
المغرب فعال دائما على المستوى المغاربي، العربي وفي الشؤون الأفريقية. رغم أنه انسحب من منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الإفريقي)، وانضم إليها لاحقا لا يزال المغرب يشارك في تنمية الاقتصاد الإقليمي، كما أنه يحتوي على أكبر ميناء في حوض المتوسط وهو ميناء طنجة المتوسط. تُشكِّل مدينة الدار البيضاء المركز الاقتصادي للبلاد، فبورصة الدار البيضاء تعتبر الثانية في أفريقيا بعد بورصة جنوب أفريقيا. هناك قدر كبير من العلاقات القوية للمملكة المغربية مع بلدان غرب أفريقيا.
ويحتل المغرب المرتبة الأولى في الإستثمار بغرب أفريقيا والمرتبة الثانية في أفريقيا، حيث يبلغ عدد المقاولات المغربية بأفريقيا أكثر من 1000 مقاولة مغربية استثمرت 2.2 مليار دولار ما بين 2008 و 2015. أهم المشاريع إنتاج الأسمدة بالغابون ورواندا وأثيوبيا ونيجيريا من طرف المكتب الشريف للفوسفاط، وقطاع الصيدلة بساحل العاج ورواندا، وتركيب الشاحنات بالسنغال، والصناعات الغذائية بغينيا وبنين والكاميرون وأثيوبيا وساحل العاجل وموريتانيا وتنزانيا. كما أن البنوك المغربية متواجدة في 26 بلد أفريقي، فيما تقدم إتصالات المغرب خدماتها لأكثر من 55 مليون زبون في أفريقيا، ويرتبط المغرب جواً عبر الخطوط الملكية المغربية مع أكثر من 30 دولة أفريقية.
في يونيو 2020، وبتعليمات من الملك محمد السادس، قام المغرب بإرسال مساعدات طبية إلى عدة دول أفريقية لمساعدتها على محاربة جائحة كوفيد 19. وتتكون هذه المساعدات من حوالي ثمانية ملايين كمامة، و 900 ألف من الأقنعة الواقية، و 600 ألف غطاء للرأس، و 60 ألف سترة طبية، و 30 ألف لتر من المطهرات الكحولية، وكذا 75 ألف علبة من الكلوروكين، و 15 ألف علبة من الأزيتروميسين. واستفاد من هذه المساعدات 15 بلدا أفريقيّا ينتمون إلى جميع جهات القارة، وهي بوركينا فاسو، الكاميرون، جزر القمر، الكونغو، إيسواتيني، غينيا، غينيا بيساو ، ملاوي، موريتانيا، النيجر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، السنغال، تنزانيا، تشاد وزامبيا. كما أن جميع المنتوجات والمعدات الواقية التي تتكون منها المساعدات الطبية المرسلة نحو هذه الدول الأفريقية الشقيقة، تم تصنيعها في المغرب من طرف مقاولات مغربية، وتتطابق مع معايير منظمة الصحة العالمية.[1]
الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
للمملكة المغربية أيضا روابط وثيقة وطويلة الأمد مع الولايات المتحدة، إذ تعتبر المملكة المغربية أول دولة بالعالم اعترفت باستقلال الولايات المتحدة عن القوتين الإمبرياليتين فرنسا و المملكة المتحدة. تتضمن مدينة طنجة المفوضية الأمريكية، وهي أول الممتلكات الأجنبية التي اشتريت من قبل حكومة الولايات المتحدة. جرى التفاوض على معاهدة الصداقة المغربية-الأمريكية في 1786-1787 وكانت أول معاهدة بين الولايات المتحدة مع أي بلد إفريقي، عربي، إسلامي أو أجنبي بصفة عامة.
كان المغرب دائما، وبسبب موقعه الإستراتيجي المهم، محط أنظار الأوروبيين، منذ بداية النزاع مع البرتغال و إسبانيا في القرن السادس عشر، وحتى الوقت الحالي. فقد سعى الكثير من الملوك الأوروبيين في تلك السنوات إلى التقرب من السلطان المنصور ومنهم ملكة بريطانيا التي حاولت إقناع السلطان بعقد حلف ضد الإسبان. في البداية لم يتجاوب الملك مع مشروع الملكة، ولكن عندما قرر الملك الإسباني فيليب الثاني من جديد السيطرة على الشاطئ الأطلسي للمغرب خطط الملك المغربي لعقد معاهدة مع الملكة تمكنه من الاستيلاء على الممتلكات الإسبانية في أمريكا الجنوبية. لكن وفاة الملكة ومن بعدها المنصور حالت دون تحقيق هذا المشروع.[2] توطدت العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وعدة دول أوروبية في وقت لاحق هدفت إلى تحرير الأسرى وعقد اتفاقات تجارية ومعاهدات أمنية بعيدا من أعمال القرصنة البحرية وأسر المسافرين.[2] وفي العصور الحالية وبالتحديد عندما سيطرت فرنسا على المغرب، انخرط وجُنّد عدد من المغاربة في الجيش الفرنسي، وبعد زوال الاستعمار خلال النصف الثاني من القرن العشرين، هاجر الكثير من أبناء البلد إلى عدة دول أوروبية منها فرنسا و هولندا و إسبانيا و إيطاليا و بلجيكا بسبب ظاهرة البطالة، وقد اندمج الكثير من أبناء الجيلين الثاني والثالث في المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها.[2] وقد قام المغرب بالعمل على تأسيس شراكة مع الاتحاد الأوروبي مرت بمراحل متعددة تهدف إلى إرساء علاقات متوازنة قائمة على مبادئ التبادل والشراكة والتنمية المشتركة في إطار مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.[3]
الانتماءات للمنظومة الدولية
المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، ACCT (عضو مشارك)، AfDB، AFESD، AL، AMF، AMU، البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، ECA، FAO، G-77، IAEA، IBRD، ICAO، ICCt، الاتحاد الدولي لنقابات العمال الحرة، ICRM، IDA، البنك الإسلامي للتنمية، IFAD، مؤسسة التمويل الدولية، جمعية الصليب والهلال الأحمر، IHO ، ILO، IMF، IMO, إنتل سات، الإنتربول، IOC، IOM، ISO، ITU، NAM، OAS (مراقب)، OIC، OPCW، OSCE (شريك)، UN، UNCTAD، اليونسكو، UNHCR، UNIDO، UPU، WCO، WHO، WIPO، WMO، WToO، WTrO
انظر أيضًا
مراجع
- "كوفيد-19.. تعليمات ملكية سامية لإرسال مساعدة طبية إلى عدة دول إفريقية". مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 2020. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - دار الحياة: 6 قرون من العلاقات المغربية - الأوروبية: حروب واستعمار واستلهامات فنية، بقلم أوراس زيباوي، تاريخ التحرير: 29 يناير 2012 نسخة محفوظة 26 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- الشامل: ملف الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي نسخة محفوظة 05 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- بوابة السياسة
- بوابة المغرب
- بوابة علاقات دولية