وسط أفريقيا

وسط إفريقيا هي منطقة فرعية من القارة الأفريقية تضم بلدانًا مختلفة وفقًا لتعريفات مختلفة. وتنتمي ست دول من هذه الدول للجماعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا. وهم (الكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية والغابون) وتتقاسم عملة مشتركة وهي فرنك وسط أفريقي. و يحدد بنك التنمية الأفريقي سبع دول من وسط أفريقيا وهي الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، والغابون.  ويشمل المصطلح الذي تستخدمه الأمم المتحدة في مخططها الجغرافي لأفريقيا نفس البلدان التي حددها بنك التنمية الأفريقي، إلى جانب أنغولا وساو تومي وبرينسيب.

دول وسط أفريقيا

دول وسط أفريقيا

البلد العاصمة المساحة (كم2) عدد السكان[1] اللغات الرسمية
 تشاد انجمينا 1,284,000 15,946,876 العربية، الفرنسية
 الكاميرون ياوندي 475442 25,876,380

الفرنسية، الانجليزية

 جمهورية أفريقيا الوسطى بانغي 622,984 4,745,185 فرنسية، سانغوية
 غينيا الإستوائية مالابو 28051 1,355,986 الإسبانية، الفرنسية، البرتغالية
 الغابون ليبرفيل 267,745 2,172,579 الفرنسية
 الكونغو برازافيل 342000 5,380,508 الفرنسية
 جمهورية الكونغو الديمقراطية كينشاسا 2344858 86,790,567

الفرنسية

 أنغولا لواندا 1.246.700 31,825,295 البرتغالية
 ساو تومي وبرينسيب ساو تومي 1001 215,056 البرتغالية
 رواندا كيغالي 26,338 12,626,950 الإنجليزية، الفرنسية، كينيارواندا
 بوروندي جيتيغا 27,834 11,844,520 الفرنسية، الكيروندية

التاريخ

عصور ما قبل التاريخ

تم اكتشاف أثار في وسط إفريقيا منذ أكثر من 100000عام.[2]  وهناك أدلة على صهر الحديد في جمهورية إفريقيا الوسطى والكاميرون والتي قد يعود تاريخها إلى 3000 إلى 2500 قبل الميلاد.[3] وتم العثور مؤخرًا على مستوطنات في شمال شرق نيجيريا، على بعد حوالي 60 كم (37 ميل) جنوب غرب بحيرة تشاد يرجع تاريخها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد.[4][5] ودعمت التجارة والتقنيات الزراعية المحسنة مجتمعات أكثر تطوراً، مما أدى إلى الحضارات المبكرة مثل: حضارة ساو، وإمبراطورية كانم وبورنو، مملكة الشلك، مملكة باقرمي، وسلطنة وادي.

حضارة ساو

ازدهرت حضارة ساو في وسط أفريقيا. من القرن السادس قبل الميلاد إلى أواخر القرن السادس عشر في شمال وسط إفريقيا. وعاش شعب ساو على نهر شاري جنوب بحيرة تشاد في منطقة أصبحت فيما بعد جزءًا من الكاميرون وتشاد. وتظهر التحف ساو أنهم كانوا من عمال مهرة في تشكيل البرونز، النحاس، والحديد. وتشمل الاكتشافات منحوتات برونزية وتماثيل لأشكال بشرية وحيوانية، وعملات معدنية، وأواني منزلية، ومجوهرات، وفخار، ورماح.[6]  وتم اكتشاف أكبر اكتشافات أثرية في جنوب بحيرة تشاد.

إمبراطورية كانم ويرنو

إمبراطورية كانم برنو، وكان مركزه في حوض بحيرة تشاد. وكانت تُعرف باسم إمبراطورية كانم من القرن التاسع الميلادي فصاعدًا واستمرت مملكة برنو المستقلة حتى عام 1900. وفي أوجها كانت تشمل منطقة تغطي تشاد وأجزاءً من جنوب ليبيا وشرق النيجر وشمال شرق نيجيريا وشمال الكاميرون، وأجزاء من جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.[7][8]

مملكة الشلك

كانت مملكة الشلك متمركزة في جنوب السودان منذ القرن الخامس عشر على طول شريط من الأرض على طول الضفة الغربية للنيل الأبيض، وكانت العاصمة بلدة فشودة. توأسست المملكة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي. وخلال القرن التاسع عشر، واجهت مملكة الشلك تراجعًا في أعقاب الهجمات العسكرية من الإمبراطورية العثمانية ثم الاستعمار البريطاني.

مملكة باقرمي

كانت مملكة باغيرمي موجودة كدولة مستقلة خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر جنوب شرق بحيرة تشاد. وظهرت مملكة باغيرمي إلى الجنوب الشرقي من إمبراطورية كانم وبرنو. وفي وقت لاحق من حكمه، غزتها إمبراطورية برنو.

سلطنة وداي

هي سلطنة كانت توجد في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى في القرن السابع عشر.[9]

مملكة لواندا

بعد هجرة البانتو من غرب إفريقيا، بدأت ممالك وإمبراطوريات البانتو في جنوب وسط أفريقيا في التطور، قامت ملكة لواندا في خمسينيات القرن الخامس عشر، في وسط جمهورية الكونغو الديمقراطية.[10][11]

مملكة الكونغو

بحلول القرن الخامس عشر الميلادي، تم توحيد شعب باكونغو، وكانت العاصمة مبانزا كونغو. ومع التنظيم، كانوا قادرين على قهر جيرانهم وانتزاع الجزية. وكانوا خبراء في تشكيل المعادن والفخار. وبحلول القرن السادس عشر، سيطرة المملكة علي المنطقة التي تقع بين المحيط الأطلسي في الغرب إلى نهر كوانغو في الشرق. في عام 1506 ثم أصبحت سواحل المنطقة مركز لتجارة العبيد، كون ساو تومي نقطة عبور إلى البرازيل. ثم مصدرا رئيسيا لتجارة العبيد خلال القرن السابع عشر والثامن عشر.[12][13]

التاريخ الحديث

خلال مؤتمر برلين في 1884-1885، تم تقسيم إفريقيا بين القوى الاستعمارية الأوروبية، وتحديد الحدود التي لم تتغير إلى حد كبير اليوم. وفي 5 أغسطس 1890، أبرم البريطانيون والفرنسيون اتفاقية لتوضيح الحدود بين غرب إفريقيا الفرنسي وما سيصبح لاحقًا نيجيريا. تم الاتفاق على حدود على طول الخط من ساي، النيجر إلى باروا على بحيرة تشاد.[14]  وعلى مدار العشرين عامًا التالية، تم دمج جزء كبير من حوض بحيرة تشاد بموجب معاهدة أو بالقوة في غرب إفريقيا الفرنسية.

وفي 2 يونيو 1909، احتل الفرنسيون أبشي عاصمة سلطنة وادي.[15] وتم تقسيم ما تبقى من الحوض من قبل البريطانيين في نيجيريا الذين استولوا على كانو في عام 1903،[16] والألمان الذين احتلوا الكاميرون. واستقلات دول وسط أفريقيا في افترة بين عامي 1956 و1962، محتفظة بالحدود الإدارية الاستعمارية.

وفي عام 2011، حصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان بعد أكثر من 50 عامًا من الحرب.

جغرافيا

تقع في النطاق الأوسط من القارة الأفريقية وتمتد جغرافياً من تشاد في الشمال وحتى أنغولا جنوباً، ومن الجابون غرباً وحتى أوغندا شرقاً، وهو يمتد من دائرة العرض (22) شمالاً إلى (18) جنوباً . ويضم هذا النطاق حوض نهر الكونغو وروافده التي تمثل خطوط تقسيم المياه بين نهرى النيل والزمبيزى، كما يحتضن حوض تشاد ذو التصريف الداخلى أنهار داندا وكاتوميلا وكونينى الذي ينبع من أنغولا ونهر ساناجا في الكاميرون.

المناخ

بحكم الموقع لهذا الإقليم ونظراً لمرور خط الاستواء وسطه فإنه يتميز بتنوع النطاقات المناخية فيه مع سيادة المناخ الاستوائي ويمكن لنا أن نميز هنا ثلاثة نطاقات مناخية وهي:[17]

الأمطار

معدلات سقوط الأمطار تصل في بعض أجزاء الإقليم إلى (42) بوصة، وتتراوح فترة الأمطار ما بين (5) شهور إلى (7) شهور .

اقتصاد

صيد الأسماك في وسط أفريقيا

الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في وسط أفريقيا هي الزراعة والرعي وصيد الأسماك. ويعيش ما لا يقل عن 40٪ من سكان الريف في شمال وشرق إفريقيا الوسطى في فقر ويواجهون بشكل روتيني نقصًا مزمنًا في الغذاء.  ومن أهم المحاصيل الزراعي البن، زيت النخيل، القطن، الحبوب،[18] بالنسبة للثروة المعدنية يمتاز الإقليم بوجود ثروات معدنية كثيرة من أهمها: الماس، النفط، اليورانيوم، المنغيز. ويعتبر النفط أيضًا من الصادرات الرئيسية لبلدان شمال وشرق أفريقيا الوسطى، ولا سيما تشاد وجنوب السودان.

جمهورية أفريقيا الوسطى

جمهورية أفريقيا الوسطى هي واحدة من أقل البلدان نموا، اقتصاديا واجتماعيا في المنطقة وفي العالم. ويتكون ناتجها المحلي الإجمالي من الزراعة (56.4٪) والخدمات (28.8٪) والصناعة (14.9٪). وصناعاتها الرئيسية هي: استخراج الذهب والماس والتعدين، وتربية الماشية، وصناعة المنسوجات، والأحذية.

تتكون صادرات أفريقيا الوسطى من: الماس، والخشب، والقطن، والبن، والتبغ. ومن ناحية أخرى، تستورد المواد الغذائية والمنسوجات والمنتجات البترولية والآلات والمعدات الكهربائية والمركبات الآلية والمنتجات الكيماوية والأدوية. وبسبب انخفاض القوة الشرائية للسكان. يعيش 62٪ من السكان تحت خط الفقر ويبلغ متوسط العمر المتوقع 52.5 سنة.

تشاد

تشاد لديها اقتصاد صناعي ضئيل للغاية، 80 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي يتكون من الزراعة، والباقي (20 ٪) يتكون من الصناعة والخدمات (صناعاتها الرئيسية هي البترول، القطن والمنسوجات، ومواد البناء)

وصادراتها هي: النفط، الماشية، القطن والصمغ العربي. أما وارداتها فهي: آلات ومعدات النقل والسلع الصناعية والأغذية والمنسوجات. وفي تشاد، يعيش 80٪ من السكان تحت خط الفقر ويبلغ متوسط العمر المتوقع 53.1 سنة.

جمهورية الكونغو الديموقراطية

جمهورية الكونغو الديمقراطية هي دولة تتمتع بموارد طبيعية متنوعة ووفرة في المعادن، ولم تتمكن من تطوير اقتصادها بسبب الفساد المنهجي لسنوات عديدة حتى الآن. ويتكون ناتجها المحلي الإجمالي من الزراعة (38.4٪) والصناعة (25.9٪) والخدمات (35.7٪). وصناعاتها الرئيسية هي: التعدين ( الماس، الذهب، النحاس، الكوبالت، الكولتان، الزنك) ومعالجة المعادن والسلع الاستهلاكية. وصادرات البلاد هي الماس، الذهب، النحاس، الكوبالت، الخشب، النفط، والقهوة. وتستورد أيضا المواد الغذائية، ومعدات التعدين وآلات أخرى، نقل المعدات و الوقود. ويبلغ عدد سكانها تحت خط الفقر 63٪ ومتوسط العمر المتوقع 59.8 سنة.

السكان

يبلغ عدد سكان الإقليم حوالي (202) مليون نسمة كما جاء في إحصاء عام 1993م، وتعتبر الكثافة السكانية في هذا الإقليم منخفضة جداً بالنسبة لمساحة الإقليم لعدة عوامل نذكر منها:

  • أن هذا الإقليم من القارة تعرض إبان تجارة العبيد إلى تفريغ سكاني كبير .
  • انتشار ذبابة تسي تسي في المنطقة وبهذا أصبحت مجارى الأنهار والمستنقعات التي تنتشر بها هذه الذبابة منطقة طاردة للسكان .

اللغة

تنتمي معظم اللغات التي يتم التحدث بها في وسط إفريقيا إلى لغات البانتو التي تعد جزءًا من عائلة لغات النيجر والكونغو. وفي الشمال، يتم التحدث بلغات أداماوا أوبانجي التي تنتمي إلى عائلة لغات النيجر والكونغو، ولغات وسط السودان التي تنتمي إلى عائلة اللغات النيلية الصحراوية.[19]

وفي تشاد، يتم التحدث باللغات التشادية التي تنتمي إلى عائلة اللغات الأفرو آسيوية. وفي أنغولا، هناك متحدثون بلغات خويسان. بالإضافة إلى اللغات المحلية، يتم استخدام اللغات الكريولية واللغات الأوروبية هي اللغات الرسمية لدول وسط إفريقيا.[19]

مراجع

  1. "تعداد السكان، الإجمالي | Data". web.archive.org. اطلع عليه بتاريخ 29 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Komé - Kribi Rescue Archaeology Along the Chad-Cameroon Oil Pipeline, 1999-2004 (الطبعة 1. Aufl). Frankfurt am Main. ISBN 978-3-937248-28-8. OCLC 863975922. مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Zangato, Étienne; Holl, Augustin F. C. (2010-10-25). "On the Iron Front: New Evidence from North-Central Africa". Journal of African Archaeology (باللغة الإنجليزية). 8 (1): 7–23. doi:10.3213/1612-1651-10153. ISSN 1612-1651. مؤرشف من الأصل في 27 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Power and landscape in Atlantic West Africa : archaeological perspectives. New York. ISBN 978-1-139-22434-5. OCLC 801405418. مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Peter Mitchell et al., The Oxford Handbook of African Archeology (2013), p. 855: "The relatively recent discovery of extensive walled settlements at the transition from the Neolithic to the Early Iron Age in the Chad Basin (Magnavita et al., 2006) indicates what enormous sites and processes may still await recognition."
  6. Fanso 19; Hudgens and Trillo 1051.
  7. Barth, Travels, II, 16–17.
  8. Falola 2008, p. 26.
  9. Appiah & Gates 2010, p. 254
  10. Shillington (2005), p. 141.
  11. Davidson (1991), p. 161
  12. Shillington (2005), p. 198, 199
  13. Davidson (1991), p. 158.
  14. Hirshfield 1979, p. 26.
  15. Mazenot 2005, p. 352.
  16. Falola 2008, p. 105.
  17. إقليم وسط أفريقيا أفريقيا الجديدة، تاريخ الولوج 26/06/2009 نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2010 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  18. Jenner, Lynn (2018-06-20). "Agricultural Fires Seem to Engulf Central Africa". NASA. مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 29 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  19. "Central Africa | History, Countries, Climate, & Facts". Encyclopedia Britannica (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 29 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة جغرافيا
    • بوابة أفريقيا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.