ميثامفيتامين

الميثامفيتامين أو الكريستال ميث هو منشط من مجموعة الأمفيتامين والفينيثيلامين من مجموعة العقاقير ذات التأثير العقلي.

أقراص ميثامفيتامين 5 ميليغرام

في الجرعات الخفيفة، يمكن للميثامفيتامين زيادة اليقظة، التركيز، والطاقة بالنسبة للأشخاص المراهقين. في الجرعات الأعلى، يمكنه إحداث هوس مصاحب بالنشوة، مشاعر الثقة بالنفس، وزيادة الرغبة الجنسية.[1][2] للميثامفيتامين قدرة عالية في التسبب بإساءة الإستعمال والإدمان.

الإدمان المزمن قد يؤدي إلى متلازمة ما بعد الانسحاب، والتي يمكن أن تستمر إلى ما بعد فترة الانسحاب بأشهر أو حتى في بعض الأحيان إلى سنة.[3] بالإضافة إلى الضرر النفسي، الضرر البدني -بشكل أساسي ضرر القلب والأوعية الدموية- يمكن أن يحدث مع الاستخدام المزمن أو الجرعات المفرطة الحادة.[4]

تاريخ

عندما بدا الالمان حرب البرق لغزو فرنسا لم يفاجئ الفرنسيين فقط بالهجوم وبالاسلحة الألمانية الحديثة بل بالجنود الألمانيين ايضا الذين لا يصيبهم التعب ويتقدمون ليل نهار صوب العاصمة باريس. وفي وقت قياسي دمر الجيش وانهارت الدولة بالكامل . ما لم يكن يعلمه الفرنسيين والحلفاء ان اغلب اطقم الدبابات الالمانية والجنود كانوا تحت تاثير المنشطات. بدا الالمان سنة 1939 بتوزيع حبوب البيرفيتين وهو عقار مشتق من مخدر الميثامفيتامين وقد وزع خلال الحرب على كل الجبهات 200 مليون حبة على الجنود والضباط. وزع عقار البيرفيتين على اطقم الدبابات الألمانية التي هاجمت فرنسا واخترقت الدفاعات الفرنسية بلا توقف حتى ان الاطقم الألمانية كانت تقود ليل نهار لثلاثة ايام متتالية. ولم يتوقف الالمان عند هذا الحد فقد كانت مخابر الاطباء النازيين تشتغل لتطوير عقار جديد مشتق من الكوكايين بهدف توجيهه للجنود على خطوط الجبهة واطلق عليه مجازا اسم (النازيون على السرعة ) وحمل الاسم عقار D-IX. جرب أول مرة على اسرى في معتقل شاسشونهوسن شمال برلين حيث تمكن الاسرى من حمل عدة بوزن 45 باوند والسير لمسافة 70 ميل بدون راحة. لكن نزول الحلفاء في النورماندي وعمليات القصف احبطت محاولات النازيين لاكمال المشروع الجديد.

مع ذلك تحدث العديد من الاطباء العسكريين الالمان الذين درسوا تاثير عقار البيرفيتين على الجنود بانه كان له اثار سلبية فقد ادى إلى إدمان العديد من الجنود على المخدر وانه لم تكن له تلك التاثيرات المرجوة والتي تهدف لتحويل الجنود إلى اليين. في المقابل الطبيب العسكري الألماني أوتو رانك، وهو طبيب عسكري ومدير عام معهد الدفاع وعلم وظائف الأعضاء في أكاديمية برلين للطب العسكري، وصاحب مخطط البيرفيتين. وجد أن المخدرات أعطت المستخدمين الثقة بالنفس والوعي الذاتي. على الجبهة الشرقية، حيث كان القتال الأكثر وحشية من الحرب، استخدم الجنود بكميات ضخمة منشط البيرفيتين ضد عدو لم يظهر أي رحمة. في يناير كانون الثاني عام 1942، مجموعة واحدة من 500 جندي ويحيط بها الجيش الأحمر كانوا يحاولون الفرار في درجات حرارة اقل من 30 درجة تحت الصفر. 'أنا قررت أن اعطيهم البيرفيتين لأنهم بدؤوا بالاستلقاء على الأرض في الثلج يريدون الموت، وكتب الضابط الطبي للوحدة. "وبعد نصف ساعة بدأ الرجال بشكل عفوي يشعرون على نحو أفضل. "بدأوا يسيرون في تشكيل منظم مرة أخرى، تحسنت معنوياتهم، وأصبحوا أكثر يقظة". وكان السجناء في معسكرات الاعتقال أيضا ضحايا التجارب الرهيبة التي يشرف عليها الأطباء الألمان التي تهدف إلى جعل الحرب أقل خطورة بالنسبة للقوات الخاصة. في داخاو لقي المئات حتفهم في أحواض من الماء المثلج حيث سعى الأطباء لايجاد وسيلة لعزل أفضل للحرارة من اجل الطيارين الذين أسقطت طائراتهم في البحر. وفي ماوتهاوزن في النمسا عانى السجناء الحروق الكيميائية المروعة حيث سعى الأطباء لعلاج الإصابات الناتجة عن القذائف الفوسفورية.

الاستخدام الطبي

في الولايات المتحدة، تمت الموافقة على استخدام الميثامفيتامين من قبل إدارة الغذاء والدواء في علاج قصور الانتباه وفرط الحركة والسمنة الخارجية (السمنة الناشئة عن عوامل خارجة عن سيطرة المريض) لدى كل من البالغين والأطفال.[5]

يتم بيع الميثامفيتامين تحت اسم ديسوكسن (Desoxyn)، علامة تجارية من قبل شركة الأدوية الدانماركية Lundbeck. في يناير 2013 تم بيع العلامة التجارية لـ(Desoxyn) لشركة الأدوية الإيطالية Recordati.[6]

لأن الميث لديه إمكانية عالية لسوء الاستعمال، فهو منظم بموجب قانون المواد الخاضعة للرقابة.

طرق التعاطي

أنبوب تدخين الميث
  • الحقن: حيث يحلَّل ليصبح سائلاً يٌحقن عبر الوريد وتعتبر هذه الطريقة أخطر الطرق في التعاطي الميث. كما هو الحال مع جميع المخدرات المحقونة الأخرى هناك خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الدم في حال التشارك في نفس الإبر.
  • التدخين: تدخين الأمفيتامين يشير إلى استنشاق الأبخرة الناتجة وليس الأدخنة الناتجة عن الاحتراق المباشر له. هناك أدلة قليلة على أن التدخين هو أكثر الطرق سمية من بين الطرق الأخرى.[7][8] حسب الدراسات تلف الرئة ظهر على المدى الطويل من الاستخدام.
  • الاستنشاق: طريقة أخرى معروفة حيث يكون الميث على شكل مسحوق بودره أبيض يمكن استنشاقه، هذه الطريقة تسمح للميث بأن يُمتص من خلال الانسجة الرقيقة للغشاء مخاطي في الجيوب الأنفية, ومن ثم يذهب إلى مجرى الدم مباشرةً.
  • التحاميل: (في المستقيم أو المهبل) هي أقل طرق التعاطي انتشارًا.

الميثامفيتامين البلوّري وهو أحد أشكال المخدّر الصّلبة فيشبه شظايا الزجاج.[9]

الأثار

ميث كريستالي مصنع بطريق غير مشروعة

يؤثر الميثامفيتامين على مواد كيميائية محدّدة في الدماغ والجهاز العصبي بشكل مباشر، موهماً الشخص بالشعور بالطاقة الجسدية والنشاط والسعادة والثقة بالنفس، يقع المتعاطون للميثامفيتامين في حبائل الإدمان بسرعة،[10] ويحتاجون إلى جرعات أكبر في كل مرة، وتتضمن الآثار الصحية المتباينة اضطراب دقات القلب وارتفاع ضغط الدم ومجموعة من المشاكل النفسية. وتشوهات في الوجه والشيخوخة المبكرة.[11]

جسدية

الآثار الجسدية يمكن أن تتضمن فقدان الشهية، فرط الحركة، توسع الحدقة، تعرق غزير، جفاف الفم، انفعالات حركية نفسية، صرير الأسنان، صداع، تسارع نبضات القلب، تباطؤ نبضات القلب، اضطراب نبضات القلب، تسرع النفس، فرط ضغط الدم، انخفاض ضغط الدم، ارتفاع الحرارة، إسهال، إمساك، زغللة العين، دوار، أرق، نقص الحس، خفقان، رعاش، عد شائع، شحوب، جفاف جلدي وحكة، -ومع الجرعات المزمنة والمفرطة- قد يصاب المدمنين بجلطات قلبية أو حتى الموت.[12][13][14][15][16][17]

نفسية

الآثار النفسية قد تتضمن النشوة، الهيجان القلق، زيادة الرغبة الجنسية، اليقظة، والتركيز، زيادة الطاقة، زيادة تقدير الذات، الثقة بالنفس، والمؤانسة، التهيج، العدوانية، أمراض نفسية جسمية، الانفعالات النفسية، هوس حك الجلد، هوس نتف الشعر، هوس العظمة، هلوسات، شعور مفرط بالقوة والمناعة، سلوكيات متكررة وقهرية، بارانويا.[12][18]

الانسحاب

الأعراض الانسحابية للميثامفيتامين تتضمن بالدرجة الأولى الإعياء، اكتئاب، وزيادة الشهية. قد تدوم أعراض الانسحاب لعدة أيام للتعاطي المتقطع والعرضي، وأسابيع أو أشهر في حالة التعاطي المزمن، وتعتمد حدة هذه الأعراض على مدة التعاطي وكمية الجرعات. قد تتضمن أعراض الانسحاب ايضاً القلق، الالتهيجية، الصداع، انفعالات حركية نفسية، تململ، فرط النوم، أحلام جلية، نوم عميق في مرحلة حركة العين السريعة، والتفكير في الانتحار.[19]

على المدى الطويل

لدى استخدام الميثامفيتامين أرتباط كبير مع الاكتئاب والانتحار بالإضافة إلى أمراض خطيرة في القلب، ذهان الأمفيتامين، القلق، والسلوكيات العنيفة. للميثامفيتامين أيضا درجة إدمانية عالية جداً.[4]

انظر أيضاً

المراجع

  1. Mack, Avram H.; Frances, Richard J.; Miller, Sheldon I. (2005). Clinical Textbook of Addictive Disorders, Third Edition. New York: The Guilford Press. صفحة 207. ISBN 1-59385-174-X. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  2. B. K. Logan. Methamphetamine – Effects on Human Performance and Behavior. Forensic Science Review, Vol. 14, no. 1/2 (2002), p. 142 Full PDF نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. Cruickshank, CC.; Dyer, KR. (July 2009). "A review of the clinical pharmacology of methamphetamine". Addiction. 104 (7): 1085–99. doi:10.1111/j.1360-0443.2009.02564.x. PMID 19426289. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Darke, S.; Kaye, S.; McKetin, R.; Duflou, J. (May 2008). "Major physical and psychological harms of methamphetamine use". Drug Alcohol Rev. 27 (3): 253–62. doi:10.1080/09595230801923702. PMID 18368606. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "Desoxyn (Methamphetamine Hydrochloride) Drug Information: User Reviews, Side Effects, Drug Interactions and Dosage at". Rxlist.com. مؤرشف من الأصل في 23 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 01 يناير 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "Recordati: Desoxyn". Recordati SP. مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 01 يناير 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Methamphetamine Toxicity Secondary to Intravaginal Body Stuffing | University of Hawaii System" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 26 سبتمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  8. "Short Term Effects of Smoking Crystal Meth | LoveToKnow Recovery". Addiction. lovetoknow.com. مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  9. الميثامفيتامين [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 18 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  10. Methamphetamine | FRANK نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. Methamphetamine arrests made at Dunnigan rest stop by Yolo deputies نسخة محفوظة 25 سبتمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  12. "Erowid Methamphetamine Vault: Effects". Erowid.org. مؤرشف من الأصل في 24 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 09 يناير 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Dart, Richard (2004). Medical Toxicology. Lippincott Williams & Wilkins. صفحة 1074. ISBN 978-0-7817-2845-4. مؤرشف من الأصل في 07 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "What are the signs that a person may be using methamphetamine?". The Methamphetamine Problem: Question-and-Answer Guide. Tallahassee: Institute for Intergovernmental Research. 2009. مؤرشف من الأصل في 18 سبتمبر 2010. اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. "Methamphetamine Effects: Including Long Term". KCI — The Anti-Meth Site. مؤرشف من الأصل في 2 يوليو 2017. اطلع عليه بتاريخ 09 يناير 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. "Methamphetamine medical facts from". Drugs.com. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2017. اطلع عليه بتاريخ 09 يناير 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. "Methamphetamine | Center for Substance Abuse Research (CESAR)". Cesar.umd.edu. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 09 يناير 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. "Amphetamines: Drug Use and Dependence | Merck Manual Professional". Merck.com. مؤرشف من الأصل في 14 نوفمبر 2010. اطلع عليه بتاريخ 09 يناير 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  19. McGregor C, Srisurapanont M, Jittiwutikarn J, Laobhripatr S, Wongtan T, White JM (2005). "The nature, time course and severity of methamphetamine withdrawal". Addiction. 100 (9): 1320–9. doi:10.1111/j.1360-0443.2005.01160.x. PMID 16128721. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)

    • بوابة صيدلة
    • بوابة الكيمياء
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.