سعد زغلول

سعد زغلول (1858م - 1927م) زعيم مصري وقائد ثورة 1919م في مصر وأحد الزعماء المصريين التاريخيين. أحد الذين طالبوا باستقلال مصر. شغل منصب رئيس وزراء مصر ومنصب رئيس مجلس الأمة.

الزعيم سعد زغلول باشا
باشا
سعد زغلول

رئيس مجلس النواب 19
في المنصب
10 يونيو 1926 – 22 أغسطس 1927
العاهل فؤاد الأول
الحاكم الخديو عباس حلمي الثاني
رئيس مجلس الوزراء 32
في المنصب
28 يناير 1924 – 24 نوفمبر 1924
العاهل فؤاد الأول
وزير الداخلية 30
في المنصب
28 يناير 1924 – 24 أكتوبر 1924
العاهل فؤاد الأول
ناظر الحقانية 17
في المنصب
23 فبراير 1910 – 1 أبريل 1912
الرئيس عباس حلمي الثاني
رئيس الوزراء محمد سعيد باشا
ناظر المعارف العمومية 12
في المنصب
28 أكتوبر 1906 – 21 فبراير 1910
الرئيس عباس حلمي الثاني
رئيس الوزراء بطرس غالي، ومصطفى فهمي باشا
معلومات شخصية
الميلاد 1 يوليو 1859(1859-07-01)
إبيانة، مطوبس، محافظة كفر الشيخ، مصر
الوفاة 23 أغسطس 1927 (68 سنة)
القاهرة، مصر
مكان الدفن ضريح سعد زغلول، بيت الأمة، المنيرة، القاهرة، مصر
الجنسية  مصر
الديانة الإسلام السني
الزوجة صفية زغلول (الزواج 1895–1927)
إخوة وأخوات
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة الأزهر
المهنة سياسي ،  ووزير ،  ومحامي ،  ومستشار    
الحزب حزب الوفد المصري
اللغة الأم العربية  
اللغات العربية [1]،  والفرنسية  

نشأته

ولد سعد في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا (مطوبس حاليا) مديرية الغربية سابقا (محافظة كفر الشيخ حاليا). تضاربت الأنباء حول تاريخ ميلاده الحقيقي، فمنهم من أشار إلى أنه ولد في يوليو 1857م وآخرون قالوا يوليو 1858م، بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق بأنه من مواليد يونيو 1860م. كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول، من أسرة ريفية مصرية.[2][3]

سيرة حياته

تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م. تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني، ثم عمل معه في الوقائع المصرية. انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي. اشتغل بالمحاماة لكن قبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ «جمعية الانتقام».

وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة. دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الملكة نازلي، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية. تزوج من ابنة مصطفى فهمي باشا، رئيس وزراء مصر. تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته.

توظف سعد وكيلا للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين. ترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892م. حصل على ليسانس الحقوق عام 1897م.

انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة». في عام 1906م تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.

وفي عام 1907م كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها.

ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولّى رئاسته في 18 يوليو 1907 م[4]

أصبح سعد نائباً عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية. بعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية.

التاريخ السياسي

تمثال الزعيم سعد زغلول باشا في الإسكندرية.

أدى غياب زغلول إلى الاضطرابات في مصر، مما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة المصرية في عام 1919م. [5] لدى عودته من المنفى، قاد زغلول القوى الوطنية المصرية حتى إجراء الانتخابات في 12 يناير 1924م، حيث أدت إلى فوز حزب الوفد المشكل من الجمعية التشريعية بأغلبية ساحقة، وبعد ذلك بأسبوعين، شكلت الحكومة الوفدية برئاسة سعد زغلول .

الجماهير تعتبر زغلول الزعيم الوطني، و زعيم الأمة، البطل القومي المتشدد. وقد فقد خصومه مصداقيتهم على حد سواء كما أنهم تضائلوا في أعين الجماهير. ولكنه أيضا قد حان أخيرا أو أن اعتلائه السلطة ويعود ذلك جزئيا أنه تحالف مع مجموعة القصر حيث قبلوا ضمنيا الشروط التي تنظم حماية المصالح البريطانية في مصر .

في أعقاب اغتيال السير لي ستاك، سردار (مصر) و الحاكم العام للسودان إبان ما يعرف بـالحكم الثنائي [6]، وفي 19 نوفمبر 1924م وعلى إثر تصاعد المطالب البريطانية اللاحقة والتي كان مفادها أن سعد زغلول أصبح شخصاً غير مرغوب به؛كما سيتم تفصيله في فقرة العودة للحياة السياسية؛ إضطر زغلول أن يقديم إستقالته. ثم عاد لاحقا إلى الحكومة في عام 1926م حتى وفاته في عام 1927م.

الوفد المصري

خطرت لسعد زغلول فكرة تشكيل الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918م ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف في لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918م.

تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي و علي شعراوي وآخرين، أطلقوا على أنفسهم الوفد المصري.

وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية. جاء في الصيغة: "نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول وفي أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلا في استقلال مصر تطبيقا لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى".

اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطا في البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919م فانفجرت ثورة 1919م التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول. اضطرت إنجلترا إلي عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.

لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقى الإنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مرة أخرى·

العائلة

زوجة سعد، صفية زغلول تزوجها عام 1895م، وهي ابنة مصطفى فهمي باشا، وزير في مجلس الوزراء المصري ورئيس وزراء مصر مرتين.[7]، كانت ثائرة نسائية وكانت أيضا ناشطة سياسية.

الجدول الزمني

  • 1857م يوليو: ولد لعائلة من الفلاحين من الطبقة المتوسطة في إبيانه في دلتا النيل.

سنوات الشباب: أكمل تعليمه في جامعة الأزهر الإسلامية في القاهرة، وكذلك في المدرسة المصرية للقانون.

  • 1892م: عُين قاضيا في محكمة الاستئناف.
  • 1906م: يصبح رأس وزارة التربية والتعليم.

- يشارك في تأسيس حزب الأمة، في الوقت التي كانت مجموعة معتدلة من المصريين تدعى المزيد للحصول على استقلال مصر من بريطانيا.

  • 1910م: عُين زغلول وزيرا للعدل.
  • 1912م: يستقيل من منصب وزير العدل بعد خلاف مع الخديوي عباس حلمي الثاني.
  • 1912م: تم انتخابه إلى الجمعية التشريعية.
  • 1913م: تم تعيينه نائبا لرئيس الجمعية التشريعية، وهو المنصب الذي يستخدم لانتقاد الحكومة.
  • 1914م- 1918م: خلال الحرب العالمية الأولى، فإن زغلول والعديد من أعضاء الجمعية التشريعية من الجماعات الناشطة شكلت هيكلا تشريعيا في جميع أنحاء مصر . أدت الحرب العالمية الأولى إلى الكثير من الصعاب على السكان المصريين، وذلك بفضل العديد من القيود البريطانية.
  • 13 نوفمبر 1918م: مع نهاية الحرب العالمية الأولى، فإن زغلول واثنين آخرين من أعضاء سابقين من المجلس التشريعي دعوا المفوض السامي البريطاني، للسؤال عن إلغاء الحماية البريطانية. يسألون أيضا أن يكون لمصر ممثلين في مفاوضات السلام بعد الحرب. ولكن تم رفض هذه المطالب، فما كان من أنصار زغلول، وهي مجموعة تعرف الآن باسم الوفد، بأن أصبحت تحرض على الفوضى في جميع أنحاء البلاد.
  • 1919م مارس: زغلول وثلاثة أعضاء آخرين من الوفد تم نفيهم إلى مالطا. لكن سرعان ما تم إطلاق سراح سعد وبعد ذلك عين الجنرال إدموند اللنبي وتولّى منصب المفوض السامي لمصر . سعد سافر إلى باريس، فرنسا في محاولة لتقديم روايته للحالة المصرية إلى ممثلي الدول الحليفة، ولكن دون نجاح يذكر.
  • 1920م: زغلول عقد عدة لقاءات مع وزير المستعمرات البريطاني، اللورد ميلنر ويتوصل إلى تفاهم معه، ولكن زغلول كان غير متأكد من ردة فعل المصريين تجاه هذا التفاهم وكيف سوف يستوعبون أنه يصوغ اتفاقا مع البريطانيين، لذلك فضل أن ينسحب.
  • 1921م: استخدم زغلول أنصاره لعرقلة تشكيل الحكومة، ثم رد اللورد اللنبي على محاولات سعد لعرقلة تشكيل الحكومة، بترحيله إلى جزر سيشل في المحيط الهندي.
  • 1922م فبراير: حصلت مصر على استقلال محدود، وفقا لتوصيات اللورد ميلنر، حيث تم إبرام هذا من خلال المحادثات مع زغلول.
  • 1923م: السماح لزغلول بالعودة إلى مصر.
  • 1924م:
    أ. فبراير: أصبح زغلول رئيسا للوزراء بعد أن فاز الوفد ب 90٪ من مقاعد البرلمان في الانتخابات.
    ب. أثبت سعد زغلول من التجارب أنه قادر على وقف المظاهرات وأعمال الشغب بين المصريين.
    جـ. تشرين الثاني (نوفمبر): وقعت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان، والتي أسفرت تداعياتها عن تقديم سعد زغلول باستقالته؛ كما سيتم ذكرها بالتفصيل في الفقرة اللاحقة.
  • 1926م: زغلول يصبح رئيسا للبرلمان، وهذا المنصب يمكنهُ من السيطرة على تصرفات المتطرفين القوميين.
  • 23 أغسطس 1927م: وفاة زغلول في القاهرة.

العودة للحياة السياسية

عاد من المنفى وقام بتأسيس حزب الوفد المصري ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923م ونجح فيها حزب الوفد باكتساح. تولى رئاسة الوزراء من عام 1923م واستمر حتى عام 1924م حيث تمت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان والتي اتخذتها سلطات الاحتلال البريطاني ذريعة للضغط على الحكومة المصرية حيث وجه اللورد اللنبي إنذارا لوزارة سعد زغلول يطالب فيه:

  1. أن تقدم الحكومة المصرية اعتذارا عن هذه الجريمة.
  2. تقديم مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب.
  3. تقديم تعويض مقداره نصف مليون جنيه استيرليني للحكومة البريطانية.
  4. أن تسحب القوات المصرية من السودان.
  5. أن تقوم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة قطنا في السودان.

كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إلى إبعاد مصر عن السودان لتنفرد بها بريطانيا ووضع السودان ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر. وافق سعد زغلول على النقاط الثلاثة الأولى ورفض الرابعة. فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته. وقام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان. ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء. فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882م.

وتم قبول استقالته في 24 نوفمبر سنة 1924م.[8][9] وخاض صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927م، وانتخب سعد رئيسًا لمجلس النواب حتى وفاته عام 1927م.

وفاته

سعد زغلول عام 1924م

توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927م، ودفن في ضريح سعد المعروف ببيت الأمة الذي شُيّد عام 1931 ليُدفن فيه زعيم أمة وقائد ثورة ضد الاحتلال الإنجليزي (ثورة 1919م). فضلت حكومة عبد الخالق ثروت وأعضاء حزب الوفد الطراز الفرعوني حتى تُتاح الفرصة لكافة المصريين والأجانب حتى لا يصطبغ الضريح بصبغة دينية يعوق محبي الزعيم المسيحيين والأجانب من زيارته ولأن المسلمين لم يتذوقوا الفن الفرعوني وكانوا يفضلون لو دفن في مقبرة داخل مسجد يطلق عليه اسمه فأهملوه حتى اتخذ عبد الرحيم شحاتة محافظ القاهرة قرارا بترميمه على نفقة المحافظة كما وضعه على الخريطة السياحية للعاصمة.

كان سعد باشا زغلول قد اشترى الأرض المقام عليها الضريح عام 1925م. وذلك قبل وفاته بعامين ليقيم عليها ناديا سياسيا لحزب الوفد الذي أسسه ليكون مقرا بديلا للنادي الذي استأجره كمقر للحزب في عمارة «سافوي» بميدان سليمان باشا - وسط القاهرة - وقامت حكومة زيوار باشا بإغلاقه، وهذه الأرض يطل عليها من بيته ومساحته 4815 مترا مربعا، وقد كلف سعد زغلول باشا كل من فخري بك عبد النور وسينوت بك حنا عضوا الوفد بالتفاوض مع بنك اثينا وهو الجهة المالكة للأرض، ولكن حكومة زيوار أوعزت للبنك بعدم البيع عنادًا لسعد زغلول حتى لا يستخدم الأرض في إقامة مقر لحزب سياسي.

وفي يوم 23 أغسطس عام 1927م اجتمعت الوزارة الجديدة في ذلك الوقت برئاسة عبد الخالق باشا ثروت، وقررت تخليد ذكرى الزعيم سعد زغلول وبناء ضريح ضخم يضم جثمانه على أن تتحمل الحكومة جميع النفقات، وبدأ تنفيذ المشروع ودفن سعد باشا مؤقتاً في مقبرة بمدافن الإمام الشافعي لحين اكتمال المبنى، كما أقامت حكومة عبد الخالق ثروت تمثالين له أحدهما بالقاهرة والآخر بالإسكندرية.

واكتمل هذا البناء في عهد وزارة إسماعيل باشا صدقي عام 1931م، وكان من خصوم سعد زغلول، فحاول جعل الضريح الضخم لشخص واحد واقترح تحويل الضريح إلى مقبرة كبرى تضم رفات كل الساسة والعظماء، ولكن صفية زغلول الملقبة بـ «أم المصريين» وزوجة سعد زغلول رفضت بشدة هذا الاقتراح وأصرّت على أن يكون الضريح خاصا بسعد فقط، وفضلت أن يظل جثمانه في مقابر الإمام الشافعي إلى أن تتغير الظروف السياسية وتسمح بنقله في احتفال يليق بمكانته التاريخية كزعيم للأمة.

وفي عام 1936م تشكلت حكومة الوفد برئاسة مصطفى باشا النحاس وطلبت أم المصريين نقل جثمان سعد باشا إلى ضريحه بشارع الفلكي والذي يطل عليه بيت الأمة، وحدد النحاس باشا يوم 19 يونيو عام 1936م للاحتفال بنقل رفات زعيم الأمة بعد أن ظل في مقبرة الامام الشافعي تسعة أعوام تقريبا وفي اليوم السابق للاحتفال ذهب النحاس باشا مع بعض رفاق سعد زغلول إلى المقبرة سرا للاطمئنان على رفاته قبل نقلها ظنا منهما أنه ربما حدث أو يحدث شيئا لرفات زعيم الأمة، وكان معهما محمود فهمي النقراشي باشا ومحمد حنفي الطرزي باشا والمسؤول عن مدافن الإمام الشافعي، ولفّوا جسد الزعيم الراحل في أقمشة حريرية ووضعوه في نعش جديد ووضعوا حراسة على المكان إلى أن حضر كل من أحمد باشا ماهر رئيس مجلس النواب ومحمود بك بسيوني رئيس مجلس الشيوخ في السادسة من صباح اليوم التالي ثم توالى الحاضرون إلى المقبرة من الوزراء والنواب والشيوخ وحمل النعش على عربة عسكرية تجرها 8 خيول واخترق موكب الجنازة للمرة الثانية القاهرة من الإمام الشافعي حتى وصل إلى موقع الضريح بشارع الفلكي وكان قد أقيم بجواره سرادق ضخم لاستقبال كبار رجال الدولة والمشيعين من أنصار سعد وألقى النحاس باشا كلمة مختارة في حب زعيم الأمة جددت أحزان الحاضرين ودمعت عيناه وبكت أم المصريين بكاء شديدا ونقلت صحافة مصر تفاصيل نقل الجثمان إلى الضريح وكتبت مجلة «المصور» تفاصيل نقل الجثمان تحت عنوان «سعد يعود إلى ضريحه منتصرا».

وقد قام بتصميم الضريح على الطراز الفرعوني المهندس المعماري الراحل فهمي مؤمن كما أشرف على بنائه، وتقدر المساحة الإجمالية للمشروع 4815 مترا مربعا، أما الضريح فيحتل مساحة 650 مترا ويرتفع حوالي 26 مترا على أعمدة من الرخام الجرانيت وحوائطه من الحجر، وللضريح بابان أحدهما يطل على شارع منصور وهو من الخشب المكسو بالنحاس وارتفاعه ستة أمتار ونصف وهو نسخة طبق الأصل من الباب الآخر المطل على شارع الفلكي وتغطي حوائط المبنى من الخارج والداخل بطبقة من الرخام الجرانيت بارتفاع 255 سم كما أن السلالم مكسوة أيضا بنفس النوع من الرخام، ويحاط الضريح بدرابزين من النحاس والحديد والكريستال.

أعمال فنية وأدبية

تناولت شخصيته بعدد من الأفلام و المسلسلات والأعمال الأدبية نذكر منها:

مواقف لسعد زغلول

- يروي سعد في يوميات 25 أكتوبر 1913م ملخص حديث دار بينه وبين المؤرخ الشيخ محمد الخضري عن التاريخ وعدالة الصحابة، فيقول سعد: «هل الصحابة معصومون لا يُشَك في حديثهم ؟ فيجيب الخضري: إنهم ليسوا بمعصومين، ولكن لا يُشَك في صدقهم. فيقول سعد : إني أريد بالعصمة الثقة في الرواية ! فيجيب الخضري : هم ثقاة، فيرد سعد: ومن أين يكون لهم ذلك، وقد كانوا يرتكبون الجرائم ويأتون الآثام كما يرويه المؤرخون؟ »[10]

أشهر أقواله

  • «نحن لسنا محتاجين إلى كثير من العلم، ولكنا محتاجون إلى كثير من الأخلاق الفاضلة.»[11]
  • «نحن لسنا بأوصياء على الأمة، بل وكلاء عنها، ولكن وكلاء أمناء، فيجب علينا أن نؤدي لأمتنا الأمانة كما أخذناها منها.»[11]
  • «فساد الحكام من فساد المحكومين.»[11]
  • «الرجل بصراحته في القول وإخلاصه في العمل.»[12]
  • «أنا لا أستخدم نفوذ أي اسم كان للحصول على أية غاية كانت.»
  • «إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.»[13]
  • «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة.»[14]
  • «مفيش فايدة.» عندما كان يتحدث لزوجته؛[13] وهنالك تفسيرين لهذا القول الأخير:

1- أنه كان يقصد الوضع السياسي في مصر في مجمله آنذاك، وذلك هو التفسير الشائع.
2- أنه كان يقول لزوجته ألا تعطيه مزيدا من الدواء لأنه لا يبدو أنه يأتي بأية نتيجة واضحة، بل وأن حالته كانت تزداد سوءًا. والرواية الثانية هي الأرجح.

ويقال أن الكاتب الصحفي الراحل حافظ محمود قد كتب عن هذا الموضوع، وأكد أن الرواية الثانية هي الأكثر صحة، وأن سعد زغلول لم ييأس أبدا من الوضع السياسي في مصر. والله أعلم.

معرض صور

روابط خارجية

مراجع

  1. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb14616771v — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — المؤلف: المكتبة الوطنية الفرنسية — الرخصة: رخصة حرة
  2. 100 عام على ثورة 1919, مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 2019 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  3. سعد زغلول زعيم الثورة عباس محمود العقاد ، دار هنداوي 2014 ص 43
  4. تاريخ النادي الأهلي المصري نسخة محفوظة 12 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. Eugene Rogan, The Arabs (Basic Books: New York, 2009), p. 165.
  6. "معلومات عن لي ستاك على موقع id.worldcat.org". id.worldcat.org. مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Steven A. Cook (1 September 2011). The Struggle for Egypt: From Nasser to Tahrir Square. Oxford University Press. صفحة 32. ISBN 978-0-19-979532-1. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 11 سبتمبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. اغتيال السير «لي ستاك»..حادث غامض ومحاكمة مثيرة [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 6 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. وزارة سعد زغلول 1924 م نسخة محفوظة 08 2يناير8 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  10. مذكرات سعد زغلول -الجزء الرابع -ص269
  11. موقع حكم أقوال سعد زغلول نسخة محفوظة 2020-04-08 على موقع واي باك مشين.
  12. "أشهر أقوال سعد زغلول". مؤرشف من الأصل في 05 مارس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. سعد زغلول ويكي إقتباس
  14. صفحة الرقابة الشعبية نسخة محفوظة 8 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    سبقه
    يحيى إبراهيم باشا
    رؤساء وزارات مصر

    1924

    تبعه
    أحمد زيور باشا
    • بوابة أعلام
    • بوابة السياسة
    • بوابة مصر
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.