ورقية

الورقية في علم الاقتصاد الكلي، هي نظرية نقدية تزعم بأن الأموال نشأت من محاولات الدول لتوجيه النشاط الاقتصادي بدلًا من أن تكون حلًا عفويًا لمشكلات المقايضة أو وسيلةً يمكن بها ترميز الدَّين،[1] وتقول إن النقد الإلزامي يكون ذو قيمة عند التبادل بسبب السلطة السيادية التي تفرض الضرائب على النشاط الاقتصادي الواجب دفعها بالعملة التي تصدرها.

خلفية

صاغ الخبير الاقتصادي جورج فريدريك ناب اصطلاح «الورقية» في كتابه نظرية الدولة للمال، الذي صدر في ألمانيا عام 1905 وتُرجم إلى الإنكليزية عام 1924. اشتق الاسم من الكلمة اللاتينية تشارتا، وتعني عملة ورقية أو ورقة.[2] يجادل ناب أن «المال هو صنيعة القانون» وليس السلعة.[3] يقارن ناب نظرية الدولة للمال مع «المعدنية»، على النحو الذي تجسدت فيه في وقت قاعدة الذهب، عندما اعتمدت قيمة وحدة العملة على كمية المعادن النفيسة التي تحويها أو التي يمكن مقايضتها. جادل ناب أنه بوسع الدولة أن تسك نقود ورقية خالصة وجعلها قابلة للتداول من خلال الإقرار بها بصفتها عملة رسمية وفقًا لمعيار يعد أموال الدولة «مقبولة في مكاتب الصرف العامة».

جادلت كونستينيا كاتساري أن مبادئ المعدنية والورقية على حدّ سواء تجلت في النظام النقدي الذي طرحه الإمبراطور الروماني أغسطس، والذي طُبق في المقاطعات الشرقية من الإمبراطورية الرومانية، ابتداءً من أوائل القرن الأول إلى نهاية القرن الثالث بعد الميلاد.[4][5]

كانت الرؤية السائدة للنقود، في الوقت الذي كان ناب يؤلف كتابه، أنها نشأت من أنظمة المقايضة لتصبح وسيط للتبادل لأنها جسدت سلعة دائمة حظيت بقيمة الاستخدام بعض الشيء. ومع ذلك، كما أشار خبراء الاقتصاد الورقيون المعاصرون مثل راندال راي وماثيو فرستاتر، أنه يمكن الاطلاع على رؤى الورقيين بشأن النقود الورقية التي تحركها الضرائب في المؤلفات السابقة للعديد من الخبراء الاقتصاديين الكلاسيكيين،[6][7] والمثال على ذلك، أدم سميث الذي رصد في ثروة الأمم:

قد يعطي الأمير الذي ينبغي عليه أن يسن مقدار محدد من ضرائبه التي يتعين دفعها بنقود ورقية من نوع محدد قيمة معينة لهذه الأوراق النقدية نتيجة لذلك، حتى وإن كان ينبغي أن يعتمد أجل إخلاء الطرف والاسترداد كليًا على إرادته.

__ آدم سميث: بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم

يرى فرستاتر تأييدًا لمفهوم الأموال المدفوعة الضرائب، بموجب شروط مؤسساتية محددة، في أعمال جان بابتست ساي وجون ستيوارت ميل وكارل ماركس ووليم ستانلي جيفونز. [7] جادل ألفريد ميتشل-إينيس، في مؤلفه عام 1914، أن النقود ليست قائمةً بصفتها وسيط للتبادل بل بصفتها معيارًا للمدفوعات المؤجلة مع عد أموال الحكومة دينًا بوسع الحكومة أن تسترجعه عن طريق فرض الضرائب.[8] يجادل إينيس:

حالما تفرض ضريبة ما، يصبح كلّ دافع ضرائب مسؤولًا عن استرداد مقدار بسيط من الدين الذي حددته الحكومة عبر إصداراتها من النقود، سواء كانت نقود معدنية، شهادات، سندات، أم كمبيالات لدى الخزينة أو أي اسم آخر تحمله هذه الأموال. ينبغي على دافع الضرائب كذلك أن يحصل على حصته من الدين من مالك ما لعملة معدنية أو شهادة أو أي شكل أخر من أشكال الأموال الحكومية ويعطيها للخزينة من أجل سداد دينه القانوني. يتعين عليه أن يسترد أو يلغي تلك الحصة من الدين ... يعد استرداد دين الحكومة من خلال فرض الضرائب القانون الأساسي لسك النقود وفي أي إصدار فيما يخص «الأموال» الحكومية أيًا كان شكلها.

__ ألفريد ميتشيل-إينيس، نظرية ائتمان المال، دورية القانون المصرفي

اتخذ جون ماينارد كينز من ناب و«الورقية» مرجعًا في الصفحات الافتتاحية لمؤلفه أطروحة في المال[9] عام 1930 ويبدو أنهم أثّروا في الأفكار الكينزية حول دور الدولة في الاقتصاد. بحلول عام 1947، عندما كتب أبا ليرنر مقالته «المال بصفته صنيعة الدولة»، نبذ عدد كبير من الخبراء الاقتصاديين فكرة أن قيمة المال ترتبط ارتباطًا وثيقًا في الذهب.[10] جادل ليرنر أن المسؤولية في تجنب التضخم والكساد تقع على عاتق الدولة بسبب قدرتها في أن تسك المال أو في فرض الضرائب.

المراجع

  1. Graeber, David (12 July 2011). Debt: The First 5000 Years. ISBN 978-1-933633-86-2. مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Knapp, George Friedrich (1924), The State Theory of Money, Macmillan and Company, صفحة 32 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  3. Knapp, George Friedrich (1924), The State Theory of Money, Macmillan and Company الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  4. Stephanie A. Bell and Edward J. Nell, المحرر (2003). The State, the Market, and the Euro: Chartalism Versus Metallism in the theory of money. Edward Elgar. ISBN 1843761564. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Constantina Katsari (2011). "Chpt. 7". The Roman Monetary System. مطبعة جامعة كامبريدج. ISBN 978-0521769464. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Wray, L. Randall (2000), The Neo-Chartalist Approach to Money, UMKC Center for Full Employment and Price Stability, مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2019 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  7. Forstater, Mathew (2004), Tax-Driven Money: Additional Evidence from the History of Thought, Economic History, and Economic Policy (PDF), مؤرشف من الأصل (PDF) في 2 مايو 2020 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  8. Mitchell-Innes, Alfred (1914). "The Credit Theory of Money". The Banking Law Journal. 31. مؤرشف من الأصل في 8 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Keynes, John Maynard: A Treatise on Money, 1930, pp. 4, 6
  10. Lerner, Abba P. (May 1947). "Money as a Creature of the State". The American Economic Review. 37 (2). الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة الاقتصاد
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.