منطقة القبائل

منطقة القبائل أو بلاد القبائل (باللاتينية: Kabylie) (بالقبايلية: ثامورث نـ لقبايل أو ثامورث ايذورار) هي منطقة ثقافية-طبيعية في شمال شرق الجزائر، وتغطي عدة ولايات: ولاية بومرداس، ولاية تيزي وزو، ولاية بجاية، ولاية البويرة، ولاية برج بوعريريج، شمال ولاية سطيف، ولاية جيجل.

منطقة القبائل
(بالعربية: منطقة القبائل)‏
(بالقبائلية ال(جزائرية): Tamurt n leqbayel)‏ 
 

 

إحداثيات: 36°36′N 5°00′E  
تقسيم إداري
 البلد الجزائر  
خصائص جغرافية
 المساحة 25000 كيلومتر مربع  

إن تنوع نظام المنطقة الإيكولوجي يجعلها مقرا للتنوع البيولوجي والذي تحميه عدة حدائق وطنية. ويمكن أن يشمل مناخها، الذي تشكله الإغاثة، شتاء قاسيا وصيفا قاحلا. إن تنمية الزراعة، وهي أساسا شجرية، تقيدها الظروف الطبيعية، فإن القبائل هي أيضا، تقليديا، مركز الإنتاج الحرفي الكبير النموذجي وأرض الهجرة.

اللغة

يتكلم سكان المنطقة اللغة الأمازيغية لهجة قبائلية إلى جانب العربية الدارجة، وتستخدم اللغة العربية الفصحى في المحررات والمواثيق الرسمية، كما ينص دستور الدولة.

جغرافيا

خارطة طوبوغرافية لمنطقة القبائل.

تأصيل

أطلق اسم « Kabylie » على المنطقة في فترة الإستعمار الفرنسي للجزائر، المستمدة في الأصل من كلمة « قبائل » في اللغة العربية. في تاريخ ما قبل الاستعمار في شمال أفريقيا، القبيلة هي شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي. أستعمل المصطلح لأول مرة للتمييز بين مجموعة إثنية أو منطقة محددة. لا يوجد اسم محدد في الكتابات باللغة العربية عن المنطقة قبل الإستعمار، ويطلق الناطقون بالعربية حاليا على المنطقة "بْلاد لقْبايل".

موقع

خريطة قبائل الحدرة بالقبائل الصغرى.

اسم "القبائل" (المفرد أو الجمع) كان يطلق في البداية على جميع المناطق المأهولة بالسكان القبليين، أخذ المصطلح في منتصف القرن التاسع عشر مع الإستعمار الفرنسي معنى محدد أكثر، ليكون محفوظ تدريجيا للمجموعة المكونة من من قطعة واحدة التي شكلتها جبال التل بين مدينة الجزائر وقسنطينة، حول مرتفعات جرجرة والبابور. أُعيد تعريف كلمة "قبائل" (قبايل) على أنها تنطبق فقط على السكان الذين يعيشون أو ينتمون إلى المنطقة، ومن ثم الناطقين بالبربرية، بما في ذلك المكون الناطق بالعربية، بما يعرف بقبائل الحدرة. في الواقع، الجغرافيا الطبيعية ليست كافية، خاصة في الشرق، لتحد بدقة هذا الفضاء الذي غالباً ما يوصف بأنه بجاور "منقطة القبائل". ووفقاً للمؤلفين، فإنه لا يزال بإمكانه، من خلال التمسك بالمصادر المعاصرة، أحياناً بلمسة الحدود الجزائرية التونسية، أحياناً من وجهة نظر عنابة، أحياناً إلى شبه جزيرة القل. آخر تعريف يستند إلى ما وراء الجغرافيا الطبيعية، على وحدة إنسانية مميزة إن لم يكن في كل مكان بنفس اللغة، على الأقل بنفس طريقة الحياة الفلاحية. الاستخدام المشترك، خصوصًا المحلي، له أيضا تعريفات ضيقة أكثر، والتي تميل إلى ترك المناطق الأكثر تعريبا جانبا: في منطقة القبائل في الخمسينات، كلمة أقبايلي، على الرغم من عدم وجود ترجمة جغرافية صارمة، تشير إلى مساحة محدودة بين الثنية من جهة، سطيف وجيجل من جهة أخرى. محيط الذي يحتفظ في التقسيم الإداري لسنة 1984، ولاية تيزي وزو وبجاية، شرق بومرداس، منها شمال البويرة، برج بوعريريج وسطيف وغرب جيجل. الخرائط المتداولة في الحركة الإقليمية المعاصرة لا تتجاوز إطار هذه الولايات السبع. في المجال الأكاديمي، ودراسة المنطقة، وفقا لشكل من أشكال الكناية، وغالبا ما تقتصر في الواقع على الجزء الشمالي الغربي لها، منطقة القبائل الكبرى، وسعت على الأكثر إلى الغرب من بجاية لدمج أكثر جزء من المنقاطق الناطقة بالقبايلية الحالية. كان هذا الاتجاه موجوداً بالفعل لدى الكتّاب الفرنسيين في القرن التاسع عشر، الذين ذهب بعضهم إلى حدّ الاحتفاظ باسم القبايل في هذه المنطقة الفرعية وحدها. ولكن لم يتم اتباعها، ولا يزال المعنى المعطى للمصطلح يختلف اختلافا كبيرا من عمل إلى آخر.

تضاريس

خريطة «منطقة القبائل الكبرى» سنة 1857.

منطقة القبائل مكونة جزء من سلسلة الأطلس التلي بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، وتشكل وحدة جغرافيا من خلال سلاسلها الجبلية، غير أنه يتم تقسيم المنطقة إلى جزئين الأولى هي القبائل الكبرى والثانية هي القبائل الصغرى، على أختلاف في تحديد الحدود الجغرافية للمنطقتين، لكن في الغالب يتم تحديد منطقة القبائل الكبرى بولاية تيزي وزو وبومرداس وجزء كبير من وولاية البويرة، ومنطقة القبائل الصغرى تضم ولاية بجاية[1] وأجزاء كبيرة من ولاية بومرداس، شمال برج بوعريريج، شمال سطيف، جيجل وشمال ولاية ميلة ويمكن تحديد جغرافية المنطقة كما يلي:

2308 م.

المناخ

فصل الشتاء في أعالي الجبال.

يوجد في المنطقة عدة مناطق مناخية. لدى الساحل البحري مناخ البحر الأبيض المتوسط. الشتاء معتدل إلى حد ما بالمقارنة مع بقية المنطقة، مع درجة حرارة 15 درجة مئوية في المتوسط. فترة الصيف، التي تبردها رياح البحر، يبلغ متوسط درجة حرارتها حوالي 35 درجة مئوية. على المرتفعات، يكون المناخ أشد قسوة، مع درجات حرارة سالبة في بعض الأحيان وثلوج كثيفة في الشتاء وصيف حار جداً، جاف جداً، خاصة في الجنوب حيث يكون سقوط الأمطار أقل. ومع ذلك، في الأجزاء العليا، يتم التحكم في درجة حرارة الصيف عن طريق الارتفاع. في الوديان الداخلية، يكون الشتاء مشابهًا تقريبًا للمرتفعات. ولكن في فصل الصيف، وذلك بسبب البعد أو التعرض للرياح الجنوبية، ودرجات حرارة مرتفعة بشكل خاص: هذا هو الحال في تيزي وزو، حيث يمكن أن تصل درجة الحرارة إلى 46 °C عندما يكون 35 درجة C في دلس، كما في آقبو، في وادي صومام، ممر مرور سيروكو.

تتمتع منطقة القبائل بأمطار غزيرة نسبيًا سهلت تطوير زراعة نموذجية. في منطقة القبايل الكبرى، المناطق الداخلية أكثر تروية بسبب ارتفاع وضغط الرياح الرطبة: وبالتالي في الأربعاء ناث إراثن، يبلغ معدل هطول الأمطار 1,059 ملم مقابل 833 ملم في تيزي أوزو.

سلسلة من التلال التي تعبر المنطقة من خلال الانضمام إلى البليدة أطلس، وجرجورة البابور، مصيف القل وايدوغ يفصل منطقة شمال الأمطار عالية (أكثر من 800 مم من الأمطار سنويا) من منطقة الجنوب أقل روية (من 600 إلى 800 ملم في السنة). أن هذا الاختلاف في هطول الأمطار أسفرت عن أكثر أو أقل كثافة الغطاء النباتي الطبيعي: المنحدرات الشمالية، وغطت في البداية مع أراضي الغابات وعرة وأصبح في وقت لاحق أن بساتين يعارض والمنحدرات الجنوبية أسهل وربما في وقت سابق مأهولة بالسكان، لأنها تفضي على الفور إلى الزراعة والتربية. يقدم هذا العامل عنصرًا إضافيًا للتمييز بين كتاب القبائل الكبرى والصغرى. في الواقع، الأول، إذا استثنينا المنحدر الجنوبي لجورج دجورا (كما هو الحال في ولاية تيزي أوزو الحالية)، فهو في المناطق ذات الأمطار الغزيرة. على العكس، في بيتيت القبايل، فإن التوجهات المشتركة للساحل والإغاثة تغادر العمق قليلاً على المنحدرات الشمالية. أنها توفر مساحة أكبر للمناطق الرطبة أقل، مثل قرقور والشرق أبعد، فرجيوة، التي تمتد بين بابور وهاتو الهضبة.

النباتات والحيوانات

ساحل بمنطقة القبائل.
المكاك البربري بمنطقة القبائل الصغرى (ولاية جيجل).

توزيع السكان

يتوزع السكان في منطقة القبائل على شكل مدن وقرى، بحيث منطقة القبائل يقطنها حوالي 3 ملايين نسمة موزعون على مدن كبرى مثل بجاية وتيزي وزو و مدن صغرى كالبويرة وقرى، أما خارج منطقة القبائل فهم موزعون على عدة ولايات من الوطن بعدد يقدر 2.5 ملايين نسمة أغلبهم يقطنون الجزائر العاصمة وقسنطينة ووهران والمدن الصحراوية بالنسبة للمستثمرين، أما بالنسبة للمهاجريين فـ للقبائل جالية كبيرة في فرنسا بعدد يقدر 800.000 شخصا وفي كندا بـ 300.000 شخصا خاصة في مدينة كيبك لاستخدامها اللغة الفرنسية وفي الولايات المتحدة جالية تقدر بـ 200.000 شخصا وفي ألمانيا وبريطانيا بعدد يقدر 200.000 شخصا، كما للقبائل جاليات صغيرة في منطقة الشرق الاوسط كالسعودية والإمارات العربية المتحدة وبعض مناطق تركيا.

تاريخ

فترة ما قبل التاريخ

يعود تاريخ الاستطيان البشري في المنطقة إلى عصر ما قبل التاريخ، ويتميز تاريخ المنطقة بالثراء بحيث كانت مسرحا للعديد من الأحداث وأنجبت الكثير من الأشخاص الذين صنعوا التاريخ وأثرو التاريخ الإنساني، تم اكتشاف بقايا أثرية تعود ل15.000 سنة قبل الميلاد وبقايا بشرية للإنسان القديم، مما يدل على قدم وجود البشر في المنطقة، دون أن ننسى كاف المصورة بسوق أهراس.

مرحلة العصور القديمة

تعتبر المنطقة من أهم المدن نوميديا الشرقية، وهي أقدم مملكة أمازيغية تأسست شرق الجزائر في القرن الثالث قبل الميلاد، وقد أصبحت بعد ذلك، جزءاً من الجمهورية الرومانية، وكانت مسقط رأس العديد من القادة العسكريين أمثال:

عصر الوندال

خريطة تبين سيطرة الوندال في شمال أفريقيا

العصر البيزنطي

يظهر التوسع البيزنطي في عهد جستنيان باللون البنفسجي.

تم أكتشاف أبراج مراقبة من عصر البيزنطي في المنطقة وأكثر من 100 موقع، يمثل وصول المسيحية كديانة سماوية رسمية معادية لعبادة الأوثان الرومانية والبربرية، عاشت المنطقة إبان العصر البيزنطي الكثير من الأحداث والحروب الدينية خاصة بين الدوناتيين والأرثدكس.

المرحلة الإسلامية

مخطوطة باللغة الأمازيغية من بلاد القبائل مكتوبة بالحروف العربية.

عندما قدم المسلمون إلى منطقة شمال أفريقيا للتبشير بالإسلام اقاموا حضارات عدة، فأقاموا الدولة الحمادية والتي كانت بجاية عاصمتها، فشيدوا البناءات والقلاع مثل: بوابة فوكة وبرج موسى.

المرحلة العثمانية

إبتدئت سيطرة الدولة العثمانية منذ عام 1574 حيث كان آخر عام لحكم الحفصيين في المنطقة، فتحولت أفريقيا الشمالية إلى ولاية من ولايات الدولة العثمانية.

الاحتلال الفرنسي

صورة لفليكس يجسد صورة فاطمة نسومر والشريف بوبغلة

تعد منطقة القبائل ثورية بامتياز، حيث شهدت عددا من الثورات مثل ثورة لآلة فاطمة نسومر في خمسينيات القرن التاسع عشر، وثورة محمد المقراني عام 1871، وبعد قرابة عامين من انطلاق الثورة الجزائرية (1954 - 1962) عقد بمنطقة الصومام بولاية بجاية مؤتمر الصومام الذي "كان له دور بارز" في رسم خريطة طريق الحركة التحررية الجزائرية حسب الكثيرين، ويعده البعض "انحرافا لمسار الثورة".

الثورة التحررية (الولاية الثالثة)

أنجبت المنطقة لثورة التحرير المجيدة 10 إطارات سامية كانوا أعضاء في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، أربعة منهم تولوا قيادة منطقة القبائل خلال الثورة والمعروفة آنذاك ب(الولاية الثالثة) تاريخيا والتي تشمل على أربع مناطق 16 ناحية و66 قسما حسب التقسيم الذي أحدثه مؤتمر الصومام التاريخي، إذ جعلوا هذه المنطقة مسرحا هاما لثورة التحرير وخلقوا فيها رعبا كبيرا للاستعمار الفرنسي وتم على التوالي كريم بلقاسم، محمدي السعيد، العقيد عميروش، آيت حمودة وأكلي محند أولحاج، كريم بلقاسم القائد الرمز إلتحق بالجبل 7 سنوات قبل اندلاع الثورة التحريرية، وأصبح منذ سنة 1954 بمثابة القلب النابض لثورة التحرير عامة وفي منطقة القبائل خاصة المعروفة بالولاية الثالثة تاريخيا فكان من القادة الأوائل للثورة في 1954 وعضوا بارزا في مؤتمر الصومام المنعقد في 20 أوت 1956 أين أشرف على التقسيم والتنظيم الهيكلي للثورة، كان بمثابة القاعدة الصلبة في جيش وجبهة التحرير الوطني، ليترك الولاية الثالثة سنة 1956 بعد أن كان قائدها منذ ,1954 ليصعد قمة الهرم ويصبح عضو لجنة التنسيق والتنفيذ الاولى رفقة كل من بن يوسف بن خدة، عبان رمضان، سعد دحلب والعربي بن مهيدي، شاءت الأقدار أن تترك لجنة التنسيق والتنفيذ الجزائر باتجاه تونس بعد إستشهاد العربي بن مهيدي، وفي تونس شهدت الثورة ميلاد لجنة التنسيق والتنفيذ الثانية لترقى الجزائر إلى مصاف الدولة بميلاد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19 سبتمبر 1958 ليضفى فيها كريم بلقاسم نائب رئيس وزير الحربية، ثم تليها الحكومة المؤقتة الثانية أين تولى نيابة الرئيس ووزير الخارجية، تليها الحكومة المؤقتة الثالثة، إذ هو نائب للرئيس ووزيرا للداخلية ويوقع باسم الجبهة والجيش اتفاقيات إيفيان الحاسمة وبعد 15 سنة من النضال المسلح، ويضع وتيرة الحرب التي دامت 132 سنة، ليغتال بعد الاستقلال في ظروف غامضة بمدينة فرانكفورت الألمانية، العقيد محمدي السعيد... حياة كفاح كان العقيد محمدي السعيد وجها بارزا من وجوه الثورة الجزائرية، وثاني قائد للولاية الثالثة تاريخيا، خليفة لكريم بلقاسم، محمدي سعيد مستعمل فكرة» عدو العدو صديق « كان ضابطا في الجيش الفرنسي سنة 1939 وحول إبان الحرب العالمية الثانية للدفاع عن الأراضي الفرنسية، وما كان عليه الا أن ينضم إلى الجيش الألماني ويضحي ضابطا في المخابرات الألمانية، يكلف سنة 1942 بفتح منفذ في شمال إفريقيا موالي للجيش الألماني ضد الاستعمار الفرنسي، ليتم اسقاطه من على طائرة بنواحي تبسة محملا بالأسلحة وذلك سنة 1942 حاكما ألقي عليه القبض من طرف السلطات الاستعمارية وحكم عليه ب 10 سنوات سجنا، ليتم تسريحه سنة 1952 ووضع تحت الإقامة الجبرية بناحية الأربعاء ناث إيراثن، بولاية تيزي وزو، عيون كريم بلقاسم لم تغفل على استمالته ليتخذ وجهة الجبل في نفس السنة أي في 1952 ويصبح نائبا له رفقة » أعمر أوعمران « ويبقى كذلك رفقة كريم عند اندلاع الثورة التحريرية ثم عقيدا خلفا له على الولاية الثالثة، سنة 1957 إلى تونس ويكلف من طرف قادة الثورة بتكوين »الكوم« أي المركز العملياتي الشرقي، فوق الأراضي التونسية في وزارة الحربية للحكومة المؤقتة ثم قائدا للولاية الاولى، الثانية والثالثة. العقيد عميروش (شهيد دوخ الإستعمار) العقيد عميروش آيت حمودة رجل من الوزن الثقيل، ولد سنة 1926 بناحية واسيف بقمة جرجرة لم يعرف أبا، ليحمل اسمه فهو عميروش ابن عميروش الذي توفي شهرين قبل ميلاده، شغل كثيرا في أعمال التجارة، أوقف في العديد من المرات لشدة كراهيته للإستعمار وذلك قبل ان يهاجر إلى فرنسا ويلتحق بجمعية العلماء المسلمين بالمهجر أين شغل منصب مراقب مالي للجمعية، يكلف بالدخول إلى أرض الوطن قبيل اندلاع الثورة، شاءت الاقدار أن تكون ليلة 31 أكتوبر تاريخ ميلاده فاطلق فيها سنة 1954 عيارات في وجه ثكنة تيزي الجامع بعين الحمام معلنا اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، عرف عنه الصرامة عدم التسامح، والقلب النابض بالحنان تجاه جيش التحرير والمواطنين المناضلين، فهو الذراع الأيمن لكريم بلقاسم في ناحية الصومام والمعروفة تاريخيا بالمنطقة الثانية للولاية الثالثة تاريخيا، ينظم النواحي ويهيكلها يلقن المصاليين دروسا في النضال والقتال، وتبقى الثورة من حوله تجوب وهو ساهر على تنظيمها وامدادها بالرجال والسلاح، كلف بتأمين ناحية الصومام عند انعقاد المؤتمر التاريخي ونجح، رقي رائدا عسكريا ونائبا للعقيد محمدي السعيد، ليكلف من طرف لجنة التنسيق والتنفيذ للاطلاع حول خلفية استشهاد العقيد مصطفى بن بولعيد، في الولاية الاولى تاريخيا، وفي صائفة 1957 يعين قائدا بالنيابة للولاية تاريخيا ليبقى نهائيا في مصاف العقداء على رأس الولاية الثالثة سنة،1958 أعطى دفعة قوية للقتال والتناحر بالولاية الثالثة، ينظم القيادة، يخلق الفيالق المسمات بالوحدات الثقيلة، عجز العدو أن يقف في وجهه، عرف بالتنقلات الكثيرة والسريعة، اسمه كثيرا ما يخلق الرعب في أوساط الاستعمار، يسرع في اتخاذ القرارات لايتماطل أمام المعضلات، يعتبر الجبال رمالا، حتى كتبت له الشهادة رفقة العقيد سي الحواس، قائد الولاية السادسة تاريخيا في معركة غير متساوية زج فيها العدو قوات الطيران والمدفعية الثقيلة ضد فوج من المجاهدين بناحية جبل ثامر في 28 و29 مارس 1959 لتبقى بذلك بطولات الرجل خالدة في التاريخ الحديث والمعاصر. رفع العلم بسيدي فرج القائد أكلي محند أولحاج المدعو »أمغار« بمعنى »شيخ« ليس لسنه بل لرزانة فكره، فهو من مواليد 1911 ببوزڤان تاجر غني، انضم عام 1955 إلى صفوف الثورة رفقة أبنائه الثلاثة فهو مسؤول سياسي »لأيت يجا« لغاية 1956 ليصبح نائبا لقائد المنطقة النقيب »يازوران محمد أمزيان« وفي سنة يرقى رائدا للمنطقة الثالثة بالولاية الثالثة وهي تيزي وزو، وفي سنة 1956 ليصبح رائدا سياسيا للولاية الثالثة ثم قائدا للولاية مرتين عام 1958 وعام 1959 حاول العدو مرات عديدة اغتياله، سماه الفرنسيون بلقب الشيخ وهي تسمية بقية في تاريخ الرجل، وعند استشهاد العقيد عميروش في مارس 1959 كان ينوب عن الولاية الثالثة تاريخيا استطاع أن يتفادى خسائر كبيرة لثورة التحرير بعد اندلاع عملية المنظار في مخطط شارل (في21 جويلية 1959) يقوم بفك الوحدات الثقيلة لجيش التحرير ويحولها إلى وحدات صغيرة في إستراتيجية شاملة تمكن من إلحاق هزائم بالعدو دون فقدان الرجال، وفيها رسالة للعقوبات الفرنسية أن جيش التحرير لايزال موجودا ولم تنته رغم استشهاد حوالي 8 آلاف من أفراد الجيش.

مرحلة الاستقلال

يعد يوم 20 أبريل/نيسان من كل عام يوم الاحتفال في منطقة القبائل بذكرى "الربيع الأمازيغي" الذي جاء بعد مظاهرات داعمة لمطالب "الحركة الأمازيغية" في جامعة تيزي وزو في أبريل/نيسان 1980 وعرفت مواجهات مع الشرطة الجزائرية، وتوترا في علاقة المنطقة بالسلطة.

الفن والثقافة

اللباس التقليدي

ألأغنية القبائلية

لعبت ألأغنية القبائلية المعاصرة دورا هاما في تقوية الوعي بالانتماء إلى الهوية الأمازيغية بمنطقة القبائل الكبرى، وكانت لها قاعدة شعبية على يد مغنين قبائل أمثال سليمان عزام، إيدير، آيت منقلات وفرحات مهني وغيرهم الذين بدأت معهم حركة الاحتجاج المعلن والشديد للأغنية القبائلية الجديدة وكان لهم جمهور واسع في الداخل والخارج والأغنية القبائلية بدأت تعرف النور في الفترة بين 1945 و1950 عندما قام جيل من الشباب القبائلي المناضلين في صفوف التيار الوطني الراديكالي بتأليف أغاني ملتزمة (les chansons engages) باللغة الأمازيغية خاصة أناشيد الحركة الكشفية المتطورة في منطقة القبائل باستعمال كلمات النشيد: " (kker a mmi-s umazigh) ومعناها بالعربية انهض يابن مازيغ "، وكان أساس وجوهر الأغنية القبائلية يغلب عليه الأثر الوطني الثوري والسياسي في محاولة تصحيح أخطاء النظام والدعوة إلى التحرر ونذكر على سبيل المثال لا الحصر: أغنية (بارزيدان berzidan) أي الرئيس للمغني فرحات مهني كلمات محند أويحي وكان من الممكن أن تلقى هذه ألأغنية متابعات قضائية بتهمة سب الرئيس وإهانة الدولة وان كان في بلد ديمقراطي، كما نجحد أغنية (amzzarti) أي الهارب من الجندية، وأغنية (أدّو Adu) وتعني ريح الحرية..الخ ومن أغاني إيدير نقف على أغنية (تاقراولة tagrawla) وتعني في الأمازيغية الثورة و(تيغري أنوقدود tighri n’ wegdud) وتعني نداء الشعب فضلا عن المجمعة النسوية " جرجرة" والحرية التي غنت أغنية taqbaylit أي بنت القبائل، وابتداء من 1974 أعطت ألأغنية القبائلية الحديثة خاصة مع النجاح الذي أحرزه المطرب إيدير ومجموعة من المطربين المؤلفين ذوي الموهبة الكبيرة أمثال آيت منقلات وفرحات مهني لموضوع الهوية الأمازيغية كقاعدة جماهيرية، كما عززت من مصداقية الثقافة الأمازيغية على المستوى الوطني والدولي، والموسيقى في منطقة القبائل تحمل الكثير من الإثارة حتى لو كانت في المناسبات العادية وهي تتميز بطابع شعبي محض، مما مكنت الأغنية من التنقل خارج الحدود على يد المؤلفين والمغنين أمثال: (إقربوشن، الشيخ الحسناوي، سليمان عازم، شريف خدام، آيت منقلات، إيدير، معطوب الوناس وتكفاريناس..خ)، وننوه أن بعض ألغاني ترافقها فنون الرقص التي تتداخل فيه الحركات ألأنيقة مع الحفاظ على القيم الاجتماعية وقواعد الالتزام بالآداب.

السياحة الجبلية في تيكجدة

اللباس التقليدي

أي الالتزام باللباس المحتشم وهي (الأقندور والبرنوس بالنسبة لرجل، ويمثل البرنوس الأبيض رمز الرجولة والشرف وأيضا تلبسه المرأة يوم زفافها، أما بالنسبة للمرأة فنجد الفوطة أو كما تسمى: تيمحرمت، والأمنديل وتعني الشال، والأقوس أي الحزام وهي ألبسة ما تزال ترتديها المرأة القبائلية في منطقة القبائل إلى يومنا هذا بكل فخر واعتزاز لكونه مظهر يعكس الهوية الأمازيغية لاسيما وهو يكون مرفق دوما بحلي فضية، مثل: (أزرار أي العقد، أخلخال، أبزين، ابروش، تيخوثام أي الخاتم وغير ذلك من الحلي التي تتزين بها المرأة.

السياحة

  • يعتبر شمال الجزائر من الشرق إلى الغرب مساحات خضراء تتخللها غابات كثيفة وسلاسل جبلية صخرية وبحيرات وسبخات في المنطقة مما يعطي تنوعا بيئيا يسوده الجوّ المعتدل صيفا وشتاء.
  • تتكون معظم التلال من أطول السلاسل في أفريقيا وهي الأطلس التلي الذي يمتد بمحاذاة الشريط الساحلي تتخللها أحواض وسهول وأهم جبالها هي جبال جرجرة المشهورة في منطقة القبائل ولاية تيزي وزو والتي تتساقط فيها الثلوج بكثرة في موسم الشتاء وتحتضن في أعاليها منطقة تيكجدة الخلابة المتواجدة على بعد عشرة كيلومترات تقريبا من منطقة ولاية البويرة، ولعل من بين ما يدعوك للتعجب وجود تلك الحظيرة الخلابة الخضراء في كبد الجبل الصخري العالي.
  • حظيرة جرجرة: 500,18 هكتار، وتقع في قلب أطلس التل، تبعد 50 كم عن الجزائر العاصمة، تستقر فيها الثلوج لمدة ثلاثة أشهر (ديسمبر، يناير، فبراير).

فن الطبخ

السكان والاقتصاد والمجتمع

ديمغرافيا

سكان المدن الرئيسية بمنطقة القبايل
بلدية السكان (2008)
بجاية 177٬988
تيزي وزو 135٬088
بويرة 75٬000

يبلغ عدد الولايات السبع التي يقع بها محيط الثنية - سطيف - جيجل حوالي ستة ملايين نسمة. منها، وفقا للتقديرات، من ثلاثة إلى ثلاثة ملايين ونصف ناطق بالقبايلية. وفقاً لتعداد عام 2008، فإن ولاية تيزي أوزو تضم أكثر من 1.1 مليون نسمة، مقسمة إلى 67 بلدية. في حين أن 52 بلدية من ولاية بجاية يسكنها ما يقرب من مليون شخص. ينتشر باقي السكان الناطقين بالقبايلة في المنطقة نصف الشرقي من ولاية بومرداس، النصف الشمالي من ولاية البويرة، شمال ولاية برج بوعريريج، غرب ولاية جيجل، الشمال الغربي من ولاية سطيف.

الكثافة السكانية عالية، حيث تصل إلى 375 نسمة / كم 2 في ولاية تيزي وزو. ومع ذلك، فإن النمو السكاني منخفض نسبيا مقارنة بالبلد ككل، بمعدل 0.2٪ فقط في ولاية تيزي وزو و0.6٪ في بجاية.

اقتصاد

المعروف عن المجتمع القبائلي أنه مجتمع استثماري تجاري، وانتشار القبائليين في العالم ساهم في بناء علاقات تجارية عالمية، ويعتبر زيت الزيتون من أهم المنتجات الفلاحية للمنطقة، كما يعتمد الاقتصاد على الخضراوات والفواكه لأن ارض منطقة القبائل صالحة للزراعة، كما تتوفر منطقة القبائل على عدة مناطق صناعية كبرى التي يصنع فيها المواد الغذائية كالمشروبات والياغورت مثل المنطقة الصناعية (taharacht) الواقعة في أقبو وصنع الصلب ومواد البناء كالاسمنت والآجور.

رياضة

نادي الشبيبة القبائلي ضد نادي بجاية 2010

يشتهر سكان منطقة القبائل بحبهم الشديد لكرة القدم، وهي الرياضة الأولى في المنطقة كما لديها 3 أندية تلعب للدرجة الأولى في الدوري الجزائري وهي: شبيبة القبائل (jeunesse sportive kabyle)،والتي حطمت رقما قياسيا في عدد ربحها للدوري الجزائري (14 مرة) ومن أبرز لاعبيها بن عبد الرحمن والوناس قواوي وايبوسي، شبيبة بجاية (jeunesse sportive medinat Béjaia)، والتي شاركت بالدوري الجزائري تسع مرات ومن أبرز لاعبيها جعبور، كوليبالي. ومولودية بجاية (moulodia de Béjaia) والتي صعدت إلى الدرجة الأولى للمرة الأولى في تاريخها في موسم (2013/2014) التي يحترف فيها لاعبين عدة كـ (يايا) الذي بفضل هدفه في مرمى أمل الأربعاء صعدت المولودية إلى الدرجة الاولى، كما لسكان بجاية ميولات إلى رياضة كرة الطائرة والتي تملك أندية لهذه الرياضة مثل نادي (bbs) الرجالي الحائز على كأس الجزائر لكرة الطائرة موسم 2012/2013، أما بالنسبة لكرة اليد فلسكان مدينة اقبو (akbou aqvu) عدة فرق مختصة في هذه الرياضة تحترف أغلبها في الدوري الأول للدوري الجزائري لكرة اليد مثل نادي (orba).

أعلام القبايل

من أبرز الشخصيات السياسية التي ولدت في المنطقة حسين آيت أحمد من مواليد أغسطس/آب 1926 بعين الحمام بولاية تيزي وزو، وتوفي في ديسمبر/كانون الأول 2015، ويعد أحد كبار قادة الثورة الجزائرية وزعيم جبهة القوى الاشتراكية الاشتراكية أقدم حزب معارض في الجزائر.

أنجبت المنطقة عام 1922 كريم بلقاسم الذي توفي عام 1970 بألمانيا، وهو أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية وصار من المعارضين السياسيين للنظام الجزائري بعد الاستقلال.

معرض الصور

انظر أيضاً

وصلات خارجيه

المراجع

    • بوابة أفريقيا
    • بوابة الأمازيغ
    • بوابة الجزائر
    • بوابة المتوسط
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.