تنوع حيوي

التنوع الحيوي أو التنوع الأحيائي هو التنوع في أشكال الطبيعة الحية.[1][2][3] هناك العديد من التعاريف والمقاييس للتنوع الحيوي. كثيراً مايكون التنوع الحيوي عبارة عن مقياس لمدى صحة الأنظمة البيولوجية.

الشعاب المرجانية هي من بين الأنواع الإيكولوجية الأكثر تنوعاً على وجه الأرض.

الانقراض

تبرز أهمية الحفاظ على التنوع الحيوي في الوقت الحالي نتيجة تناقص أعداد أجناس الحياة بإطراد، فقد أظهرت بيانات أصدرتها الجمعية الحيوانية في لندن أن العالم قد فقد منذ السبعينات من القرن الماضي ما يقرب من ثلث الحياة البرية التي تعيش فيه . وأشارت البيانات إلى أن عدد الأنواع التي تعيش على سطح الأرض قد انخفض بنسبة 25%، بينما انخفضت الأنواع البحرية بنسبة 28% والتي تعيش في المياه الحلوة بنسبة 29%. وتظهر الإحصاءات أن الجنس البشري يمحو نحو 1% من الأنواع الأخرى التي تسكن الكرة الأرضية كل عام، مما يعني أننا نعيش إحدى "مراحل الانقراض الكبرى" كما تقول المجلة. وتخلص المجلة إلى أن السبب في ذلك هو التلوث وانتشار المزارع الحيوانية والتوسع الحضاري إضافة إلى الإفراط في صيد الحيوانات والأسماك. الدولفين البحري

ويتابع البحث الذي أجرته الجمعية الحيوانية ـ بالتعاون مع جماعة الحياة البرية المعنية بالحفاظ على الحياة البرية في العالم ـ مصير أكثر من 1400 نوع من الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات، مستعينة بالمجلات العلمية الدورية والإحصائيات المتوفرة على شبكة المعلومات، وقد اكتشفت هذه أن عدد هذه الأنواع قد انخفض بنسبة 27% منذ عام 1970 حتى عام 2005.

من أشد الأنواع تضرراً الأنواع البحرية التي انخفضت أعدادها بنسبة 28% خلال 10 أعوام فقط (1995-2005). وقل عدد طيور المحيطات بنسبة 30% منذ منتصف التسعينات، بينما انخفض عدد الطيور المستقرة فوق اليابسة بنسبة 25%، ومن أكثر المخلوقات التي تضررت الظبي الإفريقي وسمك سمكة السيف "أبوسيف" وسمك القرش المطرقة. وقد يكون "البايجي" أو الدولفين الذي يعيش في نهر يانغتسي أطول أنهار الصين قد انقرض إلى الأبد.

و يأتي نشر هذه الإحصائيات قبيل انعقاد اجتماع مؤتمر التنوع الحيوي في مدينة بون الألمانية. وكان المؤتمر قد تأسس عام 2002 بهدف وقف الخسارة اتي تصيب الحياة البرية، وتعهدت الدول الأعضاء فيه بتحقيق "خفض كبير" في معدل خسارة التنوع الحيوي بحلول عام 2010.

إلا أن الجمعية الحيوانية تقول أن حكومات هذه الدول لم تضع السياسات الضرورية لتحقيق ذلك الهدف. وقالت أنه بينما يبدو أن معدل الانخفاض قد قل، إلا أنه "من غير المحتمل" أن يتم تحقيق مثل هذا الهدف. ويقد به أيضا" تباين الحياة بكل اشكالها ومستوياتها وبناها ويشمل :

  • التباين النوعي : وهو وجود الحياة على هيئة ملايين من الانواع المختلفة لكل منها صفات عامة تميزه وتركيب وراثي يمنع تكاثرة مع الانواع الأخرى وتشغل افراده نفس المحراب البيئي، كما يمثل فرجة زمانية معينة بعدها ينقرض ويندثر أو يشكل أصولاً تنبثق منها انواع أخرى .
  • التنوع البيئي : ويقصد به تنوع المواطن البيئية وعشائر الكائنات الحية والنظم البيئية .
  • التباين الوراثي : وهو التباين على مستوى جزيئات (D N A) .صحيح أن لجميع أفراد النوع نفس المستودع الجيني ولكن كل فرد داخل النوع يتميز بطراز وراثي خاص به والطراز الوراثي هو توفيقية البدائل الجينية التي يحملها الفرد في كل خليه من خلايا جسمه والبدائل الجينية هي اشكال مختلفه لنفس الجين نتجت بالطفرة أثناء الانقسامات الخلوية وكل منها يتسبب في إظهار نفس الصفة ولكن بمظهر مختلف وتتوزع البدائل الجينية بين افراد النوع بكل الاحتمالات الممكنة بعمليات التوزيع الحر للكروموسومات والعبور أثناء الانقسام الاختزالي، وكذالك بعمليات الاخصاب العشوائي .وكلما زادة درجة القربى بين الانواع زادة كمية الجينات المشتركة بينها


التأثير على البشر

وقالت جمعية الحياة البرية أنه يتوقع أن يشكل التغير المناخي تهديدا كبيرا للحياة البرية خلال الأعوام الثلاثين المقبلة. وتحذر الجمعية من أن عدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذا التدهور في معدل الحياة البشرية فسيكون له تأثير مباشر على الجنس البشري.

و أفاد جيمس ليب المدير العام للجمعية أن "تخفيض التنوع الحيوي يعني أن الملايين من البشر يواجهون مستقبلاً تكون فيه احتياجاتهم من الغذاء مهددة بسبب الآفات والحشرات، ومن المياه إما غير منتظمة أو معدومة تماما."

ويضيف "لا أحد بإمكانه النجاة من تأثير فقدان التنوع الحيوي لأنه يعني بوضوح ضعف القدرة على اكتشاف الأدوية الجديدة وازدياد خطر الكوارث الطبيعية واشتداد تأثير الاحتباس الحراري."

وتدعو جمعية حماية الحياة البرية الدول المجتمعة في بون للوفاء بتعهدها بإنشاء محميات طبيعية، والعمل على وقف قطع الغابات الاستوائية (التي تقلل من معدل الاحتباس الحراري) بحلول عام 2021.

صيانة التنوع الحيوي (البيولوجي)

تمثِّل الاتفاقية العالمية للتنوع البيولوجي لعام 1992 أساساً قوياً لصيانة التنوع البيولوجي في العالم وعلى سطح الأرض، وتؤكد ضرورة استخدام موارده الحيوية استخداماً مستديماً. وعلى هذا يُعرّف مصطلح الموارد الحيوية بأنه يتضمن الموارد الجينية أو الكائنات الحية أو أجزاء منها أو أيَّ فصائل أو عناصر حيوانية أو نباتية تكون ذات قيمة فعلية أو مفيدة للبشرية. كما يُعرّف مفهوم الاستدامة بأنه استجابة التنوع الحيوي بكل عناصره للوفاء باحتياجات سكان العالم من الموارد من اجل التنمية وتحقيق مستويات أعلى في المعيشة مع المحافظة على ازدهار الموارد الحيوية وعلى إنتاجيتها، من أجل الأجيال الحاضرة والأجيال القادمة في مسيرة الحياة. أما التنمية غير المستدامة فستعمل على تفاقم المشكلات البيئية وتحميل النظم البيئية الطبيعية فوق استطاعتها، ممّا يؤدي إلى اختلال التوازن والتناغم بين العناصر الحية ومكونات البيئة. فاستغلال الموارد الحيوية على نحو جائر غير مسؤول بقصد الأرباح المتزايدة، عن طريق إجهاد البيئة، قد يؤدي إلى سلبيات ستدفع الأجيال اللاحقة ثمنها. لهذا يتعين على سكان هذا الكوكب أن تعمل على الالتزام وتطبيق اتفاقية التنوع البيولوجي لصيانته وعدم استباحة موارده الحيوية، على أن تكون هنالك تنمية مستدامة دون استنزاف أو تدمير للتنوع الحيوي، وتلبّي حاجات الجيل الحاضر دون أن تعرّض للخطر قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها والعيش بسلام وتوازن مع البيئة ومواردها البيولوجية.

ويدخل التنوع الحيوي في مواجهة عنيفة مع البيئة والهندسة الوراثية والتقانة (التكنولوجية) الحيوية ومنتجات الثورة الصناعية، مما يهدد بانقراض جديد للتنوع الحيوي، يُذكِّر بالانقراضات السابقة، ممّا يشكّل خطراً على النوع البشري نفسه وعلى مستقبله، إذ دُمِّرَ ما يزيد على ستين ألف نوع نباتي، وانكمش السطح المغطى بالغابات إلى 55% ممّا كان عليه، كما انقرض ستة آلاف نوع حيواني. حتى إن إبادة الفقاريات وصلت إلى نصف تعدادها الذي كانت عليه في نهاية القرن التاسع عشر، وإن قطع الغابات المطرية والاستوائية مستمر بنحو سبعة عشر مليون هكتار سنوياً. وتعطي التقديرات على أن الأرض ستفقد نحو 8% من مجمل الأنواع الحية في السنوات القادمة إذا استمر قطع الغابات على ما هو عليه. وهكذا دخل التنوع البيولوجي في مفهوم الزمان إذ أنه يقف أمام كارثة محتملة تهدد بالانقراض العام، ما لم تتدخل كل الجهود الإنسانية للأسرة العالمية لوقف الكارثة وإعادة التوفيق والتلاؤم بين الحياة والبيئة ليعود للتنوع الحيوي نجاحه وازدهاره وقابليته للاستمرار.[4]

انظر أيضا

مراجع

  1. Stanford researchers discover that animal functional diversity started out poor, became richer over time نسخة محفوظة 11 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. Soulé, Michael E. (1 January 1986). Conservation Biology: The Science of Scarcity and Diversity. Sinauer Associates. ISBN 978-0-87893-794-3. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Mora C, Robertson DR (2005). "Causes of latitudinal gradients in species richness: a test with fishes of the Tropical Eastern Pacific" (PDF). Ecology. 86 (7): 1771–1792. doi:10.1890/04-0883. مؤرشف من الأصل (PDF) في 4 مارس 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "التنوع الحيوي". الموسوعة العربية. مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2018. اطلع عليه بتاريخ 2 مارس 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    - كتاب الإنسان والبيئة : دراسة اجتماعية تربوية

    • بوابة زراعة
    • بوابة طاقة
    • بوابة طبيعة
    • بوابة علم الأحياء
    • بوابة علم الأحياء التطوري
    • بوابة علم البيئة
    • بوابة ماء
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.