مقدونيا (مملكة قديمة)

كانت مقدونيا (بالإغريقية: Μακεδονία)‏ مملكة قديمة على محيط اليونان العتيقة والكلاسيكية،[1] ولاحقًا الدولة المهيمنة في اليونان الهلنستية.[2] تأسست المملكة وحكمتها في البداية السلالة الأرغية الملكية، تبعتها السلالات الأنتيبترية والأنتيغونية. كان موطن المقدونيين القدماء في أقرب مملكة تتمركز في الجزء الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة اليونانية،[3] ويحدها إبيروس من الغرب، وبايون من الشمال، وتراقيا من الشرق، وثسلي من الجنوب.

مقدونيا
Μακεδονία
مملكة مقونيا القديمة

808 ق.م.  309 ق.م.
 

 

 

مقدونيا (مملكة قديمة)
علم
مقدونيا (مملكة قديمة)
شعار

سميت باسم مقدونيون قدماء  
عاصمة بيلا
نظام الحكم غير محدّد
نظام الحكم حكم الأقلية  
اللغة الرسمية اللغة المقدونية القديمة  
التاريخ
أسسها كارانوس بن تيمينوس 808 ق.م.
الزوال 309 ق.م.
العملة تترادرختم  

اليوم جزء من

قبل القرن الرابع قبل الميلاد، كانت مقدونيا مملكة صغيرة خارج المنطقة التي تسيطر عليها دول المدن الكبرى مثل أثينا وأسبرطة وطيبة، وخضعت لفترة وجيزة للإمبراطورية الأخمينية. في عهد الملك أرجيد فيليب الثاني (359- 336 قبل الميلاد)، أخضعت مقدونيا اليونان القارية والمملكة الأودراسية والتراقية من خلال الغزو والدبلوماسية. بمساعدة جيشه الذي أعاد تنظيمه، ليتكوّن من فيالق تستخدم الساريسا (رمح طويل)، هزم فيليب الثاني القوات العسكرية في أثينا وطيبة في معركة خيرونيا في 338 قبل الميلاد. حقق ابن فيليب الثاني الإسكندر الأكبر، الذي قاد اتحادًا من الولايات اليونانية هدف والده في قيادة اليونان بأكملها عندما دمر طيبة بعد اندلاع الثورة. خلال حملة الفتح اللاحقة للإسكندر، أطاح بالإمبراطورية الأخمينية وغزا الأراضي التي امتدت حتى نهر السند. لفترة وجيزة، كانت إمبراطوريته هي الأقوى في العالم (الدولة الهلنستية النهائية)، وأعلنت الانتقال إلى فترة جديدة من الحضارة اليونانية القديمة. ازدهرت الفنون والأدب اليوناني في الأراضي المحتلة الجديدة وشهدت البلاد تطورات فلسفية وهندسية وعلمية انتشرت في معظم أنحاء العالم القديم. ويعود الفضل الكبير إلى مساهمات أرسطو معلم الإسكندر، الذي أصبحت كتاباته حجر الزاوية الأساس في الفلسفة الغربية.

بعد وفاة الإسكندر في 323 قبل الميلاد، تلا ذلك حروب ملوك طوائف الإسكندر، وتقسيم إمبراطورية الإسكندر قصيرة العمر، ظلت مقدونيا مركزًا ثقافيًا وسياسيًا يونانيًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى جانب مصر البطلمية والإمبراطورية السلوقية ومملكة بيرغامون. شاركت مدن مهمة مثل بيلا وبدنا وأمفيبولس في صراعات على السلطة للسيطرة على الإقليم. أُسّسَت مدن جديدة، مثل سالونيك، التي أسّسها كاساندر (سميت باسم زوجته ثيسالونيكي المقدونية).[4] بدأ تراجع مقدونيا مع الحروب المقدونية وصعود روما كقوة متوسطية رائدة. في نهاية الحرب المقدونية الثالثة عام  168 قبل الميلاد، ألغيت المَلَكية المقدونية واستبدلت بالدول العميلة الرومانية. أعيد إحياء الملكية لفترة قصيرة خلال الحرب المقدونية الرابعة في 150-148 قبل الميلاد، قبل أن تنتهي بإنشاء مقاطعة مقدونيا الرومانية.

سهّل الملوك المقدونيون، الذين استحوذوا على السلطة المطلقة وقادوا موارد الدولة مثل الذهب والفضة، عمليات التعدين لسك العملة، وتمويل جيوشهم. وفي عهد فيليب الثاني البحرية المقدونية. على عكس الدول الخلف الأخرى بعد حرب ملوك الطوائف، لم يتم تبنّي العبادة الإمبراطورية التي رعاها الإسكندر في مقدونيا، ومع ذلك فقد تولى الحكام المقدونيون أدوارًا ككهنة كبار للمملكة ورعاة بارزين للطوائف المحلية والدولية للدين الهلينستي. كانت سلطة الملوك المقدونيين محدودة نظريًّا من قبل مؤسسة الجيش، في حين تمتعت بعض البلديات داخل الكومنولث المقدوني بدرجة عالية من الحكم الذاتي وكان لديها حكومات ديمقراطية مع تجمعات شعبية.

التاريخ

التاريخ الباكر والأسطورة

أفاد المؤرخون اليونانيون الكلاسيكيون هيرودوت وثوقيديدِس إنّه بحسب الأسطورة الملوك المقدونيون من السلالة الأرغية هم أحفاد تيمينوس ملك أرغوس، وبالتالي يمكن أن يزعموا أن هرقل الأسطوري أحد أسلافهم وبأنّهم ينحدرون من سلالة مباشرة عن زيوس، رئيس مجموعة الآلهة اليونانية.[5] تقول الأساطير المتناقضة إنّ بيرديكاس الأول المقدوني أو كارانوس المقدوني مؤسس السلالة الأرغية، مع خمسة أو ثمانية ملوك قبل أمينتاس الأول.[6] قبلت سلطات الهيلانوديكاي (مجموعة القضاة) في الألعاب الأولمبية القديمة بفرضية انحدار السلالة الأرغية من تيمينوس، ما سمح للإسكندر الأول المقدوني (498-454 قبل الميلاد) بالدخول في المسابقات بسبب إرثه اليوناني.[7] لا يُعرف الكثير عن المملكة قبل عهد والد ألكسندر الأول أمينتاس الأول المقدوني (حكم 547- 498 قبل الميلاد) خلال الفترة العتيقة.[8]

تقع مملكة مقدونيا على طول نهري هالياكمون وفاردار في مقدونيا السفلى، شمال جبل أوليمبوس. يقترح المؤرخ روبرت مالكولم إرينغتون أن أحد أقدم ملوك الأسرة الأرغية أسس أغاي (فيرغينا الحديثة) كعاصمتهم في منتصف القرن السابع قبل الميلاد. قبل القرن الرابع قبل الميلاد،[9] غطّت المملكة منطقة تتطابق تقريبًا مع الأجزاء الغربية والوسطى من منطقة مقدونيا في اليونان الحديثة.[10] توسّعت تدريجيًا في منطقة مقدونيا العليا، التي تسكنها قبائل لينسيتي وإليميوتاي اليونانية، وفي مناطق إيماثيا، وإرديا، وبوتي، وميغدونيا، وكريستونيا، والموبيا، التي كانت تسكنها شعوب مختلفة مثل التراقيين والفريجيين. يضم جيران مقدونيا غير اليونانيين التراقيين، الذين يسكنون مناطق في الشمال الشرقي، والإيليريون في الشمال الغربي، والبايونيون في الشمال، في حين أن أراضي ثيساليا في الجنوب وإبيروس في الغرب يسكنها الإغريق مع ثقافات مماثلة للمقدونيون.[11]

بعد عام من بدء داريوس الأول من بلاد فارس (حكم 522- 486 قبل الميلاد) غزواته إلى أوروبا ضد السكوثيين أو الإصقوث، والبايونيين، والتراقيين، والعديد من المدن اليونانية في البلقان، استخدم الجنرال الفارسي ميغابازوس الدبلوماسية لإقناع أمينتاس الأول بالخضوع كدولة تابعة للإمبراطورية الأخمينية، ممّا أعلن بداية فترة مقدونيا الأخمينية. توقفت الهيمنة الأخمينية الفارسية على مقدونيا لفترة وجيزة مع اندلاع الثورة الأيونية (499- 493 قبل الميلاد)، لم يستمرّ ذلك طويلًا وأعاد الجنرال الفارسي ماردونيوس البلاد تحت الهيمنة الأخمينية.[12]

على الرغم من أن مقدونيا تمتعت بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي ولم تكن أبدًا ساتراب (أي مقاطعة) من الإمبراطورية الأخمينية، كان عليها أن تقدم قوات للجيش الأخميني.[13] قدم الإسكندر الأول الدعم العسكري المقدوني إلى خشايارشا الأول (حكم 486- 465 قبل الميلاد) خلال الغزو الفارسي الثاني لليونان 480-479 ق.م، وقاتل الجنود المقدونيون إلى جانب الفرس في معركة بلاتيا سنة 479 ق.م.[14] بعد الانتصار اليوناني في سلاميس عام 480 ق.م، وُظَّف ألكسندر كدبلوماسي أخميني لاقتراح معاهدة سلام وتحالف مع أثينا، الأمر الذي قوبل بالرفض.[15] بعد ذلك بوقت قصير، اضطرّت القوات الأخمينية إلى الانسحاب من البر الرئيسي لأوروبا، معلنةً نهاية السيطرة الفارسية على مقدونيا.[16]

انظر أيضًا

مراجع

  1. Hornblower 2008، صفحات 55–58.
  2. Austin 2006، صفحات 1–4.
  3. "Macedonia". Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica Online. 23 October 2015. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2008. اطلع عليه بتاريخ 05 فبراير 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة).
  4. Adams 2010، صفحة 215.
  5. King 2010، صفحة 376; Sprawski 2010، صفحة 127; Errington 1990، صفحات 2–3.
  6. King 2010، صفحة 376; Errington 1990، صفحات 3, 251.
  7. Badian 1982، صفحة 34; Sprawski 2010، صفحة 142.
  8. King 2010، صفحة 376.
  9. Errington 1990، صفحة 2.
  10. Thomas 2010، صفحات 67–68, 74–78.
  11. Anson 2010، صفحات 5–6.
  12. Olbrycht 2010، صفحة 344; Sprawski 2010، صفحات 135–137; Errington 1990، صفحات 9–10.
  13. Olbrycht 2010، صفحات 343–344; Sprawski 2010، صفحة 137; Errington 1990، صفحة 10.
  14. King 2010، صفحة 376; Olbrycht 2010، صفحات 344–345; Sprawski 2010، صفحات 138–139.
  15. Sprawski 2010، صفحات 139–140.
  16. Olbrycht 2010، صفحة 345; Sprawski 2010، صفحات 139–141; see also Errington 1990، صفحات 11–12 for further details.
    • بوابة أعلام
    • بوابة التاريخ
    • بوابة اليونان القديم
    • بوابة دول
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.