داروينية جديدة

الداروينية الجديدة (بالإنجليزية: Neo-Darwinism)‏ مصطلح قام بصياغته العالمين ألفريد راسل والاس وأوغوست ويزمان.[1] هو الاصطناع الحديث للتطور الدارويني في ضوء الاصطفاء الطبيعي والوراثة المندلية. تم استخدامه لأول مرة في عام 1895 لتوضيح أن التطور يحدث منفردا خلال الاصطفاء الطبيعي رافضين نظرية اللاماركية في أن تكون أية آلية أخرى لها دخل بالعملية كوراثة الصفات المكتسبة.[2] استمرت المدرسة التكيفية في استخدام المصطلح من ثمانينات القرن التاسع عشر حتى ثلاثينات القرن العشرين؛ والتي كانت تؤمن بأن الاصطفاء كان السبب الرئيسي وربما الوحيد للتطور،[3] ومنذ ذلك الحين وحتى عام 1947 كان يستخدم هذا المصطلح بواسطة أتباع آر. إيه. فيشر التكيفيين.

الداروينية الجديدة هي تفسير التطور الدارويني من خلال الاصطفاء الطبيعي، وهو مصطلح جرى تعديله بشكل مختلف منذ اقتراحه لأول مرة؛ أُطلِقَ في البداية على أفكار تشارلز داروين حول الاصطفاء الطبيعي بشكل مفصول عن فرضيته المُتَمَثِّلَة في شمولية التخلُّق كمصدر لاماركي للاختلاف مُتَضَمِّنًا الوراثة الخلطية. [1] ثم أصبح هذا المفهوم في أوائل القرن العشرين مرتبطًا بالاصطناع التطوري الحديث للاصطفاء الطبيعي وعلم الوراثة المندلية الذي تم آنذاك. أشارت الداروينية الجديدة في أواخر القرن العشرين وحتى القرن الحادي والعشرين إلى أي مناصرة قوية لفكر داروين مثل النظرة الجينية للتطور.

الاستخدام المبكر

وكجزء من الخلاف حول ما إذا كان الاصطفاء الطبيعي لوحده كافيًا لتفسير الانتواع، دعا صموئيل بتلر في عام 1880 وجهة نظر ألفرد راسل والاس بالداروينية الجديدة.[4][5]

استُخدِم المصطلح مرة أخرى من قبل جورج رومان في عام 1895 للإشارة إلى نسخة التطور التي دعا إليها والاس وأوغست وايزمان بسبب اعتمادها الشديد على الاصطفاء الطبيعي.[6]

رفض وايزمان ووالاس الفكرة اللاماركية عن وراثة الخصائص المكتسبة التي حتى داروين اعتبرها أمرًا مفروغًا منه.[7][8] استُخدِم المصطلح لأول مرة لشرح فكرة أنّ التطور يحدث فقط من خلال الاصطفاء الطبيعي، وليس من خلال وراثة الخصائص المكتسبة الناتجة عن الاستخدام أو الإهمال.[9] كان أساس الرفض الكامل للارماركية هو نظرية وايزمان حول المادة الوراثية؛ أدرك وايزمان أنّ الخلايا التي تنتج المادة الوراثية، أو الأمشاج/الأعراس (كالحيوانات المنوية والبويضات)، منفصلة عن الخلايا الجسدية التي تستمر في تصنيع أنسجة الجسم الأخرى في مرحلة مبكرة من النمو. وبما أنه لا يرى أي وسيلة واضحة للاتصال بين الاثنين، فقد أكّد أنّ وراثة الخصائص المكتسبة كان مستحيلًا. يعرف هذا استنتاج الآن باسم حاجز وايزمان.[10]

استمر إطلاق المصطلح من 1880 إلى 1930 على مدرسة الفكر الاصطفائي التي تقول بأنّ الاصطفاء الطبيعي هو السبب الرئيسي وربما الوحيد للتطور. استُخدِم المصطلح منذ ذلك الحين وحتى حوالي عام 1947 للإشارة إلى أتباع رونالد فيشر من مؤيدي الفكر الاصطفائي.

الاصطناع الحديث للقرن الحادي والعشرين

كان مصطلح الداروينية الجديدة يُستَخدَم غالبًا للإشارة إلى النظرية التطورية المعاصرة أعقاب تطور الاصطناع الحديث لعلم الأحياء التطوري من 1918 وحتى 1947. [11][12]

أي نسخة حالية من التفكير التطوري

لم يُحَدِّد علماء الأحياء تطبيقهم لمصطلح الداروينية الجديدة على الاصطناع التاريخي الحديث. على سبيل المثال: كتب إرنست ماير في عام 1984: «استخدام مصطلح الداروينية الجديدة للنظرية التركيبية [الاصطناع الحديث في أوائل القرن العشرين] خاطئ، لأن مصطلح الداروينية الجديدة صاغه رومانز في عام 1895 كتسمية لنظرية وايزمان.» [13][14][2][15] تستخدم الموسوعة البريطانية/بريتانيكا الداروينية الجديدة للإشارة إلى نظرية التطور الحالية، وليس النسخة القائمة خلال أوائل القرن العشرين.[16] استخدم ريتشارد دوكينز وستيفن جاي غولد المصطلح في مؤلفاتهم ومحاضراتهم للإشارة إلى أشكال البيولوجيا التطورية المعاصرة لفترة كتابتهم.[17][18]

المصادر

  1. Gould The Structure of Evolutionary Theory p. 216
  2. Reif W-E. Junker T. Hoßfeld U. (2000). "The synthetic theory of evolution: general problems and the German contribution to the synthesis". Theory in Biosciences. 119 (1): 41–91(51). doi:10.1078/1431-7613-00004. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "How to be Anti-Darwinian". مؤرشف من الأصل في 22 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 19 سبتمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Butler, Samuel (1880). Unconscious Memory. David Bogue. صفحة 280. I may predict with some certainty that before long we shall find the original Darwinism of Dr. إراسموس داروين … generally accepted instead of the neo-Darwinism of to-day, and that the variations whose accumulation results in species will be recognised as due to the wants and endeavours of the living forms in which they appear, instead of being ascribed to chance, or, in other words, to unknown causes, as by Mr. Charles Darwin's system الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) نسخة محفوظة 11 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  5. Beccaloni, George (2013). "On the Terms "Darwinism" and "Neo-Darwinism"". A. R. Wallace Website. مؤرشف من الأصل في 11 أبريل 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Gould 2002، صفحة 216
  7. Darwin 1872، صفحة 108 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 4 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 15 أبريل 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  8. Kutschera, Ulrich (December 2003). "A comparative analysis of the Darwin-Wallace papers and the development of the concept of natural selection". Theory in Biosciences. 122 (4): 343–359. doi:10.1007/s12064-003-0063-6. ISSN 1431-7613. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Reif, Wolf-Ernst; Junker, Thomas; Hoßfeld, Uwe (March 2000). "The synthetic theory of evolution: general problems and the German contribution to the synthesis" (PDF). Theory in Biosciences. 119 (1): 41–91. CiteSeerX = 10.1.1.329.7230 10.1.1.329.7230. doi:10.1007/s12064-000-0004-6. ISSN 1431-7613. مؤرشف من الأصل (PDF) في 11 أغسطس 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Barbieri, Francisco D. (1989). "The origin of Metazoa and Weismann's germ line theory". Rivista di Biologia. 82 (1): 61–74. ISSN 0035-6050. PMID 2665023. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Moran, Laurance (January 22, 1993). "The Modern Synthesis of Genetics and Evolution". TalkOrigins Archive. Houston, TX: The TalkOrigins Foundation, Inc. مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 19 سبتمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Bock, Walter J. (July 1981). "Reviewed Work: The Evolutionary Synthesis. Perspectives on the Unification of Biology". The Auk. 98 (3): 644–646. ISSN 0004-8038. JSTOR 4086148. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Mayr, Ernst (1984). "What is Darwinism Today?". PSA: Proceedings of the Biennial Meeting of the Philosophy of Science Association. 2 (2): 145–156. doi:10.1086/psaprocbienmeetp.1984.2.192502. ISSN 0270-8647. JSTOR 192502. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) Volume Two: Symposia and Invited Papers (1984).
  14. Kutschera, Ulrich; Niklas, Karl J. (June 2004). "The modern theory of biological evolution: an expanded synthesis". علوم الطبيعة. 91 (6): 255–276. Bibcode:2004NW.....91..255K. doi:10.1007/s00114-004-0515-y. PMID 15241603. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Pigliucci, Massimo (December 2007). "Do We Need An Extended Evolutionary Synthesis?" (PDF). Evolution. 61 (12): 2743–2749. doi:10.1111/j.1558-5646.2007.00246.x. PMID 17924956. مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 أبريل 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) نسخة محفوظة 24 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  16. "neo-Darwinism". موسوعة بريتانيكا. Chicago, IL: الموسوعة البريطانية المحدودة (شركة). 2015. مؤرشف من الأصل في 1 أغسطس 2017. اطلع عليه بتاريخ 19 نوفمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) نسخة محفوظة 1 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. "Neo-Darwinism Lecture by Richard Dawkins" على يوتيوب. The video of the lecture was originally posted on May 5, 2010, at old.richarddawkins.net: "Lecture on Neo-Darwinism". مؤرشف من الأصل في December 1, 2014. اطلع عليه بتاريخ 07 يوليو 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة).
  18. Gould 2011، صفحات 53–73 "نسخة مؤرشفة" (PDF). Archived from the original on 1 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)

    وصلات خارجية

    • بوابة علم الأحياء التطوري
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.