حرب الزبارة وبوشهر (1782-1783)

حرب الزبارة وبوشهر هي حرب نشبت بين ناصر آل مذكور حاكم بوشهر وبين أحمد آل خليفة حاكم الزبارة بين عام 1782 و1782، انتهت بانتصار احمد آل خليفة واستيلائه على البحرين ونقل عاصمته إليها من الزبارة.

معركة الزبارة
معلومات عامة
التاريخ 1196-1197 هـ / 1782-1783 م
الموقع الزبارة قطر - سترة البحرين
النتيجة انتصار قوات أحمد بن محمد آل خليفة واستيلائهم على البحرين
المتحاربون
إمارة بوشهر
إمارة بندر ريق
إمارة بندر غناوه
إمارة رأس الخيمة
إمارة الدورق
إمارة الزبارة [1]
إمارة الحويلة[1]
إمارة الكويت [1]
آل بوعينين (الوكرة)[1]
السودان (الدوحة)[1]
آل سليط (الدوحة)[1]
الكبيسات (خور حسان)[1]
السادة (الرويس)[1]
المنانعة (أبوظلوف)[1]
آل بنعلي (فويرط)[1]
آل بوكوارة (سميسمة)[1]
قبيلة النعيم[1]
قبيلة الظفير [2]
القادة
ناصر آل مذكور
راشد بن مطر القاسمي
أحمد بن محمد آل خليفة
عبد الله بن صباح بن جابر الصباح
القوة
4 آلاف[3] وقيل 5 آلاف[4] غير معروف
الخسائر
غير معروف غير معروف

الخلفية التاريخية

خضعت البحرين ابتداء من 1753 لحكم إمارة بوشهر التي يحكمها الشيخ ناصر آل مذكور والذي كان بدوره خاضع لحكم الدولة الزندية التي تحكم بلاد فارس. بينما كان العتوب موجودين في الكويت وقد كانت علاقتهم مع بوشهر وثيقة ويدلل على ذلك مشاركتهم في هجوم إمارة بوشهر لاحتلال البحرين سنة 1753. ونتيجة لذلك فقد منح آل مذكور العتوب إعفاء من ضرائب الغوص على اللؤلؤ[5]

في 1766 انفصل جزء من العتوب في الكويت بزعامة آل خليفة وقاموا بتأسيس إمارة الزبارة في قطر وسارعان ما ازدهرت مدينة الزبارة خصوصا بعد انتشار وباء الطاعون في مدينة البصرة عام 1773 ووحصار الفرس لها عام 1775 مما أدى إلى هجرة العديد من الناس و التجار لها.[6]

أسباب الصراع

على الرغم من العلاقات الطيبة التي كانت تجمع العتوب بإمارة بوشهر إلى حد الذي جعل الهولنديين الذي يقيمون في جزيرة خارج يصفون العتوب بأنهم حلفاء آل مذكور حكام بوشهر [7] إلا ان هذا لم يمنع ان يدب الصراع بينهم لتنشب الحرب بين العتوب وبوشهر.

حادثة سترة

في عام 1782م اثناء وفود بعض اهالي الزبارة إلى البحرين، اعتدي على خادم لآل خليفة في سترة كان يريد شراء جذوع النخيل للوقود فأدى ذلك إلى وقوع قتال بين اتباع آل خليفة والبحارنة، فقتل أحد اتباع الخليفة واسمه إسماعيل.[4]

شيخ بوشهر يطلب الصلح

قام شيخ بوشهر عام 1782 بطلب الصلح من شيخ الكويت إلا ان الاخير رفض طلبه إلا إذا دفعت بوشهر نصف دخلها من البحرين وجزية سنوية عن بوشهر [8]

الغارة على البحرين

غضب أهل الزبارة نتيجة حادثة سترة ولذلك أرسلوا أناسا مسلحين في سفينة صغيرة للأخذ بثأر القتيل، فوصلوا إلى سترة وتقابلوا مع رهط القاتلين وتمكنوا من قتل غريمهم ولكن بعد أن قتلوا معه خمسة أشخاص ولم يصب احدا من أهل الزبارة بسوء[9]، وقيل انهم هاجموا جزيرة البحرين سنة 1196هـ/1782م واستولوا على عدة سفن تابعة لبوشهر وبندر ريق كما وأجبروا رجال الشيخ ناصر آل مذكور على الانسحاب إلى القلعة فنهبوا المدينة وخربوها[10] ثم عادوا إلى الزبارة آخذين معهم جالبوتا لبوشهر كان راسيا في البحرين ليستلم الضريبة السنوية التي تدفع لشيراز[11]

ردة فعل بوشهر

اشتكى البحارنة إلى الشيخ ناصر آل مذكور فغضب وأرسل إلى العتوب يطالبهم باسترداد الأسلاب فرفضوا، مما عزم على إرسال حملة لتأديبهم.[12][13]

الحرب

حصار الزبارة

جهز ناصر آل مذكور سفنا حربية ورافقته سفن بني كعب وأخرى من بندر ريق، وكانت تحتوي على خمسة آلاف مقاتل وتولى ابن أخيه محمد بن سعدون آل مذكور القيادة، ثم سارت الجيوش نحو قطر حيث أرسوا سفنهم عند موضع يقال له عشيرقا وذهبوا إلى الزبارة مشيا فحاصروها لمدة شهر، ولما عجز آل خليفة عن مقاومة الحصار عرضوا الصلح ورد الأسلاب إلى الشيخ ناصر، وتوسط في ذلك الشيخ راشد القاسمي حاكم رأس الخيمة[3]، ولكن ناصر آل مذكور أصر على طلبه وهو سبي نسائهم وأطفالهم وخدمهم جميعاً وإلا وضعوا فيهم السيوف حتى يفنوهم عن آخرهم[9] ولما فشلت الوساطة بادر الشيخ ناصر بالهجوم على الزبارة وقد جذب إليه الشيخ راشد زعيم القواسم[10]، فابقى أهالي الزبارة شرذمة من الرجال عند النساء والأطفال وقالوا لهم إن نصرنا الله فيها ونعمت وإن انكسرنا فأنتم اقتلوا النساء والأطفال جميعاً ولا تدعوهم يصيروا أسارى، وبعد قتلهم فشأنكم والفرار للنجاة بأنفسكم[9] فخرجوا إليهم حيث دارت معركة حامية الوطيس، وفي اثناء ذلك نهض أهل فريحة وهم من آل بنعلي لمساعدة عتوب الزبارة فهاجموا مؤخرة المهاجمين فاضطربت صفوفهم، إضافة إلى قبيلة الظفير وقبيلة آل محمد فرع من البلوش[14] الذي أرسلوا من البصرة بأمر من الوالي العثماني[13]، فكان هذا العدد على ما يبدو أكبر بكثير مما كان يتوقع آل مذكور، مما رجح الكفة لصالح أهل الزبارة، فانهزمت قوات الشيخ ناصر واضطروا إلى الانسحاب.[4] وقتل في تلك الوقعة الشيخ محمد آل مذكور قائد الحملة كما قتل الشيخ راشد القاسمي.[15] وكان ذلك في 18 جمادى الآخرة 1197هـ / 20 مايو 1783 م.[16]

العتوب يهاجمون البحرين

ماإن انهزمت قوات آل مذكور عن الزبارة حتى انضمت قبائل قطر إلى العتوب وهي الجلاهمة وآل مسلم وآل بن علي وآل سودان وآل مره وآل بوعينين والقبيسات وآل سليط والمنانعة والسادة[13] حيث شرع أحمد آل خليفة بتنظيم صفوفهم للبدء في احتلال البحرين وأخذها من آل مذكور. أما عتوب الكويت فإن أنباء حصار بوشهر على الزبارة قد وصلتهم متأخرة، وذلك أنهم تمكنوا من القبض على مركب تابع لبوشهر يحمل انباء هزيمة قوات بوشهر في الزبارة، وكذلك فيه أوامر تطلب من ابن الشيخ ناصر المتصرف بشئون البحرين ان يبذل كل مافي وسعه للدفاع عن البحرين حتى يتمكن والده من مده بالعون اللازم.[17] فبادر عتوب الكويت بالتوجه إلى البحرين في قوة مكونة من ستة جلابيت وعددا من القوارب المسلحة كانت قد أرسلها الشيخ عبد الله الصباح لدعم أقاربه العتوب المحاصرين في الزبارة.[13] تدفقت تلك الجموع إلى البحرين وأجبروا حاميتها على الإستسلام يوم 28 شعبان 1197 هـ / 28 يوليو 1783 م.[13]

فشل الشيخ ناصر في استرجاع جزيرة البحرين بعد استيلاء العتوب على جزيرة البحرين بدعم من العثمانيون، حاول إقناع الحكومة الفارسية بأهمية استرجاع جزيرة البحرين من يد العتوب التابعين لحاكم القرين (الكويت)[18] الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر آل صباح[19]، ولكن انشغال الحكومة الفارسية بالحروب والفتن التي أعقبت مقتل كريم خان زند حالت دون ذلك، وفقا لوصف الكابتن مالكولم في تقرير العام 1800 فإن جزيرة البحرين استمرت تابعة لحاكم القرين.[13] ومما يذكر بأن فرع الجلاهمة من العتوب اختلفوا مع باقي بني عتبة بعد فتح البحرين مباشرة وهاجروا إلى بندر بوشهر وجزيرة خرج واستقروا فيها وذلك قبل عودتهم إلى قطر وبدء أعمال القرصنة ضد البحرين.[20]

انظر أيضا

المصادر

  1. The Emergence Of Qatar By Rahman, P.20
  2. راشد بن فاضل آل بن علي(مجموع الفضائل في فن النسب وتاريخ القبائل)ص59-61، ط2 + مسوّدة المخطوط ق23-22
  3. تاريخ هجر. عبدالرحمن بن عثمان آل الملا. ج 2. ص:299
  4. تاريخ الكويت السياسي. حسين خلف االشيخ خزعل. دار ومكتبة الهلال، ط:1962. ج1 ص:47-48
  5. إمارة هرمز العربية ،إبراهيم خوري احمد جلال التدمري المجلد الثاني ، ص222
  6. دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث و المعاصر. ذات السلاسل،. 1978. OCLC 1158748590. مؤرشف من الأصل في 28 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. إمارة هرمز العربية ،إبراهيم خوري احمد جلال التدمري المجلد الثاني ، ص223
  8. تاريخ الكويت الحديث، الدكتور احمد ابوحاكمة، الطبعة الاولى ، ص.92
  9. النبهاني ص:85
  10. تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر. د. جمال زكريا قاسم. دار الفكر العربي. 1997 م/1417 هـ. ج 1 ص 368-369
  11. فائق حمدي طهبوب، تاريخ البحرين السياسي، منشورات ذات السلاسل -الكويت- طبعة عام 1983م، صفحة .49
  12. لوريمر، دليل الخليج، القسم التاريخي، الجزء الخامس، إعداد قسم الترجمة بمكتب صاحب السمو أمير دولة قطر، صفحة .2695
  13. تاريخ عرب الهولة والعتوب. جلال خالد الهارون. الدار العربية للموسوعات. ص: 147-150
  14. عن مشاركة فرع آل محمد البلوش في وقعة الزبارة وفتح البحرين أنظر كتاب (بلوش استاد ديار العرب) تاليف/ معن شناع الحاكمي.
  15. صالح بن مرعي القرني. الحملات البريطانية ضد القواسم، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع - الكويت- الطبعة الاولى 2003م، صفحة .86
  16. النبهاني. ص:87
  17. تاريخ الكويت الحديث والمعاصر، محمد حسن العيدروس، دار الكتاب الحديث.1422-2002. ص:32-33
  18. سلطان بن محمد القاسمي جون مالكوم والقاعدة التجارية التجارية البريطانية في الخليج، تحقيق الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الطبعة الأولى 1994م، صفحة .14
  19. سيف مرزوق الشملان، من تاريخ الكويت، الطبعة الثانية عام 1406هـ، ذات السلاسل - الكويت- الصفحة، .118
  20. لوريمر، القسم التاريخي، ج3 صفحة 1198
    • بوابة الحرب
    • بوابة البحرين
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.