السيطرة البرتغالية على الخليج العربي

كانت التجارة بين الشرق والغرب منذ أقدم العصور تسلك أحد طريقين أما طريق البحر الأحمر ومصر، أو طريق الخليج العربي والعراق والشام، وكلا الطريقين تحت سيطرة العرب، وكانت المشاكل والخلافات السياسية أحيانًا تغلق أحدهما أو كليهما، وحين يحدث هذا فإن نفائس الشرق التي تصدر إلى أوروبا تنقطع، إلا ما يسلك فيها طريقا وعرا غير مأمون عبر آسيا الصغرى، يضاف إلى ذلك أن أسعار تلك البضائع كانت عالية جداً ليس باستطاعة أغلب الأوروبيين اقتنائها لكثرة الرسوم الجمركية وأجور الشحن والتفريغ لمرات عديدة كما أن سقوط القسطنطينية بأيدي العثمانيين سنة 1453 جعل الطريق تحت رحمة العثمانيين.

يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (فبراير 2016)

الاستكشاف

أصبح البحث عن طريق جديد مهمة ملحة للدولة الأوروبية، وكانت البرتغال هي الدولة الأوروبية التي كرست أكبر قدر من جهودها للبحث عن هذا الطريق مدفوعة بعوامل اقتصادية ودينية، ساعدها على ذلك استقرار أحوالها السياسية وتشجيع ملوكها للرحالة، فقد اهتم هنري الملاح بشؤون البحر والإبحار، أنشأ مدرسة بحرية واستخدام البوصلة البحرية مكنت البرتغاليين من إدخال تحسينات في بناء السفن، وكان هدف الملاح كما يقال أن يهزم الإسلام (تماماً ونهائياً) ولا بد من القول بأن الوجود العربي في بلادالأندلس قد ساعد الأسبان والبرتغاليين على الإطلاع على معارف العلمية العربية والاهتمام بدراستها، فقرؤوا رحلات ابن بطوطة الذي زار الهند والصين وأفريقيا ووصف ثراء التجار الواسع حتى أن الواحد منهم ربما امتلك المركب العظيم بجميع ما فيه، وصححت المعلومات العلمية العربية الأفكار الخرافية السائدة في أوروبا خلال العصور الوسطى ومنها أن المياه الاستوائية في درجة الغليان وأن الشياطين والعفاريت يسكنون البحار والمحيطات.

بداية الرحلات الاستكشافية

بدأ البرتغاليون بلا اتجاه نحو السواحل الشمالية والشمالية الشرقية للقارة الأفريقية فقد وصل هنري الملاح إلى سبتة عام 1415، ووصل آخرون إلى الرأس الأخضر، وقام بارتليمور برحلته عام 1487 حول سواحل أفريقيا الغربية بقصد الوصل إلى الهند.

رحلة فاسكو دا غاما

كانت لرحلة فاسكو دا غاما أهمية خاصة لأنه أول من وصل إلى الشرق عن طريق رأس الرجاء الصالح وقد وضع تحت تصرف دا غاما جميع المعلومات التي تم التوصل إليها وعد كل من وقع عليه الاختيار مجندا في خدمة ملك البرتغال، وصحب دي غاما معه بعض من له معرفة باللغة العربية أو اللغات الأفريقية وعين لكل سفينة مرشدا ومساعد مرشد ورئيسا للبحارة ومشرفا وعشرين بحارا ممتازاً وعشرة من العاديين وثمانية من قاذفي القنابل وأربعة رجال للأبواق وضباطاً لفض المنازعات وأمين حسابات وحلاق يعمل جراحاً في نفس الوقت وترجماناً وقسماً من العمال المهرة وعشرة من الخدم، وألحق بسفن الحملة الثلاث سفينة صغيرة وأربع للتموين لما يكفي الحملة لمدة ثلاث سنوات. سارت حملة فاسكو دا غاما بمحاذاة السواحل الغربية ووصلت إلى النهاية الجنوبية للقارة الأفريقية (رأس الزوابع) الذي سماها رأس الرجاء الصالح ثم استدار شمالاً إلى السواحل الشرقية فوصل موزمبيق وماليندي في عام 1498 وقد شاهد البرتغاليون سفنا عربية أدهشتهم صناعتها وحجمها، فألواحها غير مسمرة بمسامير وملاحوها يحملون معهم البوصلة البحرية والمزاول، والخرائط الجغرافية، فأراد د1 غاما الاستفادة من الخبرة العربية للوصول إلى الهند فكان لقاؤه مع أحمد بن ماجد وإقناعه بقيادة السفن البرتغالية عبر المحيط إلى الهند، وقد استفاد دي غاما من ابن ماجد ومن خبرة العرب العلمية. وفي 23 مايو 1498 وصل دا غاما إلى الهند فكان ذلك نذيراً للتجارة العربية بالاضمحلال إذ كان الطلب الأول للبرتغاليين من حاكم كاليكوت عام 1500 أن يحرم التجار العرب من الإقامة داخل حدود مملكته، ولتحقيق هذه السياسة أسس البرتغاليون مركزاً تجاريًا في غوا على الساحل الغربي للهند والذي أصبح منذ سنة 1509 قاعدتهم الرئيسية في شبه القارة واندفعوا أكثر نحو الشرق إلى جزر التوابل (إندونيسيا والملايو) ليؤسسوا المائة السنة التالية احتكارا لتجارة التوابل مع أوروبا قائماً على المحطة التجارية الكبرى التي أسسوها في مالقا.

الاحتلال البرتغالي لمنطقة الخليج العربي

كانت النتيجة السريعة والمحققة لرحلة فاسكو دا غاما ثورة في تجارة أوروبا ومجدًا عظيمًا للبرتغال وبعد وصول البرتغاليين مباشرة إلى الهند صمموا على السيطرة على كل التجارة التي كانت في السابق بأيدي العرب، فأسسوا عدة محطات تجارية وأصبحت البضائع تنقل بالطريق البحري بواسطة السفن فقط، وكان هذا الطريق على الرغم من وجود بعض المصاعب فيه إلا أنه كان طريقاً رخيصاً للتجارة، ومنها توزيع البضائع إلى الأسواق العالمية حيث ترسل البضائع إلى المدن الأوروبية البندقية ومرسيليا وبرشلونة وجنوا بواسطة النقل البحري الرخيص. بدأ الصراع بين العرب والبرتغاليين حول التجارة مع الهند، ولم تكن العلاقات بين الطرفين وديه قبل هذا التاريخ، حيث تعود إلى فترة حكم العرب للأندلس والصراع مع البرتغاليين، ولم يمض وقت طويل على انتهاء الحكم العربي فضلاً عن ذلك فإن سقوط القسطنطينية بأيدي المسلمين في عام 1453 وإخراج المسلمين من إسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر زاد من العداء والكراهية، وبدأ البرتغاليون في عام 1500 بمهاجمة السفن العربية فأحرقوا عشر سفن مصرية عند الموانئ الهندية، وفي السنة التالية صمم ملك البرتغال على منع العرب من المتاجرة بالتوابل وقام بأول عمل حربي ضد العرب سنة 1502 عندما حاولوا منع أية سفينة عربية من دخول البحر الأحمر وفي سنة 1503 أرسل ملك البرتغال أسطولاً جديدًا لإغلاق مدخل البحر الأحمر بوجه السفن العربية، وفي سنة 1505 وصل البرتغاليون إلى جدة.

انظر أيضا

وصلات خارجية

  • بوابة التاريخ
  • بوابة البرتغال
  • بوابة عمان
  • بوابة البحرين
  • بوابة الإمارات العربية المتحدة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.