تاريخ عمان القديم

عُمان تمثل بموقعها في الركن الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية، أقصى امتداد لليابسة العربية صوب شبه القارة الهندية، وكذلك تقترب في الجهة الأخرى من السواحل الأفريقية الشرقية، وكما أنها تمثل مدخل منطقة الخليج العربي، وهي قريبة من مدخل البحر الأحمر. وتمتد على سواحلها سهول خصبة في الشمال والجنوب، شهدت نشاطا زراعيا مكثفا، كما تنتشر الواحات في المناطق الداخلية والمنحدرات الجبلية والتي كانت من مناطق الاستيطان الحضارية الأولى في عمان التاريخية، كما وفرت السواحل العمانية الطويلة وجزرها التي تمتد امامها مصدرا اقتصاديا ونطاقا اجتماعيا للسكان منذ القدم وحتى الآن.

جزء من سلسلة حول
تاريخ سلطنة عمان

بوابة سلطنة عمان

كما أفادت عمان من موقعها بين حضارات مهمة في مناطق مثل الهند والعراق وفارس، فأطلع أهلها على جوانب التقدم لتلك الحضارات وتمكنوا من الاخذ بإنجازاتها، وكان لهم الدور الكبير في نقل تلك الإنجازات إلى حضارات أخرى، لذا توافرت لعمان عوامل أهلتها لتكون مركزا حضاريا، فوفدت إليها الجماعات مع بداية حضارة الإنسان، وبسبب تمركزها بين أهم مناطق الهجرات في عصور ما قبل التاريخ قدم العديد من المهاجرين إليها من شبه الجزيرة العربية التي حل بها الجفاف، فبدأت العديد من الجماعات السامية تتجه إلى مواطن جديدة في الشمال، وكانت هجرة الكنعانيين (الفينيقيين لاحقا)إلى شرقي عمان أهم تلك الهجرات.

عمان في العصور الحجرية

العصور الحجرية القديمة

تعود بداية حضارة الإنسان في عمان إلى الألف الثامنة ق.م، وفيها صنع الإنسان العماني أدواته من الحجر العادي وهناك آثار ونقوش في عمان ترجع إلى ذلك العصر. وتتعدد تلك النقوش في عمان ما بين الحفر على الصخر في شمال عمان، إلى استخدام الألوان في جنوبها في ظفار، وتبدو في تلك النقوش صور بشرية وحيوانات برية، كما عثرت البعثات الأثرة في عمان على أدوات عديدة تنتمي إلى هذا العصر مثل الفؤوس وأدوات الصيد، وهياكل عظمية لحيوانات برية، وأدوات حجرية، ونقوش في ظفار وسيوان (هيما).

أهم المكتشفات الأثرية من العصور القديمة

وفي عمان تم اكتشاف العديد من مواقع التجمعات البشرية والمستوطنات الكبيرة على السواحل وفي الأودية وعلى سفوح الجبال، وعثر على عظام الحيوانات مثل الأبقار والظباء والجمال، وتعد آثار رأس الحمراء بمسقط أهمها على الإطلاق، كما تشير محتويات موقع حفيت وآثار بات على الوضع الحضاري لتلك العصور في عمان، ومن أبرز المواقع التي عثر فيها على شواهد أثرية :

  • مستوطنة الوطية (محافظة مسقط) يرجع تاريخها إلى الألف العاشرة قبل الميلاد، عثر بها على مخلفات أثرية أشتملت على أدوات حجرية وقطع من الفخار، كما عثر على مواقد للنار وبعض الأدوات الصوانية الحادة والمسننة على شكل مكاشط وانصال وسهام، وبعض النقوش الصخرية التي تعبر عن أساليب الصيد وطرق مقاومة الحيوانات المفترسة.

موقع شصر / وبار الأثري

كشفت المسوحات الأثرية التي تمت في بداية التسعينات في منطقة شصر بمحافظة ظفار عن وجود مدينة ذات حضارة عريقة كانت ملتقى التجارة والطرق البرية ما بين الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين والعالم القديم. وهي مدينة وبار التاريخية والتي جاء ذكرها في الكثير من الكتب والخرائط القديمة. ومنذ عام 1992م وحتى عام 1995م عملت البعثات الأثرية مع اللجنة الوطنية لمسح الآثار بالسلطنة في هذا الموقع بعد تحديد موقعه على صخرة منهارة من الحجر الجيري بسبب مجاري المياه الجوفية أو بفعل الزلازل تسببت في تفجير نبع يدفع بمياه الطبقات الصخرية للخارج وهو ما جذب الاستيطان البشري لهذه البقعة منذ وقت بعيد إلى أكثر من سبعة آلاف سنة. ومع اكتشاف الموقع الأثري بدأ برنامج للتنقيب في الموقع للتحقق من هويته وملامحه المعمارية والمواد الأثرية فيه، وتم الكشف عن أعمدة ضخمة وأبراج وقطع أثرية من معادن وفخار ونقود وأشياء أخرى، كما عثر على مكتشفات أثرية تعود إلى فترات مختلفة من العصر الإسلامي.

المغسيل، صلالة، تقع في صلالة على بعد 40 كم غرب صلالة حيث تحاط شواطئها الرملية الناعمة بالصخور القاتمة اللون الجميلة، توجد بالمغسيل العديد من العيون الساخنة التي تنطلق منها المياه الساخنة على شكل نوافير دافئة تندفع إلى أعلى بقوة شديدة مخلفة ورائها قطرات مياه جميلة ودافئة.

مستوطنة خور روري (ظفار)

يرجع تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وهو محصن بسور من الحجارة المتراصة بطريقة محكمة، وتم الكشف فيه عن خمس ألواح حجرية نقشت بها نصوص بالخط المسند الجنوبي، يستخلص منها أن المدينة بنيت بهدف تأكيد السيطرة على تجارة اللبان والبخور التي كانت رائجة مع المراكز الحضارية القديمة في كل من مصر واليونان والعراق. وقد كشفت التنقيبات الأثرية في خور روري عن الكثير من الشواهد الأثرية كالمعبد والعملات والأواني الفخارية والمعدنية، ويعد موقع خور روري من أهم مواقع أرض اللبان التي أدرجت في قائمة التراث العالمي في عام 2000م.

موقع غنيم (الوسطى)

عثر فيه على أدوات ومكاشط حجرية ومعدنية ومعدات صيد، ويبدو أن الظروف المناخية كانت ملائمة للتجمعات البشرية في تلك المنطقة خلال عصور ما قبل التاريخ. كما كانت مرتبطة بشبكة الاتصال البرية عبر الصحراء إلى ظفار في غربها وإلى عبري وليوا ودلمون في شمالها.

مستوطنة رأس الحمراء (مسقط)

يرجع تاريخها إلى الألف الخامسة قبل الميلاد وعثر فيها على أدوات صيد برية وبحرية مثل الصنارات. واتضح أن سكانا قد اعتمدوا على صيد السلاحف والأسماك، حيث شكلت أساسا في نظامهم الغذائي، ويدل على ذلك الحفر العديدة التي عثر عليها لوضع الفضلات، وكذلك في حفر مواقد النار، وعثر أيضا على حلي النساء مثل الخواتم والاساور الصدفية والعقود، واتضح من دراسة آثار تلك المستوطنة لاسيما المقابر ان هناك طقوسا بدأت تتبع في عمليات الدفن، واهتماما بالعالم الآخر من حياة الإنسان.

مستوطنة رأس الجنز (الشرقية)

من أهم المواقع القديمة في عمان، شهدت العديد من الفترات الاستيطانية، كان أبرزها العصر البرونزي الوسيط (2500-2100 قبل الميلاد) ولعبت دورا محوريا في الصلات الحضارية بين مجان والمراكز الحضارية القديمة في كل من الهند والبحرين والعراق ومصر.

مستوطنة بات (الظاهرة)

وترجع آثارها الألف الثالثة ما قبل الميلاد، وتدل على وجود شبكة برية من الاتصال بين الساحل والصحراء عبر أودية الجبال حيث وجدت مستوطنات بشرية نشأت على هذه الطرق. وتم الكشف فيها عن العديد من المدافن ذات بناء هندسي ومعماري فريد ويدل ذلك على تقدم معماري في عمان ووجود طقوس واعتقادات دينية بالعالم الآخر.كما عثر على نظم دفاعية عبارة عن أبراج حجرية، وبجوارها منازل السكان، واستنتج الباحثون ان النظم التي اتبعها سكان الموقع لاستخراج المياه تعد البداية المبكرة لنظام الأفلاج في عمان ونظرا لأهمية مستوطنة بات فقد أدرجتها منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي عام 1988م.

موقع الميسر سمد الشأن (الشرقية)

يبدو من آثاره التي ترجع إلى الألف الثالثة ق.م وجود تقدم في صناعة الأدوات خاصة النحاسية والأسلحة الحديدية والقوارير الفخارية، كما يشير هذا الموقع إلى ظهور نظم جديدة في التعامل التجاري مع المناطق المجاورة، ومعارف متقدمة لعمليات حفظ الحبوب والغلال، وتدل المكتشفات على وجود مدافن خاصة بالرجال وأخرى بالنساء.

موقع سلوت (بهلاء)

تعد سلوت من المواقع التحصينية المتطورة خلال العصر الحديدي المبكر (1000 ق.م)، ويذكر المؤرخون بأن الأزد بقيادة مالك بن فهم اشتبكوا مع الفرس في سلوت وتمكنوا من هزيمتهم.

موقع مدحا (مسندم)

عثر في هذا الموقع على قبور وفخاريات تعود إلى الألفين الثالثة والثانية ق.م وما زالت عمليات الاستكشاف مستمرة.

موقع الواسط (الباطنة)

عثر فيها على مدفن أثري غني بالقطع النحاسية التي تعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد، وفي ذلك دلالة على وفرة خام النحاس في مجان. وقد اشتملت المكتشفات الأثرية من الموقع على رؤوس حراب وأنصال ورماح وخناجر ورؤوس سهام وأمواس حادة ومقابض لبعض الأواني، وعثر على نموذج صغير لخاتم فضي وخاتمين من الصدف وخرز من العقيق وآنية من الحجر.

موقع قلعة صحار (الباطنة)

كشفت التنقيبات الأثرية داخل قلعة صحار عن مراحل استيطان مدينة صحار منذ القرن الأول الميلادي حتى القرن الثامن الهجري/الثالث عشر الميلادي، استخدم في بنائها نوعية جيدة من الطوب وحجارة جيدة القطع ونوعية جيدة من السيراميك والبورسلان، ودلت الشواهد الأثرية على ازدهار صحار كمركز تجاري حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي.

التواصل الحضاري بين عمان وحضارات العالم القديم

تشير الدراسات التاريخية إلى الصلات العديدة بين الحضارة العمانية وحضارة الشرق القديمة في الصين والهند وبلاد مابين النهرين فضلا عن الصلات مع حضارات شرق البحر المتوسط ووادي النيل وشمال أفريقيا. وتؤكد الحفريات التي أجريت في ولاية صحار إن صناعة تعدين وصهر النحاس كانت من الصناعات الرئيسية في عمان قبل الميلاد بألفي عام. ومن المؤكد أن مملكة مجان التي ورد ذكرها في صحف السومريين هي ذاتها ارض عمان. ففي موقع سمد تم الكشف فيه عن عدد كبير من المدافن التي تمثل مراحل زمنية مختلفة ترتبط بمواقع سكنية من فترات تعود إلى الألف الرابع ق.م وحتى العقود الإسلامية.وتم الكشف في موقع (سمد الشأن) عن أولى محاولات التعدين واستخراج النحاس وصهره وتصنيعه وتصديره إلى مناطق سكان بلاد ما بين النهرين من السومريين والأكاديين والبابليين والآشوريين كانوا على علاقة وثيقة مع عمان أو مجان. وفي مناطق مثل سمد الشأن ووادي العين ووادي بهلا والمناطق الساحلية قامت المدن. وتعد من أقدم المراكز الحضارية التي نشأت في الجزيرة العربية. وكانت الكثافة السكانية في عمان في الألف الثالث ق، م أكثر منها في أي منطقة من مناطق الجزيرة العربية بسبب الثروات التي كانت قائمة في كالتعدين والزراعة والموارد الطبيعية والتجارة فقد كانت عمان من أولى المناطق في الجزيرة العربية التي أقامت جسورا تجارية مع شبه الجزيرة الهندية ومع بلاد النهرين ومع إيران وشرق أفريقيا. وفي المنطقة الشرقية يوجد موقع رأس الجنز به العشرات من المواقع الأثرية والممتدة بين صور والأشخرة على الساحل العماني من بينها رأس الحد ورأس الجنز حيث اكتشفت مواقع سكنية يعود أقدمها إلى الألف الخامس ق.م وحتى العهود العربية الإسلامية. ومكتشفات تعود إلى العصر البرونزي القديم في الألف الثالث ق.م، وبقايا قوارب وأختام مستوردة من الهند وهي مربعة الشكل تحمل مشاهد من أصل هندي وكتابات هندية. وعثر على كميات كبيرة من الفخار وأدوات الزينة تبين أنها من مصدر فينيقي.ويبدو أن سكان منطقة رأس الجنين في تلك الفترة كانوا يعيشون على صيد الأسماك وتم الكشف عن موقع سكني وميناء قديم يعتبر من أقدم المواني، التي عرفتها الجزيرة العربية. وكان حلقة الوصل بين شبه الجزيرة الهندية وعمان وبقية مناطق الخليج العربي. وبينت دراسات مكثفة حول كتابات اكتشفت برأس الجنين تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث ق.م. وتعتبر أقدم كتابة هجائية عرفت حتى الآن تعود إلى منتصف الألف الثاني ق.م.وهذه الكتابة الهجائية عبارة عن ختمين من الحجر الصابوني على كل منهما ثلاث إشارات كتابية. هذه الكتابة قد تكون مقطعية أو هجائية من أصول عيلامية نسبة إلى منطقة (عيلام) ما بين العراق وإيران، ولها اتصال واضح بنظام الكتابة العربية الجنوبية.

التواصل الحضاري بين عمان ودلمون

شهدت السواحل الغربية للخليج العربي والممتدة من شمال عمان حتى جنوب العراق حضارة مزدهرة عرفت باسم حضارة دلمون منذ الألف الثالثة ق.م وشملت الأجزاء الشرقية من شبه الجزيرة العربية فيما يعرف حاليا بجزر البحرين وتعتبر منطقة جرها (المنطقة الشرقية في السعودية) من أهم مراكزها الحضارية والتجارية في العصور القديمة. وقامت العلاقات بين حضارة عمان ودلمون منذ تلك الفترة على أسس اقتصادية في المقام الأول، حيث ارتبطت تجارة دلمون بسلع عمانية لاسيما تجارة النحاس والحجارة، وكان تجارها يقومون بدور الوسيط التجاري بين مواني عمان وبين بلاد الرافدين، كما ارتبطت بها الطرق البرية العمانية التي تتجه شمالا صوب كاظمة (الكويت) والعراق أو منطقة نجد وكانت سفنهم المتجهه إلى المحيط الهندي تتوقف في الموانئ العمانية، وازدادت حركة هجرة القبائل من عمان إلى دلمون والعكس، فأتجهت قبائل قحطانية خاصة من الازد لتستقر بها كما قدمت منها العديد من القبائل العدنانية حتى قبيل ظهور الإسلام.

التواصل الحضاري بين عمان وبلاد الرافدين

شهدت منطقة بلاد الرافدين بزوغ العديد من الحضارات منذ القدم ومن أبرز هذه الحضارات السومريين والكلدانيين والاكاديين والبابليين. حيث اعتمد السومريون على استيراد خامات أساسية من عمان مثل الأحجار والنحاس واللبان، ولذلك ازدهرت موانئ عمان الشمالية ومدينة أور جنوب العراق، وكان لوساطة تجار دلمون دور مهم في تنفيذ العديد من الصفقات بين الطرفين. كما كانت عملية التجارة تتم برا عبر واحة ليوا وهجر إلى جنوب العراق أو عبر سواحل الخليج، حيث خصصت مراس تجارية كبرى جنوب العراق. وازدهرت العلاقات في العصر السومري زمن سرجون الأول الأكادي وحفيده نارام سن، وان كانت قد شهدت بعض المواجهات بين حكام عمان وسومر خاصة زمن حاكم مجان (مانو دانو).وفي العصر البابلي وبسبب ازدهار مدنيات العراق وارتفاع مستوى معيشة سكانها، زادت حاجة البابليين إلى سلع مجان والهند عبر سواحل عمان، فزادت كميات السلع التجارية، وتنوعت وأصبحت تشمل سلعا كمالية مثل الأحجار الكريمة والعاج والجلود بجانب الاخشاب واللبان والبخور، بحيث تم أستيراد كميات من منتجات الهند من منطقة جوجيرات بوساطة تجار عمان، وأصبحت بابل مركزا مهما لتجميع تلك السلع والمنتجات. كما كانت عمليات التجارة بين عمان وجنوب العراق تتم عبر نظم تجارية ألتزم بها الجانبان، حيث تتم عمليات التفريغ عبر وسيط محلي (وكيل) يتولى ضمان التسليم ودفع القيمة، ثم عملية لتوزيع بين بقية مدن العراق القديم، وكثيرا ما قام التجار والوكلاء المحليون من العراق بمرافقة تجار عمان إلى موانئهم للإشراف بأنفسهم على عمليات الشحن وترتيب الصفقات. وقد كانت هناك فترات فتور وضعف في العلاقات بين عمان وحضارات العراق بسبب اضطراب الأمن في حضارات جنوب العراق أو محاولة آشور تشجيع التجارة البرية عبر الممرات الجبلية الشمالية الموصلة إلى عاصمته نينوى، لكن الملك سنحاريب الآشوري (704-681 ق.م) عاد لينشط التجارة بين الجانبين عبر مياه الخليج. كما كانت لعمان إسهامات عديدة في نقل تأثيرات حضارية بين الطرفين الهندي والعراقي عبر رحلات سفنها، فبجانب المحاصيل نقلت مؤثرات فنية خاصة بالنقوش والرسومات على الأواني والأختام بين الطرفين، كما تشابهت أختام بلاد السند وجوجرات مع أختام بلاد سومر وبابل، وظهرت الفنون والتماثيل الهندية من الأحجار والعاج في منازل أهل العراق، كما ظهرت أدوات منزلية وحلي نسائية تتشابه في صناعتها بين الطرفين، أما النموذج المعماري لبناء المنازل فقد تشابه أيضا خاصة في استعمال الطين ونظام الغرف والحجرات، وهو ما يدل على أوجه التشابه بينهما عبر عمليات التبادل التجاري الذي قامت به سفن عمان. وقد احتوت تشريعات حمورابي على جوانب تتعلق بأسعار السلع وأمن التجار وتحديد الموازين والمكاييل وراحة التجار والوكلاء وحرية التنقل وضمانات للصكوك والصفقات، ولذلك أزدهرت في زمنه تجارة عمان مع العراق.

السومريون

أطلق السومريون على عمان (مجان) أو جبل النحاس. وقد وردت عمان تحت هذا الاسم (مجان) في مئات النصوص الرافدية سواء أكانت سومرية أو أكادية والتي كتبت بالخط المسماري، وكانت تشير بشكل واضح إلى أهمية هذا المكان من النواحي الاستراتيجية ومصادره الطبيعية خاصة النحاس والأحجار الكريمة المستخدمة في صنع التماثيل مثل حجر الديوريت. وفي الخمسة آلاف سنة الأخيرة كانت تتمتع بعلاقات قوية مع بلدان العالم المختلفة، وقد كانت المواني، القديمة حلقة الوصل مثل موانئ: صحار وصور ومسقط وصلالة ومطرح.

تذكر النصوص المسمارية بأن سكان مجان عاشوا في بلاد الرافدين، وأن المراكب كانت تصل من مجان إلى مدن أور ولجش ولارسا وهي محملة بسبائك النحاس والذهب والأحجار الكريمة وبأصناف من القصب وألواح الخشب والتمور والزيوت المعطرة.

وقد استورد " جوديا " حاكم لجش من مجان وملوخا الذهب والنحاس وحجر الديوريت والمرجان والعطور والخشب والابنوس لتشييد معبد " ننجرسو "، وتذكر الرسائل الموجهة إلى " أياناصر " أحد كبار التجار والملاحين في أور ووكيل استيراد النحاس من دلمون، كيفية استيراد النحاس من مجان عن طريق دلمون، كما دلت الوثائق على أن الكميات المستوردة كانت كبيرة، ففي أحد النصوص تذكر كمية مقدارها 1300 ميناً من النحاس على شكل سبائك.

وتشير النصوص المسمارية التي تعود إلى فترة النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد أن بلاد الرافدين كانت تستورد السلع من مجان عن طريق السفن الدلمونية، ولكن هذه الحقيقة تغيرت منذ مجئ الملك سرجون الاكدي إلى الحكم حيث بدأت سفن مجان تصل إلى بلاد الرافدين مباشرة، وأشار الملك سرجون إلى ذلك في كتاباته : " لقد تركت سفن مدينة ميلوخا وسفن مدينة مجان ودلمون ترسو في ميناء أكد".

الآكاديون

كان الأكاديون يسكنون مناطق الربع الخالي شمال عمان وفي حدود 4000 ق.م هاجر الأكاديون إلى العراق، في حين من بقى منهم بالربع الخالي المعروفين تاريخاً باسم الشحره هاجروا إلى أرض ظفار واختلطوا مع اهلها وتعلمو لغتهم الشحره. وفي خلال فترة 2270 ق.م – 2215 ق.م استطاع الأكاديون حكم العراق وامتد ملكهم إلى شبه الجزيرة العربية.

كما أشارت النصوص الأكادية بأن مجان هي مصدر إنتاج النحاس الذي اعتمد عليه اقتصاد بـلاد الرافدين خلال الألف الثالث قبل الميلاد، وقد اكتشف العديد من مناجم النحاس القديمة في عمان مثل : " عرجا، الأسيل، طوي عبيله، سمده، السياب، البيضاء، الواسط " كما عثر على أفران ومخلفات الصهر وسبائك النحاس الخام وبتحليل نفايات النحاس من مواقع صهره في عمان، تبين أن تاريخ صناعته يعود إلى 4500 عام من الآن، ويتوافق هذا التاريخ تماما مع بداية المرحلة التي ازدهر فيها إقليم مجان.

كما تنص الكتابات المسمارية التي خلفهـا الملك نرام سين حفيد الملك سرجون " 2260 – 2223 ق. م" بأن مجان كانت إحدى المقاطعات التابعة للدولة الاكدية، ولكنها ثارت ضدها فاضطر الملك " نرام سين " إلى تجهيز حملة عسكرية وتوجه بها إلى مجان فأخمد ثورتها وأسر حاكمها " مانو دانو " وجلب معه حجر الديوريت وصنع لنفسه تمثالاً عثر على قاعدته في مدينة سوسه عاصمة عيلام، ومن مقتنيات " نرام سين " إناء من حجر الكلس عليه كتابات مسمارية تؤكد أنه من جملة الغنائم التي حصل عليها من مجان، وذكر الملك نرام سين بأنه اقتصر تجارته مع مدينة مجان فقط، وانقطعت العلاقات التجارية مع مجان بسقوط الإمبراطورية الاكدية وبتولي سلالة لكش الثانية "2164 – 2109 ق. م " الحكم في بلاد الرافدين.

التواصل الحضاري بين عمان ومصر الفرعونية

عرفت مصر منذ الألف الرابعة ق.م حضارة متقدمة تعد أهم حضارات العالم القديمة، لذلك بدأت في التوجه لتوفير متطلبات مدنياتها ومعابدها من المواد الخام والسلع التجارية، فقد بدأت في بناء شبكة من الطرق للوصول إلى مناطق تلك المواد والسلع، فأهتمت بالطرق الموصلة مياه المحيط الهندي حيث توجد أهم السلع التجارية وهي البخور واللبان والمعادن والعاج عبر البحر الأحمر وصولا إلى ميناء ظفار. وبدأت علاقات مصر في الازدهار مع جنوب عمان(ظفار) حيث البخور واللبان والذين أحتاجت المعابد المصرية لكميات كبيرة منهما، وبدأ الفراعنة في الاهتمام بشق طرق برية عبر الأودية الشرقية للنيل تصل إلى سواحل البحر الأحمر وبالتالي إلى ظفار في جنوب عمان. وقد سجلت النصوص الفرعونية إحدى عشرة رحلة بين مصر وظفار أولها في 2590 ق.م في زمن خوفو الأكبر وآخرها في 1160 ق.م زمن رمسيس الثالث. كما ظهرت صور لأشخاص من ظفار بين آثار مصر تعود إلى 3400 ق.م وتدل الآثار على أن بلاد إرم وبونت التي وردت في نقوش الدير البحري للملكة حتشبسوت في 1400 ق.م هي ظفار، فصور الجبال وأشجار اللبان تؤكد ذلك. وازدهرت تلك العلاقات خلال الألف الثانية ق.م لاسيما زمن الأسرة الثامنة عشرة والتي بدأت تستورد عبر ظفار البخور والتوابل واللبان والصمغ والأخشاب. كما بدأت السلع تشمل النحاس رغم توافره في سيناء ، إلا أن احتياجات المصريين وجودة خامات نحاس عمان أدت إلى استيراد كميات منه من عمان.

التواصل الحضاري بين عمان والهند

جذبت السهول الفيضية الغنية لأنهار الهند منذ القدم العديد من الجماعات للعيش والاستقرار، ووفرت إمكانات الهند الاقتصادية والطبيعية الحماية والأساس لبناء حضارات ظهرت منذ الألفين السادسة والخامسة ق.م. في تلك الفترة التاريخية ازدهرت حضارات بلاد العراق وغرب إيران وعمان، ومثلت الهند للعديد من السلع والمواد لتلك الحضارات، وأصبحت عمان تمثل أهمية للتواصل بين تلك الحضارات، وذلك لوجود إمكانات وسلع وخامات تنتج من عمان ومن أهمها الأحجار الصلبة والتي كانت تنتج من شمال عمان، وتستخدم بكثرة لدى الشعوب المجاورة في بناء التماثيل وصناعة الأواني والأختام، كما كانت تستخدم في بناء المعابد وتحديد الأوزان، ولذلك كثر الطلب منذ الألف الرابعة ق.م على أحجار عمان. كما بدأت عمليات استخراج النحاس على نطاق واسع من شمال عمان، ووفدت جماعات متخصصة في قطع وصهر خامات النحاس وسكنت عمان. وأصبحت عملية تصدير النحاس في تلك الفترة مرتبطة بعمان ووصلت جودة هذا الخام إلى ما جاورها من حضارات، وظلت عمليات تصدير النحاس في شكل قوالب إلى سكان حضارات عديدة منها حضارات الهند.كما ظهر اللبان كإحدى أهم السلع اللازمة للعالم القديم بما في ذلك معابد الهند. كما صدر العمانيون خامات ومعادن جلبوها من مناطق بعيدة مثل الذهب والعاج الذي كان يصدر عبر أوفير (ظفار) لكافة الأرجاء. وقد كان لموقع عمان أثره الكبير في تلك الفترة، فقد مثلت السواحل العمانية همزة وصل بين مناطق متباينة جغرافيا ومختلفة حضاريا، فحضارات العراق القديمة هي حضارات ذات نمط زراعي تعرف باحادية الإنتاج، تحتاج إلى عناصر أخرى لمدنياتها مثل المعادن والخامات ومحاصيل وسلع أخرى لا سيما ما تنتجه حضارات الهند من الأسلحة والأخشاب والأحجار الكريمة والأختام.

التواصل الحضاري بين عمان والصين

بدأت العلاقات التجارية بين الصين ومنطقة غرب آسيا وسواحل عمان منذ الألف الثالثة ق.م وبدأ الاهتمام الصيني يزداد بالمنطقة بعد غزو الاسكندر للهند ووسط آسيا سنة 326 ق.م، كما ترتب على ظهور إمبراطورية قوية في فارس زمن الإخمينيين والساسانيين اهتمام الصين بأوضاع منطقة الخليج العربي وتم إرسال بعثات صينية لتقصي أوضاع المنطقة منذ بعثة جانج جيان في القرن الثاني ق.م، وبدأت السفن العمانية في الوصول إلى سواحل الصين الجنوبية والجزر المقابلة لها منذ تلك العصور حاملة منتجاتها ومنتجات الأقاليم المجاورة لها مثل التمور والسمك المجفف واللبان. وعادت تلك السفن في رحلات منتطمة حاملة سلع الصين ومنتجاتها من الأحجار الكريمة والعنبر والمنسوجات والخزف والصناعات الأخرى، حتى أصبحت موانئ عمان مرتبطة بتلك الرحلات ومواعيدها، وأطلق على تلك السفن وتلك الرحلات اسم (سفن الصين) كناية عن السفن العمانية المتجهة إلى الصين. واستقرت أعداد كبيرة من الجاليات العمانية وغيرها من الجاليات العربية في موانئ الصين، لا سيما ميناء خانفو، بحيث كانت تلك الموانئ أسرع المراكز للتحول إلى الإسلام وثقافته منذ القرن الأول الهجري. وتذكر المصادر الهندية أن هناك طريقا بريا كانت تمر بها سلع الصين ومنتجاتها عبر جبال الهمالايا وممراتها إلى هضبة الدكن وساحل جوجيرات، حيث كانت في انتظارها السفن العمانية وغيرها من سفن أهل الخليج لنقلها والمتاجرة بها.

دور العمانيين في نشر الإسلام في الصين

نظرا للموقع الجغرافي الإستراتيجي الذي يميز سلطنة عمان فقد كانت لها علاقات تجارية وبحرية قوية منذ أحقاب متقدمة من تاريخ الملاحة الإنساني، فنشطت تجارة الحرير واللبان منذ نهايات الألف الثالث قبل الميلاد، فقد حاول الاشوريون فرض سيطرتهم على تجارة الشرق التي يقوم العرب فيها بدور الوسطاء فقد عبرت إحدى الوثائق الأكادية القديمة عن نجاح الإمبراطور سرجون ملك اكاد (2300 ق م) في جلب مراكب مجان (عُمان). وعندما بُعث النبي محمداً صلى الله عليه وسلم، كانت عُمان من أوائل الدول التي دخلت في الإسلام، فقد أسلم الصحابي العُماني مازن بن غضوبة التميمي في السنة السادسة للهجرة، وأدخل الإسلام إلى عُمان منذ ذلك الوقت المبكر، أي قبل دخول أهل مكة فيه، والتي أسلمت في السنة التاسعة للهجرة. نتيجة لهذا السبق في مجالي الملاحة البحرية والدخول في الإسلام، فقد أدت الرحلات البحرية العمانية المسلمة إلى نشر الإسلام في الصين عبر التُجّار العُمانيين الذين كانوا يتصفون بأخلاق عالية رسختها التعاليم الإسلامية وهذبتها ميزة التواصل الحضاري التي نشط بها العُمانيون منذ القدم، فجذبت تلك الأخلاق المميزة شعوب الصين والمناطق التي اختلطوا مع أهلها وتفاعلوا إما للتجارة أو بالاستقرار بينهم. وبذلك فقد دخل الإسلام إلى الصين منذ القرن الثاني الهجري وذلك عن طريق التجار العمانيين الذين كانوا يتاجرون بالحرير واللبان وغيرها منا السلع التي كانت تعبر عُمان بحكم موقعها الإستراتيجي على طريق التجارة بين الشرق والغرب.وقد استمر الوجود العماني سواءً التجاري أو الدعوي لفترات طويلة من تاريخ العلاقة العُمانية الصينية، ومن أبرز الشخصيات التي سطع نجمها في هذه العلاقة هو الداعية العُماني المشهور آنذاك أبو عبيدة عبد الله بن القاسم العماني الملقب بأبي عبيدة الصغير، فقد وصل إلى ميناء كانتون عام 133هـ، ولقّبه إمبراطور الصين سون سين زون بجنرال الأخلاق الطيبة. وقد اُرّخت سيرته وشأن هذا التقليد في الوثائق الإمبراطورية الصينية.

عمان وصراعات الفرس واليونان والرومان

ارتبطت إستراتيجيات قوى العالم القديم الأساسية بالصراع حول طرق التجارة الدولية الموصلة إلى سواحل المحيط الهندي وتجارته، وتتمثل تلك القوى في الفرس في الشرق، واليونان ثم الرومان في الغرب. وأستمر الصراع بينهما حتى ظهور الإسلام، حيث زادت أهمية عمان تحت راية الإسلام. وقد شهدت الهضبة الإيرانية نشاطا حضاريا متقدما منذ قدوم الآريين عليها، في منتصف الألف الثانية ق.م الذين أسسوا فيها دعائم وأسسا حضارية مهمة أستمرت حتى ظهور الدولة الفرتية التي وسعت حدودها لتمتد إلى الهند وأواسط آسيا والخليج العربي. إذ بدأ الفرس منذ هذا العصر الدخول في حروب وصدامات مع كل من اليونان والرومان ، ذلك أن الفرس أرادوا تطبيق الاحتكار التجاري في العالم القديم، واستكمالا لهذا الأمر كان لابد من السيطرة على سواحل الخليج الغربية وسواحل عمان، بسبب نشاطها وخبرة سكانها في التجارة والاتصال، احتلوا عدة مرات سواحل عمان، وأنشأوا عدة موانئ على الخليج، بل وصل الأمر في النهاية إلى محاولة الوصول إلى مدخل البحر الأحمر واحتلال اليمن لضمان سياسة الاحتكار. وبذلك سيطر الفرس على الطرق التجارية البرية والبحرية بين الشرق والغرب، وأصبحت طيسفون (المدائن) في العراق عاصمتهم لقربها من الخليج، ولم يتمكن اليونان من كسر هذا الطوق إلا في زمن الاسكندر الأكبر في القرن الرابع ق.م. الذي تمكن من توحيد بلاد اليونان تحت حكمه من مقدونيا ثم الاستيلاء على حضارات الشرق القديمة حتى وصلت خيوله الهند عام 326 ق.م ومنذ ذلك الوقت بدأت جماعات اليونان في التدفق والوصول إلى سواحل عمان، واستمر التنافس اليوناني على تجارة عمان واضحا في صراع خلفاء الإسكندر خاصة بطليموس في مصر وسلوقس في الشام، وبدأت تظهر مدن وموانئ عمان في كتابات اليونان ثم الرومان على أساس ارتباطها باللبان والبخور والتوابل، وبدأ تجار اليونان يفدون إلى ظفار من سواحل البحر المتوسط لا سيما ميناء الإسكندرية المهم. وقد دخل الفرس في زمن الدولة الساسانية في صراع مع الرومان على سواحل عمان، فاحتل الساسانيون أجزاء من سواحل شمال عمان (الباطنة حاليا) وجعلوا مركزهم في صحار، بينما أخذ الرومان في تنشيط ودعم حلفائهم من الاحباش في جلب تجارة جنوب عمان من ظفار، لا سيما بعد ظهور مملكة أكسوم المسيحية وامتداد نفوذها إلى جنوب شبه الجزيرة العربية، كما ظهر صراع في شمال بلاد العرب بين المناذرة حلفاء الفرس والغساسنة المرتبطين بالرومان، من أجل الوصول إلى تجارة المحيط الهندي عبر سواحل عمان، وعلى الرغم من صغر تلك الإمارات الحليفة إلا انها وصلت إلى مكانة عالمية بسبب صراعاتها على التجارة الدولية. وحاول الرومان الوصول مباشرة إلى سواحل المحيط الهندي عبر اليمن وإنشاء محطات لهم في ظفار وذلك بواسطة حملة برية بقيادة يوليوس، وعن طريق عقد اتفاقيات مع تجار ظفار وتأمين الطرق البحرية عبر حضرموت واليمن والحجاز وأيلة إلى ساحل الشام.

قوم وبار

قوم وبار شعب من الشعوب السامية التي كانت تسكن عمان، في أوائل الثمانينات اكتشفت مدينة وبار، حسب خبراء الآثار يعتقد أن عمر المدينة يعود لنحو 3600 سنة ق.م..[1]

أنقاض مدينة وبار

يذكر ابن خلدون قوم وبار في كتابة (تاريخ ابن خلدون) ما يوحي له بذلك وهو يتكلم عن العرب القدماء فيقول: إنهم انتقلوا إلى جزيرة العرب من بابل لما زاحمهم فيها بنو حام فسكنوا جزيرة العرب بادية مخيمين ثم كان لكل فرقة منهم ملوك وآطام وقصور، ويقول فعاد وثمود والعماليق وأُميم وجاسم وعبيل وجديس وبار وطسم هم العرب، ويقول اهل وبار بارض الرمل وهي بين اليمامة والشحر.

هجرة الأزد

بعد انهيار سد مأرب بدأت القبائل العربية اليمنية بالهجرة إلى كافة أنحاء الجزيرة العربية، هاجرت قبائل الأزد إلى أرض عمان واستطاع قائدهم مالك بن فهم الدوسي الزهراني الأزدي طرد الفرس عن عمان. وبعد ذلك شكل فيما يعرف بحلف تنوخ واخضع النبط والآراميون وانظم لحكمة قبائل العرب وتطلع مالك بن فهم إلى الأحساء والقطيف والعراق وضمها إلى ملكه.

إسلام أهل عمان

وصل الإسلام إلى عمان في السنة السادسة من الهجر ة وكانت عمان من أوائل البلاد التي اعتنقت الإسلام في عهد الرسول الكريم، فلقد بعث الرسول صلى الله علية وسلم عمرو بن العاص إلى جيفر وعبد ابني الجلندي بن المستكبر ملك عمان حينذاك ليدعو إلى الإسلام[2] وكان ذلك حوالي عام 630 ميلادية، ومما جاء في رسالة النبي إلى جيفر وعبد ابني الجلندي: "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندي السلام على من اتبع الهدى أما بعد فإنني ادعوكما بدعاية الإسلام اسلما تسلما فاني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر مـن كان حيا ويحق القول على الكافرين وأنكما أن أقررتما بالإسلام وليتكما وان أبيتما ان تقرا بالإسلام فان ملككما زائل عنكما وخيلي تطأ ساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما ". وقد أجابا الأخوين الدعوة واسلما طواعية وأخذا يدعوان وجوه العشائر والقبائل إلى الإسلام فاستجاب أهلها لدعوة الحق عن قناعة ورضى، ونتيجة لاتصال بعض أهل عمان المباشر بالرسول أفرادا وجماعات انتشر الإسلام في عمان انتشارا واسعا، وقد أثنى الرسول الكريم على أهل عمان لأنهم آمنوا بدعوته مخلصين دون تردد أو الخوف أو الضعف وقد دعا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) قائلا ((رحم الله أهل الغبيراء امنوا بي ولم يروني)) ولقد دعا الرسول لأهل عمان بالخير والبركة وكذلك أشاد بهم الخليفة أبوبكر الصديق.

آل الجلندى

الجلندى/آل الجلندى/بنو الجلندى
نسبة إلى الجلندى بن المستكبر بن مسعود بن الحرار بن عبد العز
أبنائة جيفر وعبد عام بداء حكمهم في العام 630 م وفي عهدهم أسلم أهل عُمان
أستلم الحكم عباد بن عبد بن الجلندى بعد أبية وعمة وخلف الحكم من بعدة إلى أبنائة سعيد وسليمان أبناء عباد بن عبد وانتهت فترة حكم آل الجلندى على يد الحجاج صاحب العراق في زمن الأمويين حيث دام حكم عمال الأمويين من 702 إلى 748 م
في عام 748 إلى 752 م أستقلت عمان عن الخلافة حيث عُين أول إمام وكان الإمام الجلندى بن مسعود بن جيفر بن الجلندى
ولكن من بعده تغير اللقب إلى ملك وذلك في فترة حكم الملك محمد بن زائدة الجلنداني وراشد بن النظر الجلنداني في الفترة من 752 إلى 893 م وقد خرج عليهم أهل عُمان حيث بأيعوا محمد بن عبد الله بن أبي عفان إماما عليهم

عمان فترة الخلفاءالراشدين

كانت عمان أول من أمن بدعوة الإسلام طواعية في زمن النبي الكريم وعندما توفي صلوات الله وسلامه عليه، ارتد بعض أهل عمان مع العديد ممن ارتد من العرب وبقي البعض على إسلامهم، كانت ردة أهل عُمان بعد أن تنبأ فيها رجل يُدعى ذي التاج لقيط بن مالك الأزدي، فتبعه بعض أهلها، وتغلّب على جيفر وعبد ابني الجلندي عُمّال المسلمين على أهل عُمان، ففرا منه، وأرسل جيفر إلى أبي بكر ليخبره بما كان. بعث أبو بكر إليهم بعثين بقيادة حذيفة بن محصن وعرفجة بن هرثمة لقتال المرتدين في عُمان ومهرة على أن يبتدئا بعُمان. كما أمر عكرمة بن أبي جهل أن يلحق بهما مع بعثه بعد أن فشل في قتاله مع مسيلمة. وحين علم ذو التاج بمقدم المسلمين، تحرك بجيشه إلى دبا، بينما عسكر ابني الجلندي في صُحار ولحق بهم بعوث المسلمين. دارت معركة طاحنة بين الفريقين كادت أن تنتهي بهزيمة المسلمين لولا وصول مدد للمسلمين من بني عبد القيس وناجية في الوقت المناسب. قتل المسلمون من عدوهم نحو عشرة آلاف، وقد غنموا الكثير في تلك المعركة.[3] ورأى القادة أن يبقى حذيفة لتثبيت أمر المسلمين في عُمان، وأن يسير عرفجة بالغنائم إلى المدينة، وأن يمضي عكرمة بالجيش إلى بلاد مهرة، [4] وفي زمن الخلفاء الراشدين أثنى عليها أبوبكر الصديق وكان يوصي عماله خيرا في عمان وأهلها، وكذلك في زمن الفاروق عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ، فقد كانت عمان في زمنهم منبر لدعوة الإسلام ومنارة تشع بالهدوء والطمأنينة والرخاء الإسلامي الذي لا ينظب ولا ينقطع.

عمان فترة دول الخلافة الإسلامية

عمال الخلفاء الأمويين

- الخيار بن سبرة من 702 إلى 714 من قبل الحجاج بن يوسف
- سيف بن الهاني من 714 إلى 715 وقد تولى بعد وفاة الحاج صاحب العراق.
- صالح بن عبد الرحمن من 715 إلى 715
- زياد بن المهلب من 715 إلى 717 من قبل أخيه يزيد بن المهلب صاحب العراق.
- عمال عدي بن أرطاة 717 م
- عمر بن عبد الله الأنصار انتهى حكمة في 720 م عين من قبل الخليفة عمر بن عبد العزيز
- زياد بن المهلب من 720 إلى 749 وحكم حتى انقضت دولة بني أمية في الشام، فعادت عمان إلى استقلالها السابق.

عمال الخلفاء العباسيين

بعد زوال دولة بني أمية أوفد العباسيون عمالا من قبلهم إلى عمان ففي عام 749 م تم تعيين جناح بن عبادة ولكنه لم يدم فتم تعيين أبنة محمد بن جناح ولكنة أيضاً لم يدم فقد انتهت ولايتة في عام 750 وقامت الدولة الجلندانية الثانية

عاد العباسيون إلى عمان بعد غزا البلاد واليهم على البحرين ابن نور عام 893 وأستمرت ولايتة عام وأحد
وعين بعد محمد بن نور الذي كان يسمية العمانيون محمد بن بور أحمد بن هلال في عام 894 وهوة من بني سامة وقدم من بهلاء بناء على طلب ابن نور وفي نفس الفترة أستقل بنوا سامة بالحكم بقيادة أبو محمد بيجرة
وبهذا انتهت فترة ولاية العباسيين على عُمان.

عمال الخلفاء العثمانيين

أستمرت ولاية العثمانيين على عًمان من عام 1550 م إلى عام1551 وفي العام 1588 في مسقط

المصادر

    • بوابة سلطنة عمان
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.