هجرة قبائل الأزد إلى سلطنة عمان
بعد انهيار سد مأرب عام 120م بدأت القبائل العربية اليمنية بالهجرة إلى كافة أنحاء الجزيرة العربية و هاجرت قبائل الأزد من بلاد دوس زهران و غامد بالحِجاز (منطقة الباحة حالياً) إلى أرض عُمان و استطاع قائدهم مالك بن فهم الدوسي الأزدي طرد الفرس عن عُمان ، فقد سار مالك بن فهم إلى عُمان على رأس ستة آلاف من الجنود و إتصل بالفرس الذين كانوا قد بسطوا سلطانهم على عُمان من ريسوت في جنوب ظفار إلى قلهات على ساحل المنطقة الشرقية صور ، جاء مالك إلى عُمان ليستقر بها و لما عارض الفرس ذلك إستعد الجانبان للقتال و بعد قتال عنيف توصل مالك ـ بعد أن هزم الفرس ـ إلى إتفاق معهم يقضي بأن يرحلوا من البلاد خلال عام من ذلك التاريخ و بدلاً من أن يبدأوا في الخروج طلبوا إمدادات من فارس ، فوصلتهم و أستعدوا لحرب مالك بن فهم و أتباعه مرة أخرى و دار بين الجانبين قتال شديد إنتهى بانتصار مالك و لجأ كثير من الفرس إلى سفنهم و أبحروا بها لبلادهم، فأستولى مالك على عُمان و غنم جميع الأموال و الممتلكات التي خلّفها الفرس و تذكر المراجع التاريخية أن مالكاً قد أحسن إلى الأسرى من الفرس فكساهم و زودهم و أوصلهم بالسفن إلى بلادهم و أصبح حاكماً على عُمان و ما جاورها من الأطراف و ساسها سياسة حسنة.
كثرت هجرات العرب إلى عُمان و كثر عددهم فيها و إنتقل بعضهم من عُمان إلى البحرين و لم يكن هناك سلطان و لا ملك قوي في كل تلك المنطقة إلا مالك بن زهير و من حُسن تصرف مالك بن فهم أنه أقام معه علاقات ودية و تزوج ابنته و طلب أبوها أن يكون لأبنائها منه التقديم على سائر الأبناء من غيرها و وافق مالك بن فهم على ذلك و حكم مالك بن فهم عُمان سبعين سنة و خلفه أبناؤه و نازع الفرس أحفاده في الملك قبل الإسلام، إلى أن آل الأمر إلى إبني الجلندي اللذين ظلا يحكمان عُمان حتى ظهور الإسلام و لم تستطع الإمامة كسر نفوذ النبهانية فإستمروا يحكمون لعدة قرون و إنقسمت عُمان إلى منطقتي نفوذ قبلي و طائفي بين الغوافر و الهناوية.
- بوابة سلطنة عمان