التهاب وعائي

الالتِهابُ الوِعائيّ أو التهابُ الأوعيةِ الدمويَّة (بالإنجليزية: Vasculitis)[1] هو مجموعة من الاضطرابات التي تُدمِّر الأوعية الدموية عن طريق الالتهاب،[2] وتتأثر كلٍّ من الشرايين والأوردة. يُعتبر التهابُ الأوعية اللمفية أحيانًا نوعًا من التهاب الأوعية الدموية.[3] يحدث التهاب الأوعية الدموية عن طريق هجرة كرات الدم البيضاء وما ينتج عن ذلك من أضرار.

التهابُ الأوعِية
حبرة وفرفرية في الطرف الأسفل بسبب التهاب وعائي محدث بالأدوية.
حبرة وفرفرية في الطرف الأسفل بسبب التهاب وعائي محدث بالأدوية.

النطق /vaskjʊˈlʌɪtɪs/
معلومات عامة
الاختصاص طب الرثية
صورة مجهرية للالتهاب الوعائي في حالة مصابة بمتلازمة شيرغ ستروس. (صبغة الهيماتوكسلين والايوسين)

العلامات والأعراض

تشمل الأعراض المحتملة:[4]

الأسباب

التصنيف

يمكن تصنيف التهاب الأوعية الدموية حسب السبب والموقع ونوع الوعاء أو حجم الوعاء.

  • السبب الكامن. على سبيل المثال، السبب الكامن وراء التهاب الأبهر الزهري هو العدوى، إلا أن أسباب العديد من أشكال التهاب الأوعية الدموية غير مفهومة. عادةً ما يكون هناك مكون مناعي، ولكن غالباً ما لا يتم تحديد المُحفِّز. في هذه الحالات، يتم استخدام الأجسام المضادة التي يتم العثور عليها في بعض الأحيان في التصنيف.
  • موقع الأوعية المتضررة. على سبيل المثال، يصنِّف ICD-10 "التهاب الأوعية الدموية المقتصر على الجلد" مع الحالات الجلدية (تحت "L")، و"الالتهابات الوعائية الناخرة" (استجابةً لالتهاب الأوعية الدموية النظامي) مع حالات الجهاز العضلي الهيكلي وحالات النسيج الضام (تحت "M"). تُصنَّف التهابات الشرايين والتهابات الأوردة مع حالات الدورة الدموية (تحت "I").
  • نوع أو حجم الأوعية الدموية التي تؤثر في الغالب. تُصنَّف الأوعية الدموية أحيانًا وَفقًا لقطر الوعاء المتضرر.[5]

وَفقًا لحجم الوعاء المتضرر، يمكن تصنيف التهاب الأوعية الدموية إلى:[6][7]

الحالات

يكون التهاب الأوعية الدموية السمة الرئيسية في بعض الاضطرابات. وتَرِد الأنواع الرئيسية في الجدول أدناه:

مقارنة الأنواع الرئيسية من التهاب الأوعية الدموية
التهاب الأوعية الدمويةالأعضاء المتأثرةالتشريح
التهاب الأوعية الصغيرة في الجلدالجلد والكلىالخلايا المتعادلة ونخر شبه فبريني
ورام حبيبي ويغنريالأنف والرئة والكلىالخلايا المتعادلة والخلايا العملاقة
متلازمة شيرغ ستراوسالرئتين والقلب والكلى والجلدالمنسجات والخلايا الحمضية
مرض بهجتعادةً الجيوب الأنفية والمخ والعينين، ويمكن أن تصيب أعضاء أخرى مثل الرئتين والكلى والمفاصلالخلايا اللمفاوية والبلعميات والخلايا المتعادلة
مرض كاوازاكيالجلد والقلب والفم والعينيننخر بطاني والخلايا اللمفاوية
مرض بورغر(غنغرينا) شرايين وأوردة الساقالخلايا المتعادلة والورم الحبيبي
ورم حبيبي محدود مع التهاب الأوعية الدمويةبشكل شائع الجيوب الأنفية والجلد والمخ، يمكن أن يؤثر على أعضاء أخرى كالرئتين والكلى والمفاصل

يصيب كل من التهاب الشرايين تاكاياسو والتهاب الشرايين العقدي والتهاب الشرايين العملاقة أساسًا الشرايين وبالتالي يتم تصنيفها في بعض الأحيان تحت التهاب الشرايين.

وعلاوة على ذلك، هناك العديد من الحالات التي لديها التهاب الأوعية الدموية كأعراض المصاحبة أو غير نمطية، بما في ذلك:

في الأطفال المرضى؛ قد يتبع التهاب الحُماق التهاب الأوعية الدموية داخل الجمجمة. وقد تكون هذه الحالة مسؤولة عن السكتات الدماغية الإقفارية في الأطفال.[8]

يرتبط العديد من التهابات هذه الأوعية الدموية مع الأجسام السيتوبلازمية المضادة للخلايا المتعادلة.[9] ومنهم:

التشخيص

  • يتم إجراء الفحوص المخبرية للدم أو سوائل الجسم للمرضى الذين يعانون من التهاب الأوعية الدموية النشط. وتُظهر النتائج علامات الالتهاب في الجسم، مثل زيادة معدل ترسيب كرات الدم الحمراء في الدم (ESR) وارتفاع البروتين المتفاعل C وفقر الدم وزيادة عدد خلايا الدم البيضاء وكثرة اليوزينيات. النتائج المحتملة الأخرى هي ارتفاع مستويات الأجسام السيتوبلازمية المضاد للعدلات (ANCA) وبيلة دموية.
  • قد تكون الاختبارات الوظيفية الأخرى للأعضاء غير طبيعية. ويتم التشخيص النهائي لالتهاب الأوعية الدموية بعد أخذ خزعة من الأعضاء أو الأنسجة المعنية، مثل الجلد والجيوب الأنفية والرئة والأعصاب والدماغ والكلى. توضح الخزعة نمط التهاب الأوعية الدموية.
  • يمكن أن يكون تصوير الأوعية الدموية بديلًا للخزعة (اختبار الأشعة السينية للأوعية الدموية). يمكن أن تظهر أنماط مميزة من الالتهاب في الأوعية الدموية المتضررة.
  • أصبح التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني / التصوير المقطعي المحوسب أداة تصوير مستخدمة على نطاق واسع في المرضى الذين يشتبه في أنهم يعانون من التهاب الأوعية الدموية الكبيرة، وذلك بسبب استقلاب الجلوكوز المعزز لجدران الأوعية الملتهبة.[10][11]
  • قد تكون البداية الحادة لأعراض التهاب الأوعية الدموية في الأطفال الصغار أو الرضع مثل الفرفرية الخاطفة مهددة للحياة، وعادة ًما ترتبط مع عدوى حادة.
التحاليل المختبرية لمتلازمات الأوعية الدموية[12]
المرضاختبار سيرولوجيالمستضدالسمات المختبرية المصاحبة
الذئبة الحمامية الجهازيةأضداد النوى شاملة الأجسام المضادة لدنا (الحمض النووي الريبي منزوع الأكسجين) ذو طاقين (dsDNA) والمستضدات النووية القابلة للاستخلاص (ENA) شاملة SM و(Ro (SSA و(La (SSB والبروتين النووي الريبوزي (RNP)المستضدات النوويةنقص كريات الدم البيضاء ونقص الصفيحات واختبار كومبس وتفعيل النظام المتمم: انخفاض تركيزات مصل C3 وC4 وتألق مناعي إيجابي باستخدام شعرورة لوسيلياي كركيزة والأجسام المضادة للفوسفوليبيد (أي أنتيكارديوليبين ومضاد التخثر للذئبة ومعدل الإيجابية الكاذبة لمستضد مختبرات أبحاث الأمراض المنقولة جنسيًا)
متلازمة غودباستشرالأجسام المضادة للغشاء القاعدي الكبيبيحاتمة المستضد على النوع الرابع من الكولاجين
التهاب الأوعية الدموية الصغيرة
التهاب الأوعية الدموية المجهريالأجسام السيتوبلازمية المضادة للخلايا المتعادلة المحيطة بالنواةالبيروكسيداز النخاعيارتفاع البروتين المتفاعل C
ورام حبيبي ويغنريالأجسام السيتوبلازمية المضادة للخلايا المتعادلةبروتيناز 3 (PR3)ارتفاع البروتين المتفاعل C
متلازمة شيرغ ستراوسالأجسام السيتوبلازمية المضادة للخلايا المتعادلة في بعض الحالاتبيروكسيداز نخاعيارتفاع البروتين المتفاعل C ومتلازمة فرط اليوزينيات
فرفرية هينوخ شونلاينلا يوجد
وجود الغلوبولينات البردية في الدمالغلوبولينات والعامل الروماتويدي ومكونات النظام المتمم والتهاب الكبد الوبائي C
التهاب الأوعية الدموية متوسطة الحجم
التهاب الشرايين العقديلا يوجدارتفاع البروتين المتفاعل C ومتلازمة فرط اليوزينيات
مرض كاوازاكيلا يوجدارتفاع البروتين المتفاعل C ومعدل ترسيب كرات الدم الحمراء

العلاج

يُوجَّه العلاج بشكل عام نحو وقف الالتهاب وتثبيط جهاز المناعة. وعادةً ما تُستخدم الكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات القشرية) مثل بريدنيزون. بالإضافة إلى غيرها من أدوية تثبيط المناعة، مثل سيكلوفوسفاميد وغيرها. في حالة الإصابة بالعدوى، يمكن وصف المضادات الحيوية مثل سيفالكسين. قد تتطلب الأعضاء المتأثرة (مثل القلب أو الرئتين) علاجًا طبيًا محدد يهدف إلى تحسين وظيفتها خلال المرحلة النشطة من المرض.

انظر أيضًا

مراجع

  1. "Vasculitis - Definition from the Merriam-Webster Online Dictionary". مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 08 يناير 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "Glossary of dermatopathological terms. DermNet NZ". مؤرشف من الأصل في 4 يوليو 2016. اطلع عليه بتاريخ 08 يناير 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "Vasculitis" في معجم دورلاند الطبي
  4. "The Johns Hopkins Vasculitis Center - Symptoms of Vasculitis". مؤرشف من الأصل في 10 يونيو 2010. اطلع عليه بتاريخ 07 مايو 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Jennette JC, Falk RJ, Andrassy K, et al. (1994). "Nomenclature of systemic vasculitides. Proposal of an international consensus conference". Arthritis Rheum. 37 (2): 187–92. doi:10.1002/art.1780370206. PMID 8129773. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "Overview of Vasculitis". مؤرشف من الأصل في 3 أبريل 2015. اطلع عليه بتاريخ 05 أكتوبر 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Gündüz, Özgür (2011-10-18). "Histopathological Evaluation of Behçet's Disease and Identification of New Skin Lesions". Pathology Research International (باللغة الإنجليزية). 2012: 1–7. doi:10.1155/2012/209316. ISSN 2090-8091. PMC 3199096. PMID 22028988. مؤرشف من الأصل في 02 يونيو 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Nita R Sutay, Md Ashfaque Tinmaswala, Shilpa Hegde . http://ijmrhs.com/post-varicella-angiopathy-a-case-report نسخة محفوظة 2017-11-07 على موقع واي باك مشين.
  9. Millet A, Pederzoli-Ribeil M, Guillevin L, Witko-Sarsat V, Mouthon L (2013) Antineutrophil cytoplasmic antibody-associated vasculitides: is it time to split up the group? Ann Rheum Dis
  10. Maffioli L, Mazzone A (2014). "Giant-Cell Arteritis and Polymyalgia Rheumatica". NEJM. 371 (17): 1652–1653. doi:10.1056/NEJMc1409206. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Dellavedova L, Carletto M, Faggioli P, Sciascera A, Del Sole A, Mazzone A, Maffioli LS (2015). "The prognostic value of baseline 18F-FDG PET/CT in steroid-naïve large-vessel vasculitis: introduction of volume-based parameters". European Journal of Nuclear Medicine and Molecular Imaging. 55 (2): 555. doi:10.1007/s00259-015-3148-9. مؤرشف من الأصل في 08 يونيو 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Burtis CA, Ashwood ER, Bruns DE. Tietz Textbook of Clinical Chemistry and Molecular Diagnostics, 5th edition. Elsevier Saunders. صفحة 1568. ISBN 978-1-4160-6164-9. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.