وضاءة

الوضاءة أو البياض (بالإنجليزية: Albedo)‏ هي قدرة جسم ما على عكس الضوء الساقط عليه من مصدر ضوئي كالشمس. وهو مصلح أكثر خاصية من الانعكاسية reflectivity، فتعرف الوضاءة بأنها قدرة الجسم على عكس "كافة" الأشعة الكهرومغناطيسية على اختلاف طول موجتها. تعطى الوضاءة كرقم بلا وحدات، فهي النسبة بين الأشعة المنعكسة على سطح إلى الأشعة الساقطة عليه (أي أن الوضاءة Albedo 0,9 تعادل 90 % لانعكاس الأشعة من على سطحه).

أول من أدخل هذا التعريف هو يوهان لامبرت سنة 1760 في موضوع حول البصريات. تعدّ الوضاءة هامة في علم الفلك وعلم المناخ ورسوم الحاسوب والمحاكاة بالحاسوب. فيعبر عن الوضاءة في علم المناخ بنسبة مئوية وتعتمد قيمته على تردد الشعاع المعتبر. وبشكل عام يعتمد الوضاءة على اتجاه وتوزع الشعاع القادم. والاستثناء هو سطح لامبرتيان Lambertian والتي تبعثر كافة الأشعة القادمة على شكل منحنى الجيب. لذلك لا يعتمد الوضاءة على توزع الشعاع القادم. وتتطلب بعض حالات تحديد خواص التبعثر إيجاد دالة ثنائية توزيع الانعكاس (بالإنجليزية: bidirectional reflectance distribution function)‏ على الرغم من أن الوضاءة يعطي نتائج أولية جيدة.

نسبة أشعة الشمس المنعكسة تحت تأثير ظروف مختلفة للأرض

الوضاءة الأرضية

الوضاءة
السطح النوعي
الوضاءة
أسفلت جديد0.04[1]
أسفلت قديم0.12[1]
غابات صنوبرية
(الصيف)
0.08,[2] 0.09 إلى 0.15[3]
أوراق الأشجار المتساقطة0.15 to 0.18[3]
تربة جرداء0.17[4]
عشب أخضر0.25[4]
رمال صحراوية0.40[5]
بتون جديد0.55[4]
جليد المحيط0.5–0.7[4]
ثلج جديد0.80–0.90[4]

تتراوح قيمة الوضاءة لمادة ما في الضوء المرئي بين قيمة 0.9 للثلج الجديد و0.04 للفحم الحجري وهو واحد من أكثر المواد سوادًا. وتصل قيمة الوضاءة لـ الجسم الأسود إلى الصفر. تختلف قيمة الوضاءة على سطح الأرض تبعًا للتضاريس، فمثلًا قيمة وضاءة المحيط منخفضة وكذلك بالنسبة للغابات بينما تملك الصحراء قيمة من أعلى قيم الوضاءة في المناطق المختلفة. تتراوح قيمة الوضاءة على سطح الكرة الأرضية بين 0.1 و 0.4 وتبلغ قيمة متوسط الوضاءة لكوكب الأرض حوالي 0.3 وهو أعلى بكثير من قيمة وضاءة المحيط المكون الأساسي للأرض بسبب مساهمة الغيوم برفع القيمة.

المتوسط السنوي لسماء صافية ومجموع الوضاءة للسماء

لقد غيرت النشاطات الإنسانية في العديد من المناطق حول الأرض من قيمة الوضاءة (على سبيل المثال تدمير الغابات) وتعيين قيمة التغير تكون صعبة نوعًا ما. يعدّ تأثير الحرارة على وضاءة الثلج مثال تقليدي على الوضاءة، فإذا غطى الثلج منطقة ما ثم ارتفعت الحرارة بشكل أدى إلى ذوبان الثلوج فإن الوضاءة ستتأثر وبتناقص، بسبب الامتصاص الأكبر لأشعة الشمس وازدياد درجة الحرارة. والعكس صحيح في حالة حدوث دورة تبريد. تعتمد كثافة أثر الوضاءة على مدى تغير الوضاءة وكمية الأشعاع الشمسي. لذلك تعدّ المناطق المدارية ذات القيمة الأعلى للبياض (الوضاءة).

عادة يتم تحديد الوضاءة عن طريق معرفة الامتصاص الأرضي بواسطة أجهزة استشعار ملحقة بالأقمار الصناعية، مثل تلك المركبة على القمرين تيرا Terra وأكوا Aqua. يتعلق متوسط درجة الحرارة على سطح الأرض بدرجة الوضاءة والاحتباس الحراري، وتبلغ متوسط درجة الحرارة على الأرض حوالي 15 درجة مئوية. تكون القيمة للكواكب المتجمدة (ذات نسبة انعكاس عالية) حوالي - 40 درجة مئوية.

وضاءة السماء البيضاء والسماء المظلمة

تبين أن درجة الوضاءة في العديد من التطبيقات الأرضية ترتبط بزاوية السمتzenith angle الشمسية.

يشار أحيانًا إلى اتجاه الانعكاس الكروي بوضاءة السماء السوداء والانعكاس الكروي العكسي بوضاءة السماء البيضاء. وتعدّ هاتين المركبتين مهمتين فهما تمكننا من حساب الوضاءة في أي ظروف إضاءة عن طريق معرفة خصائص الأساسية للسطح.

الوضاءة الفلكية

البياض لكواكب المجموعة الشمسية [6]
Himmelskörper 'البياض
الهندسي
البياض
بوند
عطارد 0,106 0,119
الزهرة 0,65 0,75
الأرض 0,367 0,306
المريخ 0,15 0,25
المشتري 0,52 0,343
زحل 0,47 0,342
أورانوس 0,51 0,3
نبتون 0,41 0,29
بلوتو 0,6 0,5

يمكننا تحديد قيمة الوضاءة للكواكب والأقمار والأجسام الفضائية من معرفة العديد من خصائصه. يعتمد تحديد الوضاءة على طول الموجة وزاوية الإضاءة والاختلاف الزمني. إن أكثر المعلومات التي نحصل عليها لجسم فضائي بعيد جدًا بحيث لا يمكن مراقبته بواسطة التلسكوب تتم بواسطة درجة الوضاءة. فعلى سبيل المثال عن طريق تحديد وضاءة جسم ما في النظام الشمسي يمكننا تحديد نسبة الجليد على سطحه الخارجي. كما أن تغير الوضاءة مع زاوية الاضاء يعطي فكرة عن الطبقة المغطية للصخور.

يعدّ إنقليدس إحدى أقمار زحل من أكثر الأجسام الفضائية في النظام الشمسي ذات درجة وضاءة عالية تصل إلى 0.99. كما أن إريس ذو درجة وضاءة عالية تصل إلى 0.86. توجد العديد من الأجسام خارج النظام الشمسي وضمن حزام الكويكبات ذات نسبة وضاءة أقل من 0.05. قيمة الوضاءة لنواة المذنب تكون حوالي 0.04.

يوجد نوعان للوضاءة يستخدمان بشكل شائع الأول الوضاءة الهندسية (يقيس سطوع الإضاءة من على سطح عندما يكون الشعاع الساقط أتيًا من خلف المشاهد) والنوع الثاني وضاءة بوند (ويقيس مجموع الكلي للطاقة الكهرومغناطيسية المنعكسة). تعطى قيمة البياض الهندسي A

حيث D القطر مقدرا بالكيلومتر H القيمة المطلقة المقاسة

أنواع أخرى من الوضاءة

يستخدم وضاءة التبعثر الوحيد لتحديد بعثرة الموجات الكهرومغناطيسية على الجسيمات الصغيرة. ذلك يعتمد على خصائص المادة (الانكسار) ؛ حجم الجسيمات أو الجزيئات، والطول الموجي للإشعاع واردة.

بعض الأمثلة على الوضاءة

المناطق المدارية

على الرغم من أن الوضاءة والحرارة لها تأثير على المناطق الأبرد في الأرض. بسبب تساقط الثلوج إلا أنها ذات قيمة أعلى في المناطق المدارية بسبب كمية الإشعاع شمسي

الوضاءة لمجالات أصغر

البياض يعمل على نطاق أصغر، أيضا. الناس الذين يرتدون ملابس سوداء في الصيف وضعت نفسها في خطر أكبر من الإصابة بضربة شمس من هؤلاء الذين يرتدون ملابس أخف اللون

الأشجار

بما أن الأشجار تنزع إلى خفض الوضاءة، فإن إزالة الغابات من شأنه أن يزيد الوضاءة، وبالتالي يمكن أن تنتج محليا المناخ التبريد. رد فعل الغيم يزيد من تعقيد هذه المسألة. موسميا في مناطق تغطيها الثلوج، قيمة الوضاءة في فصل الشتاء في المناطق غير المشجرة تزيد بين 10 ٪ إلى 50 ٪ عن المناطق الحرجية القريبة لأن الثلوج لا تغطي أشجار بسهولة. الأشجار المتساقطة الأوراق لها قيمة وضاءة لها تصل بين 0.15 إلى 0.18 بينما الأشجار الصنوبرية تكون قيمتها حوالي 0.09 إلى 0.15 ، والفرق بين المتساقطة والأشجار الصنوبرية لأن الصنوبرية هي أكثر قتامة بوجه عام، وذات شكل مخروطية.

الثلج

تصل قيمة الوضاءة في المناطق المغطاة بالثلوج إلى 0.9، وهذا، هذه القيمة مثالية من أجل ثلوج جديدة العميق فوق أرض خالية. تبلغ قيمة البياض في القارة القطبية الجنوبية بشكل متوسط ما يزيد قليلا على 0.8. إذا غطيت الثلوج مناطق هامشية تميل إلى ارتفاع درجة حرارة المنطقة، ويميل إلى ذوبان الثلوج، وتخفيض البياض، وبالتالي يؤدي إلى مزيد من ذوبان الجليد.

الغيوم

الغيوم هي مصدر آخر للوضاءة التي تلعب دورا في معادلة الاحترار العالمي. هناك أنواع مختلفة من الغيوم لها قيم مختلفة من الوضاءة، تتراوح من الناحية النظرية على الأقل بالقرب من 0 إلى حد أقصى يقترب من 0.8. "في أي يوم من الأيام، فإن ما يقرب من نصف الكرة الأرضية التي تغطيها الغيوم، تعكس من ضوء الشمس أكثر مما تعكسه الأرض والمياه. فالغيوم تبقي الأرض باردة بسبب عكس أشعة الشمس.

الوضاءة والمناخ في بعض المناطق التي تعاني من الغيوم الاصطناعية، مثل تلك التي أوجدتها الكونتريلز من حركة المرور الكثيفة طائرة تجارية. دراسة في أعقاب إحراق حقول النفط الكويتية من قبل صدام حسين أظهرت ان درجات الحرارة تحت النيران والنفط المحترق وبقدر ما 10oc ابرد من درجة الحرارة على بعد عدة كيلومترات تحت سماء صافية

المياه

يعكس المياه الضوء بطريقة مختلفة جدا عن المواد الأرضية الأخرى. تحسب الانعكاسية للمياه السطحية باستخدام معادلات فريسنل.

على الرغم من أن انعكاسية المياه منخفضة جدا من أجل زوايا ورود صغيرة ومتوسطة للضوء، إلا أنه يزيد بشكل كبير من أجل زوايا كبيرة للضوء مثل تلك التي تحدث على جوانب الأرض بالقرب من خط الفصل اللأرضي (في الصباح الباكر، وبعد الظهر بالقرب من القطبين). بما أن الضوء الذي ينعكس من المياه عادة لا يصل إلى المشاهد، تعدّ المياه عادة ذات وضاءة متدنية جدا على الرغم من انعكاس العالي عند زوايا الورود الكبيرة للضوء الساقط

انظر أيضًا

المراجع

  1. Pon, Brian (1999-06-30). "Pavement Albedo". Heat Island Group. مؤرشف من الأصل في 27 سبتمبر 2011. اطلع عليه بتاريخ 27 أغسطس 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Alan K. Betts, John H. Ball (1997). "Albedo over the boreal forest". Journal of Geophysical. 102 (D24): 28, 901–28, 910. doi:10.1029/96JD03876. مؤرشف من الأصل في 01 نوفمبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 27 أغسطس 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "The Climate System". Manchester Metropolitan University. مؤرشف من الأصل في 01 مارس 2003. اطلع عليه بتاريخ 11 نوفمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Tom Markvart, Luis CastaŁżer (2003). Practical Handbook of Photovoltaics: Fundamentals and Applications. Elsevier. ISBN 1856173909. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Tetzlaff, G. (1983). Albedo of the Sahara. Cologne University Satellite Measurement of Radiation Budget Parameters. صفحات 60–63. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. NASA: Lunar and Planetary Science; siehe Fact Sheets نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2006 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة ألوان
    • بوابة بصريات
    • بوابة طاقة
    • بوابة علم الفلك
    • بوابة علم طبقات الأرض
    • بوابة علوم الأرض
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.