تلسكوب

المِرصَد (بكسر الميم، وقد يُسمى النظارة[1][2] والمرقب[3] والمِقْرَاب[4] والرَاصِدَة[4] والرصّادة[5] والتلسكوب) آلة تجمع الضوء لرؤية الكواكب والنجوم البعيدة بوضوح، مكونة صورا مقربة للأجرام السماوية. عادة تكون المرصِدات إما عاكسة أو كاسرة. ويستخدم لرؤية -رَصد- الأجسام البعيدة ومنه ما يستخدم لرؤية الأجسام على سطح الأرض مثل المسارح والسباقات وغيرها ويسمى المِرصَد الأرضي. تجمع مِرصدات واسم المكان منها مَرصَد (بفتح الميم).

مقراب في مرصد نيس.

تاريخ

يقال أن أول مِرصد قد صنع من طرف العالم المسلم أبو حامد الصاغاني سنة 990 هـ[6]، في حين يُرجعه آخرون إلى هولندا على يد أحد صناع عدسات النظارات يدعى لبرشي وبعد ذلك ببضعة شهور صنع العالم غاليليو غاليلي عام 1609 أول مِرصد فلكي بنفسهِ ومن المتفق عليه أن جاليليو هو أول من تمكن من رؤية جبال القمر بواسطة المرصد وقد درس بواسطته أربعة من أقمار المشتري.

وهناك العديد من أنواع المرصدات حسب نوع الأشعة التي تستقبلها مثل الضوء المرئي و مِرصدالأشعة تحت الحمراء أو مِرصَد أشعة فوق البنفسجية

ونظرا للامتصاص الشديد الذي يحدث للأشعة السينية وأشعة غاما الآتيتين من أجرام سماوية في جو الأرض، فلا تنجح مرصدات تلك الأشعة الموجودة على الأرض في رصد ودراسة تلك الأجرام، لذلك فلا بد من خروج تلك المرصدات المخصصة خارج الأرض وتكون محمولة على أقمار صناعية فتقوم بمهمتها لمدة عام . وجميع أنواع المرصدات تتفق في أساس عملها بتركيز الأشعة في بؤرة لتكوين صورة، إلا أن بينها فروقا عملية كبيرة في التصميم وأكثرها استخداما المرصد الضوئي الذي يعمل بالضوء المرئي، ويمكن أن تكون كبيرة مبنية على الأرض، ومنها ما يحوي على مرايا بقطر 8 متر أو أكبر، كما أن المِرصد الأوروبي يتكون من 4 مِرصدات كبيرة كل منها يعمل بمرآة 8 متر، كما يمكن توصيلهم ببعض للحصول على صور ضوئية من أعماق الكون. يعمل المِرصَد الفلكى على جمع أكبر كمية من الأشعة من الجرم السماوى البعيد وتستخدم في ذلك أما عدسة كبيرة أو مرآة مقعرة كبيرة وتتجمع الأشعة في بؤرة العدسة أو المرآة مكونةً صورة حقيقية مصغرة مقلوبة للجسم، يتم تكبيرها ورؤيتها أو تسجيلها على فلم حساس أو نقلها كهروضوئياً إلى شاشة تليفزيونية. وكثير من تلك المرصدات يحوي مطياف لتحليل الضوء يُمَكِّن من معرفة بعد النجم عنا، وتصنيفه ومعرفة نوعة وعمره وغير ذلك. كثيرا ما تتعاون طرق القياس الأرضية للضوء المرئي مع مرصدات الفضاء التي تسجل اشعة إكس و أشعة غاما القادمة من النجوم وغيرها لإجراء دراسات مستفيضة عن طبيعة الكون. .

التركيب

مِرصَد بولندي قطر 1,3 متر في مرصد لاس كامباناس، بشيلي.

قد صنعت المرصدات في أول الأمر من العدسات وتسمى مرصدات انكسارية (أنظر الشكل ) ويوجد وأكبر مقراب من هذا النوع في مرصد يركيز في ويسكونسن ويبلغ قطر عدسته 102 سم وطول أنبوبته 18 متراً, لكن تفضل المرايا المقعرة في صناعة المرصدات لعدة أسباب منها:

أن العدسة تثبت عند طرف الأنبوب العلوي، ونظرا لثقل مثل هذه العدسة الضخمة فيمكن أن يتغير شكلها تحت هذا الثقل فيُحدث تشويها في الصورة، أما المرآة المقعرة الكبيرة فيمكن تثبيتها بسهولة على كل مساحتها من أسفل . بالإضافة إلي ذلك فالمرآة تحتاج إلى صقل جانب واحد بخلاف العدسة التي تحتاج لصقل جانبين . كذلك فإن تشوه الصورة الناتج عن الزيغ اللونى غير موجود في المرآة.

لذلك فإن جميع المرصدات الضخمة في العالم تستخدم المرآة المقعرة التي تكون مصقولة السطح في شكل قطع مكافئ ، وتسقط الأشعة الآتية من الجرم السماوى على المرآة المثبتة في قاع المقراب فتجمع الأشعة وتعكسها في بؤرة المرآة المقعرة . إما توضع كاميرا عند البؤرة للتصوير، أو توضع مرآة مستوية صغيرة عند البورة وتعمل على توجيه الأشعة الساقطة عليها في اتجاه عينية المقراب . وتتكون عينية المِرصَد من عدسة محدبة لامة تُضبط بحيث تكوّن صورة حقيقية عند بؤرتها.

أو على مسافة منها أقل من بعدها البؤرى فتكون صورة تخيلية مكبرة لهذه الصورة يمكن رؤيتها. ويرجع هذا التصميم إلي إسحق نيوتن ولذلك يقال أن له بؤرة نيوتن.

المِرصَدات المستخدمة في الرصد الفلكي

لا تشع النجوم وأنوية المجرات والمستعرات العظمى فقط في نطاق الضوء المرئي، بل تصدر أيضاً أشعة لا تراها العين مثل أشعة غاما والأشعة السينية وأشعة تحت الحمراء وأشعة راديوية. وكل هذه الأنواع من الأشعة تنتمي إلى طيف الموجات الكهرمغناطيسية. لذلك يجب عند دراسة النجوم والأجرام السماوية إجراء الرصد الفلكي لكل تلك الأنواع من الأطياف لتكوين صورة مكتملة عن الجرم السماوي، وليس فقط في نطاق الأشعة الضوئية المرئية. ولقد أبتكر العلماء أجهزة للرصد الفلكي كان أولها مِرصَدات رصد الضوء المرئي. ثم ابتكروا الرصد بمِرصَدات الأشعة الراديوية، وهي عبارة عن هوائيات تشبه هوائيات الراديو والتلفاز.

ونستطيع من على سطح الأرض رؤية هذين النطاقين: الضوء المرئي والأشعة الراديوية حيث يقل امتصاص جو الأرض لهما. أما بالنسبة إلى الأشعة السينية وأشعة غاما الآتية من أجرام سماوية فلا بد لرصدها استخدام مِرصَدات خاصة على أقمار صناعية تحملها فوق الغلاف الجوي. وكل من تلك المِرصَدات لهُ تقنيتهُ الخاصة بهِ.

مِرصَدات ترصد الضوء المرئي

درجة امتصاص جو الأرض للأشعة المختلفة (اللون البني)، والمِرصَدات الفضائية ونطاق طول موجة الأشعة التي تقوم بتسجيلها. تُرى نافذتان يعتبر جو الأرض شفافا لها : في نطاقي الضوء المرئي والأشعة الراديوية[7]

بداية هذا المقال تصف عمل هذا النوع من المِرصَدات الضوئية. نذكر عن عدة منها موحودة على أعالي الجبال عادة:

مِرصَدات تقيس الأشعة الراديوية

مِرصَدات تقيس الأشعة السينية

سديم السرطان كمخلفات نجم منفجر.الصور للضوء المرئي، وصور لأشعة أكس ذات أطوال موجة مختلفة تدل على شدة ارتفاع درجة حرارة المصدر، إلتقطتها مِرصَدات مختلفة، كل منها يرى حيز ضيق من أشعة إكس

مِرصَدات تقيس أشعة غاما

المراجع

  1. "ص248 - كتاب تكملة المعاجم العربية - نظر - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "إطلاق السنة العالمية لعلم الفلك في اليونسكو | منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة". www.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. «المفيد» نسخة محفوظة 13 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. البنك الآلي السعودي للمصطلحات (باسم). نسخة محفوظة 12 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. موسوعة الشباب، "ميدليڤانت" الطبعة الثالثة 1985. ص. 296
  6. "التلسكوب.. من قمرة ابن الهيثم إلى هابل ناسا". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2020. اطلع عليه بتاريخ 29 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Media Images: Background Graphics". مؤرشف من الأصل في 13 مايو 2008. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    انظر أيضًا

    وصلات خارجية


    • بوابة بصريات
    • بوابة علم الفلك
    • بوابة الفيزياء
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.