هبوط الضغط الانتصابي

هبوط الضغط الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension)‏، ويعرف أيضاً باسم هبوط الضغط العالي الانقباضي أو المنخفض الانبساطي أو انخفاض ضغط الدم الوضعي.[1] وهو ذلك النوع من انخفاض ضغط الدم المفاجئ الذي يحدث حين يقف الإنسان فجأة أو أثناء الوقوف لفترات طويلة دون حراك، وقد يترافق أحياناً بدوار أو نوبة فقدان للوعي. ويمكن أن تحدث هذه الحالة مع أي شخص في اعمار مختلفة ولكنه يصبح مهماً بشكل أكبر عند كبار السن.

هبوط الضغط الإنتصابي
معلومات عامة
الاختصاص طب القلب  
من أنواع عدم التحمل الانتصابي  
الإدارة
أدوية

آلية الحدوث

عند الانتقال من وضعية الإستلقاء إلى وضعية الوقوف، يزداد ضغط الدم الانبساطي بشكل طبيعي بمعدل 5–10 ملم زئبقي، ويتم التحكم بهذا التغيير عن طريق مستقبلات عصبية تتأثر بضغط الدم موجودة في الشرايين السباتية الموجودة في العنق وقوس الشريان الأبهري الموجودة في الصدر.[2]

عند مرضى هبوط التوتر الشرياني الانتصابي، ينخفض الضغط عند الانتقال من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الجلوس، ويكون هذا على حساب التوتر الانقباضي والانبساطي معاً.[3]

الأعراض والعلامات

تظهر الأعراض عند هبوط الضغط أي عند الانتقال من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الجلوس، أو عند البقاء واقفاً لفترة طويلة من الزمن، وأحياناً عند القيام بمجهود ما. تستمر أعراض الضغط المنخفض لبضع ثوان أو حتى دقائق، وهي تشمل شعور الشخص بحدوث دوار(الدوخة)، واضطرابات في الرؤية قد تصل حد فقدان البصر التام العابر، الضعف، الارتباك،الام في الراس، ونادراً ما يحدث سقوط أو فقدان للوعي.

الأسباب

عند حالة الوقوف تتسبب الجاذبية الأرضية بتجمع سائل الدم في القدمين، ولهذا السبب تنخفض كمية الدم العائدة إلى القلب عبر الدورة الدموية، ولذلك فإن القلب أيضا يقوم بضخ كمية دم اقل إلى الجسم، مما يؤدي لانخفاض ضغط الدم. في الحالات الطبيعية، هنالك خلايا خاصة موجودة بالقرب من القلب والاوعية الدموية الموجودة في العنق، تقوم باستشعار انخفاض ضغط الدم وتتسبب بازدياد نبض القلب وانقباضه، وكذلك بانقباض الاوعية الدموية. بهذا الشكل، يرتفع الضغط فورا من جديد وتزداد كمية الدم المتدفقة في الدورة الدموية. هكذا يعوض الجسم نفسه عن كمية الدم التي تجمعت في الرجلين.عندما تتضرر هذه الالية، يحدث انخفاض بضغط الدم عند الوقوف. الاوضاع التالية تصعب على الجسم مواجهة تجمع الدم في القدمين:

وأسباب هبوط الضغط الانتصابي تنقسم إلى قسمين، أسباب رئيسية وأسباب ثانوية.

أسباب هبوط الضغط الثانوية هي:

  1. استعمال بعض الأدوية مثل: الأدوية النفسية، وخافضات الضغط، وموسعات الأوعية، والكثير من الادوية من العائلات المختلفة التي تزيد من احتمال الإصابة بانخفاض ضغط الدم عند الوقوف، مثل: الادوية المدرة للبول، ومحصرات مستقبلات البيتا (Beta - Blockers) التي تستخدم لعلاج ضغط الدم الزائد، مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات (Tricyclic antidepressants)، الفياغرا التي تعطى لتحسين القدرات الجنسية، وغيرها العديد من الادوية التي يباع قسم منها دون وصفة طبيب.
  2. نقص الحجم: استعمال المدرات بشكل كبير، النزف الشديد، التقيؤ، الإسهال، التعرق، قصور الغدة الكظرية، بعض أورام الغدة الكظرية.
  3. الاستراحة المتواصلة: البقاء في السرير لفترات طويلة، حيث من الممكن ان تؤدي الاستراحة الطويلة بالفراش بعد الحالات المرضية المختلفة، للإصابة بضعف عام ولانخفاض ضغط الدم.
  4. نقص نتاج وضخ عضلة القلب: أنواع قصور القلب المختلفة والآفات الدسامية.
  5. تراكم الدم في الأوردة: دوالي الطرفين السفليين، أورام البطن، الحمل.
  6. اضطرابات عصبية: التوتر النفسي المستمر، التهابات الأعصاب المزمنة (الداء السكري، بعض أنواع فقر الدم، استعمال المشروبات الكحولية بكثرة)، متلازمة غيلان بارري، إصابات النخاع الشوكي، الإصابات الوعائية المخيخية، أورام المخيخ.
  7. الحمل: خلال فترة الحمل، تتوسع الدورة الدموية من اجل ان تغذي الجنين، وهذا يؤدي لانخفاض ضغط الدم.

أسباب هبوط الضغط الرئيسية:

  1. اضطرابات المستقبلات العصبية المسؤولة عن ضبط الضغط دون سبب معروف.
  2. اضطرابات المستقبلات العصبية المسؤولة عن ضبط الضغط الناتجة عن الشيخوخة.
  3. الجفاف: ارتفاع درجة الحرارة، التقيؤ، الاسهال، الجهد الزائد أو التقليل من شرب الماء، من شانها ان تؤدي للجفاف. في هذه الحالة، يكون هنالك انخفاض عام بحجم الدم، ولذلك يكون من الصعب على الجسم ان يعوض عن حجم الدم المتراكم في الرجلين عند الانتقال إلى الوقوف.
  4. امراض القلب: الامراض التي تصيب صمامات القلب، قصور (فشل) القلب، والنبض البطيء (bradycardia)، تؤثر سلبا على قدرة القلب على زيادة ضخ الدم بعد الوقوف المفاجئ.[4]
  1. مرض السكري: من شأن مستويات السكر غير المتوازنة في الدم ان تؤدي للجفاف، نظرا لان هذا المرض يتسم بالميل لافراز الكثير من البول. كذلك، يعاني المصابون بالسكري من ضرر يلحق بجهاز الاعصاب الضروري لمراقبة اتساع الاوعية الدموية وضغط الدم.
  2. اضطرابات الجهاز العصبي، هنالك عدد من الامراض مثل: الباركينسون، متلازمة شاي دريجير (Shy - Drager syndrome)، والداء النشواني (Amyloidosis)، التي من الممكن أن تصيب الاعصاب التي تراقب مستوى ضغط الدم.[5]
  3. السن: عند تجاوز عمر الـ 65 عاما، تزداد احتمالات الإصابة بانخفاض ضغط الدم عند الوقوف، وذلك نظرا لأن الخلايا المسؤولة عن استشعار انخفاض ضغط الدم تتراجع من حيث الاداء، كما ان اداء القلب يتراجع، وتصبح هنالك صعوبة بالقيام بردة فعل فورية على التغييرات.

التشخيص

يمكن تأكيد انخفاض ضغط الدم الانتصابي من خلال قياس ضغط دم الشخص بعد الاستلقاء لمدة 5 دقائق، ثم بعد دقيقة واحدة من الوقوف، و3 دقائق بعد الوقوف.[6] ويعرف انخفاض ضغط الدم الانتصابي بأنه انخفاض في ضغط الدم الانقباضي لا يقل عن 20 مم زئبقي و/أو في ضغط الدم الانبساطي الذي لا يقل عن 10 مم زئبقي بين قراءة الاستلقاء والقراءة المستقيمة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أيضًا قياس معدل ضربات القلب لكلا الموضعين. قد تشير الزيادة الكبيرة في معدل ضربات القلب من الاستلقاء إلى الوقوف إلى جهد تعويضي من القلب للحفاظ على النتاج القلبي أو متلازمة عدم انتظام دقات القلب الانتصابي الودي (POTS). يمكن أيضًا إجراء اختبار الطاولة المائلة.

العلاج

يتم العلاج حسب سبب حدوث الحالة أيّ معالجة السبب الرئيسي للمشكلة، بحيث ان كان السبب هو الجفاف، فلا بد من التشديد على شرب الكثير من الماء، اما ان كانت الادوية هي السبب، فيجب القيام بملاءمة حجم جرعات الدواء للحالة، وما شابه.[7] اما عند هبوط ضغط الدم عند الوقوف بشكل شديد وحاد، ولا يختفي بعد شرب كميات كافية من الماء أو بعد الوقوف ببطء، فمن الممكن استخدام الجوارب المطاطية (الضاغطة) التي تمنع تراكم الدم في الرجلين عند الوقوف. اما إذا استمرت الحالة على ما هي عليه، فعندها تكون هنالك حاجة للعلاج الدوائي مثل استعمال الأدوية الرافعة للضغط مثلEphedrine [8] ويمكن استعمال ملح الطعام والتغذية الجيدة والمتوازنة، كما أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم وتمارين الاسترخاء تساعد على العلاج والوقاية من هذا المرض.[9]

الوقاية

الوقوف التدريجى غير المفاجئ

انظر أيضًا

المراجع

  1. "Orthostatic hypotension" في معجم دورلاند الطبي
  2. Medscape: Medscape Access نسخة محفوظة 10 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. Lee C, Porter KM (2007). "Suspension trauma". Emerg Med J. 24 (4): 237–8. doi:10.1136/emj.2007.046391. PMC 2658225. PMID 17384373. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "Dopamine Beta-Hydroxylase Deficiency". GeneReviews — NCBI Bookshelf. مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "Minute organs in the ear can alter brain blood flow". بي بي سي نيوز. 2009-12-27. مؤرشف من الأصل في 31 ديسمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. (PDF) https://web.archive.org/web/20170829121056/https://www.cdc.gov/steadi/pdf/measuring_orthostatic_blood_pressure-a.pdf. مؤرشف من الأصل (PDF) في 29 أغسطس 2017. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة); مفقود أو فارغ |title= (مساعدة)
  7. Jiang W, Davidson JR. (2005). "Antidepressant therapy in patients with ischemic heart disease". Am Heart J. 150 (5): 871–81. doi:10.1016/j.ahj.2005.01.041. PMID 16290952. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Delini-Stula A, Baier D, Kohnen R, Laux G, Philipp M, Scholz HJ. (1999). "Undesirable blood pressure changes under naturalistic treatment with moclobemide, a reversible MAO-A inhibitor—results of the drug utilization observation studies". Pharmacopsychiatry. 32 (2): 61–7. doi:10.1055/s-2007-979193. PMID 10333164. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  9. Jones RT. (2002). "Cardiovascular system effects of marijuana". J Clin Pharmacol. 42 (11 Suppl): 58S–63S. PMID 12412837. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.