نظرة المجتمعات للمرأة في الحضارات المختلفة

إن المرأة تؤثر بشكل كبير في المجتمع، فهي البنية الأساسية لتقدم المجتمع، لأنها مربية الأجيال. وقد برعت المرأة في الكثير من المجالات ونافست أيضاً الرجال حيث أثبتت انه لا يمكن وصف المرأة بالضعف وقلة الذكاء فقد وصلت إلى الرئاسة وهناك المهندسات اللاتي برعن في مجالاتهن فالبحرينية مريم جمعان أول امرأة تحصل على الزمالة الهندسية الكيميائية من بين 97 امرأة على مستوى العالم والأولى على الشرق الأوسط. أما عائشة الهاملى فهي أول امرأة تقود طائرة في الإمارات ،وتعتبر أول عضو نسائي في مجلس منظمة الطيران المدنى الدولى ،وأصغرهم سنا.[1]

تحتاج هذه المقالة كاملةً أو أجزاءً منها لإعادة الكتابة حسبَ أسلوب ويكيبيديا. فضلًا، ساهم بإعادة كتابتها لتتوافق معه. (أبريل 2019)
شعار المرأة

نظرة المجتمعات للمرأة عصور ما قبل الإسلام

لا شك أن المرأة شطر النفس الإنسانية وأنها صانعه الجنس البشرى، ولكن هل كانت نظرة الرجل للمرأة علي هذا النحو علي مر العصور في مختلف الحضارات البشرية التي سبقت الإسلام؟. لقد أعتبر الرجال المرأة علي مر العصور كائناً منحطا وأيضا شيطانا رجيما يوسوس بالشر وقد أُهينت كثيراً في تلك العصور حيث أنها كانت تُشتري وتباع في الأسواق كالسلع أو كالمواشي والمتاع.[2]

وكانت تكره على الزواج وعلى البغاء، وتورّث ولا ترث، وتملك ولا تملك وكانت دائما خاضعة للرجل أباً وزوجا فملك زوجها مالها وأقام عليها وصيا قبل موته. بينما الرجال كانت لهم السلطة والسيادة في كل شئ واعتبروا المرأة بالنسبة لهم لا شيء، تعامل كالمتاع في المنزل وليس لها أية حقوق ولكن عليها واجبات كثيرة.

اختلف الرجال في بعض البلاد على كنية المرأة هل هي إنسان له روح خالدة وتدخل الجنة كالرجل أم لا ؟. وفي النهاية قرر أحد المجامع بروما أنها حيوان نجس أو أنها بلا روح ولا خلود ولكن يجب عليها العبادة والخدمة وأن يكم فمها كالبعير أو الكلب العقور لمنعها من الضحك والكلام لأنها كانت في نظرهم أحبولة الشيطان.[3]

ليست هناك معلومات متوفرة عن مكانة المرأة أو حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة فيما قبل التاريخ. فلا توجد معلومات عن نظرة الرجل للمرأة في تلك الأزمنة ولا يمكن الحكم إن كان يُنظر إليها نظرة احترام وتقدير أم ازدراء وتحقير، إذ أنه لا يمكن الذهاب بالعلاقات بين الرجل والمرأة إلى أبعد من عشرة ألاف سنة من عمر الزمان لأنه لا يمكن الاعتماد على الحفريات التي خلفتها هذه الأزمان البعيدة وذلك لأن بعض الجماجم القديمة التي عثر عليها علماء الاثنوجرافيا في أوروبا وإفريقية والصين لا يعرفون على وجه الدقة ما إذا كانت لذكور أم إناث إلا أن بعض علماء الاجتماع والاثنوجرافيا من أمثال العالم لويس مورجان وباخوفية وفريدريك انجلز يقولون أن التاريخ البشرى عرف أولاً الشيوعية الجنسية التي تكون فيها جميع النساء حقاً مشاعا لجميع الرجال في المجتمع الذي كان يعيش كما تعيش بقية الحيوانات في قطعان تبحث عن الطعام وتحقق غريزتها الجنسية بأي طريق متاح مع أي أنثى فكان الذكور لكل الإناث والعكس.

ولكن هذا الكلام غير صحيح، وذلك لأن الزواج وتكوين الأسرة هو نظام قائم بين الرجل والمرأة منذ خلق البشر، وهناك عدة أدلة وبراهين تثبت هذا وأولها وأهمها هو أبو البشر آدم عليه السلام، وأمهم حواء. فتلك الأسرة مكونة من أم وأب يرعون أبنائهم. وقد ذكرت أمثلة أخرى لأسر عديدة قبل الميلاد كما جاء في القرآن فهناك امرأة فرعون وامرأة نوح وامرأة لوط. وقد كان الزواج بين الرجل والمرأة قائماً في عدة حضارات قديمة كالحضارة الفرعونية والأندوكية.[3]

مكانة المرأة في الحضارة الفرعونية

امراة من العصر الفرعوني

لقد تبوأت الحضارة الفرعونية المرتبة الأولى بين الحضارات الإنسانية من حيث معاملتها وتقديرها للمرأة، فكانت المرأة الفرعونية لها الحق في الورث، وكانت تملك، وكانت تتولى أمر أُسرتها في غياب زوجها، وكانوا يعتقدون أن المرأة أكثر كمالاً من الرجل، وكان الزوج يكتب كل ما يملك من عقارات لزوجته. و كان الأطفال ينتسبون لأمهاتهم لا لآبائهم، كما كانت القوامة للمرأة على زوجها لا للرجل على زوجته، وعلى الزوج أن يتعهّد في عقد الزواج أن يكون مطيعا لزوجته في جميع الأمور.[4][5]

وكان من حق المرأة أيضا في عهد الفراعنة أن تتولى الحكم وذلك إن لم يكن هناك حكام ذكور وعلى الرغم من هذا فلم تتولى حكم مصر إلا خمس ملكات وذلك مقابل أربعمائة وسبعين ملكاً وذلك يرجع إلى شعور المرأة بأنوثتها وأن تلك المناصب لا يتولاها إلا الرجال. حتى أن الملكة حتشبسوت ارتدت ثياب الرجال مراعاة للرأى العام.[6] وتلك الوصية التي أذاعها بتاح حتب لما طعن في السن على بني وطنه هي أيضاً دليل على أهتمام المجتمع المصري قديما بالمرأة وجاء فيها. ((إذا كنت عاقلا فجد تموين بيتك واحبب أمرأتك ولا تشاحنها وغذها وزينها وعطرها ومتعها ما حييت فهي ملك يجب أن تكون جديرة بالمالك ولا تكن معها فظا غليظاً)).[7][8]

وكان هناك ما يسمي بظاهرة عروس النيل والتي كانوا يأتون فيها بفتاة جميلة مزينة بالحلي وبأفضل الثياب، ثم يلقونها في نهر النيل، ظناً منهم أنهم بهذا سيفيض ويعم النماء. وظل هذا التقليد سارياً حتى جاء الإسلام وألغاه على يد «عمرو بن العاص» في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.[9]

مكانة المرأة في حضارة الإغريق

المرأة في الحضارة الإغريقية

كانت المرأة عند الإغريق شجرة مسمومة، وكانت محتقرة مهينة حتي سموها رجس من عمل الشيطان.[10] وكانتْ كسقط المتاع تُباع وتشترَى في الأسواق، مسلوبة الحقوق، محرومة من حقِّ الميراث وحقِّ التصرُّف في المال، وكانتْ في غايةِ الانحطاط.[11] حتى أنها لم تسلم من فلاسفة الإغريق.

رأي الفيلسوف أرسطو عن المرأة

لم يقتصر هذا الرأي فقط على الرجال العاديين أو الجهلاء من الشعب عند الإغريق ،بل كانت أيضاً نظرة المفكرين والعقلاء والفلاسفة إليها على هذا النحو بينما كان الرجل العاقل صاحب جميع الحقوق. فهذا هو الفيلسوف أرسطو يبدي رأيه عن مكانة المرأة في مجتمعهم بعد تحليل وتفكير ويقول: "إنَّ الطبيعة لم تزودِ المرأةَ بأيِّ استعداد عقلي يُعتَدُّ به؛ ولذلك يجب أن تقتصرَ تربيتُها على شؤون التدبير المنزلي والأُمومة والحَضانة وما إلى ذلك، ثم يقول: "ثلاث ليس لهنَّ التصرُّف في أنفسهنَّ: العبد ليس له إرادة، والطِّفل له إرادة ناقِصة، والمرأة لها إرادة وهي عاجِزة".[12] وقد قال:" إن المراة رجل غير كامل، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من سلم الخليقة " وهو القائل أن المرأة للرجل كالعبد للسيّد، والعامل للعالم، والبربري لليوناني، وأن الرجل أعلى منزلة من المرأة.[13]

رأي الفيلسوف سقراط عن المرأة

وقد قال عنها الفيلسوف سقراط: "إنَّ وجودَ المرأة هو أكبر منشأ ومصْدر للأزمة والانهيار في العالَم، إنَّ المرأة تُشبه شجرةً مَسْمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً".[14]

مكانة المرأة في حضارة الرومان

اعتبرت المرأة عند الرومان متاعاً مملوكاً للرجل وسلعة من السلع الرخيصة يتصرف الرجال فيها كيف يشاؤن، وكان يعتبرها الرجال شراً لا بد من اجتنابه، وأنها مخلوقة للمتعة وكانت دائماً خاضعة للرجل أباً كان أو زوجاً، وكان الرجل يملك مالها فهي في نظره ونظر الرجال ونظر المجتمع كله أمة لا قيمة لها، وكان بيد أبيها وزوجها حق حياتها وحق موتها وإذا كانت ملك ابيها في شبابها فهو الذي يختار لها زوجها فإذا تزوجت ملكها زوجها وفي ذلك يقول جايوس «توجب عادتنا على النساء الرشيدات أن يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن».

المرأة الرومية

المؤتمر الكبير الذي عقد بمجمع روما

وعلى الرغم من كثرة المشرعين في روما فإنهم لم يهتموا بالمرأة ولم يهتموا بحقوقها وإنما عينوا ما عليها من واجبات، وقد كانت المرأة في أعينهم أمة شرعية يتصرف فيها رب الأسرة كما يتصرف في عبيده، وقد عقد اجتماعا في مجتمع روما للبحث في شؤون المرأة فقرر أنها بلا نفس أو خلود وأنها لن ترث الحياة الآخرة وأنها رجس ويجب ألا تأكل اللحم وألا تضحك وألا تتكلم وعليها أن تمضى جميع أوقاتها في الخدمة والطاعة وقد حكموا عليها بأن تمنع من الكلام.[15]

القفل الحديدي على فم المرأة

وحتى يمنعوا المرأة من الكلام حكموا عليها بأن تضع على فمها قفلاً كانوا يسمونه الموزلير فكانت النساء جميعهم من أعالي الأسر وأدناها تسير في الطرقات وفي فمها قفل وتروح وتغدو في دارها وفي فمها قفل من حديد.[16] وهذا عدا العقوبات البدنية التي كانت تتعرض لها المرأة لأنها أداة الإغواء وآلة التسويل، ويستخدمها الشيطان لإفساد القلوب. وكانوا يسكبون الزيت الحار على جسم المرأة ويربطونها بذيول الخيول ثم يجرونها بأقص سرعة كما يربطون الشقيات بالأعمدة ويصبون الزيت الحار والنار على أبدانهن.[17] كما تقدم بعض أعضاء مجلس التربيون الرومانى يحرم على المرأة التملك لأكثر من نصف أوقيه من الذهب وألا تلبس ملابس مختلفة اللون وألا تركب عربات إلى مدى ميل من روما، إلا في بعض الحفلات العامة.[18]

الطلاق عند الرومان

كما عرف الرومان الطلاق وقد طلق الخاصة والقياصرة كما طلق الشعب فإن يوليوس قيصر طلق مرتين، وأنطونيو طلق ثلاثا، وأوكتافيو طلق أربعا. وظل الطلاق منتشرا حتى خففت المسيحية من شرته وكان الطلاق عندهم لأتفه الأسباب فهذا سينيكا الفيلسوف الرومانى الشهير يندب كثرة الطلاق بين بنى جلدته فيقول (لم يعد الطلاق اليوم شيئا يندم عليه أو يستحيا منه في بلاد الرومان وقد بلغ من كثرته وذيوع أمره أن جعلت النساء يعدون أعمارهن بأعداد أزواجهن). وكانت المرأة الواحدة تتزوج رجلاً بعد آخر وقد ذكر مارشل امرأة تزوجت عشرة رجال وكذلك كتب جووينل عن امرأة تقلبت في أحضان ثمانية أزواج في خمس سنوات وأعجب من ذلك ما ذكره القديس جروم عن امرأة تزوجت في المرة الأخيرة الثالث والعشرين من أزواجها وكانت هي أيضا الزوجة الحادية والعشرين لبعلها ثم بدأت تتغير نظرتهم إلى العلاقات والروابط القائمة بين الرجل والمرأة من غير عقد مشروع وقد بلغ بهم التطرف في آخر الأمر أن جعل كبار علماء الأخلاق منهم يعدون الزنى شيئا عاديا.[19]

المرأة عند فارس

ما يخص الزواج فلم يكن هناك استثناء عند الفُرس، فقد أبيح الزواج بالأمهات والأخوات والبنات والخالات والعمات وبنات الأخ والأخت حتى أن يزدجر الثاني والذي حكم في أواسط القرن الخامس قد تزوج من إبنته ثم قتلها، و بهرام جوبين والذي تملك القرن السادس قد كان متزوجاً بأخته [20]

وفي الزرادشتية كانت المرأة تعاقب عقاباً شديداً عند الخطأ وعند أقل هفوة .

وكانت المرأة عند الفرس في وقت الطمث تنفى خارج المدينة ولا يتم مخالطتها، وأما عن حقوق الميراث فهي مسلوبة.

وأما في عهد الساسانيين لم يكن زواج المحرمات يعد معصية عند الإيرانيين بل هو تقرب إلى الله.[21]

الفرق بين الرجل والمرأة في الإسلام

طالبة سورية ،من دمشق

بعد قراءة لمكانة المرأة في الحضارات التي سبقت الإسلام في الحضارة اليونانية والرومانية والبابلية والفارسية والهندية والصينية لن نجد سوى ظلم للمرأة واضطهادا لها وتحقيراً لشانها في المجتمعات السابقة للإسلام وحتى في الحضارة الفرعونية فقد كانت هناك ظاهرة عروس النيل حيث كانت تزين المرأة بالحلي وبالثياب الجميلة وتلقى في النهر ،والعدل الذين كانوا يحاولوا تنفيذه لم يسمي عدلاً للمرأة بل كان تعذيباً لها وإهداراً لحقوقها حيث أنها لم تأخذ مكانتا جيداً فقد أجبرت على تحمل مسؤوليات أكبر من احتمالها وعندما بحثوا في سبب أنه لم تتولى حكم مصر إلا خمس ملكات وذلك مقابل أربعمائة وسبعين ملكاً، فوجدوا أن ذلك يرجع إلى شعور المرأة بأنوثتها وأن تلك المناصب لا يتولاها إلا الرجال وذلك لصعوبة تحمل المرأة هذه المسؤولية وأكبر من احتمالها بخلاف الرجل الذي خلق ذو بنية قوية لتحمل مشاق الحياة وصعوباتها ولكي يستطيع تلبية مطالب ورغبات زوجته وأولاده لذلك خلق بتلك البنية القوية ذات التحمل. حتى أن الملكة حتشبسوت ارتدت ثياب الرجال مراعاة للرأي العام. لقد أتى الإسلام على جاهلية ٬ و كانت البنت التي تولد نصيبها الوأد والدفن في الرمل ٬والرجل يتزوج العشرة والعشرين ويكره جواريه على البغاء ويقبض الثمن . فكان ما جاء به الإسلام من إباحة الزواج بأربع تقييداً وليس تعديداً.[22]

هل حكم الإسلام على المرأة البقاء في البيت؟

مرأة مسلمة

البقاء في البيوت أمر وارد لزوجات النبي باعتبارهن مثلا عليا. {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[23] كانت في الإسلام فقيهات وشاعرات. ولقد شارك مع النبي صلى الله عليه وسلم في عدة من غزواته بعض الصحابيات بما في ذلك نساؤه. وكان النبي يصطحب نسائه معه إذا خرج إلى الجهاد في سبيل الله فقد كان إذا أراد الغزو أجرى قرعة بين نسائه فمن يخرج سهمها يأخذها النبي معه، فكانت معه عائشة في غزوة بني المصطلق سنة ستة للهجرة، وكانت معه أم سلمة عند صلح الحديبية، كما حضرت معه في غزوة أحد أم عمارة نسيبة بنت كعب، وكانت تباشر القتال بنفسها دفاعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا الحال في أم سليم بنت ملحان فقد كانت حاضرة يوم حنين مع زوجها أبي طلحة، وكانت حاملاً بابنها عبد الله بن أبي طلحة، وقد ثبتت مع النبي صلى الله عليه وسلم في من ثبت معه عند الهزيمة التي وقعت أولاً، وكان الغالب على دور النساء مُداواة الجرحى والمرضى ومناولة الطعام والشراب. وكن أيضاً يخرجن للعلم. إنما توجهت الآية إلى نساء النبي كمثل عليا٬ وبين المثال والممكن والواقع درجات متعددة.[24] ويؤخذ من ذلك أن الخروج لمعونة الزوج في كفاح شريف هو أمر لا غبار عليه.

الحجاب هل هو ظلم للمرأة، أَم تكرماً لها ؟

مرأة مسلمة في اليمن

هل ظلم الإسلام المرأة بجعلها تغطي جسدها من الرجال؟، أم كرمها بهذا الحجاب؟. من المعلوم أن الممنوع مرغوب وأن ستر مواطن الفتنة يزيدها جاذبية. وإذا نظرنا إلى حال القبائل البدائية وبسبب العري الكامل يفتر الشوق تماماً وينتهي الفضول ونرى الرجل لا يخالط زوجته إلا مرة في الشهر وإذا حملت قاطعها سنتين. وعلى الشواطئ في الصيف حينما يتراكم اللحم العاري المباح للعيون يفقد الجسم العاري جاذبيته وطرافته وفتنته ويصبح عادياً لا يثير الفضول. ولا شك أنه من صالح المرأة أن تكون مرغوبة أكثر وألا تتحول إلى شيء عادي لا يثير.[25]

الطلاق والزواج

أما حق الرجل في الطلاق فيقابله حق المرأة أيضا على الطرف الآخر فيمكن للمرأة أن تطلب الطلاق بالمحكمة وتحصل عليه إذا أبدت المبررات الكافية. ويمكن للمرأة أن تشترط الاحتفاظ بعصمتها عند العقد. وبذلك يكون لها حق الرجل في الطلاق.

هل أمر الإسلام بالرق

أما حكاية (ما ملكت أيمانكم) التي أشار إليها السائل فإنها تجرنا إلى قضية الرق في الإسلام. وإتهام المستشرقين للإسلام بأنه دعا إلى الرق. والحقيقة أن الإسلام لم يدع إلى الرق. بل كان الدين الوحيد الذي دعا إلى تصفية الرق. ولو قرأنا الإنجيل. وما قاله بولس الرسول في رسائله إلى أهل افسس وما أوصى به العبيد لوجدناه يدعو العبيد دعوة صريحة إلى طاعة سادتهم كما الرب. (أيها العبيد .أطيعوا سادتكم بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما الرب). ولم يأمر الإنجيل بتصفية الرق كنظام وإنما أقصى ما طالب به كان الأمر بالمحبة وحسن المعاملة بين العبيد وسادتهم. وفي التوراة المتداولة كان نصيب الأحرار أسوأ من نصيب العبيد. ومن وصايا التوراة أن البلد التي تستسلم بلا حرب يكون حظ أهلها أن يساقوا رقيقا وأسارى والتي تدافع عن نفسها بالسيف ثم تستسلم يعرض أهلها على السلاح ويقتل. شيوخها وشبابها ونساؤها وأطفالها ويذبحوا تذبيحا.[26] كان الاسترقاق إذاً حقيقة ثابتة قبل مجيء الإسلام وكانت الأديان السابقة توصي بولاء العبد لسيده. فنزل القرآن ليكون أول كتاب سماوي يتكلم عن فك الرقاب وعتق الرقاب. ولم يحرم القرآن الرق بالنص والصريح. ولم يأمر بتسريح الرقيق. لأن تسريحهم فجأة وبأمر قرآني في ذلك الوقت وهم مئات الآلاف بدون صناعة وبدون عمل اجتماعي وبدون توظيف يستوعبهم كان معناه كارثة اجتماعية وكان معناه خروج مئات الألوف من الشحاذين في الطرقات يستجدون الناس، ويمارسون السرقة والدعارة ليجدوا اللقمة. وهو أمر أسوأ من الرق ٬فكان الحل القرآني هو قفل باب الرق ثم تصفية الموجود منه. وكان مصدر الرق في ذلك العصر هو استرقاق الأسرى في الحروب فأمر القرآن بأن يطلق الأسير أو تؤخذ فيه فدية وبأن لا يؤخذ الأسرى أرقاء.(فإما منا بعد .. وإما فداء.) فإما أن تمن على الأسير فتطلقه لوجه الله. وإما تأخذ فيه فدية. أما الرقيق الموجود بالفعل فتكون تصفيته بالتدرج وذلك بجعل فك الرقاب وعتق الرقاب كفارة الذنوب صغيرها وكبيرها وبهذا ينتهي الرق بالتدريج. وإلى أن تأتي تلك النهاية فماذا تكون معاملة السيد لما ملكت يمينه. أباح له الإسلام أن يعاشرها كزوجته. وهذه حكاية (ما ملكت أيمانكم) التي أشار إليها السائل ولا شك أن معاشرة المرأة الرقيق كالزوجة كان في تلك الأيام تكريما لا إهانة. وينبغي ألا ننسى موقف الإسلام من العبد الرقيق وكيف جعل منه أخا بعد أن كان عبدا يداس بالقدم.(إنما المؤمنون إخوة.) (هو الذي خلقكم من نفس واحدة).

مصادر

  1. مجلة عشتار العراقية ،المرأة حضارة باقية على مر العصور نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. كتاب المراة علي مر العصور .محمد فكرى الدراوى [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 24 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. كتاب المراة علي مر العصور .محمد فكري الدراوي نسخة محفوظة 24 مارس 2020 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 24 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 27 سبتمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  4. المرأة عبر العصور. أ.سحر عبد القادر اللبان نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. غادة الخرسا، المرأة والإسلام ،ص:25 نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. المرأة في مصر القديمة [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 17 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. معاملة الزوجة في العصر الفرعونى نسخة محفوظة 24 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. كتاب المرأة على مر العصور نسخة محفوظة 24 مارس 2020 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 24 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 27 سبتمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  9. راجع مختصر تاريخ الحضارة: نور الدين حاطون ونيه عاقل: ص 209 نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  10. المرأة على مر العصور (بحث قيم جدا) نسخة محفوظة 11 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. الحجاب للمودودي ص 12 نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  12. مكانة المرأة في بعض الحضارات القديمة والأديان الأخرى (عبدالرحمن الطوخي) نسخة محفوظة 19 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. غادة الخرسا، المرأة والإسلام ،ص:23 نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. كتاب عودة الحجاب د. محمد المقدم صفحة 47 المجلد الثاني نسخة محفوظة 05 سبتمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  15. حق الزوج على زوجه وحق الزوجة على زوجها: طه عبدالله العفيفي، ص12 و13 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  16. المرأة وحقوقها في الإسلام: لمبشر الطرازي ص 10،9 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 24 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  17. ظلم المرأة في العصور السابقة نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  18. حق الزوج علة زوجته، وحق الزوجة على زوجها: طه عبد الله عفيفي ص 12،13 نسخة محفوظة 24 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 24 يونيو 2016. اطلع عليه بتاريخ 13 أكتوبر 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  19. المرأة على مر العصور [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 24 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  20. ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ص 40
  21. ايران في عهد الساسانيين ،ترجمة د. محمد إقبال من الفرنسية الى الأردية ص 439
  22. كتاب حوار مع صديقي الملحد د:مصطفي محمود [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 24 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  23. سورة الأحزاب الآية (33) نسخة محفوظة 4 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  24. مشاركة النساء في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم نسخة محفوظة 27 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  25. كتاب حوار مع صديقي الملحد (د:مصطفى محمود)
  26. حوار مع صديقي الملحد (د: مصطفي محمود)
    • بوابة المرأة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.