مثانة

المَثَانةُ أو المَثَانةُ البَوْلِيَّةُ[1] (بالإنجليزية: Urinary bladder) هي عضو عضلي أجوف قابل للتمدد يوجد في العديد من الحيوانات، وفي الإنسان؛ تكون عبارة عن كيس يستقر في قاع الحوض، أعلى وخلف عظم العانة، وعندما تكون فارغة، تكون المثانة بحجم وشكل الكمثرى. تقوم بجمع وتخزين البول من الكلى وينتقل إليها عن طريق الحالبين ليخرج عبر مجرى البول للخارج بهدف التخلص منه. يمكن أن تحتفظ المثانة البشرية الصحيحة بين 300 و 500 مل قبل حدوث الرغبة في الإفراغ، ولكن يمكنها الاحتفاظ بأكثر من ذلك بكثير.[2][3]

المَثَانةُ البَوْلِيَّة
الاسم اللاتيني
vesica urinaria

تفاصيل
نظام أحيائي الجهاز البولي
الشريان المغذي الشريان المثاني العلوي
الشريان المثاني السفلي
الشريان السري
الشريان المهبلي
الوريد المصرف الضفيرة الوريدية المثانية
الأعصاب الضفيرة العصبية المثانية
سلف الجيب البولي التناسلي
جزء من جهاز بولي  
معرفات
غرايز ص.1228
ترمينولوجيا أناتوميكا 08.3.01.001  
FMA 15900 
UBERON ID 0001255 
ن.ف.م.ط. A05.810.161
ن.ف.م.ط. D001743 
دورلاند/إلزيفير Urinary bladder

التكوين

تشريحيًا، تنقسم المثانة إلى قاع واسع وجسم وقمة ورقبة. تتجه قمتها إلى الأمام نحو الجزء العلوي من الارتفاق العانيّ، ومن هناك يمتد الرباط السري إلى الأعلى على الجزء الخلفي من جدار البطن الأمامي إلى السرة.[4] عنق المثانة هو المنطقة في قاعدة المثلث التي تحيط بفوهة مجرى البول الداخلي مؤديةً إلى مجرى البول. وفي الذكور؛ يكون عنق المثانة البولية مجاورًا لغدة البروستاتا. تُكوِّن الفتحات الثلاث، فتحتي الحالبين وفتحة الإحليل الداخلي، منطقة مثلثة تُسمَّى مثلث المثانة.[5] لهذه الفتحات لوحات مخاطية أمامها تعمل بمثابة صمامات لمنع ارتجاع البول في الحالب، المعروف باسم الجَزْرٌ المَثانِيٌّ الحالِبِيّ. ويوجد بين فتحتي الحالبين مساحةٌ مرتفعةٌ من الأنسجة تُسمَّى قمة بين الحالبين، صانعةً الحد الأعلى لمثلث المثانة. مثلث المثانة هو منطقة العضلات الملساء التي تشكل أرضية المثانة أعلى مجرى البول. وتكون الأنسجة ملساء لسهولة تدفق البول من وإلى هذا الجزء من المثانة، على النقيض من السطح غير النظامي الذي شكلته الغُضُون.

في الذكور، تقع غدة البروستاتا خارج فتحة الإحليل. ويسبب الفص الأوسط من البروستاتا ارتفاعًا في الغشاء المخاطي وراء فتحة مجرى البول الداخلية يُسمَّى لَهَاةُ المثانة البولية. يمكن أن تتضخم اللهاة عند تضخُّم البروستاتا. تقع المثانة تحت التجويف البريتوني بالقرب من أرضية الحوض وراء الارتفاق العاني. في الذكور، تقع أمام المستقيم، مفصولة عنه بواسطة الجيب المستقيمي المثاني، وتدعمها ألياف العضلة الرافعة للشرج وغدة البروستاتا. بينما في الإناث، فإنها تقع أمام الرحم مفصولة عنه بواسطة الجيب الرحمي المثاني، ويدعمها العضلة الرافعة للشرج والجزء العلوي من المهبل. يكون سُمْك جدار المثانة البولية عادةً 3-5 ملم. وعند تمدده، يكون سمكه أقل من 3 مم.[6][6]

الجدران الداخلية لها سلسلة من الحافَّات، والطيات المخاطية السميكة المعروفة باسم الغُضُون التي تسمح بتمدد المثانة.

التشريح المِجْهري

خارج المثانة محميٌّ بغشاء مصلي، وجدار المثانة نفسه هو عضلات ملساء.[7] ويُبطَّن الجانب الداخلي للمثانة بغشاء مخاطي يتكون من الكِنان السكري (غطاء بروتيني سكري يغطي العديد من الخلايا) الذي يحمي الخلايا تحته من البول والظهارة البولية (غشاء قاعدي) وهو شكل من الظهارة الانتقالية. كما توفر البطانة المخاطية حاجزًا ضد مرور العدوى.[8]

الظهارة البولية

العضلة الدافعة للبول

العضلة النافصة المثانية أو العضلة الدافعة للبول هي طبقة من جدار المثانة البولية مُكوَّنة من ألياف العضلات الملساء المُرتَّبة في حزم حلزونية وطولية ودائرية. ترسل مستقبلات التمدد في المثانة إشارة إلى الجهاز العصبي السمبتاوي لقبض العضلة الدافعة للبول عند تمدد المثانة. وهذا يشجع المثانة على طرد البول من خلال مجرى البول.

الإمداد الدموي واللمفاوي

تتغذى المثانة عن طريق الشرايين المثانية وتنضبها الأوردة المثانية. يقوم الشريان المثاني العلوي بإمداد الدم إلى الجزء العلوي من المثانة، ويقوم الشريان المثاني السفلي، بتوفير إمدادات الدم للجزء السفلي منها. وكلاهما فروع من الشرايين الحرقفية الداخلية. كما توفر الشرايين الرحمية والشرايين المهبلية الدم في الإناث. يبدأ الصرف الوريدي من المثانة في شبكة من الأوعية الصغيرة على السطوح الخارجية والظهرية للمثانة. والتي تتجمع وتمر إلى الوراء على طول الأربطة الجانبية للمثانة لتصب في الأوردة الحرقفية الداخلية.

يبدأ الصرف اللمفاوي من المثانة في سلسلة من الشبكات في جميع أنحاء الطبقات المخاطية والعضلية والمصلية. من ثَمَّ تتشكل ثلاث مجموعات من الأوعية: مجموعة بالقرب من مثلث المثانة لصرف الجزء السفلي من المثانة، ومجموعة لصرف الجزء العلوي من المثانة، ومجموعة أخرى لصرف السطح الخارجي للمثانة. وتصب معظم هذه الأوعية في الغدد الليمفاوية الحرقفية الخارجية.

التغذية العصبية

تتلقى المثانة التعصيب الحركي من الألياف الوُدِّية، والتي ينشأ معظمها من الضفائر والأعصاب الخَثَلية السفلية والعلوية، والألياف اللا وُدِّية، التي تنشأ من الأعصاب الحشوية الحوضية.[9]

ينتقل الإحساس من المثانة إلى الجهاز العصبي المركزي عن طريق الألياف الحشوية الواردة. والتي تتبع مسار الأعصاب الوُدِّية الصادرة على السطح العلوي إلى الجهاز العصبي المركزي، في حين أنها على الجزء السفلي من المثانة تتبع مسار الأعصاب اللا وُدِّية الصادرة.

لخروج البول من المثانة، يجب أن يتم فتح كل من العضلة الداخلية العاصرة المستقلة (في الذكور) والعضلة العاصرة الخارجية الإرادية. ويمكن أن تؤدي إصابات هذه العضلات إلى سلس البول.[10]

نمو المثانة

تنشأ المثانة البولية البشرية من الجيب البولي التناسلي، وتكون في البداية متصلة مع السِّقاء في الجنين. تتطور الأجزاء العلوية والسفلية من المثانة بشكل منفصل ويلتحما معًا في منتصف مراحل نموها. في هذا الوقت يتحرك الحالبان من قنوات الكلوة الجنينية الموسطة إلى مثلث المثانة. في الذكور، تقع قاعدة المثانة بين المستقيم والارتفاق العاني. وتوجد أعلى البروستاتا، ومفصولة عن المستقيم بواسطة الجيب المستقيمي المثاني. في الإناث، تقع المثانة أدنى الرحم وأمام المهبل. وبالتالي، تكون سعتها القصوى أقل مما كانت عليه في الذكور. وتُفصَل عن الرحم بواسطة الجيب الرحمي المثاني. في الرضع والأطفال الصغار، تقع المثانة البولية في البطن حتى عندما تكون فارغة.[11]

الوظيفة

يُنتَج البول عن طريق الكلى، ويتجمع في المثانة قبل التخلص منه عن طريق عملية التبول. تحمل المثانة البولية عادةً 300-350 مل من البول. وعند تراكُم البول، تتسطح الغُضُون ويتمدد جدار المثانة، مما يسمح للمثانة بتخزين كميات أكبر من البول دون زيادة كبيرة في الضغط الداخلي.[12] يتم التحكم في التبول عن طريق مركز التبول الجِسْري في جذع الدماغ.

الأهمية الطبية

التكلُّسات على جدار المثانة الناجمة عن داء البلهارسيات البولي

يمكن أن يكون التبول المتكرر نتيجةً لزيادة إنتاج البول وصِغَر سعة المثانة والتهيج أو الإفراغ غير المكتمل. يزداد عدد مرات التبول في الذكور المصابين بتضخم البروستاتا. ويمكن تعريف المثانة مُفرِطة النشاط عندما يتبول الشخص أكثر من ثماني مرات في اليوم الواحد.[13] ويمكن أن تسبب المثانة مفرطة النشاط في كثير من الأحيان سلس البول. على الرغم من ثبوت أن كل من حجم البول ومرات التبول لهما نظم يوماوي، وهذا يعني دورات ليلًا ونهارًا،[14] إلا أنه لم يتضح كيف يختل ذلك في المثانة مفرطة النشاط، ويمكن أن يساعد الاختبار الديناميكي للبول على شرح الأعراض. المثانة غير النشطة هي الحالة التي يكون فيها صعوبة في تمرير البول. كذلك قد يشير التبول المتكرر في الليل إلى وجود حصوات في المثانة.

البيلة الجرثومية هي وجود بكتيريا في البول والتي يمكن أن تشير إلى عدوى المسالك البولية مثل التهاب المثانة.

رتْجُ المثانة

تشمل الأمراض في المثانة أو المتعلقة بها:

في الحيوانات الأخرى

توجد المثانة البولية في معظم أنواع المملكة الحيوانية، ولكنها متنوعة جدًا في الشكل، وتكون في بعض الحالات مختلفة عن المثانة البولية في البشر.[15] فالمثانة البولية في السلاحف رقيقة جدًا ويسمح تنظير المثانة بتصوير الأعضاء الداخلية. بينما مثانة الخنازير مشابهة جدًا للمثانة في الإنسان.[16]

تصيب حصوات المثانة العديد من الحيوانات، بشكل شائع القطط والكلاب ولكن من الممكن حدوثها أيضًا في حيوانات أخرى بما في ذلك السلحفاة.

صور

انظر أيضًا

مراجع

  1. قاموس المورد، البعلبكي، بيروت، لبنان.
  2. Boron, Walter F.; Boulpaep, Emile L. (2016). Medical Physiology. 3: Elsevier Health Sciences. صفحة 738. ISBN 9781455733286. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 01 يونيو 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: location (link)
  3. Walker-Smith, John; Murch, Simon (1999). Cardozo, Linda (المحرر). Diseases of the Small Intestine in Childhood (الطبعة 4). CRC Press. صفحة 16. ISBN 9781901865059. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 01 يونيو 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Netter, Frank H. (2014). Atlas of Human Anatomy Including Student Consult Interactive Ancillaries and Guides (الطبعة 6th edition.). Philadelphia, Penn.: W B Saunders Co. صفحات 346–348. ISBN 978-14557-0418-7. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "SEER Training:Urinary Bladder". training.seer.cancer.gov (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Page 12 in: Uday Patel (2010). Imaging and Urodynamics of the Lower Urinary Tract. Springer Science & Business Media. ISBN 9781848828360. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) نسخة محفوظة 19 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. Fry, CH; Vahabi, B (October 2016). "The Role of the Mucosa in Normal and Abnormal Bladder Function". Basic & clinical pharmacology & toxicology. 119 Suppl 3: 57–62. doi:10.1111/bcpt.12626. PMID 27228303. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Janssen, DA (January 2013). "The distribution and function of chondroitin sulfate and other sulfated glycosaminoglycans in the human bladder and their contribution to the protective bladder barrier". The Journal of urology. 189 (1): 336–42. PMID 23174248. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Moore, Keith; Anne Agur (2007). Essential Clinical Anatomy, Third Edition. Lippincott Williams & Wilkins. صفحات 227–228. ISBN 0-7817-6274-X. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. "Urinary Incontinence - Causes". NHS. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 21 أغسطس 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Moore, Keith L.; Dalley, Arthur F (2006). Clinically Oriented Anatomy (الطبعة 5th). Lippincott Williams & Wilkins. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Marieb, Mallatt (2013). "23". Human Anatomy (الطبعة 5th). Pearson International. صفحة 700. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. "Overactive Bladder". Cornell Medical College. مؤرشف من الأصل في 02 يونيو 2016. اطلع عليه بتاريخ 21 أغسطس 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  14. Negoro, Hiromitsu (2012). "Involvement of urinary bladder Connexin43 and the circadian clock in coordination of diurnal micturition rhythm". doi:10.1038/ncomms1812. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  15. Davis JR, DeNardo DF. The urinary bladder as a physiological reservoir that moderates dehydration in a large desert lizard, the Gila monster Heloderma suspectum.J Exp Biol. 2007 Apr;210(Pt 8):1472-80.
  16. Inoue, R.; Brading, A. F. (1991-08-01). "Human, pig and guinea-pig bladder smooth muscle cells generate similar inward currents in response to purinoceptor activation". British Journal of Pharmacology. 103 (4): 1840–1841. ISSN 0007-1188. PMC 1908179. PMID 1912975. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    كتب
    • editor-in-chief, Susan Standring ; section editors, Neil R. Borley; et al. (2008). Gray's anatomy : the anatomical basis of clinical practice (الطبعة 40th). London: Churchill Livingstone. ISBN 978-0-8089-2371-8. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Explicit use of et al. in: |مؤلف1= (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link) صيانة CS1: نص إضافي: قائمة المؤلفون (link)

    روابط خارجية

    • بوابة تشريح
    • بوابة طب
    • بوابة علم وظائف الأعضاء
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.