تخطيط الصدى الطبي

تخطيط الصدى[1] أو التخطيط التصواتي[2] (ويقال مجازا إجراء الأشعة الصوتية) هي صور تستخدم الموجات فوق الصوتية (أي الموجات التي تفوق قدرة سمع الإنسان، وتبدأ من 20 ألف هرتز)، أي أنها موجات ذات ترددات عالية نسبيا بحيث أن الأذن البشرية لا تستطيع أن تسمعها.

الاسم الدارج للموجات التصواتية (فوق الصوتية) هو الموجات الصوتية مع أنه لا يمثل حقيقة الموجات المستخدمة. وتستخدم في تشخيص والعلاج أيضا فهي تقوم بتصوير الأنسجة والأعضاء وغيرها ويشيع استخدامها في طب النساء والتوليد.

وفقًا للعضو أو الجهاز

يُستخدم تخطيط الصدى (التصوير بالأمواج فوق الصوتية) بشكل واسع في الطب. يسمح تخطيط الصدى بتنفيذ الإجراءات التشخيصية والعلاجية، إذ يُستخدم لتوجيه الأدوات الأخرى في الإجراءات التداخلية كالخزعات أو نزح السوائل. يلتقط اختصاصيو تخطيط الصدى صورًا يفسرها أطباء الأشعة، وهم أطباء متخصصون في تطبيق مجموعة واسعة من أساليب التصوير الطبي وتفسيرها، أو أطباء الأمراض القلبية في حال تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية (تخطيط صدى القلب). يستخدم الأطباء (وغيرهم من مقدمي الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعاية مباشرةً للمريض) التخطيط بالأمواج فوق الصوتية في العيادة أو المستشفى (تخطيط الصدى في نقاط الرعاية).

تخطيط الصدى الطبي فعال في تصوير الأنسجة الرخوة في الجسم. تُصوَّر البنى السطحية كالعضلات، والأوتار، والخصية، والثدي، والغدة الدرقية والغدد جارات الدرقية، والدماغ عند الأطفال، جميعها باستخدام ترددات عالية (7-18 ميغاهرتز)، فهي توفر أفضل استبانة خطية (محورية) وأفقية (جانبية). تُصوَّر البُنى الأعمق كالكبد والكليتين باستخدام ترددات أقل (1-6 ميغاهرتز)، وتكون الاستبانة المحورية والجانبية الناتجة أقل نتيجة التوضع العميق لهذه الأعضاء.

يمكن استخدام مسبار الأمواج فوق الصوتية العام لمعظم أغراض التصوير الصدوي، بينما تحتاج بعض التطبيقات الخاصة إلى استخدام مسابير مخصصة. تُنفذ معظم الإجراءات باستخدام مسبار على سطح الجسم، ولكن من الممكن أن يصبح التشخيص أكثر موثوقية في كثير من الأحيان عند وضع المسبار داخل الجسم. ولهذا تُستخدم مسابير متخصصة، ومنها المسبار المهبلي، والمستقيمي، والمسبار المريئي. يمكن في بعض الحالات تركيب مسبار صغير جدًا على قثطرة ذات قطر صغير تُدخل إلى الأوعية الدموية لتصوير جدرانها وآفاتها.

علم التخدير

في علم التخدير، يشيع استخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية لتوجيه الإبرة عند حقن محلول التخدير الموضعي بالقرب من الأعصاب. يُستخدم أيضًا لتأمين المدخل الوعائي عند وضع القنية الوريدية المركزية، والقنية الشريانية صعبة التطبيق. كثيرًا ما يستخدم أطباء التخدير العصبي الدوبلر عبر الجمجمة للحصول على معلومات حول سرعة التدفق في الأوعية الدماغية القاعدية.

علم الأوعية الدموية

في علم الأوعية الدموية أو طب الأوعية الدموية، تُستخدم الأمواج فوق الصوتية الثنائية (التصوير بالنمط بي B مع قياس التدفق الدوبلري) لتشخيص أمراض الشرايين والأوردة. هذا النوع من التصوير مهم بشكل خاص في طب الأعصاب، إذ يُستخدم تخطيط الصدى السباتي لتقييم تدفق الدم والتضيقات في الشرايين السباتية، ويُستخدم الدوبلر عبر الجمجمة لقياس تدفق الدم في الشرايين داخل الدماغ.

طب القلب

تخطيط صدى القلب أداة أساسية في الأمراض القلبية، يساعد في تقييم وظيفة صمامات القلب، مثل التضيق أو القصور، وقوة انقباض (تقلص) العضلة القلبية، وكشف الضخامة أو التوسع في الأجواف القلبية (البطينين والأذينين).

طب الطوارئ

هناك تطبيقات كثيرة لاستخدام الأمواج فوق الصوتية في نقاط الرعاية في حالات الطوارئ. يشمل ذلك التمييز بين الأسباب القلبية والأسباب الرئوية لتوقف التنفس الحاد، والتقييم المركّز للرضوض باستخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية لتقييم الاندحاس القلبي أو تدمي الصفاق بعد الرضوض. من الاستخدامات الأخرى في طب الطوارئ التفريق بين أسباب الآلام البطنية كالحصيات المرارية أو الحصيات الكلوية. تتمتع برامج الإقامة في طب الطوارئ بتاريخ حافل من التشجيع على استخدام تخطيط الصدى الطبي في الممارسة الطبية في أثناء تدريب الأطباء.

طب الجهاز الهضمي/جراحة القولون والمستقيم

يُستخدم تخطيط الصدى عبر البطن أو داخل الشرج كثيرًا في طب الجهاز الهضمي وجراحة القولون والمستقيم. في تخطيط الصدى عبر البطن، تُصور الأعضاء الصلبة في البطن مثل البنكرياس، والشريان الأبهر، والوريد الأجوف السفلي، والكبد، والمرارة، والقنوات الصفراوية، والكليتين، والطحال. تعيق الغازات في الأمعاء الأمواج  فوق الصوتية وتخفف الدهون من هذه الأمواج بدرجات متفاوتة، ما يحد أحيانًا من القدرة التشخيصية للأمواج فوق الصوتية. قد تظهر الزائدة الملتهبة في التخطيط الصدوي (التهاب الزائدة الدودية على سبيل المثال)، وتكون الأمواج فوق الصوتية هي الخيار التصويري الأول في هذه الحالات، فهي تجنّب المريض التعرض غير الضروري للأشعة، لكننا نحتاج في كثير من الأحيان إلى إتباعها بطرق التصوير الأخرى كالتصوير المقطعي المحوسب. يُستخدم تخطيط الصدى داخل الشرج بشكل خاص عند استقصاء الأعراض الشرجية كسلس البراز أو صعوبة التغوط. يظهر تخطيط الصدى تشريح المحيط الشرجي القريب، وهو قادر على اكتشاف المشاكل الخفية مثل تمزق العضلة العاصرة الشرجية. يسمح التصوير بالأمواج فوق الصوتية بكشف أورام الكبد وتحديد صفاتها.

طب النساء وطب التوليد

يسمح تخطيط الصدى الطبي بفحص الأعضاء الحوضية عند الإناث (خاصة الرحم، والمبيضين، وقناتي فالوب)، بالإضافة إلى المثانة، وملحقات الرحم، ورتج دوغلاس. يُستخدم في هذا الإطار مسابير خاصة للفحص عبر جدار الحوض ذات سطح منحنٍ وقطاعي، بالإضافة إلى استخدام المسابير المخصصة كالمسبار المهبلي.

طُور تخطيط الصدى التوليدي في أواخر خمسينيات القرن العشرين وستينياته على يد السير إيان دونالد، وهو يُستخدم بشكل شائع في أثناء الحمل لمتابعة تطور الجنين ومظهره. يمكن استخدامه لكشف الكثير من الحالات المؤذية للأم و/أو المولود التي تبقى دون تشخيص أو يتأخر تشخيصها بغياب التصوير بالأمواج فوق الصوتية. يُعتقد حاليًا أن خطر ترك هذه الحالات دون تشخيص أكبر من الخطر الصغير المحتمل المرتبط بالتعرض للأمواج فوق الصوتية. لكن استخدامه للأغراض غير الطبية مثل مقاطع الفيديو والصور «التذكارية» الخاصة بالجنين غير محبذ.[3]

يُستخدم تخطيط الصدى التوليدي بشكل رئيسي من أجل:

  • تحديد تاريخ الحمل (العمر الحملي)
  • التحقق من عيوشية الجنين
  • تحديد موقع الجنين، داخل الرحم أم خارجه
  • تحديد موقع المشيمة بالنسبة لعنق الرحم
  • معرفة عدد الأجنة (الحمل المتعدد)
  • الكشف عن التشوهات الجسدية الكبرى
  • تقييم نمو الجنين (لكشف مظاهر تحدّد النمو داخل الرحم)
  • التحقق من حركة الجنين ونبض القلب
  • تحديد جنس المولود

وفقًا للجنة الأوروبية لسلامة الأمواج فوق الصوتية الطبية:[4]

يجب إجراء الفحص بالأمواج فوق الصوتية حصرًا بيد أشخاص أكفاء مدربين ومطلعين على التحديثات المتعلقة بالسلامة. ينتج عن استخدام الأمواج فوق الصوتية حرارة، وتغيرات في الضغط، واضطرابات ميكانيكية في الأنسجة. قد تؤدي الأمواج المستخدمة في التشخيص إلى ارتفاع درجة الحرارة في الأنسجة إلى مستوى مؤذٍ للأعضاء الحساسة والمضغة/الجنين. أُبلغ عن تأثيرات بيولوجية غير حرارية عند الحيوانات، ولكن حتى الآن، لم تظهر أي آثار من هذا القبيل عند البشر، إلا عند وجود فقاعات ميكروية في المواد الظليلة.

يجب توخي الحذر، واستخدام الأمواج منخفضة الطاقة، وتجنب توجيه موجات نبضية نحو دماغ الجنين ما لم يُطلب ذلك في الحمول عالية الخطورة.

أجهزة الأمواج فوق الصوتية مزودة بتقنيات دوبلرية مختلفة لتصوير الشرايين والأوردة. الأكثر شيوعًا هو الدوبلر الملون أو الدوبلر الطاقيّ، بالإضافة إلى تقنيات أخرى مثل التدفق من النمط ب  تُستخدم لإظهار تدفق الدم في الأعضاء. يمكن حساب سرعة تدفق الدم باستخدام الدوبلر ذي الأمواج النابضة أو الدوبلر ذي الأمواج المستمرة.

تُظهر الأرقام الصادرة عن حكومة المملكة المتحدة (وزارة الصحة) في الفترة 2005-2006 أن استخدامات الأمواج فوق الصوتية غير التوليدية شكلت أكثر من 65% من إجمالي فحوصات الأمواج فوق الصوتية المُجراة.

ديناميكا الدم (الدورة الدموية)

يمكن قياس سرعة جريان الدم في الأوعية الدموية المختلفة، كالشريان المخي الأوسط أو الأبهر النازل، باستخدام تخطيط الصدى الدوبلري منخفض التكلفة نسبيًا قليل الخطورة. يوصل مسبار جهاز الدوبلر بشاشة محمولة. وبذلك، يمكن تقييم التدفق الدموي في الأوعية بالحد الأدنى من التدخل الجراحي عبر الجلد (غير ثاقب للوعاء) أو بشكل غير غازي.[5] من الأمثلة الشائعة الدوبلر عبر الجمجمة، والدوبلر المريئي، والدوبلر فوق القص.

طب حديثي الولادة

في طب حديثي الولادة، يمكن استخدام الدوبلر عبر الجمجمة لتقييم التشوهات البنيوية الدماغية، والنزف، وتضخم البطينات،  واستسقاء الدماغ، وأذيات انعدام التأكسج (تلين المادة البيضاء حول البطينات). يمكن أخذ الصور بالأمواج فوق الصوتية عبر وضع المسبار على البقع الطرية في جمجمة الأطفال حديثي الولادة (اليوافيخ) قبل أن تنغلق تمامًا في عمر السنة تقريبًا، إذ يشكل تعظمها حاجزًا صوتيًا لا تخترقه الأمواج فوق الصوتية. الموقع الأكثر شيوعًا لوضع المسبار في الجمجمة هو اليافوخ الأمامي. كلما كانت مساحة اليافوخ أصغر، انخفضت جودة الصورة.

استخدامها للتشخيص

  • متابعة وتصوير الجنين أثناء فترة الحمل.
  • تشخيص عدد من أمراض القلب والصمامات القلبية، ومن فوائد هذه الطريقة أن التصوير يتم أثناء عمل القلب، وتكون الصور وظيفية، أي أثناء أداء القلب والصمامات لوظائفها الحيوية.
  • تشخيص عدد من الأمراض البطنية، مثل حصى المرارة، التهابات المرارة، حصى الكلى، التهابات الأمعاء، الكشف عن التغيرات المرضية في الكبد والأمعاء والبنكرياس... الخ من الأمراض المتعددة التي تصيب البطن.
  • الكشف المبكر عن حالات خلع الورك عند المواليد الجدد.

استخدامها للعلاج

صورة موجات فوق صوتية لجنين داخل الرحم في أسبوعه الرابع عشر

من الاستخدامات المهمة للموجات التصواتية هو استخدامها في الطب وبالذات في الكشف عن الجنين في بطن أمه وهل هو حي أم ميت، حيث أنه عندما يسلط الطبيب مصدر تلك الموجات على رحم الام تنعكس تلك الموجات وعندما يكون قلب الجنين ينبض فان زمن انعكاس أو ارتداد تلك الموجات يختلف تبعا لانقباض عضلة قلب الجنين وانبساطها وذلك يعود لتغيير بسيط في المسافة التي تقطعها الموجة قبل أن ترتد، مما يعطي الجهاز المستقبل للموجات المنعكسة الفرصة لتسجيل تلك النبضات وبالتالي تظهر على شاشة الطبيب حركة القلب أي أن الجنين يكون حيا، لكن لو كان الجنين ميتا فإن الموجات ترتد في نفس الزمن. كما ان تستخدم الموجات فوق الصوتية في تشخيص اورام البطن والحوض وفي الكشف عن العديد من امراض الجهاز الهضمي والبولي وكذا في فحص الغدة الدرقية والثدى إلى جانب فحص الخصية ويستخدم نظام خاص وهو الدوبلير في معاينة جريان الدم في الاوعية الدموية لذا فهو يستخدم في تشخيص امراض الاوعية الدموية.

وللموجات فوق السمعية استخدامات أخرى عديدة حيث تستخدم في تقدير عمق البحار والمحيطات والكشف عن التجمعات السمكية والجبال الجليدية في البحار والمحيطات ويستخدم القانون التالي في تقدير عمق البحار والمحيطات : المسافة = (سرعة موجة الصوت ×الزمن)÷2

و تستخدم أيضا هذه الموجات في فحص لحام المعادن والمسبوكات حيث يتم تسليط هذه الموجات باستخدام أجهزة خاصة وقياس شدة الموجات المنعكسة وبالتالي يمكن الكشف عن المناطق التي لم يكتمل لحامها جيدا أو التي تحتوي فقاعات من الهواء.

كما تستخدم الموجات فوق السمعية في تعقيم المواد الغذائية وتستخدم في المجالات الطبية في تفتيت حصيات الكلى والحالبين.

الدوبلر

صورة لشاشة جهاز دوبلر يظهر فيها رسم تخطيطي لنبض الشريان السباتي

يمكن تحسين صورة الأمواج باستخدام تأثيرات الدوبلر والذي يستعمل لدراسة جريان الدم بالأوعية الدموية، لذلك فاستخدامه مفيد في الدراسات القلبية الوعائية.

تكون الصورة عادةً ملونة، فيظهر الدم اما بلون أحمر أوأزرق حسب اتجاه الجريان بالنسبة للمجس الفاحص. ويقدم الجهاز معلومات ممتازة في تقييم صمامات القلب وارتفاع الضغوط الدموية في الأوعية الدموية.

معرض الصور

مراجع ومصادر

  1. المعجم الطبي الموحد.
  2. المعجم الطبي الموحد - ويسميها البعض الموجات فوق الصوتية أو موجات دوبلر التصواتية أو الموجات فوق السمعية
  3. "Avoid Fetal "Keepsake" Images, Heartbeat Monitors". U.S. food and Drug Administration. U.S. Government. مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 11 سبتمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Clinical Safety Statements نسخة محفوظة 2012-06-26 على موقع واي باك مشين.. Efsumb.org. Retrieved on 2011-11-13. [وصلة مكسورة]
  5. "Applications » Uscom". مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    اقرأ أيضا

    • بوابة صور رقمية
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.