عقل باطن

العقل الباطن ويسمى أيضاً العقل اللاواعي، واللاشعور، هو مفهوم يشير إلى مجموعة من العناصر التي تتألف منها الشخصية، بعضها قد يعيه الفرد كجزء من تكوينه، والبعض الآخر يبقى بمنأى كلي عن الوعي.[1][2] وقد تم صياغة هذا المصطلح من قِبَل الفيلسوف الرومانسي فريدريك شيلنغ في القرن الثامن عشر، وبعد ذلك ظهر في الشعر والكتابة للكاتب صموئيل تايلور كوليردج.[3][4] بعض الأمثلة النادرة السابقة لمصطلح "اللاوعي" يمكن العثور عليها في عمل الطبيب والفيلسوف الألماني في القرن الثامن عشر إرنست بلانتر.[5][6] وهناك اختلاف بين المدارس الفكرية بشأن تحديد هذا المفهوم على وجه الدقة والقطعية، إلا أن العقل الباطن على الإجمال هو كناية عن مخزن للاختبارات المترسبة بفعل القمع النفسي، فهي لا تصل إلى الذاكرة. ويحتوي العقل الباطن على المحركات والمحفزات الداخلية للسلوك، كما أنه مقر الطاقة الغريزية الجنسية والنفسية بالإضافة إلى الخبرات المكبوتة.

جزء من مجموعة مقالات
التحليل النفسي
بوابة علم النفس

القوانين الحاكمة

قانون التفكير المتساوي

والذي يعني أن الأشياء التي تفكر بها والتي سترى منها الكثير ستجعلك ترى شبهها بالضبط، فلو كنت تفكر بالسعادة فستجد أشياء أخرى تذكرك بالسعادة وهكذا، وهذا الذي يوصلك للقانون الثالث. أن التفكير ليس وحده يجعل الإنسان يشعر بالسعادة وإنما شعور الإنسان في حين أن يصل بعقله إلى الخيال العقلي يعتقد فيه الإنسان بأنه في عالم آخر وقد يفضل هذا العالم عن العالم الذي نحيا فيه.

قانون التجاذب

و الذي يعني أن أي شيء تفكر به سوف ينجذب إليك ومن نفس النوع، أي أن العقل يعمل كالمغناطيس، فإن كنت مثلا تفكر بشيء إيجابي فسوف ينجذب إليك ومن نفس النوع وكذلك الأمر إن كنت تفكر بشيء سلبي، ويعد هذا القانون من أخطر القوانين، فالطاقة البشرية لا تعرف مسافات ولا تعرف أزمنة ولا أماكن، فأنت مثلا لو فكرت في شخص ما ولو كان على بعد آلاف الأميال منك فإن طاقتك سوف تصل إليه وترجع إليك ومن نفس النوع، كما لو كنت تذكر شخصاً ما فتفاجئ بعد قليل برؤيته ومقابلته وهذا كثيرا ما يحصل.

قانون المراسلات

و الذي يعني أن عالمك الداخلي هو الذي يؤثر على العالم الخارجي، فإذا تبرمج الإنسان بطريقة إيجابية يجد أن عالمه الخارجي يؤكد له ما يفكر به وكذلك الأمر إن تبرمج بطريقة سلبية.

قانون الانعكاس

و الذي يعني أن العالم الخارجي عندما يرجع إليك سوف يؤثر على عالمك الداخلي، فعندما تُوجه لك كلمة طيبة سوف تؤثر في نفسك وتكون ردة فعلك بنفس الأسلوب فترد على هذا الشخص بكلمة طيبة أيضا، وهذا يوصلنا للقانون السادس.

قانون التركيز (ما تركز عليه تحصل عليه)

والذي يعني أن أي شيء تركز عليه سوف يؤثر في حكمك على الأشياء وبالتالي على شعورك وأحاسيسك، فأنت الآن إن ركزت مثلا على التعاسة فسوف تشعر بمشاعر وأحاسيس سلبية وسيكون حكمك على هذا الشيء سلبي، وبالمقابل فأنت إن ركزت على السعادة فسوف تشعر بمشاعر وأحاسيس إيجابية، أي أن بإمكانك أن تركز على أي شيء سواء كان إيجابيا أو سلبا.

قانون التوقع

والذي يقول أن أي شيء تتوقعه وتضع معه شعورك وأحاسيسك سوف يحدث في عالمك الخارجي، وهو من أقوى القوانين، لأن أي شيء تتوقعه وتضع معه شعورك وأحاسيسك سوف تعمل على إرسال ذبذبات تحتوي على طاقة والتي ستعود إليك من جديد ومن نفس النوع، فأنت إن توقعت أنك ستفشل في الامتحان ستجد نفسك غير قادر على التفكير وأنك عاجز عن الإجابة على الأسئلة وهكذا، لذا عليك الانتباه جيدا إلى ما تتوقعه لأنه هناك احتمال كبير جدا أن يحصل في حياتك، فكثيرا ما يتوقع الإنسان أنه الآن إذا ركب سيارته فلن تعمل وبالفعل عندما يركبها ويحاول تشغيلها لا تعمل.

قانون الاعتقاد

و الذي يقول أن أي شيء معتقد فيه (بحصوله) وتكرره أكثر من مرة وتضع معه شعورك وأحاسيسك سوف تتبرمج في مكان عميق جدا في العقل اللاواعي، كمن لديه اعتقاد بانه أتعس إنسان في العالم، فيجد أن هذا الأعتقاد أصبح يخرج منه ودون أن يشعر وبشكل أوتوماتيكي ليحكم بعد ذلك سلوكك وتصرفاتك، وهذا الأعتقاد لا يمكن أن يتغير إلا بتغيير التفكير الأساسي الذي أوصلك لهذا الاعتقاد، مثل أني خجول أو أني غير محظوظ أو أني فاشل، وهذه كلها اعتقادات سلبية طبعا[بحاجة لمصدر].

قانون التراكم

و الذي يقول أن أي شيء تفكر فيه أكثر من مرة وتعيد التفكير فيه بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة سوف يتراكم في العقل اللاواعي، كمن يظن نفسه متعباً نفسيا فيأخذ بالتفكير في هذا الأمر ثم يرجع في اليوم التالي ويقول لنفسه أنا متعبٌ نفسيا وكذلك الأمر في اليوم التالي، فيتراكم هذا الشيء لديه يوما بعد يوم، كذلك كمن يفكر بطريقة سلبية فيبدأ يتراكم هذا التفكير لديه وكل مرة يصبح أكثر سلبية من المرة السابقة وهكذا.

قانون العادات

إن ما نكرره باستمرار يتراكم عدة مرات كما قلنا سابقا حتى يتحول إلى عادة دائمة، حيث من السهل أن تكتسب عادة ما ولكن من الصعب التخلص منها، ولكن العقل الذي تعلم هذه العادة بإمكانه أن يتخلص منها وبنفس الأسلوب.

قانون الفعل ورد الفعل (قانون السببية)

فأي سبب سوف يكون له نتيجة حتمية وأنت عندما تكرر نفس السبب سوف تحصل بالتأكيد على نفس النتيجة، أي أن النتيجة لا يمكن أن تتغير إلا إذا تغير السبب، ونذكر هنا مقولة من الخطأ أن تحاول حل مشاكلك بنفس الطريقة التي أوجدت هذه المشكلة، فأنت مثلا ما دمت تفكر بطريقة سلبية سوف تبقى تعيسا ولن تصبح سعيدا ما دمت تفكر بهذه الطريقة فالنتيجة لا يمكن أن تتغير إلا إذا تغير السبب.

قانون الاستبدال

فمن أجل أن أغير أي قانون من القوانين السابقة لا بد من استخدام هذا القانون، حيث بإمكانك أن تأخذ أي قانون من هذه القوانين وتستبدلها بطريقة أخرى من التفكير الإيجابي، فمثلا لو كنت تتحدث مع صديق لك عن شخص ما وتقولون عنه بأنه إنسان سلبي هل تدري مالذي فعلته؟! أنت بذلك أرسلت له ذبذبات وأرسلت له طاقة تجعله يتصرف بطريقة أنت تريد أن تراها، وبالتالي عندما يتصرف هذا الشخص بطريقة سلبية تقول : أرأيت هاهو يتصرف بطريقة سلبية ولكنك أنت الذي جعلته يتصرف بهذه الطريقة.

لذا علينا الأنتباه جيدا إلى قوانين العقل اللاواعي لأنه بإمكانك جعلها تعمل ضدك أو لصالحك، فقوانين العقل اللاواعي لا يمكننا تجاوزها أو تجاهلها تماما مثلما نتحدث عن قانون الجاذبية، لذا عليك بالبدأ ومن اليوم باستخدام هذه القوانين لصالحك بدلاً من أن تعمل ضدك، وكلما وجدت تفكيراً سلبياً قم بإلغائه وفكر بشكل إيجابي.

راجع أيضا

مراجع

  1. Greenwald AG, Draine SC, Abrams RL (September 1996). "Three cognitive markers of unconscious semantic activation". Science. 273 (5282): 1699–702. doi:10.1126/science.273.5282.1699. PMID 8781230. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. ch. 6, § 3) نسخة محفوظة 03 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. Bynum; Browne; Porter (1981). The Macmillan Dictionary of the History of Science. London. صفحة 292. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Christopher John Murray, Encyclopedia of the Romantic Era, 1760-1850 (Taylor & Francis, 2004: (ردمك 1-57958-422-5)), pp. 1001–02.
  5. Ernst Platner, Philosophische Aphorismen nebst einigen Anleitungen zur philosophischen Geschichte, Vol. 1 (Leipzig: Schwickertscher Verlag, 1793 [1776]), p. 86. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 4 يوليو 2017. اطلع عليه بتاريخ 20 سبتمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  6. Augusto, L.M. (2010). "Unconscious knowledge: A survey". Advances in Cognitive Psychology. 6: 116–141. doi:10.2478/v10053-008-0081-5. مؤرشف من الأصل في 12 مايو 2006. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة العقل والدماغ
    • بوابة تفكير
    • بوابة علم النفس
    • بوابة فلسفة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.