شهاب الدين شاهجهان

السُّلطَانُ الأَعظَم والخَاقَانُ المُكرَّم شَاهِنشَاهِ السَّلْطَنَةِ الْهِنْدِيَّةِ والمَغُولِيَّةِ أَبُو الْمُظَفَّرِ صَاحِبقِرَان شِهَابُ الدِّينِ خُرَّم مُحمَّد شَاهجِهَان پَادِشَاه غَازِي بن مُحمَّد جِهَانكِير بن مُحمَّد أكبر الگوركاني (بالفارسية: السُّلطَانُ الأَعظَم والخَاقَانُ المُكرَّم شَاهِنشَاهِ السَّلْطَنَةِ الْهِنْدِيَّةِ والمُغَلِيَّةِ أَبُو الْمُظَفَّرِ صَاحِبقِرَان شِهَاب‌ُالدِّینِ خُرَّم مُحمَّد شَاهجِهَان پَادِشَاه غَازِى بن مُحمَّد جِهَانكِير بن مُحمَّد أكبر گورکانی، وبالأردية: السُّلطَانُ الأَعظَم والخَاقَانُ المُكرَّم شَہِنشَاہ السَّلْطَنَةِ الْهِنْدِيَّةِ والمُغَلِيَّةِ أَبُو الْمُظَفَّرِ صَاحِبقِرَان شِہَابُ الدِّينِ خُرَّم مُحمَّد شَاہجِہَاں پَادِشَاه غَازِى بن مُحمَّد جِهَانكِير بن مُحمَّد أكبر گورکانی) (21 ربيع الأوَّل 1000هـ - 17 رجب 1076هـ المُوافق فيه 5 كانون الثاني (يناير) 1592م - 22 كانون الثاني (يناير) 1666م)[la 2] المعروف اختصارًا بِـ«شاهجهان» أو «شاه جهان» أو «شاه جهان أعظم»، هو خامس سلاطين مغول الهند، وقد حكم بلاد آبائه من سنة 1073هـ المُوافقة لِسنة 1628م إلى سنة 1068هـ المُوافقة لِسنة 1658م.[la 3][2] لقَّبه والده بِـ«شاهجهان» أي «ملك العالم» بِالفارسيَّة،[la 4][3] وذلك لقاء كفائته العسكريَّة وحملاته الناجحة التي قام بها على بلاد الدكن، وسمح لهُ أن يكون الرّجُل الوحيد الذي يجلس في حضرته. لكن رُغم ذلك، شابت علاقة شاهجهان بِوالده جهانكير بضعة شوائب خِلال السنوات الأخيرة من عهد الأخير، وذلك بِفعل تدخُّل زوجة أبيه نورجهان في الحياة السياسيَّة، وعملها على إقصاء شاهجهان عن ولاية العهد وتنصيب أخيه الضعيف شهريار بدلًا منه، لكنَّ ذلك لم يُجدِ نفعًا، إذ تمكَّن شاهجهان من اعتلاء عرش المغول بُعيد وفاة أبيه، وأزاح شقيقه ومن نافسه من أعضاء البيت التيموري، بِدعمٍ من الساسة والجيش، وعفى عن كُل من تآمر ضدَّه.

هذه مقالة أو قسم تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها.
فضلًا أزل القالب لو لم تُجرى أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. لو كنت أنت المحرر الذي أضاف هذا القالب وتُحرر المقالة بشكلٍ نشطٍ حاليًّا، فضلًا تأكد من استبداله بقالب {{تحرر}} أثناء جلسات التحرير النشطة.
آخر من عدل المقالة كان باسم (نقاش | مساهمات) منذ 4 ثوانٍ (تحديث)
شهاب الدين شاهجهان
(بالفارسية: شهاب‌الدین مُحمَّد شاهجهان)‏ 

فترة الحكم
1037هـ\1628م - 1068هـ\1658م
نوع الحكم سُلطان مغول الهند
نور الدين جهانكير
أورنكزيب عالمكير
معلومات شخصية
الاسم الكامل أبو المُظفَّر شهاب الدين مُحمَّد خُرَّم شاهجهان[la 1]
الميلاد 21 ربيع الأوَّل 1000هـ\5 كانون الثاني (يناير) 1592م
لاهور،  سلطنة مغول الهند
الوفاة 17 رجب 1076هـ\22 كانون الثاني (يناير) 1666م (74 سنة)
قلعة أغرة، أغرة،  سلطنة مغول الهند
مكان الدفن تاج محل، أغرة،  سلطنة مغول الهند
الديانة مسلم سُني حنفي
الزوجة انظر
أبناء انظر
الأب نورُ الدين جهانكير
الأم بلقيس مكاني جگت گوسين
عائلة السُلالة التيمورية
سلالة سلاطين مغول الهند
الحياة العملية
اللغات الفارسية [1] 

واجه شاهجهان بعض المصاعب والاضطرابات في بداية عهده، لكنَّهُ تمكَّن من تذليل أغلبها، وشرع يُمكِّن دعائم دولة آبائه، فأبطل الكثير من البدع التي أدخلها جدِّه جلال الدين أكبر واستمرَّ بعضها خلال عهد والده جهانكير، وأثارت سخط المُجتمع الإسلامي في الهند، كما أجرى الكثير من الإصلاحات الإداريَّة، وشجَّع العُلُوم والآداب والفُنُون، ومكَّن رابطة رعيَّته بِالإسلام، فازدهرت دولته وبلغت شأنًا عظيمًا من الرُقي والتقدُّم، حتَّى عُدَّ عهده العصر الذهبي لِسلطنة مغول الهند.[la 5] وكان شاهجهان مُتدينًا مُتمسكًا بِالعقيدة والشعيرة السُنيَّة، فانعكس ذلك سلبًا على علاقته مع الصفويين، في حين انعكس إيجابًا على علاقته مع العُثمانيين، كما اشتهر بالحزم الشديد مع رجاله وعُمَّاله على الأمصار، وبِسهره على مصالح رعيَّته وحرصه على تحقيق العدل وإنزال العقاب بِمن يُلحقُ الضُرَّ بهم.[4]

من أبرز الأُمُور التي اشتهر بها شاهجهان في وسط العامَّة: شغفه وهيامه الكبيرين بِزوجته أرجمند بانو بيگم، التي لقَّبها «مُمتاز محل»، وحُبِّه الكبير لِلعمارة، بحيثُ شاد روائع مُعماريَّة عديدة، أصبح بعضها من أبرز المعالم المعماريَّة الإسلاميَّة في العالم، ومن الرُمُوز التاريخيَّة والثقافيَّة لِلهند، ومنها على سبيل المثال: الحصن الأحمر والمسجد الجامع لِمدينة تھتة وضريح تاج محل، الذي بُني خصيصًا لتُدفن فيه مُمتاز محل التي تُوفيت وهي بعدُ شابَّة. وفي أواخر عهده، أُصيب شاهجهان بِمرضٍ أقعده، فعجز عن مُباشرة الحُكم بِنفسه، فتصارع أبنائه على العرش، وكانت الغلبة في نهاية المطاف لِأورنكزيب، الذي كان أقدرهم دون مُنازع، فحجر على والده في قلعة أغرة وأحاطه بِمظاهر التكريم، وبقي شاهجهان مريضًا في حجره إلى أن أدركه الموت يوم 17 رجب 1076هـ المُوافق فيه 22 كانون الثاني (يناير) 1666م،[la 6] فنُقل جُثمانه ودُفن في تاج محل إلى جانب زوجته.

حياته قبل السلطنة

مولده وتربيته

مُنمنمة تُصوِّرُ أكبر (في الوسط) وهو يُسلِّم تاجه إلى حفيده خُرَّم مُحمَّد (يمينًا) في إشارةٍ إلى محبَّته له ورضاه عنه. القابع يسارًا هو جهانكير، ابن أكبر ووالد خُرَّم.

وُلد هذا السُلطان يوم 21 ربيع الأوَّل 1000هـ المُوافق فيه 5 كانون الثاني (يناير) 1592م في مدينة لاهور، من أُمٍّ هندوسيَّة - كأبيه - هي «جگت گوسين»، المشهورة بِـ«بلقيس مكاني». وهو ثالث أبناء جهانكير وأقدرهم جميعًا، فاتصف بِرجاحة العقل والذكاء وقُوَّة العزيمة، حتَّى كان جدُّه جلال الدين أكبر شديد الاعتزاز به كثير الحدب عليه،[5][la 7] وهو من سمَّاه «خُرَّم مُحمَّد» أي «مُحمَّد البهيج» أو «مُحمَّد السعيد»، لِشدَّة سُرُوره به، وكانت علاقتهما حميمة ووطيدة طيلة حياة أكبر.[la 7] ومن الروايات المُتناقلة عن مولد شاهجهان، أنَّ عرَّافًا أخبر رُقيَّة سُلطان بیگم، زوجة أكبر الأولى، التي لم تُرزق بأولاد، أنَّ زوجها السُلطان سيُرزقُ بِحفيدٍ عمَّا قريب، وأنَّ هذا الحفيدُ سيكون من أعاظم السلاطين.[la 8] وهكذا، ما أن وُلد خُرَّم مُحمَّد حتَّى قرَّر السُلطان أكبر أخذه وتربيته تحت جناح زوجته رُقيَّة، فأمر بِذلك ما أن بلغ الوليد ستَّة أيَّامٍ فقط، وهدف من وراء ذلك أن يُحقِّق رغبة زوجته بِتربية طفلٍ يرقى لِيُصبح سُلطان البلاد.[la 8] نشأ خُرَّم مُحمَّد في كنف رُقيَّة سُلطان، فأغدقت عليه حنانًا ومحبَّةً كبيرتين، حتَّى أنَّ جهانكير، والد خُرَّم، ذكر في كتاب سيرته «تُزك جهانكيري»، أنَّ رُقيَّة سُلطان لو كان لها ولد، لفاق حُبَّها لِخُرَّم حُبَّها لِولدها بِألف مرَّة.[la 9]

مكث خُرَّم مُحمَّد في بلاط جدِّه أكبر إلى أن تُوفي الأخير سنة 1014هـ المُوافقة لِسنة 1605م، وكان خُرَّم حينذاك قد شارف على السنة الرابعة عشر من عُمره، فسُمح له بأن يعود إلى بلاط أبيه جهانكير، ففعل ذلك وعاد إلى أحضان والدته.[la 8] ويُروى أيضًا أنَّ خُرَّم لازم أكبر خلال مرضه ولم يُفارقه على الإطلاق، وقبع بجانبه حينما دخل في سكرات الموت إلى أن أسلم الروح، رُغم ما شكَّلهُ ذلك من خطرٍ على الشاهزاده اليافع، إذ كان مُحاطًا بالخُصُوم السياسيين لِأبيه جهانكير، والذين ما كانوا لِيترددوا في إلحاق الأذى به أو قتله. وحاول جهانكير وزوجته جگت گوسين عبثًا أن يُقنعا خُرَّم بِالعودة إلى بلاط أبيه خوفًا عليه من الضرر، لكنَّهُ رفض قائلًا أنَّ واجبه الشرعي والأخلاقي يُلزمه بِالبقاء بِجانب جدِّه المُحتضر مهما شكَّل ذلك من خطرٍ عليه. اتُخذت هذه الحادثة لِلدلالة على شجاعة وإقدام شاهجهان مُنذُ صغره، وهُما صفتان لازمتاه طيلة حياته.[la 10][la 11]

تلقَّى خُرَّم تعليمه على يد مجموعةٍ من العُلماء والأُدباء والفنَّانين الذين عيَّنهم جدُّه أكبر لِتأديبه وتثقيفه، فحفظ القُرآن ودرس العُلُوم العسكريَّة والفُنُون القتاليَّة والآداب الفارسيَّة والمُوسيقى الهندُستانيَّة.[la 12] وقد عُرف دون سائر أولياء العهد والشواهزادات السابقين بِعُزُوفه، في الغالب، عن مُقاربة الخمر، مع مُجانبته اللهو والعبث. وكفلت لهُ صفاته العالية هذه ثقة أبيه فيه دون أخويه: خسرو، الذي عمد إلى عُقُوقه له مُنذُ صغره، وپرويز الذي لازمته العلل وضعف الإدراك مُنذُ ولادته، وكان كلاهما يُدمن الخمر، فقضيا به في حياة أبيهما.[5]

حملاته العسكريَّة المُبكرة

جزءٌ من مُنمنمة تُصوِّرُ الشاهزاده اليافع خُرَّم مُحمَّد (يمينًا) يجلس بِرفقة أحد أساتذته.
مُنمنمة مغوليَّة تُصوِّرُ الشاهزاده اليافع خُرَّم مُحمَّد على صهوة جواده، خلال إحدى حملاته العسكريَّة المُبكرة.
ملك عنبر (يسارًا) ووصيُّه السُلطان الفتى مُرتضى بن عليّ.

بعد وفاة أكبر، بِويع وليّ عهده جهانكير بِعرش المغول يوم الخميس 8 جُمادى الآخرة 1014هـ المُوافق فيه 17 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 1605م، وخِلال السنة الأولى من حُكمه وجد نفسه مُضطرًّا لِلتصدي لِثورةٍ قام بها ابنه خسرو طمعًا في المُلك، كما واجه في السنوات القليلة التالية اضطراباتٍ في البنغال تمكَّن من القضاء عليها بِحُلُول سنة 1021هـ المُوافقة لِسنة 1612م. كان خُرَّم مُحمَّد في هذا الوقت بعيدًا عن مسرح السياسة والحرب، فتابع تحصيله العلمي في البلاط السُلطاني، ووطَّد علاقته بِالساسة وأهل السُلطة النافذين، ممَّا ساعده في حياته عندما تولَّى السلطنة بعد سنوات.[la 13]

قاد خُرَّم حملته العسكريَّة الأولى في سنة 1023هـ المُوافقة لِسنة 1614م، عندما أرسله جهانكير على رأس جيشٍ لِاستكمال فتح إقليم ميوار الذي كان السُلطان أكبر قد حاول افتتاحه قبل ذلك دون أن يُحقق نجاحًا كبيرًا، وكذلك فشلت أمامه حملتين عسكريتين مغوليتين أرسلهما جهانكير قبل هذا. وكانت بلاد ميوار موطن قبائل الراجپوت الهندوسيَّة، بِزعامة المهرانا «أمار سينگه الأوَّل» الذي واصل تحديِّه لِلسلطنة المغوليَّة. استطاع خُرَّم بِمهارته أن يُحرز أكثر من نصر على الراجپوت، وتتبَّعهم في فرارهم، وأسر عائلاتٍ كثيرةٍ من قادتهم. فاضطرَّ أمار سينگه أن يطلب إيقاف القتال وأعلن خُضُوعه لِنُفوُذ المغول، وطلب الصُلح، ودخل في مُفاوضات مع الشاهزاده خُرَّم من أجل إحلال السلام انبثق عنها توقيع اتفاقية صُلح في سنة 1024هـ المُوافقة لِسنة 1615م تضمَّنت ما يلي:[6][7]

  • إعفاء أمار سينگه من المُثُول بين يديّ السُلطان، على أن ينوب ابنه «قران سينگه الثاني» مكانه.
  • تسليم كامل مُقاطعة ميوار بِما فيها قلعة چتور (التي استولى عليها المغول في عهد جلال الدين أكبر) إلى أمار سينگه على أن يحكم باسم المغول.
  • لا تُقام أيَّة تحصينات على قلعة چتور.
  • يُقدِّم أمار سينگه ألف فارس إلى الجيش المغولي عند الحاجة.
  • منح قران بن أمار سينگه وظيفة منصبدار خمسة آلاف.

وافق جهانكير على الاتفاقيَّة، ولم يُصر على دفع أمار سينگه الجزية - كباقي زُعماء الهندوس الآخرين - مُظهرًا كرمًا زائدًا تجاه حاكم ميوار. وأنهت هذه الاتفاقية قرنًا من العداء والحُرُوب المُتواصلة بين الأُسرتين الحاكمتين في أغرة وچتور، وتُعدُّ نصرًا سياسيًّا لِجهانكير، ونصرًا شخصيًّا لِلشاهزاده خُرَّم.[7] وفي سنة 1025هـ المُوافقة لِسنة 1616م، أعدَّ جهانكير جيشًا كبيرًا وجعل ابنه خُرَّم على إمارته، ووجَّهه إلى الدكن لِلقضاء على عصيان ملك عنبر الحبشي، وكيل السلطنة والصدر الأعظم في الدولة النظامشاهيَّة، الذي كان قد استبدَّ بِشُؤون الحُكم وتولَّى الوصاية على السُلطان الصغير مُرتضى بن عليّ، وتمكَّن من طرد المغول من البلاد التي سيطروا عليها خلال عهد السُلطان أكبر. خرج الشاهزاده خُرَّم مُحمَّد من أغرة بناءً على تكليف والده، ووصل إلى بُرهانفور في شهر ربيعٍ الأوَّل 1026هـ المُوافق فيه آذار (مارس) 1617م، ثُمَّ تابع تقدُّمه بِاتجاه أحمد نگر، قصبة الدولة النظامشاهيَّة، وكانت أوضاع البلاد حول ملك عنبر قد تغيَّرت آنذاك، فدبَّ فيها الفساد والفتن من واقع الصراع على السُلطة بين الصدر الأعظم ملك عنبر والسُلطان بُرهان بن مُرتضى، فخشي ملك عنبر الدُخُول في صدامٍ مع الشاهزاده المغولي ومال إلى الصُلح، ووافق على ما عُرض عليه، وهو أن يُسلِّم مُقاطعة بالاگھاٹ، التي كان قد انتزعها مُؤخرًا من المغول، بِالإضافة إلى قلعة أحمد نگر، ووافق السُلطانين جهانكير وبُرهان على المُعاهدة، وكافأ السُلطان ابنه خُرَّم مُحمَّد ورقَّاه إلى رُتبة قائد لِثلاثين ألفًا وأضفى عليه لقب «شاهجهان»، وهو اسمٌ منحوت من كلمتين: «شاه» أي «ملك» و«جهان» أي «العالم»، فهو يعني «ملك العالم» بِالفارسيَّة، وهو اللقب الذي عُرف به طيله حياته، وسمح لهُ أن يكون الرّجُل الوحيد الذي يجلس في حضرته.[8][9][10] ولم يكد خُرَّم يُغادرُ بلاد الدكن حتَّى تجدَّدت الاضطرابات، ويبدو أنَّ ملك عنبر أراد الانعتاق من الطوق المغولي، وكان قد انحنى للعاصفة مُؤقتًا، فلمَّا صفا الجو بِعودة شاهجهان رفع رأسه مُجددًا. ففي سنة 1029هـ المُوافقة لِسنة 1620م، نقض المُعاهدة مع المغول وعقد حلفًا مع الدولة القطبشاهيَّة في گُلكُندة، والعادلشاهيَّة في بيجافور، وهاجم الحاكم المغولي عبد الرحيم خان خانان في قلعة أحمد نگر وحاصرها. وكان الشاهزاده خُرَّم مُحمَّد آنذاك مُنهمكًا في حصار حصن كانگرة، فلم يتمكَّن من التحرُّك الفوري ضدَّ ملك عنبر.[9]

حصن كانگرة كما يبدو اليوم.

وحصن كانگرة هذا هو حصنٌ هندوسي شهير، يقع في وادي كانگرة في شمال شرقيّ الپُنجاب، وهو مبنيّ على تلٍّ مُرتفع ومُحصَّن تحصينًا جيِّدًا، ويُعدُّ من أمنع حُصُون المنطقة، وقد استعصى على السلاطين المُسلمين الذين حكموا الهند أو بعض مناطقها، فقد حاول محمود الغزنوي فتحه سنة 1009م، وفيروز شاه تغلق سنة 1360م، وشير شاه سنة 1540م،[la 14] كما حاول السُلطان أكبر نفسه فتح هذا الحصن، فحاصره فترة ولكنَّهُ استعصى عليه، حتَّى ذُلِّل لِابنة جهانكير.[la 15] فعندما تسلَّم الأخير الحُكم قرَّر فتح الحُصن وإتمام مقاصد أبيه ومن سبقه من الحُكَّام المُسلمين، فكلَّف مُرتضى خان والي الپُنجاب بِهذه المُهمَّة، غير أنَّهُ فشل في ذلك بعدما رفض القادة الراجپوتيُّون في جيشه الانصياع له بِدافع الحقد والغيرة، فكُلِّف عندئذٍ الشاهزاده شاهجهان بِفتح الحصن المذكور، فحاصرهُ مُدَّة أربعة عشر شهرًا قاطعًا عن حاميته المدد والمُؤن، فاضطرُّوا إلى غلي الأعشاب اليابسة وأكلها من شدَّة اليأس، ولمَّا كادت المجاعة أن تحلَّ بهم استسلم صاحب الحصن «بيكرماجيت» لِلمغول، وطلب الأمان، فدخل شاهجهان إلى الحصن يوم 20 ذي الحجَّة 1029هـ المُوافق فيه 16 تشرين الثاني (نوڤمبر) 1620م، وضحَّى بِثورٍ شُكرًا لله على تحقيق هذا النصر، وابتنى بِداخل الحصن مسجدًا إيذانًا بِدُخُوله تحت جناح الإسلام، كما سمح لِجُنُوده بِنهب الأموال والكُنُوز في معبد «نكرگُت»، الواقع ضمن نطاق الحصن.[11][la 16]

بعد إنجازه مُهمَّته بِفتح الحصن، أسرع شاهجهان وعاد نحو أحمد نگر، وتمكَّن من الانتصار على قبائل المراثيين الذين سبَّبوا له متاعب كثيرة، ولم تلبث جميع الأراضي التي سبق أن استولوا عليها في إقليميّ أحمد نگر وبيرار أن فُقدت منهم. وعندما وصل إلى بانان لِإنقاذ مدينة بُرهانفور استسلم ملك عنبر وأعلن خُضُوعه لِلمغول، لِلمرَّة الأُخرى، لِإنقاذ حياته وحُكمه، وعقد شاهجهان الصُلح معهُ بِالشُرُوط السابقة نفسها.[9]

ثورته على والده

رسمٌ تخيلي لِلسُلطانة مهرُ النساء بنت غيَّاث الدين الطهراني، نورجهان لاحقًا، يعود إلى القرن العشرين الميلادي.

كان السُلطان جهانكير قد تزوَّج سنة سنة 1020هـ المُوافقة لِسنة 1611م، من امرأةٍ فارسيَّةٍ تُدعى «مهرُ النساء بنت غيَّاث الدين بن مُحمَّد شريف الطهراني»، وكانت نادرة في الجمال فافتتن بها جهانكير وسمَّاها «نورجهان» أي «نُورُ الدُنيا». وكانت نورجهان، إلى جانب جمالها، من خيار النساء علمًا وعقلًا، اخترعت أُمُورًا كثيرة في الزِّي واللباس والحُليّ والعُطُورات، وكانت ماهرة بِالسياسة والتدبير، وأوتيت من قُوَّة الشخصيَّة وحدَّة الذكاء ورجاحة العقل ما يسَّر لها أن تُصبح صاحبة الكلمة الأولى في الدولة، حتَّى خضع لِمشيئتها السُلطان والقادة وتقبَّلوا جميعًا مشورتها بِأحسن القبول. أضف إلى ذلك، كانت نورجهان تمتاز بِطيبة القلب، فعملت دائمًا على مُساعدة الفُقراء، ويُقال أنها تبرَّعت بِصداق مئاتٍ من البنات عند زواجهن. وإلى هذا كان خيرُ ما يُميِّزُها قُدرتها النادرة على فهم المُعضلات والعمل على حلِّها، وطُمُوحها الذي لا حدَّ له، وإرادتها الحديديَّة. ولِهذا فسُرعان ما أصبحت القُوَّة الفعَّالة وراء العرش، ولِتوكيد صلتها بِالبيت التيموري السُلطاني وفي سبيل الإحاطة بِمُقدرات الدولة، زوَّجت الشاهزاده خُرَّم مُحمَّد - شاهجهان - من ابنة أخيها آصف، كما زوَّجت ابنتها «لادلي بيگم»، التي أنجبتها من زواجٍ سابق، من أخيه الشاهزاده شهريار،[12][13][14] على أنَّهُ تبيَّن فيما بعد سوء نيَّتها من وراء هذا التدبير.

وفي سبيل سعيها إلى تمتين صلتها بِالبيت التيموري وإلى الإحاطة بِالسُلطان ومُقدرات الدولة، كما أُسلف، راحت نورجهان تُقنع جهانكير بِتعيين ابنه شهريار وليًّا لِلعهد بدلًا من أخيه شاهجهان، بعد أن رأت بِنظرتها الثاقبة أنَّ الشاهزاده شهريار كان أضعف شخصيَّةً من أخيه خُرَّم، وأنَّهُ لِذلك يصلح أن يكون أداةً طيَّعةً في يدها، في الوقت الذي خشيت على مُستقبلها السياسي من قُوَّة شخصيَّة شاهجهان فيما لو تولَّى العرش.[12][15] وعملت نورجهان على الهيمنة على مناصب الدولة، من خلال تعيين أُسرتها والمُقرَّبين منهم في المراكز الهامَّة. فعيَّنت والدها صدرًا أعظمًا ولقَّبته بِلقب «اعتماد الدولة»، كما عيَّنت أخاها آصف رئيسًا لِلتشريفات في القصر السُلطاني، فأمَّنت بِذلك انتقال السُلطة الفعليَّة إليها وإلى أُسرتها والمُقرَّبين منها. وقد ساعدها على ارتقاء هذا المجد وَلَهُ جهانكير بها وانصرافه إلى الشراب وتعاطيه الأفيون، خاصَّةً بعد أن تقدَّم به السن ولازمه المرض، فقد كان يشرب كُلَّ مساء عشرين كأسًا من العرق القوي، بِحيثُ أنَّ رائحته كانت تجعل كُل من يتحدَّث معه يعطس.[15] وقد اعترف جهانكير بِهذه الهيمنة في سيرته الذاتيَّة، فقال: «إِنَّ الْحَالَةَ الْآنَ فِي عَهْدِ حُكْمِي هِي أَنَّ الْأَبَ هُوَ دِيوَانُ الْكَلِّ، وَالْاِبْنُ هُوَ الْوَكِيلُ الْمُطْلَقُ، وَالْبِنْتُ هِي صَاحِبَةُ السِّرِّ وَالنَّدِيمَةِ». ويذهب البعض إلى القول بِأنَّ هذه العائلة لمَّا كانت فارسيَّة الأصل، شيعيَّة المذهب، فقد تغلغل أصحاب المصالح الطائفيَّة في أوساط الحُكم وأجهزة الدولة عن طريقها. ويُضيف هؤلاء بِأنَّ نورجهان حاكت خطَّةً لِلقضاء على أهل السُنَّة والجماعة في بلاد الهند ومد النُفُوذ الصفوي إليها، وعاونها في ذلك أنصارها وجماعتها وكبار القادة الشيعة والهندوس، ولمَّا كان شاهجهان سُنيًّا مُتدينًا وكان أخوه شهريار مُتشيِّعًا، كان من الضروري إبعاد الأوَّل عن ولاية العهد وتنصيب أخوه مكانه.[16] وفي سنة 1030هـ المُوافقة لِسنة 1621م، أرسل الشاه الصفوي عبَّاس بن مُحمَّد خُدابنده جيشًا كبيرًا لِلاستيلاء على قندهار من المغول، فاستاء السُلطان جهانكير من تصرُّفه، وأمر ابنه شاهجهان بِالسير من الدكن إلى قندهار لِدفع الصفويين عنها. لكنَّ الشاهزاده المذكور رفض الأوامر السُلطانيَّة، مُعتقدًا أنَّ إبعاده إلى قندهار ما هو إلَّا جُزءٌ من مُؤامرة نورجهان ضدَّه لِإقصائه من ولاية العهد، فاستغلَّت السُلطانة هذه الفُرصة وراحت تحط من قدر شاهجهان أمام والده السُلطان وترفع من قدر أخيه شهريار، حتَّى عقد لهُ السُلطان لواء حملة قندهار.[la 17][15] لكنَّ المدينة سقطت بِأيدي القُوَّات الصفويَّة، بعد حصارٍ دام خمسةٍ وأربعين يومًا، ولم تستطع حاميتها الصغيرة المُكوَّنة من 3,000 جُندي الصُمُود أمام الصفويين.[la 17][15]

مُنمنمة غير مُلوَّنة تُصوِّرُ السُلطان جهانكير يُعانق ابنه الشاهزاده شاهجهان (في أعلى اليسار) بُعيد عودته من الدكن، مُظهرً الصفح والعفو عنه، بعد ثورته.
مُنمنمة لِمهابت خان.

خلال فترة إعداد الحملة، طلب شاهجهان من أبيه منحه إقطاع «دهلفور» وتوقَّع أن يُلبِّي طلبه، لِذلك أرسل قُوَّاته إليها، لكن تدخَّلت نورجهان في هذه القضيَّة وأقنعت السُلطان بِمنحها لِابنه شهريار، فكانت تلك هي القشَّة التي قصمت ظهر البعير بِالنسبة لِشاهجهان، فبعد أن دبَّ اليأس في قلبه من أفعال زوجة أبيه، شقَّ عصا الطاعة وأعلن الثورة علنًا.[15][12] وعندما علم السُلطان بِخُرُوج ابنه عليه، أرسل إليه يطلب أن يُرسل قُوَّاته إلى العاصمة، وهو يُريدُ تجريده منها حتَّى يُضعف موقفه، فرفض شاهجهان ذلك وراح يستعد لِلقتال سياسيًّا وعسكريًّا. فعلى الصعيد السياسي، فقد حاول التقرُّب من الشاه الصفوي، فأرسل إليه رسولًا من قِبله هو زاهد بك، وعلى الصعيد العسكري، فقد راح يجمع المُؤن من گوندوانة وولايات الجنوب ويُخزِّنها، ويجمع العساكر استعدادًا لِلصُمُود والمُواجهة. [17] وقد وقف في صفِّ شاهجهان ودعموا تولِّيه العرش عددٌ من العُلماء المُسلمين كان في مُقدِّمتهم الإمام أحمد بن عبد الأحد السرهندي، المعروف بِـ«مُجدد الألف الثاني»، الذي خشي تمدُّد النُفُوذ الصفوي الشيعي في بلاد الهند فيما لو فازت الكُتلة الشيعيَّة المُمثلة بِنورجهان وأصحابها في الاستيلاء على الحُكم، فعمل على إثارة الرأي العام وكتب مكاتيب ورسائل طويلة مُضادَّة لِلشيعة.[16] أرسل جهانكير الشاهزاده پرويز والقائد مهابت خان لِقمع ثورة شاهجهان، وذهب هو مع زوجته إلى أجمير لِيكون قريبًا من الأحداث. تقدَّم شاهجهان من ماندو في مالوة في طريقه إلى أغرة لِمُهاجمتها، فتصدَّت لهُ قُوَّات أبيه عند الجنوب من دلهي، وجرى اشتباكٌ بين الطرفين في شهر جُمادى الآخرة سنة 1032هـ المُوافق فيه شهر نيسان (أبريل) 1623م أسفر عن خسارة شاهجهان، فانسحب من أرض المعركة وعاد إلى ماندو، فطارده پرويز ومهابت خان وأجبراه على اللُجوء إلى أسيرگاه. والتمس الشاهزاده الثائر المُساعدة من ملك عنبر في أحمد نگر ومن بيجافور إلَّا أنَّهُ لم يتلقَّ إلَّا الرفض. واستولى مهابت خان على بُرهانفور التي تركها شاهجهان من دون حماية، وعلى بهار وحصن روحتاس وسيطر على البنغال، واصطدم بِشاهجهان قُرب مدينة الله آباد وهزمه.[17]

عند هذه النُقطة، انفضَّ قادة شاهجهان عنه وانضمُّوا إلى الجيش السُلطاني، فشعر عندئذٍ بِعجزه عن الاستمرار في الثورة والمُقاومة، وطلب من والده الصفح عنه مُعتذرًا عمَّا بدا منه، فكتب لهُ السُلطان رسالةً بِخطِّ يده في جُمادى الآخرة 1035هـ المُوافق فيه آذار (مارس) 1626م وافق بِموجبها على العفو عنه على أن يُرسل ولديه داراشُكوه وأورنكزيب، وكانا حَدَثين، رهائن، ويُسلِّم روحتاس وحصن أسيرگاه الذي استولى عليه أتباعه، ويمنحه إقطاع بالاگھاٹ. وكان لِنُورجهان دورٌ سياسيٌّ في حمل السُلطان على العفو عن ابنه، وذلك من واقع الصراع على السُلطة. وهكذا فشلت ثورة شاهجهان التي شغلت الدولة على مدى ثلاث سنوات، فهزَّت أركانها وزعزعتها. أمَّا أسباب فشلها فترجع إلى وهم شاهجهان بأنَّهُ سيقدر على والده لِمرض الأخير وانشغاله بِحرب قندهار مع الصفويين، ولِأنَّ كثيرًا من الأُمراء كانوا مُنزعجين من تصرُّفات السُلطانة، فاعتقد بِأنَّهم سينضمون إليه بِسبب شُهرته وتضحياته تجاه الدولة، لكنَّ أيًّا من ذلك لم يتحقَّق.[17]

ثورة مهابت خان

كان القائد مهابت خان، الذي ساهم في دحر قُوَّات شاهجهان أثناء ثورته على والده، أحد أبرز قادة الدولة المغوليَّة وأنجحهم في مسيرته العسكريَّة، وكان محبوبًا من الجيش ومُقرَّبًا من الشاهزاده پرويز، فساء نورجهان هذا التقارب لأنَّها رأت فيه ما يُهدد بِالقضاء على خطَّتها وهدفها الأكبر وهو تأمين ولاية العهد لِزوج ابنتها شهريار، وخاصَّةً أنَّ مهابت خان كان يُعارض توجُّهاتها بِاستمرار ويُنافسها في نُفُوذها، لِذلك أرادات أن تُعيد التوازن السياسي في الدولة وخلط الأوراق من جديد، ومن أجل تحقيق ذلك أقنعت السُلطان بالعفو عن ابنه شاهجهان.[18]

ضاق مهابت خان ذرعًا بتصرُّفات نورجهان التي غدت تُسيطر بِنُفُوذها على شُؤُون ومُقدرات الدولة، وأدَّى بها غُرُورها إلى الحط من أقدار كبار الأُمراء، فانطلق يدعو لأخذ البيعة لِپرويز ثاني أبناء السُلطان، وكان طوع يمينه، لِيضمن بِذلك خلاص الأمر له مُستقبلًا، فتصدَّت لهُ نورجهان ووصمتهُ بِالخيانة، وحرَّضت السُلطان على اضطهاده، فاستدعاه جهانكير من البنغال، وكان في طريقه إلى كابُل لِإخضاعها، هُنا أحسَّ مهابت خان بِالخطر على حياته، فخرج في حماية خمسة آلاف مُقاتل من الراجپوت، وكمن لِلسُلطان في كشمير، فقبض عليه وهو يعبر أحد الأنهار وأسره، وتمكَّنت السُلطانة نورجهان من الفرار، ولم تُفلح في أوَّل الأمر من فك أسر زوجها، فباءت قُوَّاتها بِالهزيمة وسقطت وأخاها بِدورهما في الأسر، وكان ذلك في سنة 1036هـ المُوافقة لسنة 1626م.[19]

استطاعت السُلطانة نورجهان بِذكائها ودهائها أن تتغلَّب على مهابت خان وتُطلق سراح السُلطان، فقد دبَّرت حيلة لِإبعاد مهابت خان عن حرسه، ثُمَّ استولت على خزائنه حتَّى أضحى في ضيقٍ ماليٍّ شديد، وفرَّ إلى الجبال لِلاحتماء بها، ثُمَّ طلب العفو، فرأت نورجهان أن تعفو عنه لتستعمله أداةً ضدَّ شاهجهان الذي كان يُريد مغادرة الهند إلى إيران، لكنَّهُ تراجع عن قراره وتوجَّه إلى الدكن حيث مزارعه وإقطاعه، فذهب مهابت خان إلى الشاهزاده المذكورة وبدلًا من تعقُّبه انضمَّ إليه، وأصبح من أنصاره.[20] هذا وكان شاهجهان قد سارع بِدوره لِنجدة أبيه حين علم بِوُقُوعه في الأسر، فلم يبلغ السند حتى وافته رُسل نورجهان تُخبره بِما أشاعه خبر مُقدِّمه من الاضطراب في صُفُوف مهابت خان، حتى تمَّ لهم الخلاص ممَّا وقعوا فيه، وتُشير إليه بِالارتداد سريعًا إلى الدكن لِإقرار الأمور فيها.[19]

تربُّع شاهجهان على عرش المغول

شاهجهان وقد تربَّع على تخت السلطنة. يظهر أولاده على يمينه، والصدر الأعظم آصف خان على يساره.

تُوفي السُلطان جهانكير يوم 17 صفر 1037هـ المُوافقة لِسنة 28 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 1627م، أثناء عودته من كشمير بعد أن قضى بها وقتًا للاستجمام والاستشفاء.[18][21] ولم يكن قد استقرَّ الأمر على من يخلفه، وقد ترك ولدين راحا يتنازعان المُلك هُما شهريار الذي تُؤيِّده نورجهان لِأنَّهُ زوج ابنتها، وشاهجهان الذي يُسانده الجيش ومُعظم الأُمراء، وعلى رأسهم آصف خان، أخو نورجهان ووالد أرجمند بانو بيگم (مُمتاز محل)، زوجة شاهجهان. وكان هُناك عددٌ من آل تيمور الأقل أهميَّة وشُهرة تطلَّعوا إلى اعتلاء العرش، مثل داور بخش بن خسرو، وابني دانيال بن أكبر، طهمورث وهوشنگ.[22][23]

كان شاهجهان في الدكن عند وفاة والده، فأبلغهُ آصف خان بِذلك وطلب منه الحُضُور إلى أغرة على وجه السُرعة لِيعتلي العرش، وعمل في الوقت نفسه على تأمين منصب السلطنة له من واقع تعيين داور بخش، حفيد السُلطان الراحل، بعد أن أخرجه من سجنه، لِيتقي بِهذا الإجراء ما قد يحدث من اضطرابٍ لِلأُمُور في المدينة، وحتَّى يُتاح له إخراج أبناء شاهجهان من القصر خشيةً على حياتهم، بعد أن أرسلهم والدهم إلى دار السلطنة لِيكونوا رهائن كما أُسلف.[24] لم ترضَ نورجهان بما ذهب إليه أخوها آصف خان، فنادت بِختنها شهريار سُلطانًا في لاهور، قصبة الپُنجاب، وظاهر شهريار على هذا الأمر أحد أولاد عمِّه دانيال، فما كان من آصف خان إلَّا أن أسرع بِقُوَّاته إلى المدينة المذكورة واقتحمها، وقبض على شهريار وألقى به في الحبس بعد أن سمل عيناه.[24] وتناهى خبر ذلك كُلِّه إلى شاهجهان، ولمَّا يبرح الدكن بعدُ، فكتب في التَّو إلى حماه آصف خان يُحرِّضه على القضاء على مُنافسيه جميعًا، فنفَّذ ذلك، ولم تُكتب النجاة من مذبحة آصف خان تلك إلَّا لِداور بخش الذي فرَّ إلى فارس واحتمى بِالصفويين، وبقي هُناك حتَّى أواخر حياته.[24] وهكذا عندما وصل شاهجهان إلى أغرة كان كافَّة المُنافسين لهُ قد أُزيحوا عن الساحة السياسيَّة.

بُويع شاهجهان بِعرش آبائه وأجداده يوم الإثنين 8 جُمادى الآخرة 1037هـ المُوافق فيه 14 شُباط (فبراير) 1628م، وتسمَّى باسم «أبو المُظفَّر صاحبقران(1) شهاب الدين مُحمَّد شاهجهان»، وخُطب بِاسمه على المنابر في جميع أنحاء الهند وضُربت السكَّة بِاسمه.[25] وكان أوَّل عملٍ اتخذه شاهجهان أنَّهُ عيَّن آصف خان صدرًا أعظمًا، ولقَّبهُ بِـ«يمين الدولة»، وأطلق يده في تسيير الشُؤون العامَّة. أمَّا السُلطانة نورجهان فقد انسحبت في صمتٍ بعد هذه الصدمات العنيفة، واعتزلت الحياة العامَّة، وعاشت وحدها مع ابنتها أرملة شهريار ما تبقَّى من عُمرها. وعلى الرُغم من مكائدها، فقد تناسى لها شاهجهان كُلَّ ما كان لها معهُ من عداء، وبرَّ بها بقيَّة أيَّامها، فأكرمها وعاملها بِاحترامٍ وتجلَّة، ورتَّب لها راتبًا سنويًّا، إلى أن أدركها الموت بِلاهور سنة 1055هـ المُوافقة لِسنة 1645م، فنُقل جُثمانها ووُريت الثرى إلى جانب زوجها جهانكير بِبُستان دلكشاه بِظاهر قصبة الپُنجاب.[24][21]

الاضطرابات في بداية عهد شاهجهان

ثورة الراجا ججهار سينگه في بُندلخند

مُنمنمة لِججهار سينگه على صهوة جواده.

كانت أولى المُشكلات التي واجهت السُلطان الجديد هي الثورة التي قام بها الراجا ججهار سينگه الهندوسي (بالهندية: जुझारसिंह बुन्देला) في بُندلخند. وججهار هذا هو ابن «برمَن سينگه ديڤا بانديلا» (بالهندية: वीर सिंह जूदेव)،[la 18] المُسمَّى في المصادر المغوليَّة «نَرْسِنكه دَيْو»، الذي أوعز إليه السُلطان جهانكير بِقتل أبي الفضل بن مُبارك، أحب خُلصاء أكبر إلى نفسه، كونه - بحسب قول جهانكير - كان يُقحمُ أفكارًا مُشوَّهة عن الإسلام في رأس السُلطان الأسبق.[26] ولمَّا أتمَّ برمَن سينگه مُهمَّته بِنجاح، كافأه السُلطان بِأن منحهُ امتيازاتٍ كثيرةٍ جمع من خلالها ثرواتٍ طائلة، وتُوفي قبل وفاة جهانكير بِبضعة أشهُر، فخلفه ابنه ججهار سينگه، وراح بعد اعتلاء شاهجهان العرش يُوطِّد أقدامه في إقطاعاته ويزيد من قُوَّته بِشراء الأسلحة والذخائر، ويُحصِّن قلاعه، ويضطهد السُكَّان ويتعسَّف في جمع الضرائب، وعندما علم شاهجهان بِأعماله أمر بِإجراء تحقيقٍ في ذلك ما أزعج الأمير الهندوسي فراح يستعد لِلحرب وإعلان استقلاله عن الحُكُومة المغوليَّة المركزيَّة.[27][28]

لم يتَّخذ شاهجهان في بادئ الأمر أي إجراء بِحقِّ ججهار سينگه بِسبب دوره في صدِّ الغارات عن المناطق الحُدُوديَّة، ولكن عندما تغيَّر الوضع، بعد أن حقَّق مهابت خان الأمن والاستقرار في هذه المناطق؛ نهض لِقمع ثورته، فأرسل مهابت خان إلى بُندلخند من أجل ذلك ودعَّمه بِتعزيزاتٍ من الشرق بِقيادة عبد الله خان، ومن الجنوب بِقيادة خانجهان، فبلغ عديد القُوَّات المغوليَّة سبعة وعشرين ألفًا من الفُرسان وستَّة آلاف من المُشاة،[27][28] وعدما أحاطت هذه القُوَّات بِالأمير العاصي، سارع بإلقاء السلاح والاستسلام وطلب الأمان، وكان ذلك في شهر ذي القعدة من سنة 1037هـ المُوافق فيه شهر حُزيران (يونيو) 1628م،[29] فصفح عنه شاهجهان وأبقاه في حُكم بُندلخند على أن يعود الأمر كما كان عليه، أي يحكم البلاد بِاسم المغول، على أنَّهُ انتزع منه بعض البلاد وألحقها بِالسلطنة بِشكلٍ مُباشر.[28]

ثورة خانجهان

رؤوس خانجهان وأتباعه بعد أن أعدمهم القائدان المغوليَّان عبد الله خان ومُظفَّر خان.

ما أن فرغ شاهجهان من ثورة الراجا ججهار سينگه حتَّى قام في وجهه، خلال السنة الثانية من حُكمه، قائدٌ عسكريٌّ سابق من أبرز قادة أبيه، وهو «خانجهان» (يُكتب أيضًا «خان جهان»).[27] وخانجهان هذا هو «پيرخان بن دولت اللودهي الأفغاني»، اشتهر بِلقبه أكثر من اشتهاره بِاسمه، تقرَّب إلى دانيال بن أكبر ثُمَّ إلى السُلطان جهانكير وتدرَّج في المناصب حتَّى أصبح من كبار أُمراء دولة مغول الهند. وكان جهانكير يعتمد عليه ويُحبُّه حُبًّا مُفرطًا لا يُتصوَّر فوقه، وكان في بادئ الأمر من خيار أهل زمانه، يُحب العلم والعُلماء ويُحسن إلى كافَّة الناس.[30] والمعروف أنَّ هذا القائد ساند نورجهان وشهريار في صراعهما مع شاهجهان على السُلطة، وحاول في غُمرة هذا الصراع أن يستولي على حصن ماندو، غير أنَّهُ فشل في ذلك بِسبب نجاح شاهجهان في اعتلاء العرش وتثبيت أقدامه في الحُكم، فاضطرَّ إلى الخُضُوع له وطلب الصفح، فعفا عنه شاهجهان وولَّاهُ أُمُور الدكن،[31] فتبدَّلت سيرته وانطلق يُعنِّف بالآهلين ويشتط في ارتكاب المظالم والجُور،[27] فاستدعاه شاهجهان إلى بلاطه وقرَّبه من مجلسه، وعيَّن مهابت خان صوبدارًا(2) على الدكن. وعلى الرُغم من ذلك لم تطمئن نفس خانجهان إلى السُلطان وكرمه، ففرَّ وعاد إلى الدكن حيثُ أعلن العصيان، وسُرعان ما أصبح مصدر قلقٍ لِلدولة، إذ أخذ يُحرِّض مُلُوك الدكن المُستقلِّين على حرب المغول، فاستجاب لهُ السُلطان النظامشاهي حُسين بن بُرهان، وتعاونا ضدَّ الخصم المُشترك.[32][33]

أمام هذا الواقع، قرَّر شاهجهان القضاء على هذا الخطر قبل استفحال أمره أكثر، فأرسل ثلاثة جُيُوشٍ إلى الدكن لِلقضاء على خانجهان، وكلَّفها بِالإطباق عليه من ثلاثة محاور، فخرج الجيش الأوَّل من الگُجرات بِقيادة عبد الله خان، وأُرسل الثاني إلى «ريوالكون» جنوبيّ بيهار لِمُهاجمته من الشمال الشرقي، وخرج الثالث من تلنگانة.[33] ولم يثبت خانجهان ومن معه في وجه المغول، فلجأ إلى الفرار ومعهُ قلَّة من الفُرسان الشُجعان الذين ما فتئوا يُحاربون معهُ أينما سار،[32] وتوجَّه أولًا إلى بيجافور مُحتميًا بالسُلطان مُحمَّد بن إبراهيم العادلشاهي، فرحَّب به بدايةً لكنَّهُ ما لبث أن أخرجه من بلاده تحت الضغط المغولي، فحاول الذهاب غربًا نحو البنغال لِلاحتماء بِأُمرائها الأفغان والاستعانة بهم،[33][32][34] وما زال القائدان المغوليَّان عبد الله خان ومُظفَّر خان يُطاردانه حتَّى ظفرا به في أواخر شهر رجب 1039هـ المُوافق لِأواسط شهر آذار (مارس) 1630م،[35] فجرت بينهم واقعة انتهت بِانتصار المغول ومقتل خانجهان وإعدام أنصاره الذين خانوا السُلطان.[32][la 19]

القضاء على المُستعمرة الپُرتُغاليَّة في البنغال

بعد القضاء على ثورة خانجهان، التفت السُلطان ناحية البنغال لِينظُر في أمر المُستعمرة الپُرتُغاليَّة القائمة في مدينة «هوگلي»، بعد أن ضاق ذرعًا بِمُمارسات أهلها من الغربيين. فقد كان أكبر وجهانكير قد شملا الپُرتُغاليين بِرعايتهما في سبيل تنشيط الحركة التجاريَّة مع الغرب الأوروپي، وفي رحاب هذه الرعاية استقرَّ الپُرتُغاليُّون في هوگلي قريبًا من كُلكتَّة، وعملوا على تنمية ثرواتهم، فبنوا عددًا من المحلَّات وأقاموا حولها الحُصُون لِحمايتها والدفاع عنها. ولم يكتفِ الپُرتُغاليُّون بِهذا، بل صاروا يتدخَّلون في شُؤون الحُكم، وأخذ قساوستهم ومُبشريهم يُثيرون الكُره في نُفُوس الآهلين بِتعصُّبهم الشديد، فقد كانوا يبذُلُون الجُهُود لِتنصير الهُنُود بِالعُنف والقُوَّة، ومع هذا لم يُلاقوا إلَّا نجاحًا ضئيلًا.[36][37] ولم يلبث الپُرتُغاليُّون أن تجاوزوا حُدودهم بشكلٍ أشد، فاستولوا على القُرى الواقعة على ضفَّتي نهر هوگلي ثُمَّ راحوا يتدخَّلون في شُؤون السُكَّان ويتحكمون في معايشهم ويستغلُّون الامتيازات التي منحهم إيَّاها السلاطين استغلالًا سيِّئًا، ففرضوا على الأهالي مُكُوسًا جائرة كانوا يجمعونها ويستعملونها في مصالحهم الخاصَّة، ممَّا كان لهُ آثارٌ سيِّئة في إيرادات الدولة. ولم يكتفِ الپُرتُغاليُّون بِهذا، بل صاروا يُمارسون تجارة الرقيق، فكانوا يخطفون الأطفال الأيتام قسرًا، من الهندوس والمُسلمين على السواء، ويُصدِّرونهم إلى الخارج لِيبيعوهم في أسواق الرقيق، وكان من جُملة من اختطفوهم جاريتين من جواري السُلطانة مُمتاز محل،[36][38] كما لم يتوانوا عن مُهاجمة السُفُن التجاريَّة المغوليَّة ونهبها. سكت شاهجهان عن مضض عن التجاوزات الپُرتُغاليَّة إلى أن عالج ثورتيّ ججهار سينگه وخانجهان، وطيلة تلك الفترة كان الناس يفزعون إليه طالبين الغوث من عسف الپُرتُغاليين، فلمَّا فرغ من الثورتين، رأى أنَّ الوقت قد حان لِيضع حدًّا لِنُفُوذ المُستعمرين أو يقضي عليهم تمامًا.[38][36]

كان أوَّل ما فعله السُلطان أن أرسل كتابًا شديد اللهجة إلى نائب الملك الپُرتُغالي في گووه أعرب فيه عن استيائه الشديد من الهجمات الپُرتُغاليَّة على السُفُن المغوليَّة، وطالبه بِتعويض الخسائر التي لحقت بِالسلطنة جرَّاء ذلك. وفي الوقت نفسه راسل الإنگليز وقائدهم في الهند رئيس شركة الهند الشرقيَّة مُقترحًا عليهم القيام بِحملةٍ مُشتركةٍ ضدَّ المُستعمرتين الپُرُتغاليتين في دمن وديو، مُقابل امتيازاتٍ تجاريَّةٍ هائلةٍ في المناطق المُهيمن عليها، لكنَّ الشركة رفضت هذا الاقتراح.[39] أمام هذا الرفض، وعدم تجاوب نائب الملك في گووه، عيَّن شاهجهان أحد قادته، وهو قاسم خان، صوبدارًا على البنغال سنة 1040هـ المُوافقة لِسنة 1631م، وأمره بِتحطيم مُستعمرة هوگلي وتشتيت الپُرُتغاليين الطُغاة.[38] ولم يعبأ الپُرُتغاليُّون بِالتهديد المغولي من شدَّة اغترارهم بِمدافعهم وأسلحتهم الحديثة،[37][la 20] لكنَّ قاسم خان شرع يُهاجمهم وضرب الحصار على مُستعمرتهم الحصينة طيلة ثلاثة أشهر، فحاولوا خداع السُلطان بِأن قدَّموا لهُ مبلغًا ضخمًا من المال، ووعدوا بِدفع الجزية، ولكنَّهم كانوا في الوقت نفسه يبذلون الجُهد الجهيد لِإتمام استعداداتهم الحربيَّة لِمُقاومة جيش المغول، فأعدُّوا فرقةً من المدفعيَّة تتكوَّن من سبعة آلاف رامٍ لِمُقاتلة العدوّ. ورُغم هذا فإنَّ المعركة لم تكد تبدأ حتَّى انتهت بِالقضاء التَّام على الپُرتُغاليين، فأُزيلت حُصُونُهم ومحلَّاتهم تمامًا وسُوِّيت بِالأرض، أمَّا جيشهم المُكوَّن من عشرة آلاف نفر فقد أُبيد عن بُكرة أبيه، وقضى عناصره نحبهم إمَّا قتلًا أو غرقًا في النهر، كما قُتل من الجيش المغولي نحو ألف جُندي، وتمكَّن قاسم خان من تحرير نحو عشرة آلاف هندي كانوا أسارى،[36] وأسر هو نفسه أربعة آلاف پُرتُغالي من غير المُقاتلين، فساقهم إلى أغرة حيثُ خُيِّروا بين اعتناق الإسلام أو الحبس، فأسلم بعضهم وبقي آخرون على المسيحيَّة، فبيعوا عبيدًا. ولم يلبث شاهجهان أن عاد وأمر بعتق جميع هؤلاء الذين لم يُسلموا، وأعادهم إلى محلَّتهم، على أنَّهم لم يتمكنوا من العودة بِمُستعمرتهم إلى سيرتها الأولى من العُمران لِفرط ما أُنزل بها من الدمار. ولم يتردَّد الإنگليز، على الخُصُوص، في الإفادة من هذه المحنة التي نزلت بِأعظم مُنافسيهم بِالهند، فبذلوا جُهُودًا كثيرةً لِلتقرُّب من السُلطان والحُصُول على مزيدٍ من الامتيازات لهم ولِدولتهم.[38][40][41]

القحط والمجاعة

تاجرٌ هندي يبيعُ مقدارًا ضئيلًا من الطحين بسبب المجاعة. الصورة تعبيريَّة وليست لمجاعة عهد شاهجهان.

لم يفرغ شاهجهان من القلاقل السابقة إلَّا لِيُواجه محنة القحط الذي اجتاح بلاده في السنة الرابعة من حُكمه، وذلك بِسبب انحباس الرياح الموسميَّة وما تأتي به من أمطارٍ تعتمد عليها الديار الهنديَّة في السقي والرَّي، فجفَّت المحاصيل،[la 21] وانجاب الأمر عن مجاعةٍ بشعةٍ خطيرة دامت عامين (1039 - 1041هـ \ 1630 - 1632م)، وبدت أقسى مظاهرها في الگُجرات والدكن.[42][43] وممَّا زاد الطين بلَّة أنَّ أوضاع الطبقات الدُنيا في المُجتمع المغولي الهندي كانت في بداية عهد شاهجهان سيِّئة لِلغاية، فقد انتشرت السُخرة وقلَّت الأُجُور وارتفعت الضرائب، الأمر الذي جعل الكثير من الفلَّاحين يهجرون الزراعة في أراضيهم ويدخلون في خدمة علية القوم، ممَّا قلَّل الإنتاج الزراعي لِبعض المناطق.[44] ولم تقف الكارثة عند هذا الحد، بل ازدادت الأوضاع سوءًا مع انتشار الأوبئة الفتَّاكة بين الناس، فهلك عددٌ كبيرٌ من الهُنُود.[42]

بذل شاهجهان جُهُودًا جبَّارة لِإغاثة رعيَّته، وعمل على التخفيف عنهم من وطأة الجوع، فأمدَّهم بِالكثير من المؤن والأرزاق والأموال، وأقام المطاعم المجَّانيَّة لهم، وأعفاهم من أغلب الضرائب المفروضة عليهم؛ لكن على الرُغم من ذلك، فإنَّ رداءة المُواصلات وازدحام الطُرق بِالنازحين من ديارهم قد عوَّق كثيرًا من بُلُوغ هذه النجدات أهدافها، حتَّى باع الناس أولادهم من الإملاق وطَعِمُوا الجيف من المخمصة، وصار أصحاب الحوانيت يبيعون لحم الكلاب، والطحين المخلوط بِالعظام المطحونة، وبلغ اليأس مبلغه مع بعض الناس حتَّى اضطرُّوا إلى ذبح أولادهم وأكل لحمهم، وكثيرًا ما سُدَّت الطُرق بِأجداث الأُلُوف من الصرعى، وأُقفرت قُرى وأحياء بِكاملها من سُكَّانها.[42][la 22] أشار تقرير شركة الهند الشرقية الهولنديَّة أنَّهُ حينما انقشع غُبار هذه الكارثة، وبدأت أوضاع الناس تستقيم رويدًا، تبيَّن أنَّ الدولة المغوليَّة فقدت قُرابة 7.4 ملايين نسمة من سُكَّانها، منهم نحو ثلاثة ملايين شخص من أهل الگُجرات قضوا نحبهم بِحُلُول شهر تشرين الأوَّل (أكتوبر) 1631م، ومليون آخرين قضوا في البلاد الداخلة ضمن أعمال أحمد نگر.[la 23]

التوسُّعات والفُتُوحات

إخضاع الدولة النظامشاهيَّة

مُنمنمة تُصوِّرُ القائد المراثي شاهجي.

تاق شاهجهان إلى أن يُتمَّ الفُتُوح التي بدأها أبوه وجدِّه من قبل ببلاد الدكن، والتي شارك هو بِنفسه في بعضٍ منها خلال عهد جهانكير. وشدَّ من عزيمته لِلمضيّ في هذا الأمر حرصه البالغ على منع انتشار المذهب الشيعي في بلاده. فمن المعروف أنَّ سلاطين الدكن كانوا شيعةً يتعاونون مع الصفويين في إيران ويُرحبون بِعُلمائهم في دُولهم، ويعملون على نشر مذهبهم والترويج له، بحيثُ أصبحت بلادهم مثابةً لِمُناوءة أهل السُنَّة والجماعة في الهند وإثارة الفتنة بين السُكَّان.[45] كانت هذه إحدى الأسباب التي دفعت سلاطين المغول على الدوام كي يُحاولوا ضمَّ كامل بلاد الدكن إلى سلطنتهم، ولهذا ركَّز أكبر جُهُوده الحربيَّة في المُدَّة بين سنتيّ 1600م و1605م لِغزو هذا الإقليم، وقد استطاع أن يضُمَّ إليه بلاد خاندش وشطرًا كبيرًا من أراضي الدولة النظامشاهيَّة، وكان يطمح بعد هذا أن يضم إليه كامل بلاد الهند، ولكنَّهُ مات قبل أن يستطيع تحقيق حُلمه.[46] وقد نهج جهانكير نهج أبيه واتبع سياسته، ولكنَّهُ وجد في ملك عنبر الحبشي عدوًّا صلبًا قويًّا، ولِهذا لم تُلاقِ سياسته في الدكن أي نجاح. فلمَّا آل الأمر إلى شاهجهان، اندفع بِحماسٍ كبيرٍ لِإتمام مقاصد أبيه وجدِّه، ففي حين كانت العوامل السياسيَّة هي وحدها التي تُحرِّك أكبر وجهانكير، أضاف إليها شاهجهان حماسته المذهبيَّة وتمسُّكه الشديد بِالعقيدة والشعيرة السُنيَّة. والحقيقة أنَّ ما ساعد شاهجهان على النجاح العسكري في الدكن أنَّهُ كان خبيرًا بِأحوال تلك البلاد صغيرها وكبيرها من واقع مُكُوثه فيها خلال سلطنة والده، كما أنَّ ملك عنبر كان قد تُوفي ولم يظهر بعده أي قائدٍ أو حاكمٍ قديرٍ يُمكن له أن يتصدَّى لِلمغول. أضف إلى ذلك فإنَّ المجاعة القائمة أضعفت تلك البلاد وأنهكتها، فكانت تلك الفترة المُناسبة لِلانقضاض عليها.[46]

المغول يُحاصرون ويقصفون أسوار دولت آباد.

ومن الجدير بِالذِكر أنَّهُ كان من أثر خُرُوج شاهجهان ومهابت خان على السُلطان جهانكير، وما تبع ذلك من أحداث، أن ضعُف سُلطان الدولة المغوليَّة في الدكن، فانتهز حُكَّام الدولتين العادلشاهيَّة والقُطبشاهيَّة هذه الفُرصة وخلعوا عنهم الولاء لِلسُلطان المغولي وتوسَّعوا على حساب الدولة النظامشاهيَّة التي بقيت على ولائها الإسمي لِلسُلطان. وخِلال تلك الفترة، استبدَّ بِشُؤون الحُكم في الدولة النظامشاهيَّة قائدٌ مراثي يُدعى «شاهجي»، حتَّى صار سلاطين هذه الدولة يُنصَّبون وفق هواه،[45] وكان دائم الإغارة عن القُرى والبلدات في منطقة پونة، وظاهره في استبداده وأفعاله هذه حُكَّام الدولة العادلشاهيَّة، فراحوا يمدُّونه بِالمال والرجال. كانت هذه الأفعال الحُجَّة التي احتاجها شاهجهان لِمُهاجمة الدكن، فأرسل بدايةً إلى أصحاب الدولتين العادلشاهيَّة والقُطُبشاهيَّة أن يعدلوا عن دفع الخراج لِشاهجي العاصي ويعترفوا بِسُلطانه هو، فلم يستجيبوا له، فما كان من السُلطان إلَّا أن خرج بِنفسه على رأس جيشٍ كثيفٍ ويمَّم وجهه جنوبًا.[45] زحف المغول ناحية الدولة النظامشاهيَّة، فتقهقر شاهجي أمامهم، وفرَّ ناجيًا بِحياته واحتمى بِصاحب مدينة «جُنّر»، ثُمَّ أكمل هربه جنوبًا مُحتميًا بِالسُلطان العادلشاهي في بيجافور.[la 24] وتابع المغول تقدُّمهم حتَّى وصلوا مدينة «دولت آباد»، عاصمة الدولة النظامشاهيَّة، فضربوا الحصار عليها حتَّى سقطت في أيديهم، ووقع سُلطانها حُسين بن بُرهان، الذي لم يكن لهُ من الأمر شيئًا، في أسرهم.[la 25] وتابع المغول زحفهم فسيطروا على القسم الشمالي بأكمله من الدولة النظامشاهيَّة، وتوقفوا لِبعض الوقت بِسبب شدَّة موجة القحط والجفاف والوباء،[47] فكان من نتيجة هذا أن تمكَّن شاهجي من الاحتفاظ بِبعض البلاد الداخلة ضمن مُثلَّث ناشك وپونة وأحمد نگر.[la 24] وعلى الرُغم من عدم تقدُّمهم أكثر من هذا، فقد أدَّى ظُهُور شاهجهان بِالدكن في قُوَّاته الكثيفة إلى أن بادر السُلطان القُطبشاهي عبد الله بن مُحمَّد بِإعلان طاعته لِلمغول من جديد، وأرسل إلى شاهجهان يتعهَّد بِمنع سب الخُلفاء الراشدين الثلاثة: أبو بكر وعُمر وعُثمان، في جميع البلاد الخاضعة له، وإجراء الخطبة بِالثناء عليهم، والعُدُول عن الدُعاء لِلشاه الصفوي فيها. بِالمُقابل، بقي السُلطان العادلشاهي على عصيانه،[45] فسار شاهجهان وضرب الحصار على عاصمته بيجافور، لكنَّ شدَّة المجاعة والقحط أجبرته على فك الحصار والعودة إلى عاصمة مُلكه أغرة سنة 1040هـ المُوافقة لِسنة 1631م، غير أنَّهُ ترك قائده مهابت خان في المنطقة، فثبَّت حُكم المغول في الأراضي النظامشاهيَّة.[47]

مآثر شاهجهان

الدولة في عهده

المراجع

هوامش

  • «1»: «صاحبقران» أو «صاحب قران» هي كلمة فارسيَّة أصلها عربي، أي «صاحب القران»، أي من اقترن سعده بِالنُجُوم. وهو لقبُ تعظيمٍ كان يُضاف إلى أسماء المُلُوك والسلاطين في المُراسلات الملكيَّة.[48]
  • «2»: «الصوبدار» هو لقب حاكم «الصوبة» في دولة مغول الهند. والصوبة يُقابلها الإقليم والولاية والمُقاطعة والمُحافظة، فهو حاكم الولاية، أي يُقابل منصب الوالي في باقي الدُول الإسلاميَّة.[49][50]

باللغتين العربيَّة والفارسيَّة

  1. Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 23 مايو 2020 — الناشر: الوكالة الفهرسة للتعليم العالي
  2. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 278 - 279. ISBN 9789953184364. اطلع عليه بتاريخ 25 شُباط (فبراير) 2021م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  3. كسرائي، شاكر (1435هـ - 2014م). قاموس فارسي - عربي (فرهنگ فارسى - عربى) (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: الدار العربيَّة لِلموسوعات. صفحة 175. ISBN 9786144241516. مؤرشف من الأصل في 25 فبراير 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  4. الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 208. مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  5. الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 186 - 187. مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  6. الشيَّال، جمالُ الدين (1421هـ - 2001م). تاريخ دولة أباطرة المغول الإسلاميَّة في الهند (PDF) (الطبعة الأولى). بورسعيد - مصر: مكتبة الثقافة الدينيَّة. صفحة 126 - 128. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  7. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 264-265. ISBN 9789953184364. مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2020. اطلع عليه بتاريخ 20 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  8. النمر، عبد المنعم (1401هـ - 1981م). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: المُؤسسة الجامعيَّة لِلدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 301 - 302. مؤرشف من الأصل في 12 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 18 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  9. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 265 - 267. ISBN 9789953184364. مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2020. اطلع عليه بتاريخ 19 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  10. الشيَّال، جمالُ الدين (1421هـ - 2001م). تاريخ دولة أباطرة المغول الإسلاميَّة في الهند (PDF) (الطبعة الأولى). بورسعيد - مصر: مكتبة الثقافة الدينيَّة. صفحة 128 - 130. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 14 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  11. الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 171 - 172. مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  12. الشيَّال، جمالُ الدين (1421هـ - 2001م). تاريخ دولة أباطرة المغول الإسلاميَّة في الهند (PDF) (الطبعة الأولى). بورسعيد - مصر: مكتبة الثقافة الدينيَّة. صفحة 132 - 133. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 14 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  13. الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 176 - 178. مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  14. النمر، عبد المنعم (1401هـ - 1981م). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: المُؤسسة الجامعيَّة لِلدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 304 - 305. مؤرشف من الأصل في 12 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 18 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  15. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 270 - 271. ISBN 9789953184364. مؤرشف من الأصل في 29 مايو 2020. اطلع عليه بتاريخ 13 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  16. غازي، محمود أحمد (2009). تاريخ الحركة المُجدديَّة: دراسة تاريخيَّة تحليليَّة لِحياة الإمام المُجدِّد أحمد بن عبد الأحد السرهندي المعروف بِمُجدِّد الألف الثاني (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار الكُتُب العلميَّة. صفحة 139 - 140. ISBN 9782745162656. مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  17. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 271 - 273. ISBN 9789953184364. مؤرشف من الأصل في 29 مايو 2020. اطلع عليه بتاريخ 13 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  18. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 273-274. ISBN 9789953184364. مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2020. اطلع عليه بتاريخ 26 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  19. الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 174 - 176. مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  20. النمر، عبد المنعم (1401هـ - 1981م). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: المُؤسسة الجامعيَّة لِلدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 306. اطلع عليه بتاريخ 26 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  21. الشيَّال، جمالُ الدين (1421هـ - 2001م). تاريخ دولة أباطرة المغول الإسلاميَّة في الهند (PDF) (الطبعة الأولى). بورسعيد - مصر: مكتبة الثقافة الدينيَّة. صفحة 134 - 136. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 14 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  22. النمر، عبد المنعم (1401هـ - 1981م). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: المُؤسسة الجامعيَّة لِلدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 316 - 317. اطلع عليه بتاريخ 18 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  23. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 287. ISBN 9789953184364. اطلع عليه بتاريخ 19 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  24. الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 185 - 186. مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  25. آشنا، ميرزا مُحمَّد طاهر خان (2009). مُلخَّص شاهجهان نامه (PDF) (باللغة الفارسية) (الطبعة الأولى). دهلی نو: مركز تحقيقات فارسى، رايزنى فرهنگى سفارت جمهورى اسلامى ايران. صفحة 62. ISBN 9644391276. مؤرشف من الأصل (PDF) في 06 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  26. الندوي، أبو الحسن علي الحسني (المتوفى في سنة 1420هـ/1999م); ترجمه عن الأردية: سليمان الحسيني الندوي (1428هـ - 2007م). رجال الفكر والدعوة في الإسلام (PDF). الجُزء الثالث (الطبعة الثالثة). دمشق-بيروت: دار ابن كثير. صفحة 113. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 يوليو 2019. اطلع عليه بتاريخ 29 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  27. الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 190. مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  28. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 279 - 280. ISBN 9789953184364. اطلع عليه بتاريخ 13 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  29. آشنا، ميرزا مُحمَّد طاهر خان (2009). مُلخَّص شاهجهان نامه (PDF) (باللغة الفارسية) (الطبعة الأولى). دهلی نو: مركز تحقيقات فارسى، رايزنى فرهنگى سفارت جمهورى اسلامى ايران. صفحة 70. ISBN 9644391276. مؤرشف من الأصل (PDF) في 06 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  30. الحُسيني، عبد الحي بن فخر الدين (1420هـ - 1999م). الإعلام بِمن في تاريخ الهند من الأعلام المُسمَّى بِنُزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر. الجُزء الخامس (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار ابن حزم. صفحة 225. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  31. مُحمَّد علي، أحمد رجب (1429هـ - 2008م). قلاع وحُصُون وأسوار وبوَّابات المُدُن الأثريَّة الإسلاميَّة في الهند (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر: الدار المصريَّة اللُبنانيَّة. صفحة 198. ISBN 9796500121307. مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  32. النمر، عبد المنعم (1401هـ - 1981م). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: المُؤسسة الجامعيَّة لِلدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 317 - 321. اطلع عليه بتاريخ 18 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  33. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 281. ISBN 9789953184364. اطلع عليه بتاريخ 13 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  34. القطري, أمل عبد السلام السيِّد (2017). "تصاوير الثُوَّار والخارجين عن حُكم الأباطرة المغول في الهند (239-1923هـ/1291-1822م)" (PDF). مجلَّة الاتحاد العام للآثاريين العرب. الاتحاد العام للآثاريين العرب. المُجلَّد 18 (العدد 18): 194. ISSN 2536-9822. مؤرشف من الأصل (PDF) في 21 يوليو 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  35. آشنا، ميرزا مُحمَّد طاهر خان (2009). مُلخَّص شاهجهان نامه (PDF) (باللغة الفارسية) (الطبعة الأولى). دهلی نو: مركز تحقيقات فارسى، رايزنى فرهنگى سفارت جمهورى اسلامى ايران. صفحة 84. ISBN 9644391276. مؤرشف من الأصل (PDF) في 06 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  36. الشيَّال، جمالُ الدين (1421هـ - 2001م). تاريخ دولة أباطرة المغول الإسلاميَّة في الهند (PDF) (الطبعة الأولى). بورسعيد - مصر: مكتبة الثقافة الدينيَّة. صفحة 138 - 140. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  37. النمر، عبد المنعم (1401هـ - 1981م). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: المُؤسسة الجامعيَّة لِلدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 319 - 321. اطلع عليه بتاريخ 18 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  38. الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 192 - 194. مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  39. الندوي، صاحب عالم الأعظمي (2020). "العلاقات بين الهند والجزيرة العربيَّة في عصر الدولة المغوليَّة". العرب والهند: تحُّولات العلاقة مع قُوَّة ناشئة ومُستقبلها (الطبعة الأولى). الدوحة - قطر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. صفحة 53 (الورقة). ISBN 9786144453445. مؤرشف من الأصل في 09 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  40. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 287 - 288. ISBN 9789953184364. اطلع عليه بتاريخ 13 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  41. مجموعة مؤلفين (1418هـ - 1998م). مُوجز دائرة المعارف الإسلاميَّة. الجُزء العُشرون (الطبعة الأولى). الشارقة - الإمارات العربية المتحدة: مركز الشارقة للإبداع الفكري. صفحة 6141. مؤرشف من الأصل في 9 مارس 2021. اطلع عليه بتاريخ 09 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  42. الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 191. مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  43. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 281 - 182. ISBN 9789953184364. اطلع عليه بتاريخ 13 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  44. شهاب, مُظهر. "المغول العظام في الهند (932 ـ 1275هـ/1526 ـ 1858م)". الموسوعة العربيَّة. المُجلَّد التاسع عشر (الطبعة الأولى). صفحة 219. مؤرشف من الأصل في 10 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  45. الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 194 - 195. مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  46. الشيَّال، جمالُ الدين (1421هـ - 2001م). تاريخ دولة أباطرة المغول الإسلاميَّة في الهند (PDF) (الطبعة الأولى). بورسعيد - مصر: مكتبة الثقافة الدينيَّة. صفحة 144. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 مايو (أيار) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  47. طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1428هـ - 2007م). تاريخ مغول القبيلة الذهبيَّة والهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 283. ISBN 9789953184364. اطلع عليه بتاريخ 19 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |سنة= (مساعدة)
  48. حلَّاق، حسَّان; صبَّاغ، عبَّاس (1999). المُعجم الجامع في المُصطلحات الأيوبيَّة والمملوكيَّة والعُثمانيَّة ذات الأُصُول العربيَّة والفارسيَّة والتُركيَّة (PDF) (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار العلم للملايين. صفحة 134. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  49. الكيرانوي، وحيد الزمان قاسمي (1410هـ - 1990م). القاموس الجديد، اُردو عربى لُغت (الطبعة الجديدة). لاهور - پاكستان: ادارة اسلاميَّات. صفحة 684. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  50. دفتري، فرهاد; ترجمة سيف الدين القصير (2016). مُعجم التاريخ الإسماعيلي (PDF) (الطبعة العربيَّة). بيروت ولندن: دار الساقي بِالاشتراك مع معهد الدراسات الإسماعيليَّة. صفحة 149. ISBN 9786140300309. مؤرشف من الأصل (PDF) في 8 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)

    بِلُغاتٍ أجنبيَّة

    1. Singh, Pashaura; Fenech, Louis E., المحررون (2014). The Oxford handbook of Sikh studies. Oxford University Press. صفحة 649. ISBN 978-0-19-969930-8. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    2. Britannica, The Editors of Encyclopaedia (Invalid Date). "Shah Jahān". Encyclopædia Britannica (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 04 ديسمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
    3. Gonzalez, Valerie (2016). Aesthetic Hybridity in Mughal Painting, 1526–1658 (باللغة الإنجليزية). Routledge. صفحة 116. ISBN 978-1-317-18487-4. مؤرشف من الأصل في 19 أغسطس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    4. Middleton, John (2015). World Monarchies and Dynasties (باللغة الإنجليزية). Routledge. صفحة 451. ISBN 978-1-317-45158-7. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    5. Mehta, Jaswant Lal (1986). Advanced Study in the History of Medieval India (باللغة الإنجليزية). Sterling Publishers Pvt. Ltd. صفحة 59. ISBN 978-8120710153. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    6. Illustrated dictionary of the Muslim world. Tarrytown, NY: Marshall Cavendish Reference. 2011. صفحة 136. ISBN 978-0-7614-7929-1. مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    7. Findly, Ellison Banks (1993). Nur Jahan: Empress of Mughal India. Oxford University Press. صفحة 125. ISBN 978-0-19-536060-8. مؤرشف من الأصل في 19 أغسطس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    8. Faruqui, Munis D. (2012). Princes of the Mughal Empire, 1504–1719. Cambridge University Press. صفحة 71. ISBN 978-1-107-02217-1. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    9. Jahangir (1909–1914). The Tūzuk-i-Jahangīrī Or Memoirs Of Jahāngīr. تُرجم بواسطة Alexander Rogers; Henry Beveridge. London: Royal Asiatic Society. صفحة 48. مؤرشف من الأصل في 05 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 19 نوفمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    10. Prasad, Beni (1930) [First published 1922]. History of Jahangir (الطبعة الثانية). Allahabad: The Indian Press. صفحة 189. مؤرشف من الأصل في 4 يوليو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    11. Nicoll, Fergus (2009). Shah Jahan: The Rise and Fall of the Mughal Emperor. London: Haus. صفحة 49. ISBN 978-1-906598-18-1. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    12. Evans, Amy C. (29 June 2020). "Shah Jahan, Mughal Emperor: History & Monuments". Study.com (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 2021. اطلع عليه بتاريخ 26 فبراير 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ=, |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
    13. Nicoll, Fergus (2009). Shah Jahan: The Rise and Fall of the Mughal Emperor. London: Haus. صفحة 56. ISBN 978-1-906598-18-1. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    14. Narayan, Kirin (22 November 2016). Everyday Creativity: Singing Goddesses in the Himalayan Foothills. ISBN 9780226407562. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    15. Sen, Sailendra (2013). A Textbook of Medieval Indian History. Primus Books. صفحات 165–166. ISBN 978-9-38060-734-4. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    16. "Jahangir's Conquest of Kangra and Kistwar". preservearticles.com. مؤرشف من الأصل في 18 أيَّار (مايو) 2020م. اطلع عليه بتاريخ 18 أيَّار (مايو) 2020م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
    17. Chandra, Satish (2005). Medieval India:from Sultanat to the Mughals. 2. Har-Anand Publications. صفحة 242. ISBN 9788124110669. مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    18. Jain, Ravindra K. (2002), Between History and Legend: Status and Power in Bundelkhand, Orient Blackswan, صفحة 84, ISBN 978-8-12502-194-0, مؤرشف من الأصل في 7 مارس 2021 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
    19. Jayapalan, N. (2001). History of India. Atlantic Publishers & Distributors (P) Limited. صفحة 167. ISBN 9788171569281. مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2021. اطلع عليه بتاريخ 17 مايو 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    20. Ikram, S. M. (1964). Muslim Civilization in India. Columbia University Press. صفحات 175–188. ISBN 978-0-231-02580-5. مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2021 عبر Frances W. Pritchett. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    21. Ó Gráda, Cormac (March 2007). "Making Famine History". Journal of Economic Literature. 45 (1): 5–38. doi:10.1257/jel.45.1.5. JSTOR 27646746. Well-known famines associated with back-to-back harvest failures include ... the Deccan famine of 1630–32 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    22. Mahajan, Vidya Dhar (1971) [First published in 1961]. Mughal Rule in India (الطبعة العاشرة). Delhi: S. Chand. صفحات 148–149. OCLC 182638309. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    23. Winters, R.; Hume, J. P.; Leenstra, M. (2017). "A famine in Surat in 1631 and Dodos on Mauritius: A long lost manuscript rediscovered". Archives of Natural History. 44: 134. doi:10.3366/anh.2017.0422. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    24. Stewart Gordon (1993). The Marathas 1600-1818. Cambridge University Press. صفحة 46. ISBN 978-0-521-26883-7. مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    25. Sen, Sailendra (2013). A Textbook of Medieval Indian History. Primus Books. صفحة 170. ISBN 978-9-38060-734-4. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

      وصلات خارجية

      • بوابة التاريخ الإسلامي
      • بوابة أعلام
      • بوابة الإسلام في الهند
      • بوابة ملكية
      • بوابة دولة المغول الهندية
      This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.