خرف
الخَرَف[3] أو التدهور العقلي[3] أو العتاه[3] (بالإنجليزية: Dementia) هو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل: الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والحكمة. لذلك يفقد كثير من الذين يعانون من الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم، ويصبحون بحاجة لرعاية تمريضية كاملة. ومن أكثر أسباب الخرف شيوعاً هو مرض آلزهايمر.
خرف | |
---|---|
معلومات عامة | |
الاختصاص | طب نفسي ، وطب الجهاز العصبي |
من أنواع | اضطراب إدراكي ، وشخصية العضوية ، وعلامة سريرية |
الأسباب | |
عوامل الخطر | ارتفاع ضغط الدم [1]، وصمم [1]، وتدخين [1]، وسمنة [1]، وكآبة [1]، ونمط الحياة الخامل [1]، والسكري [1]، وعزلة اجتماعية [1]، وإصابة الرأس [1]، ومعاقرة الكحول [1]، وتلوث الهواء [1] |
الإدارة | |
أدوية | سيتالوبرام ، وريسبيريدون ، وبيرفينازين ، ودونيبيزيل ، وغالانتامين ، وتاكرين ، وريفاستيجمين ، وأولانزابين ، وكويتيابين ، وأريبيبرازول ، وميمانتين
|
الوبائيات | |
انتشار المرض | |
التاريخ | |
وصفها المصدر | الموسوعة السوفيتية الأرمينية ، وموسوعة بلوتو |
أشكال اضطراب الخرف
الخرف له شكلان أساسيان باعتبار أسبابه وهما:
- .تدهور مستمر ومتواصل في القدرات الإدراكية يحدث على مدى أشهر أو سنوات وهذا يحدث في حالات ألزهايمر (Alzheimer Type).
- . تدهور متدرج في القدرات الإدراكية يفقد فيه المريض شيئاً من قدراته بشكل ملحوظ، ثم يستقر مدة من الزمن ثم يحدث تدهور ملحوظ وهكذا... وهذا الشكل يحدث في حالات الاحتشاء الدماغي المتعدد (Multi-infarct type)، نتيجة تجلطات في الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ تحدث بين الحين والآخر يفقد معها في كل مرة قدرة من القدرات الإدراكية.
أعراض الخرف
يمكن تشخيص مرض ألزهايمر (Alzheimer Type) بناءً على الأعراض التالية حسب معايير الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية الذي تصدره جمعية الطب النفسي الأمريكية ((DSM-4، والتي تتلخص فيما يلي:
أ. حدوث انحدار مستمر في القدرات الإدراكية يتمثل في كل مما يلي:
- . خلل في الذاكرة (اضطراب القدرة على اكتساب معلومات جديدة، أو استرجاع معلومات سبق اكتسابها).
- . واحدة (أو أكثر) من الاضطرابات الإدراكية التالية:
- اضطراب في اللغة (الصمت، أخطاء لفظية، قصر العبارات).
- اضطراب القدرات الحركية في عدم وجود مشكلات صحية في الجهاز الحركي: مثل تفريش الأسنان أو مضغ الطعام أو التلويح باليد للوداع...الخ.
- اضطراب القدرة على معرفة الأشياء بأسمائها في عدم وجود مشكلات حسية مثل الصمم أو العمى.
- اضطراب الوظائف العقلية العليا كالتخطيط والتنظيم والترتيب والتفكير المجرد.
ب. يؤدي اضطراب القدرات الإدراكية المذكور في كل من (أ – 1) وأ – 2) إلى خلل واضح في الوظائف الاجتماعية أو المهنية، ويمثل انحداراً بَيّناً مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه هذه الوظائف قبل ذلك.
ج. يتميز مسار الحالة بظهور تدريجي للأعراض وتدهور مستمر في القدرات الإدراكية.
د. يجب أن لا يكون سبب اضطراب القدرات الإدراكية المذكور في كل من (أ – 1) وأ – 2) أي مما يلي:
- مرض آخر في الجهاز العصبي يسبب تدهورا مستمرا في الذاكرة والإدراك (مثل: مشكلات الأوعية الدموية، داء باركنسون، إصابات الدماغ، الأورام...).
- أمراض جسمية عامة يعرف أنها تسبب خرفاً (مثل: كسل الغدة الدرقية، نقص فيتامين ب12 وحمض الفوليك ونقص الكالسيوم، والأيدز...).
- استخدام المخدرات الذي ينتج عنه تدهور القدرات الإدراكية مثل: الكحول...
هـ. لا يحدث هذا التدهور في القدرات الإدراكية فقط أثناء حالات الهذيان.
و. هذا التدهور في القدرات الإدراكية لا يمكن تفسيره من خلال حالات اضطراب نفسي آخر مثل: الاكتئاب النفسي، أو الفصام.
أما الخرف الناتج عن الاحتشاء الدماغي المتعدد (Multi-infarct type) فيمكن تشخيصه بناءً على الأعراض التالية حسب معايير الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية الذي تصدره جمعية الطب النفسي الأمريكية (DSM-4، والتي تتلخص فيما يلي: أ. حدوث انحدار مستمر في القدرات الإدراكية يتمثل في كل مما يلي:
- خلل في الذاكرة (اضطراب القدرة على اكتساب معلومات جديدة، أو استرجاع معلومات سبق اكتسابها).
- واحدة (أو أكثر) من الاضطرابات الإدراكية التالية:
- اضطراب في اللغة (الصمت، أخطاء لفظية، قصر العبارات)
- اضطراب القدرات الحركية في عدم وجود مشكلات صحية في الجهاز الحركي: مثل تفريش الأسنان أو مضغ الطعام أو التلويح باليد للوداع...الخ
- اضطراب القدرة على معرفة الأشياء بأسمائها في عدم وجود مشكلات حسية مثل الصمم أو العمى
- اضطراب الوظائف العقلية العليا كالتخطيط والتنظيم والترتيب والتفكير المجرد.
ب. يؤدي اضطراب القدرات الإدراكية المذكور في كل من (أ – 1) وأ – 2) إلى خلل واضح في الوظائف الاجتماعية أو المهنية، ويمثل انحداراً بَيّناً مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه هذه الوظائف قبل ذلك.
ج. أعراض وعلامات عصبية محددة يعرفها الأطباء تدل على وجود تلف في أو خلل في مناطق محددة من الدماغ، ويرى الطبيب أنها ذات علاقة بتدهور القدرات الإدراكية.
د. لا يحدث هذا التدهور في القدرات الإدراكية فقط أثناء حالات الهذيان.
أسباب الخرف
للخرف أسباب متعددة نوجزها فيما يأتي:
- مرض ألزهايمر (Alzheimer Type): وقد ثبتت علاقته بعاملين هما تقدم العمر (فكلما تقدم العمر - خاصة بعد 65 سنة- زادت احتمالات الإصابة)، ووجود تاريخ أسري للمرض خاصة إذا كان قبل سن 65 سنة. وقد أوضحت البحوث الجينية أن نسبة الإصابة بهذا المرض عند أبناء المصابين به تكون أربعة أضعاف مقارنة بأقرانهم ممن لا يوجد لديهم تاريخ مرضي.
- الاحتشاء الدماغي المتعدد (Multi-infarct type): ويحدث نتيجة تجلطات في الأوعية الدموية. ويصاحب ذلك عادة أمراض أخرى مثل تصلب الشرايين وداء السكري وارتفاع ضغط الدم. وغيرها...
- نقص الفيتامينات وسوء التغذية: مثل نقص الفيتامينات خاصة ب12، ب3، ب9
- أمراض عضوية أخرى: مثل كسل الغدة الدرقية، إصابات الدماغ وأمراض الجهاز العصبي مثل مرض باركنسون، مرض هنتيجتون، ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، الأورام، النزيف الدماغي...
- استخدام المخدرات: مثل الكحول، والحشيش، والحبوب المنشطة التي تؤدي لحالة شبيه بالفصام.
آلية حدوث الخرف
يحدث الخرف بأشكال مختلفة حسب سببه. ولكن المحصلة النهائية بغض النظر عن السبب في كثير من الأحيان هو تلف في الخلايا الدماغية. وقد وجدت الدراسات المتواترة أن هناك نقصاً حاداً في السيالة العصبية المسماة: أستيالكولين (Acetylcholine - Ach)، إضافة لظهور تغيرات في خلايا الدماغ تدل على تليّفها وتلفها.
مدى انتشار الخرف
تزداد احتمالات الإصابة بالخرف عموماً مع تقدم العمر، خاصة بعد سن 65 عاماً. فنسبة حالات الخرف تقدر بحوالي 2% بين سن 65-69 عاماً، وتزيد إلى 5% بين 75-79 عاماً، ثم تصل إلى 20% بين سن 85-89 عاماً، و50% بين من تتجاوز أعمارهم التسعين عاماً.
ويعد مرض ألزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعاً (50% من الحالات)، ويحدث في النساء أكثر منه في الرجال بمقدار ثلاث مرات.
أما خرف الاحتشاء الدماغي المتعدد فيحدث أكثر في الرجال لأن الرجال أكثر إصابة بأسباب الاحتشاءات مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم. وتختلف نسبة انتشار هذا النوع من الخرف من مجتمع لآخر نتيجة الأنماط الغذائية السائدة، وذلك بعكس نوع ألزهايمر الذي ينتشر بنسبة متساوية في عدة من مجتمعات العالم.
تقدر منظمة الصحة العالمية بأن هناك حوالي 10 ملايين حالة جديدة من الخرف سنويا.[4]
اضطرابات أخرى تشبه الخرف
هناك عدد من الأمراض العضوية والنفسية التي تشبه الخرف. وقد سبق الإشارة إلى بعض الأمراض العضوية عند الحديث عن الأسباب. أما الحالات الأخرى التي تشبه الخرف هي:
- النسيان الطبيعي: وقد يحدث ذلك عند كثير من الناس بسبب تعقد نمط الحياة، وتسارع وتيرة الأحداث، والاعتماد على الوسائل المساندة للحفظ مثل المفكرات الإلكترونية والهواتف الجوالة وخلافها... والنسيان الطبيعي لا يسبب خللاً في أداء الشخص لوظائفه المختلفة.
- الاكتئاب النفسي: حيث تظهر مشكلات في التركيز والتذكر. ولكنها تكون لاحقة للإصابة بالاكتئاب، وتابعة لوجوده، ويتم تضخيم الشكوى من ضعف الذاكرة من قبل المريض الذي يستثقل التركيز والتذكر، فيتجنب المحاولة. ذلك إضافة لوجود أعراض الاكتئاب النفسي المعروفة.
- الفصام: حيث لا يبدو المريض مدركاً للزمان أو الأحداث من حوله بسبب حالته العقلية المزمنة وانقطاعه عن متابعة الحياة والأخبار وهيمنة الأعراض السلبية للفصام. ذلك إضافة لوجود أعراض الفصام الأخرى.
- الهذيان: وهو تدهور حاد في القدرات الإدراكية يحدث نتيجة إصابة مباشرة للدماغ أو مرض عضوي حاد كالفشل الكبدي أو الكلوي أو تغير حاد في نسبة السكر أو الأملاح الأخرى في الدم.
علاج الخرف
يختلف علاج الخرف بحسب أسبابه. هناك من حالات الخرف ما هو قابل للشفاء (15% من الحالات تقريباً)، مثل الحالات الناتجة عن نقص الفيتامينات وسوء التغذية، وكسل الغدة الدرقية وخلافه لأن هذه الأسباب يمكن علاجها، ومن ثم يمكن أن تعود القدرات العقلية طبيعية تماماً مثلما كانت عليه. أما العقاقير التي تستخدم في حالات الخرف فهي كما يلي:
- عقاقير ترفع من مستويات الأستايلكولين (Acetylcholine) وهذه العقاقير يمكن أن تحسن من الذاكرة وتحد من سرعة تدهور القدرات العقلية، وتستخدم تحديداً لعلاج حالات داء ألزهايمر. من أمثلة هذه العقاقير: Donepezil, Galatamine, Memantine, Rivastigmine, Tacrine.
- عقاقير مساندة: وهذه تستخدم للتخفيف من الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الخرف مثل القلق (قد تستخدم مضادات القلق)، الاكتئاب (قد تستخدم مضادات الاكتئاب) أو التهيج والأعراض الذهانية (قد تستخدم مضادات الذهان).
- العلاج التمريضي ويهدف لمساعدة ذوي المريض للتعامل معه بالشكل الصحيح الذي يخدم المريض ولا يستنزف طاقة الراعين له.
ماذا يمكن أن يحدث لو لم يعالج الخرف؟
تعتبر حالات الخرف التي لا يمكن علاج أسبابها من الحالات المزمنة. وإذا لم تعالج فإن قدرات المريض العقلية تستمر في التدهور حتى يفقد قدرته على العناية بأبسط شؤونه مثل الأكل والشرب... كما قد يفقد القدرة على التحكم في مخارجه، وقد يخرج في أوقات غير مناسبة ويتعرض للأذى أو الضياع، خاصة عندما تكون حالة المريض الجسمية تساعده على الحركة والمشي، مما يستدعي المراقبة الدائمة وإغلاق الأبواب. هذه الحالات تحتاج لجهد كبير من ذويه قد يكون على حساب أعمالهم وجوانب حياتهم الأخرى.
هل يمكن الشفاء من الخرف؟
في الغالب أنه لا يمكن الشفاء من حالات الخرف التي لا يعرف له سبب يمكن علاجه. لذلك فإن مسار هذه الحالات يتسم بالتدهور البطيء أو السريع حتى الوفاة، خلال فترة تتراوح بين 5-10 سنوات. لكن العقاقير التي تستخدم في علاج داء ألزهايمر قد تساهم في الحد من تسارع التدهور في القدرة العقلية أو قد تؤدي إلى توقفه مدة قد تطول أو تقصر بحسب عوامل شخصية وعلاجية مختلفة يقدرها الطبيب المعالج.
المصادر
- https://www.unionleader.com/news/health/eliminating-12-risk-factors-for-dementia/article_136cc00f-7d61-50d1-b5b5-d79f9fa531be.html
- http://www.alzheimersanddementia.com/article/S1552-5260(12)02531-9/fulltext — تاريخ الاطلاع: 22 أغسطس 2015
- "Al-Qamoos القاموس - English Arabic dictionary / قاموس إنجليزي عربي". www.alqamoos.org. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 12 نوفمبر 2017. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، الخرف. نسخة محفوظة 24 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
مواضيع متعلقة
وصلات خارجية
- بوابة علوم عصبية
- بوابة العقل والدماغ
- بوابة طب
- بوابة علم النفس