جدل ترامب وأوكرانيا

فضيحة ترامب وأوكرانيا هي فضيحة سياسية مستمرة حتى الآن في الولايات المتحدة. تدور حول الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجبار أوكرانيا ودول أجنبية أخرى على تقديم روايات ضارة عن «جو بايدن» المرشح الأوفر حظًا عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، بالإضافة إلى معلومات متعلقة بالتدخل الروسي في انتخابات الولايات المتحدة عام 2016. جنّد ترامب وكلاء داخل إدارته الرسمية وخارجها، من ضمنهم محاميه الشخصي «رودي جولياني» والمحامي العام «ويليام بار»، للضغط على أوكرانيا والحكومات الأجنبية الأخرى للتعاون في دعم نظريات المؤامرة المتعلقة بالسياسة الأمريكية. حظر ترامب أولًا، لكنه سمح في ما بعد (وبتكليف من الكونغرس) بدفع حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار للحصول على تعاون شيء مقابل آخر مع فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا. نشأت عدد من الاتصالات بين البيت الأبيض وحكومة أوكرانيا، وبلغت هذه الاتصالات ذروتها في مكالمة هاتفية بين ترامب وزيلينسكي في 25 يوليو 2019.

جذبت الفضيحة اهتمام الرأي العام في منتصف سبتمبر 2019 بسبب شكوى قدمها أحد «كاشفي الفساد» في أغسطس 2019. أثارت الشكوى مخاوف بشأن استخدام ترامب للسلطات الرئاسية لالتماس تدخل أجنبي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020. أكد البيت الأبيض تحت إدارة ترامب العديد من الادعاءات التي أثارها كاشف الفساد. أكد نص غير حرفي لمحتوى الاتصال بين ترامب وزيلينسكي أن ترامب طلب إجراء تحقيقات بخصوص جو بايدن وابنه هانتر بايدن، بالإضافة إلى نظرية مؤامرة تضم خادمًا للجنة الوطنية الديمقراطية، وأنه قد حث زيلينسكي مرارًا وتكرارًا على العمل مع جولياني وبار في هذه الأمور. أكد البيت الأبيض أيضًا أن سجلًا للمكالمة قد حُفظ في نظام شديد التقييد. قال رئيس أركان البيت الأبيض المؤقت «ميك مولفاني» إن أحد أسباب حجب ترامب للمساعدات العسكرية عن أوكرانيا هو «قضية الفساد المتعلقة بخادم دي إن سي»، في إشارة إلى النظرية المدحوضة والقائلة بأن الأوكرانيين قد لفقوا اختراق روسيا لنظام الحاسوب دي إن سي. كما حث ترامب علنًا أوكرانيا والصين على التحقيق في عائلة بايدن. شهد «بيل تيلور»، كبير الدبلوماسيين في إدارة ترامب مع أوكرانيا، أنه قيل له إن المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وإن اجتماع ترامب - زيلينسكي في البيت الأبيض كانا مشروطَين بإعلان زيلينسكي أمام العامة عن التحقيقات في بايدن والتدخل الأوكراني المزعوم في الانتخابات الأمريكية لعام 2016. شهد السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي «غوردون سوندلاند» بأنه قد عمل مع جولياني تحت «توجيه صريح» من ترامب لترتيب اتفاقية شيء مقابل آخر مع الحكومة الأوكرانية.

في 24 سبتمبر 2019، بدأ مجلس النواب تحقيقًا رسميًا لإقالة ترامب بقيادة ست لجان في مجلس النواب. في 31 أكتوبر 2019، صوّت مجلس النواب بالموافقة على المبادئ التوجيهية للمرحلة التالية من التحقيق في الإقالة. أدان مجلس النواب ترامب بتهمة استغلال سلطة مكتبه وعرقلة عمل الكونغرس، ولكنه بُرّئ في نهاية المطاف من قبل مجلس الشيوخ.

خلفية

في عام 2014، كانت إدارة أوباما تحاول دعم حكومة ياتسينيوك الجديدة في أوكرانيا دبلوماسياً، وكان نائب الرئيس جو بايدن "في طليعة" تلك الجهود، [1] حيث سافر إلى كييف في 22 أبريل 2014 وحث الحكومة الأوكرانية "على تقليل اعتمادها على روسيا في إمدادات الغاز الطبيعي". [2] وناقش كيف يمكن للولايات المتحدة المساعدة في توفير الخبرة التقنية لتوسيع الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي. [3]

شكوى مجهولة المصدر بخصوص إجراء مكالمة هاتفية بين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي

التواصل مع المسؤولين الأوكرانيين

في مكالمة هاتفية في 25 يوليو 2019 طلب ترامب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (في الصورة) للتحقيق في أمور متعلقة بهنتر بايدن .

في 20 سبتمبر 2019 ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب قام في محادثة 25 يوليو بالضغط مرارا على الرئيس الأوكراني زيلينسكي للتحقيق في المسائل المتعلقة بهنتر بايدن، [4] وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب أخبر زيلينسكي بالتحدث إلى رودي جولياني، [5] [6] ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال فقد حث زيلينسكي "حوالي ثماني مرات" على العمل مع رودي جولياني والتحقيق في ابن بايدن، [7] في 22 سبتمبر أقر ترامب أنه ناقش جو بايدن خلال المكالمة مع زيلينسكي ، وقال إنه "لا نريد أن يخلق شعبنا مثل نائب الرئيس بايدن وابنه للفساد بالفعل في أوكرانيا ". [8]

حجب المساعدات العسكرية الأوكرانية

خصص الكونغرس 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا للعام المالي 2019، وذلك لاستخدامها في الإنفاق على الأسلحة وغيرها من المعدات، وكذلك برامج لمساعدة الجيش الأوكراني في مكافحة العدوان الروسي والانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في الكيانات الانفصالية التي أعلنت نفسها في أوكرانيا الشرقية. [9] وأبلغت الإدارة الكونغرس في فبراير 2019 ومايو 2019 بأنها تعتزم إطلاق هذه المساعدات إلى أوكرانيا، وعلى الرغم من الإشعارات إلى الكونغرس في منتصف يوليو 2019، أجلت إدارة ترامب المساعدات العسكرية لأوكرانيا، [10] [11] وذكرت صحيفة واشنطن بوست في 23 سبتمبر أن ترامب وجه رئيس أركانه بالوكالة ميك مولفاني لحجب المساعدات العسكرية البالغة 400 مليون دولار عن أوكرانيا وذلك قبل أسبوع على الأقل من اتصاله مع زيلينسكي.

إجراءات الإقالة

في 24 سبتمبر 2019 أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن إجراء تحقيق رسمي لعزل ترامب حيث ستبدأ لجان مجلس النواب الستة أو تواصل تحقيقاتها الرسمية. [12]

مذكرة صادرة عن البيت الأبيض مع سجل غير حرفي للمكالمة بين ترامب وزيلينسكي

انظر أيضا

المراجع

  1. Braun, Stephen; Berry, Lynn (September 23, 2019). "The story behind Biden's son, Ukraine and Trump's claims". Associated Press. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Higgins, Andrew; Roth, Andrew (April 22, 2014). "Biden Offers Strong Support to Ukraine and Issues a Sharp Rebuke to Russia". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 24 أغسطس 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Wilson, Scott (May 14, 2014). "Biden arrives in Ukraine to show U.S. support as crisis with Russia continues". واشنطن بوست. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "Trump whistleblower: President pressed Ukrainian leader to investigate Biden's son, according to people familiar with the matter". مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Rosenberg, Matthew; Fandos, Nicholas; Sullivan, Eileen; Barnes, Julian E. (September 19, 2019). "Whistle-Blower's Complaint Is Said to Involve Multiple Acts by Trump". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Barnes, Julian E.; Schmidt, Michael S.; Vogel, Kenneth P.; Goldman, Adam (September 20, 2019). "Trump Pressed Ukraine's Leader as Giuliani Pushed for Biden Inquiry". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Trump Repeatedly Pressed Ukraine President to Investigate Biden's Son". The Wall Street Journal. September 20, 2019. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Baker, Peter (September 22, 2019). "Trump Acknowledges Discussing Biden in Call With Ukrainian Leader". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Karoun Demirjian, Josh Dawsey, Ellen Nakashima & Carol D. Leonnig (September 23, 2019). "Trump ordered hold on military aid days before calling Ukrainian president, officials say". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 27 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  10. "Trump administration reinstates military aid for Ukraine". Reuters. September 12, 2019. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Pettypiece, Shannon; Smith, Allan (September 23, 2019). "Trump suggests he tied Ukraine funding to corruption, cites Biden allegations". NBC News. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "House Speaker Nancy Pelosi announces formal impeachment inquiry of Trump, says his actions were a 'betrayal of national security'". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    روابط خارجية

    • بوابة علاقات دولية
    • بوابة عقد 2010
    • بوابة أوكرانيا
    • بوابة الولايات المتحدة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.