تسلسل محفوظ

التسلسُلات المحفوظة (بالإنجليزية: conserved sequences)‏ هي تسلسلات أحماض نووية (دنا أو رنا) أو بروتينات متماثلة أو متشابهة في عدة أجناس (تسلسللات متماثلة ذات أصل واحد) أو داخل جينوم واحد (تسلسلات متماثلة) أو بين صنف مانح وآخر مستقبِل (تسلسللات متماثلة أجنبية). الانحفاظ يعني أن التسلسل لم يتم تغييره بواسطة الاصطفاء الطبيعي.

ترصيف تسلسلات بروتينات الهستون H1 لخمس ثدييات.
التسلسلات هي وحدات الأحماض الأمينية 120-180 من هذه البروتينات. الوحدات المحفوظة في جميع التسلسلات مبينة بالرمادي، وتحت كل وحدة علامة تدل على مدى انحفاظ ذلك الموقع: (*) موقع محفوظ، (:) موقع ذو تبديل محافظ، (.) موقع ذو تبديل نصف محافظ، ( ) موقع ذو تبديل غير محافظ.[1]

التسلسل المحفوظ بشدة هو التسلسل الذي بقي من دون تغيير منذ الأسلاف المشتركة الأولى في شجرة التطور، أي لم يتغير منذ زمن جيولوجي طويل. من الأمثلة على التسلسلات المحفوظة بشدة: المكونات الرنوية للريبوسوم المتواجد في جميع نطاقات الحياة، تسلسلات العلبة المثلية المنتشرة بين حقيقيات النوى، والرنا الناقل لدى البكتيريا. تتداخل دراسة انحفاظ التسلسلات مع علم الجينوم و البروتيوميات وعلم الأحياء التطوري، وعلم الوراثة العرقي والمعلوماتية الحيوية.

تاريخ

اكتشاف دور الدنا في الوراثة، وملاحظات فردريك سانغر لاختلافاتٍ في جزيئات الإنسولين بين الحيوانات سنة 1949،[2] دفع علماء الأحياء الجزيئية إلى دراسة الأصناف من منظور جزيئي.[3][4] استَخدمت دراسات أجريت في العقد 1960 تقنيات تهجين الدنا وتفاعل البروتين المتعدد لقياس التشابه بين البروتينات الأرثولوجية المعروفة كالهيموغلوبين [5] والسيتوكروم سي.[6] في سنة 1965 قدّم إميل زوكركاندل ولينوس باولنغ مفهوم الساعة الجزيئية،[7] واقترحا أن المعدلات الثابتة لتبديل الأحماض الأمينية يمكن أن تُستخدم لتقدير زمن تفرع (تطور) كائن عن آخر. بينما كان علماء التطور الأولون يقارنون بين المستحثات، أدت ملاحظات أن بعض الجينات تتطور بمعدلات مختلفة إلى تطوير نظريات التطور الجزيئي.[3][4] أظهرت مقارنة أجرتها مارغريت دايهوف سنة 1966 لتسلسلات الفيريدوكسين أن الاصطفاء الطبيعي يعمل على حفظ وتحسين تسلسلات البروتين الأساسية للحياة.[8]

مراجع

  1. "Clustal FAQ #Symbols". Clustal. مؤرشف من الأصل في 6 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 08 ديسمبر 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Sanger, F. (24 September 1949). "Species Differences in Insulins". Nature. 164 (4169): 529. doi:10.1038/164529a0. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Marmur, J; Falkow, S; Mandel, M (October 1963). "New Approaches to Bacterial Taxonomy". Annual Review of Microbiology. 17 (1): 329–372. doi:10.1146/annurev.mi.17.100163.001553. PMID 14147455. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Pace, N. R.; Sapp, J.; Goldenfeld, N. (17 January 2012). "Phylogeny and beyond: Scientific, historical, and conceptual significance of the first tree of life". Proceedings of the National Academy of Sciences. 109 (4): 1011–1018. doi:10.1073/pnas.1109716109. PMC 3268332. PMID 22308526. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Zuckerlandl, Emile; Pauling, Linus B. (1962). "Molecular disease, evolution, and genetic heterogeneity". Horizons in Biochemistry: 189–225. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Margoliash, E (Oct 1963). "PRIMARY STRUCTURE AND EVOLUTION OF CYTOCHROME C". Proc Natl Acad Sci U S A. 50 (4): 672–679. doi:10.1073/pnas.50.4.672. PMC 221244. PMID 14077496. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Zuckerkandl, E; Pauling, LB (1965). Evolutionary Divergence and Convergence in Proteins. Evolving Genes and Proteins. صفحات 96–166. doi:10.1016/B978-1-4832-2734-4.50017-6. ISBN 9781483227344. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Eck, R. V.; Dayhoff, M. O. (15 April 1966). "Evolution of the Structure of Ferredoxin Based on Living Relics of Primitive Amino Acid Sequences". Science. 152 (3720): 363–366. doi:10.1126/science.152.3720.363. PMID 17775169. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة علم الأحياء الخلوي والجزيئي
    • بوابة علم الأحياء التطوري
    • بوابة الكيمياء الحيوية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.