العمارة في الجزائر

توجد في الجزائر،[1] · [2]الكثير من المدن المشهورة التي تزدان بالآثار التاريخيّة الجميلة؛ وأشهرها القصبة مدينة تلمسان، فعلى أرض الجزائر تعاقبت الكثير من الأمم والحضارات المُختلفة التي وضعت بصمةً مُختلفة وجميلةً في البناء الجزائريّ، فالعمارة الجزائرية هي "عمارةٌ إسلاميةٌ" مزجت بين خصائص "العمارة الأندلسية"، والشرقيّة، والأوروبيّة، والصحراويّة، مما صنع طابعاً معماريا فريداً ليس له نظيرٌ يُدهش الزائر عند رؤيته.

تأثرت "العمارة الجزائرية" بطبيعة وألوان التربة، والصخور المختلفة والجذابة، ويمكن القول إنّه عندما يذهب الزائر إلى الجزائر سيجد عمارة مشابهة لتلك العمارة الموجودة في إسبانيا أيام الأندلس مع الكثير من الجمال، كما يغلب على "العمارة الجزائريّة" الحديثة تأثُّرها بالطابع المعماريِّ القديم في بناء المساجد والمباني الأخرى. مظاهر الفن المعماري الجزائري الزخرفة استمدّت العمارة الجزائريّة في زخرفة المباني من الزخرفة الإسلامية الموجودة في الشرق، ومزجتها بالزخرفة الأندلسيّة، فيغلب على الزخرفة استخدام الأشكال الهندسيّة، كما أنّ هناك زخرفة للنباتات والأشجار، والزخرفة الكتابية؛ مثل الكتابة بالخط الكوفي على شكل شريطٍ يُحيط بالعمارة كما يظهر ذلك على جامع تلمسان، ولأن الزخرفة شكلٌ جميل للعمارة، فيغلب على العمارات الجزائرية الترف والإسراف في وضع الزخارف.

تنتشر الأقواس على الكثير من العمارات الجزائريّة القديمة؛ فهناك الأقواس التي تُشبه حذوة الفرس الدائريّة، والأقواس المدبّبة والمزخرفة، وكذلك المُفصّصة التي اشتُهرت بها الأندلس، حيث اعتُمد على الأقواس في رفع السقوف، فتباين بعضها من حيث العدد، حيث ظهر العدد المُبالغ من حيث الأقواس التي تحمل السقف في بعض العمارات والمساجد كجامع قرطبة.

شاعت الفسيفساء قديماً أيّام العهد البيزنطيّ، واستخدمها المسلمون والعرب في الزخرفة، حيث تصنع الفُسيفساء من الخزف وتُشكَّلُ على شكل لوحاتٍ تُزيِّن واجهات العمارة مع استمرار النقش على الجصّ.

القباب هي أبرز ما تتميز به العمارة الإسلامية، وخصوصاً في المساجد، فما يحمل القبة هي الأقواس المتقاطعة المصنوعة من الجبص المُزخرف، كما يُمكن أن تكون هرمية الشكل مصنوعة من الخشب، ويغطي سطحها القرميد من الخارج. المقرنصات والقصبات المزخرفة يظهر هذا واضحاً على جامع كتشاوة في الجزائر العاصمة.

الساحات يتميّز الطابع المعماري في الجزائر بالمساحات والساحات الكبيرة التي يُقام عليها المبنى، فهذا واضحٌ في أيّ شكلٍ معماريّ، فمثلاً يُقام المسجد على مساحةٍ كبيرة، وتُحيط به الساحات الكبيرة التي تلفُّها الأشجار من جميع الجهات، كما تُرصف هذه الساحات بالبلاط الزخرفيِّ الذي تميزت به العمارة الجزائرية.

العمارة والزخرفة الجزائرية

العمارة الزيرية في غرناطة

المسجد الجامع حي البيازين غرناطة تحول إلى كنيسة السلفادور بعد سقوط غرناطة ولكن أجزاء كبيره منه ما زالت باقية وتحظى بإقبال واسع من الزوار. شُيِّدَ في فترة ملوك الزيريين. وبنو زيري هي سلالة حاكمة أمازيغية جزائرية.

الزخارف

الدرابزينات الخشبية، فتحات الأبواب، تاج العمود، والبلاط السيراميك للأرضيات والجدران. بورتيكوس وصالات العرض تعطي خصوصية المعمارية إلى القصبة. ترتيب الأقواس المدببة هو نموذجي من تكوينها المكاني. الفناء هو مثال على هذا الترتيب، حيث الانسجام بين الأقواس يمكن أن تخفي الاختلافات الهندسية، شريطة أن يكون لها ثبات في الارتفاع (بدءا من ولادة القوس إلى مفتاحه). الاختلافات في فتحات الأقواس لا تخل بالانسجام البصري لكامل. أقواس القصبة غالبا ما تكون من النوع المتجاوز؛ تشكل أشكالها، أو المكسورة أو المكسورة، "خصوصية جزائرية".

العمارة في الحضارة النوميدية

عمارة نوميديا

إذا كان البحث الأثري لم يكشف الغطاء بعد عن العمارة المدنية النوميدية فإنّ وجود عمارة جنائزية فخمة على غرار إيمدغاسن والصومعة، لجدار و الضريح الملكي الموريتاني تفترض وجود عمارة مدنية تضاهيها في الفخامة والأصالة، فالمدغاسن متطور عن شكل بدائي هو البازينا وهو أكثر أصالة أما صومعة لخروب فقد امتزجت بها عناصر معمارية إغريقية. يكشف الأثاث الجنائزي المكوّن أساسا من أواني خزفية، أشكالا من التعبير الفني النوميدي التي تقوم على تحكم في الهندسة، أما النصب فإنّ المتوفر منها سواء منها التي تعود إلى تاريخ متأخر أي إلى ما بعد فترات حكم الملوك الكبار فتظهر نمطا معينا من النحت وتقدم لنا صورة عن لباس عصرها.

العمارة في المغرب الأوسط

لوحة زيتية العمارة واللباس التقليدي الجزائري بسكرة
العمارة المزابية

كان انتشار الإسلام في بلاد المغرب العربي نقلة عظمى في تاريخ المغرب الأوسط، فلم يلبث أن تحول منذ بداية القرن الثاني للهجرة إلى قطر إسلامي يدين بالإسلام ويصطبغ بالصبغة الإسلامية وذلك في جميع مناحي الحياة سواء أدبية أم مادية، كما أقيم فيه مصران هما القيروان وتونس كان لهما الأثر البالغ في تعريب البلاد ونشر الحضارة الإسلامية، وسرعان ما تعددت المدن الإسلامية المحدثة بالمغرب الأوسط والأقصى في القرن الثاني للهجرة، وأنشئت المساجد الجامعة، كما أقيمت الدور والقصور والأربطة، وأخذت العمارة الإسلامية في المدن المحدثة والمدن القديمة تصبغ على مر القرون بلاد المغرب الأوسط طابعه الفريد.

أما العمائر الدينية في المغرب الأوسط، فيما بين القرنين السادس والثامن الهجري، وهي فترة احتضنت ثلاث أسرات حاكمة هي: أسرة المرابطين والزيانيين والمرينيين كما أن لهذه الفترة الزمنية أيضا أهمية خاصة في تاريخ المغرب الأوسط تتلخص في أن معظم مبانيها الدينية مازالت تحتفظ بمعالم عمارتها الأولى وأنها تمثل أيضا فترة الازدهار بالنسبة لفنون العمارة والزخرفة الأسلامية في بلاد المغرب الأوسط، وأن دراستها تساعد على تسليط الضوء على الأنماط المعمارية والفنية لهذه الأعمال والتيارات الفنية والمعمارية التي تأثرت بها أوأثرت فيها.

ولا يعني تناولنا للعمارة الدينية المرابطية والزيانية والمرينية في المغرب الأوسط أنها لم تسبقها عمائر أخرى، فمما لاشك فيه أن المغرب الأوسط شهد في القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) قيام مدينتين في المغرب الأوسط، الأولـى هـي مدينة تاهرت التي تم إنشاؤها على يد عبد المرحمن بن رستم سنة 144هـ على مقربة من مدينة تيارت الحالية والمدينة الثانية مدينة أقادير الملاصفة لمدينة تلمسان الحالية التي دخلها إدريس الأول غازيا في سنة (174هـ ـ 790م) وأنشأ بها مسجدا جامعا لم يبق منه حاليا إلا مئذنته التي ألحقت به في عهد "بني زيان"، وقد تبع إنشاء هاتين المدينتين في القسم الشرقي من المغرب الأوسط إنشاء عدة مدن نذكر منها مدينة "سدراته" التي أنشأها الخوارج الإباضية على مقربة من مدينة ورقلة الحالية بعد أن أرغمهم الفاطميون على الرحيل من تاهرت إلى أعماق الصحراء الجزائرية.

فترة الاستعمار الفرنسي

لقد عرفت الجزائر عدة طرز معمارية بصمت بشواهدها فترات تاريخية زادت من ثراء وغنى الموروث الثقافي لهذا البلد، وكانت الفترة الإسلامية العثمانية هي المرحلة الأخيرة لمنتوج المبدعين والحرفيين المهرة على أرض الجزائر لتبدأ بعدها المرحلة الاستعمارية المُظلمة في تاريخ الجزائر، والتي طبعتها عدة مظاهر خاصة تلك التي تخص الجانب المعماري الزُخرفي، وهي بداية اختفاء الأيادي الحرفية الفنية المحلية الجامعة لكل الحقب التاريخية واندثارها فيما بعد، وانطلاقة لتجسيد عمارة المستعمِر الآتية من وراء البحار كتجسيد فكرة "عودة الأبناء إلى أرض الأم (روما)".

العمارة الحديثة في الجزائر

في الجزائر الغنية بمناطقها وإرثها وثقافتها المتنوعة برزت عدة أشكال وطرازات معمارية محلية وتأسست الكثير من المدن وبنيت الكثير من المنشآت من وادي مزاب إلى تيهرت إلى الأوراس وبشار والقصبة العتيقة إلى "قصور القنادسة" إلى "القبائل الكبرى" وقسنطينة كل هذه المناطق وغيرها كثير شهدت نشوء هندسات معمارية وأنماط عمرانية متنوعة وكل الدراسات أشارت إلى مدى العمق الذي بنيت على أساسه هذه النماذج المعمارية ومدى النضوج الفكري الذي ساهم في إنتاجها حيث كانت متلائمة مع المكان والزمان والإنسان المواكب لها وكانت تمثل أروع نموذج للهندسة المعمارية المستدامة التي يسعى العالم حاليا إلى تطبيقها لأنها المنقذ البيئي لهذا العالم مما يشهده من نزيف وترهلات وأعراض مرضية وتلوث باختصار فإن الهندسة المعمارية المحلية في الجزائر لها جذور عريقة وهذا لم يكن حائلا بأن تتأثر بمختلف التيارات والطرازات المعمارية التي عاصرتها بل إنها أثرت وتأثرت وأخذت من كل المشارب والمنابع خاصة وأن حضارات كثيرة مرت على الجزائر وكلها حملت معها فكرها المعماري وأساليبها ولكن مشكلة العمران في الجزائر بالعموم والهندسة المعمارية بالخصوص لم تكن في الماضي ولا في التاريخ بل مشكلاتها الكثيرة والمتعددة بدأت منذ فجر الاستقلال وإلى يومنا هذا وحتى في العهد الاستعماري كان العمران الخاص بالمعمرين في أحسن أحواله وكانت الهندسة المعمارية تتطور وكان المهندسون المعماريون يشرفون وينظمون ويخططون لكل إنجاز فتأسست كبريات المدن في العهد الاستعماري بطرق فنية جيدة على الطراز الأوروبي حيث تم مراعاة الجانب الجمالي والفني والوظيفي في هذه المدن وكل منشآتها.

معرض الصور

انظر أيضا

وصلات خارجية

المراجع

    • بوابة عمارة
    • بوابة الجزائر
    • بوابة الإسلام
    • بوابة التاريخ
    • بوابة فنون
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.