يحيى بن إبراهيم
يحي بن إبراهيم[1][2][3] الجدالي[4][5][5][6]، لقب بالزعيم السياسي، كان أميرا و سيدا مطاعا في قومه، لما عرف عنه من شجاعة[3]، وكرم وجود ومقدرة عالية؛ اشتهر برجاحة عقله ونفاذ بصيرته وسداد رأيه وحرصه على هداية قومه[3]، وصدق الإيمان بدينه ومستقبل أمته، وهو أول من بنى أسس الدولة المرابطية، رفقة الزعيم الديني عبد الله بن ياسين و الشيخ أبو عمران الفاسي، كما أنه أول أمير مرابطي حكم الدولة المرابطية.
يحي بن إبراهيم | |
---|---|
الأمير | |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | يحي |
تاريخ الوفاة | سنة 1048 |
مواطنة | المغرب الأقصى |
أسماء أخرى | الزعيم السياسي |
الديانة | الإسلام |
المذهب الفقهي | السنة |
عائلة | الدولة المرابطية |
الحياة العملية | |
المهنة | قائد عسكري |
اللغات | العربية ، واللغات الأمازيغية |
سبب الشهرة | أول أمير مرابطي |
أعمال بارزة | وضع الأسس الأولى لنشأة الدولة المرابطية |
تأثر بـ | أبو عمران الفاسي و عبد الله بن ياسين |
الخصوم | الكفار |
الخدمة العسكرية | |
الرتبة | فريق أول |
جزء من سلسلة حول |
---|
تاريخ المغرب |
|
بوابة المغرب |
حياته ونشأته
لم تشر المصادر التي ترجمت للأمير يحي، نشأته الأولى ولا حتى سنة ولادته، كما لم تذكر أيضا تاريخ وفاته، وإنما اكتفت بذكر بعض الأحداث المهمة والرئيسية التي عاشها الأمير يحي بن إبرهيم الجدالي، إذ أن أغلب المصادر ربطت ترجمته، انطلاقا من سنة 427[5] ه|1035[7] م وهي السنة التي رحل فيها الأمير يحي لأداء فريضة الحج، إلى السنة التي عاصرت بداية نشأة الدولة المرابطية.
خرج الأمير يحي من ديار الملثمين قاصدا حج بيت الله الحرام، بغية أداء فريضة الحج تاركا الحكم لابنه إبراهيم، وكان الحج في هذا الزمان يعني -أيضًا- رحلة في طلب العلم[8]، وذلك في سنة 427[5] ه|1035[3] م. واجتاز في إيابه، على مدينة القيروان عام 440ه[4] ، وكانت القيروان في ذلك الوقت الذات الثقافية للمغرب الإسلامي، وكعبة القصاد من قاصية المغرب والأندلس[5]، وأنها قد تحررت لتوها من قبضة الاستعمار الإسماعيلي، واستردت استقلالها كاملا، وانتصر فقهاء المالكية في معركة الفاطميين والزيريين نصرا عظيما[5]
فحضر بها مجالس الذكر وحلقات العلم،ورمت به أقدار الله في حلقة إمام المغرب الفقيه أبو عمران الفاسي،الذي دأب الأمير يحي بعد ذلك إلى حضور مجلسه والاستفادة من علمه0 حتى تعلقت نفسه بتعاليم أبي عمران الفقهية، وعرض نفسه عليه وأبلغه مراده . فسأله أبو عمران الفاسي عن قبيلته ووطنه، فذكر أنه من الصحراء من قبيلة جدالة، إحدى قبائل صنهاجة[4]، ثم طلب منه الفقيه أن يحدثه عن أحوال بلده وسيرته وما ينتحلونه من المذاهب، فرد عليه الأمير قائلا:
"ما لنا علم من العلوم ولا مذهب من المذاهب، لأننا في الصحراء منقطعين لا يصل إلينا إلا بعض التجار الجهال، حرفتهم الاشتغال بالبيع والشراء ولا علم عندهم...[4]" |
وأعجب الفقيه أبو عمران بالأمير يحي لما لمسه فيه، من حب للخير وحرصه على التعلم[5] و التفقه في دين الله تعالى، ورغبته في إحياء نشر تعاليم الإسلام في قبيلته جدالة. فرغب الأمير يحي بن إبراهيم إلى أبي عمران الفاسي، أن يرسل معه من تلاميذه من يثق بعلمه ودينه، ليعلم قبيلته ويصلح دينهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، لما لحقهم من جهل بتعاليم الإسلام، ويعيد إقامة أحكام الشريعة الإسلامية0
فطمأنه الفقيه أبو عمران، وقال له:
"سوف أجتهد لك في ذلك إن شاء الله تعالى.[4]" |
فعرض الفقيه الأمر على طلبته، لكن لم يجد من يوافف على الذهاب مع الأمير يحي، وذلك لمشقة السفر البعيد، والانقطاع في الصحاري وشدة مناخها، ولاستصعابهم دخول الصحراء.
لقائه بوجاج بن زلو اللمطي
بعد عرض الفقيه أمر الأمير يحي على طلبتة، ورفضهم طلبه، بسبب وعورة المنطقة وعنا، السفر0 فلم يجد أبو عمران فيهن رضيه من يجيبه إلى السفر معه، فأحاله على تلميذ له في بلاد السوس في أقصى المغرب، وهو الفقيه وجاج بن زلو اللمطي[2]، الذي كان يقيم في رباط هناك بمدينة نفيس، أسماه دار المرابطين0 فأعطاه الشيخ أبو عمران الفاسي كتابا يوصله إليه0 وكانت رسالة إمام القيروان إلى هذا الفقيه الورع المتزهد أن:
فلما وصل يحي بن إبراهيم إلى أقصى المغرب، وجده في موضع يقال له ملكوس[9]، واجتمع معه فيه، وأعطاه كتاب الفقيه أبي عمران، وتوكيده عليه. فما كاد الفقيه وجاج يتسلم كتاب شيخه أبي عمران حتى جمع مريديه رواد رباطة وأطلعهم على رغبة إمام القيروان، وانتذب لذلك رجلا منهم جزولي النسب من أبرع طلبته وأزكاهم يدعى عبد الله بن ياسين.
لقائه بعبد الله بن ياسين
دخل ابن ياسين بلاد صنهاجة في صحبة زعيمها يحي بن إبراهيم[5]، فنزل على قبيلة لمتونة، التي بالغت في إكرامه والترحيب به، فأخذ عبد الله بن ياسين يبث تعاليم الإسلام[5]، ويحييها في نفوسهم ويأمرهم بالمعروف م ينهاهم عن المنكر،[2] فاشتد في مطالبتهم بالإقلاع عن تقاليدهم وعاداتهم المنافية لدين الإسلام كالزواج بأكثر من أربع والزنا والسرقة و غيرها0[5] لكنهم ضاقوا عليه، فأخذوا يجافونه وينفرون منه0
وعندئذ رأى عبد الله بن ياسين بضرورة مغادرة لمتونة والرحيل إلى بلاد السودان، ولكن الأمير يحي تمسك به، وأشار عليه بالانقطاع إلى جزيرة نائية بعيدا عن هؤلاء البدو الجهلة[5]، فوافقه ابن ياسين على ذلك، خاصة أن هذا الرأي وجد في نفسه ميل إلى الزهد، وخرج الأمير يحي مع عبد الله بن ياسين و ثلة ممن ثبتوا على دين الحق من صنهاجة، إلى رباط ناء في أقاصي الصحراء، حيث أقاموا يعبدون الله ويطبقون تعاليم دينه الحنيف.
وأيا كان فإنهم ما لبثوا هنالك إلا قليلا، حتى سمع بهم الناس فكثر عليهم الوارد ونزع إليه التوابون ممن جفوه من قبل، حتى بلغ عدد من اجتمع عليهم من أشراف صنهاجة نحو ألف رجل.[2][5] فسماهم المرابطين من أجل ملازمتهم لذلك الرباط0 وما لبثوا على تلك الحالة، ولزومهم الرباط حتى خطب فيهم الفقيه عبد الله بن ياسين، بضرورة الجهاد فلبوا طلبه وعلى رأسهم الأمير يحي0 وقاموا بفتح جديد لقبائل صنهاجة الواحدة تلو الأخرى تحت راية الجهاد. فقوي أمر جدالة وظهورهم. واستمروا في الجهاد والفتوحات، حتى دنت لهم كل بلاد المغرب.
ولما توفي الأمير يحي بن إبراهيم الجدالي، قدم ابن ياسين مكانه الأمير يحي ابن عمر اللمتوني، وكان من أهل الدين والفضل، كما كان طائعا في جميع أموره لإمامه ابن ياسين0
الإنجازات
تذكر بعض كتب التاريخ، أن أبا عمران الفاسي هو الذي وضع الخطوط الأولى مع الأمير يحي ابن إبراهيم لقيام دولة سنية في المغرب[3] على أسس دينية صحيحة كي تستطيع القضاء على الفوضى السياسية و الدينية التي كان المغرب يتخبط فيها منذ سنوات عديدة.[3] وهكذا بدأ الأمير يحي في شق طريقه المليء بالعقبات و الأشواك من أجل إنقاذ قومه وإعزازهم في الدنيا و الأخرة، ورجع إلى أهله رفقة الزعيم الديني و جمع من المجاهدين المرابطين، لفتح صنهاجة وتوحيدها ونشر الإسلام فيها وإحيائه من جديد على أسس سنية، بعد ما عرفته تلك القبائل من جهل وكفر.
مراجع
- البكري،ابي عبيد:المغرب في ذكر بلاد أفريقية والمغرب؛دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، دز
- كنون ،عبد الله :النبوغ المغربي في الأدب العربي؛مج1،ط2,(( دم )),(( دز))
- الصلابي، علي محمد محمد : الجوهر الثمين بمعرفة دولة المرابطين؛ دار التوزيع و النشر الإسلامية، القاهرة، 2003
- المراكشي،ابن عذارى:البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب؛تحقيق إحسان عباس،مج4، دار الثقافة،بيروت،ط3، 1983
- حسين حمدي عبد المنعم محمد: التاريخ السياسي والحضاري للمغرب والأندلس في عصر المرابطين؛ دار المعرفة الجامعية،1997
- محمود حسن أحمد : قيام دولة المرابطين؛ دار الفكر العربي، القاهرة، (د ز)
- محمود حسن أحمد : قيام دولة المرابطين؛ دار الفكر العربي، القاهرة، (د ز) الصلابي، علي محمد محمد : الجوهر الثمين بمعرفة دولة المرابطين؛ دار التوزيع و النشر الإسلامية، القاهرة، 2003
- موقع قصة الإسلام، راغب السرجاني. تاريخ المغرب قبل المرابطين (مؤرشف). اطلع عليه بتاريخ 17 ربيع الثاني 1437 هـ. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - المراكشي، ابن عذارى:البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب؛تحقيق إحسان عباس،مج4، دار الثقافة،بيروت،ط3، 1983
- بوابة أعلام
- بوابة المغرب
- بوابة الأمازيغ
- بوابة موريتانيا