الإمبراطورية الشريفة

الإمبراطورية المغربية[2] أو الإمبراطورية الشريفة (بالعربية التراثية: السلطنة الشريفة) نسبة إلى الأشراف آل البيت الهاشميين، هي أحد التسميات التي كانت تعرف بها الدولة المغربية قبل دخولها تحت الحماية الفرنسية. تنقسم الدولة الشريفة إلى فترتين، تسمّى الأولى بدولة الأشراف السعدية، وأما الفترة الثانية فهي دولة الأشراف الفلالية أو أشراف سجلماسة.[3][4] وفي عام 1912 تم تبني تسمية المغرب على الشكل التالي: «الدولة المغربية الشريفة المحمية» وبجانب أسماء رسمية أخرى مثل «المملكة الشريفة»[5][6] لكن اسم المَغرِبِ الأَقصَى كان وما زال الأكثر شيوعا وتداولا في الأدبيات الإسلامية والعربية.[7]

كتاب «الحالة الحالية لإمبراطورية المغرب» من تأليف الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا بيدو سنة 1695.[1]

التوقيع على معاهدة الحماية الفرنسية على المغرب أدى إلى انقراض ما كان يعرف بـ«الإمبراطورية الشريفة»، ونقل العاصمة من فاس إلى الرباط، وولادة المغرب في نسخته المعاصرة، باستمرار نسل الأشراف العلويين في العرش.

جغرافيا

خريطة المغرب الكبير، قبل الحقبة الاستعمارية، والتي طالب بها بعض زعماء الحركة الوطنية المغربية.

كانت الإمبراطورية الشريفة تتألف من حوالي ست عمالات هي:

ليس هناك شيء اسمه الصحراء الغربية اسمها الصحراء المغربية يجب تعديل الجزء المظلل بالاحمر

تاريخ

قيام الدولة الشريفة بدأ شاقا وغير محكم التنظيم بسبب انعدام مسطرة لولاية العرش وعدم اعتماد الشورى في الاختيار داخل الاسرة نفسها.

السعديون

كان السعديون في أول أمرهم داعين إلى الجهاد ضد البرتغال. حاربوا الوطاسيين وانتصروا عليهم واستولوا على تافيلالت وأكادير وآسفى وآزمور، ثم حاصروا فاس وقبض على الوطاسيين وغربوهم إلى درعة.

ولما استتب الأمر للقائم بأمر الله حرّض الناس على مقارعة البرتغال والجهاد فيهم ورد جموعهم عن ثغور المغرب وبلاده، ولما رأى الناس ذلك خضعوا لسلطانه. ورفع شأنهم السلطان أحمد المنصور الذهبي بعد معركة وادي المخازن، وامتدت وتوسعت حدود الدولة المغربية إلى أعماق الصحراء الكبرى بعد الحرب المغربية السونغية التي عرفت مشاركة العنصر الأندلسي في الجيش المغربي. اهتمت هذه الدولة بالجانب الثقافي، فكان الكثير من سلاطينها من المؤلفين، والخزانة الزيدانية شاهد على ذلك. حتى انقرضت دولتهم سنة 1069 هـ - 1659 م،[8] بعد صراع مرير بين أبناء أحمد المنصور، زيدان الناصر والشيخ المأمون.

الفيلاليون

ينتسب العلويون إلى محمد النفس الزكية. انتقل منهم إلى المغرب الحسن الداخل أواخر القرن السابع الهجري وتوفي بسجلماسة من اقليم تافيلالت وشهر بنبل الخصال. وبرز من ذريته علي الشريف الذي امتاز بالزهد وحركات الجهاد في الأندلس وبلاد السودان الغربي.

حاولت الطرق الصوفية ملء الفراغ السياسي، حتى ظهرت في تلك الأثناء أسرة علي الشريف التي اعتمدت على نسبها إلى النبي محمد، ففتح لها هذا النسب مجالا سياسيا جديدا، فعرفت لدى الأوروبيين أحيانا بالأسرة الشريفة، وعرفت مراكش عندهم بالإمبراطورية الشريفة.

تمكن ابنه الأمير محمد بن علي الشريف من السيطرة على وجدة وهاجم تلمسان، لكن اخاه الرشيد اخد ينافسه بعد وفاة والدهما، وقتله في مواجهة وقعت بينهما.[9] بعد مقتل اخيه محمد بويع واستولى على تازة وتوجه إلى سجلماسة فدخلها عنوة بعد حصارها مدة 9 أشهر. ودخل فاس سنة 1076، ودخل مراكش في نفس السنة. ثم إقليم تطوان، فالريف وبلاد سوس، يعتبر هو المؤسس الحقيقي للدولة العلوية.

تعد فترة بين 1139 هـ - 1171 هـ / 1727م - 1757 م التي تولى فيها الحكم سبعة سلاطين من أبناء المولى إسماعيل وهم، أحمد الذهبي الذي بويع مرتين، وبويع مرة واحدة كل من عبد الملك وعلي الأعرج ومحمد المستضيء وزين العابدين، وبالنسبة لعبد الله فقد بويع ست مرات.

وتعتبر هده الفترة من بين اشد فترات تاريخ المغرب اضطرابا فقد شهدت تنصيب هؤلاء الأبناء ولم يكن أحد منهم بقادر على اقرار النظام وحل الأزمة السياسية والتنظيمية لشؤون البلاد. وبسبب هذه الازمة حصل رد فعل وكانت فوضى لم يعرف الناس لها مثيل وقاست الأمة بسبب تلك الاضطرابات فتنا واهوالا.[10] ولقد نسف أبناء المولى إسماعيل بتنازعهم ذلك البنيان الشامخ نسفا، وبدلوا امن البلاد خوفا وقوتها ضعفا.[11]

ترتيب نظام الحكم

  • المولى كان لقب السلطان بينما كان يطلق على نظام السلطان بالفرنسية (بعد الاستعمار) اسم الأمبريالي أي الأمبراطوري. وكان يقال عن أمبراطورية المغرب إنها الإيالة الشريفة.[12]
  • الحاجب: الذي يعد أول مسؤول في الدولة بعد السلطان سواء عند الأشراف السعديين أو العلويين، يشرف على القسم الداخلي من "دار المخزن" أي القصر السلطاني في كل ما يهم الحياة الخاصة للسلطان والعائلة السلطانية.
  • قائد المشور: هو موظف يسهر على أمن دار المخزن وبالتحديد القسم الخارجي منه فهو المكلف بالعلاقة بين الحاجب وعموم الزائرين ويمارس مهامه عن طريق المشاورية أو مكاتب الوزراء وكبار المسؤولين هذا إلى جانب طائفة من المسخرين.
  • وزراء الحكومة الشريفة: الذين يشاركون في تحضير القرارات السلطانية وتبليغ أوامر السلطان للمعنيين بها وكذا السهر على مراقبة تطبيقها من لدن السلطان غير المتمركزة وقد يباشرون بعض الاختصاصات بتفويض من السلطان وتحت مراقبته، والوزراء هم:
الصدر الأعظم أو الوزير الأعظم: له الحق في التقرير والبث في الأمور السياسية لكونه لم يكن رئيسا للحكومة وكان مكتبه يعرف ب "البنيقة الكبرى"، ويشرف خاصة على نشاط القضاة ونظار الأحباس ونقباء الأشراف، ومراقبة رجال السلطة المحلية من باشوات وقواد، وتحرير الظهائر والمراسيم المولوية.
وزير البحر: ظهر هذا المنصب في عهد الحسن الأول وانحصرت وظيفته في جمع وفحص شكاوي الجاليات والوفود الأجنبية وكذا الاهتمام بقضايا المحميين القنصليين وتحضير مشاريع الاتفاقيات والمعاهدات مع الدول الأجنبية.
وزير الشكايات: هو "صاحب المظالم" عند السعديين ويتكلف بتلقي شكاوي الرعايا والقبائل ثم رفعها للسلطان قصد الفصل فيها.
العلاف الكبير: لم يكن وزيرا للحرب بل المكلف الأول بتموين الجيش والسرايا والحركات وتجهيزه بالسلاح والعتاد ومنحه الأجور، كما كان يشرف على المصاريف الشهرية لمخازنية البلاد الداخليين.
أمين الأمناء: ووظيفته تشبه وظيفة وزير المالية الحالي.

البنيات الجهوية الغير ممركزة

لم يكن النظام المحلي قبل الحماية نظاما موحدا، فسلطة المخزن لم تكن تسري إلا في "بلاد المخزن" حيث القبائل خاضعة خضوعا تاما للمخزن ومن يمثلونه في مجالها، بينما لم تقر القبائل "السائبة" إلا بالسلطة الروحية للسلطان وبالتالي فالامتدادات المحلية للمخزن السلطاني لم تقم له قائمة إلا فوق تراب القبائل الخاضعة.

  • خليفة السلطان: يختار عادة من أبناء السلطان أو إخوته، ويعين على رأس الأقاليم المهمة ويعد ممثلا رئيسا للسلطان من الناحية الرمزية والسياسية والإدارية والعسكرية.
  • الباشا: كان يعين عادة على رأس مدينة، حتى إبرام عقد الحماية حيث ستطلق السلطات الاستعمارية على بعض قواد القبائل لقب الباشا ويعين من طرف السلطان لأجل المحافظة على النظام العام في المدن عن طريق "المقدمين".
  • القائد: يعين على رأس القبيلة التي ينتمي إلى إحدى عائلاتها العريقة ذات النفوذ السياسي فيها، ويقوم القائد بثلاث مهام أساسية: تحصيل الضرائب العادية والقضاء ثم القيام بالحملات العسكرية واستقطاب الجند، ويساعده في مهامه الشيوخ والمخازنية.

المخزن الشريف

بدأ استخدام عبارة "المخزن الشريف" في المراسلات والظهائر وعند المؤرخين مرادفة لعبارة "الدولة الشريفة" مع بداية الدولة العلوية التي صار فيها المخزن دولة قائمة بذاتها عندما استقر أمرها وتكرس بذلك الخلط المطلق بين مفاهيم الدولة والمخزن والحكم السياسي والجهاز المعتمد للقيام بالأعمال.[13]

كانت دار المخزن تتألف من آلاف الخدمة والحشم والحرس ويشرف الحاجب على قسمها الداخلي بينما يهتم قائد المشور بالقسم الخارجي الخاص بالإستقبالات والأوامر الملكية والاتصالات مح القبائل . وللحاجب نائب يعينه على تسيير أعمال أصحاب الوضوء والغطاء والماء وافراك (الاخبية السلطانية أو السكرية المتنقلة ) والسكين (أي الجزار ) والفراش والملحفة (وسائل التنقل) و«الروى» (أي اسطبلات الخيل ) وكان على رأس كل فرقة قائد يساعده خليفة . أما قائد المشور فقد كان له نائبان يعينانه على ضبط علاقة القصر عن طريق «المشاورية» بالبنيقات أو مكاتب الوزراء وكبار البلاط . وكانت مسطرة «الاقتبالات» أن الصدر الأعظم يتلقى الطلب فيرفعه إلى السلطان الذي يكلف عند الرضى قائد مشور بتنظيم المقابلة التي يحضرها الحاجب أحيانا. وقد كان إلى جانب المشاورية طائفة المسخرين أو الرقاصة من قبائل الجيش يكلفون بنقل الرسائل بين القصر والقبائل ويتجلى اهتمام السلطان بهؤلاء الأعوان في الإشراف المباشر، على قائدهم.[14]

انظر أيضاً

مراجع

  1. New Cambridge Bibliography of English Literature by George Watson p.1969 نسخة محفوظة 20 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. "Timbuktu". Ancient History Encyclopedia. 2019-02-22. مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 13 ديسمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. الشيعة في شمال أفريقيا: جاسم عثمان مرغي، ص 630 ـ 634
  4. شرفاء مراكش شبكة الإمام الرضا، تاريخ الولوج 10 مارس 2012 نسخة محفوظة 09 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  5. انظر كل أعداد الجريدة الرسمية من 1 يبراير 1913 إلى 2 مارس 1956
  6. خرافة «الهوية المغربية» بقلم: مبارك بلقاسم نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. Yahya, Dahiru (1981). Morocco in the Sixteenth Century. Longman. صفحة 18. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. الأشراف السعديون
  9. محمد الأخضر، الحياة الادبية، طبع دار الشاد الحديثة، البيضاء، 1977، ص "66-67".
  10. محمد داود، تاريخ تطوان، طبعة تطوان، 1383/1963، القسم الثاني من المجلد 2، ص"200".
  11. النبوغ المغربي، م.س، ص"271".
  12. حوارات مع عبد الهادي بوطالب أستاذ الملك الحسن الثاني ومستشاره «1» الشرق الأوسط، تاريخ الولوج 11 مارس 2012 نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  13. -مفهوم النسق المخزني: السيرورة والتجليات- الحوار المتمدن، تاريخ الولوج 9 فبراير 2012 نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. العرش المغربي أقدم العروش -1- دعوة الحق، عبد العزيز بنعبد الله، العدد 234 جمادى 1- جمادى 2 1404/ مارس "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 6 يناير 2014. اطلع عليه بتاريخ 6 يناير 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
    • بوابة التاريخ
    • بوابة المغرب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.