كويستور

يعود أصل منصب الكويستور إلى أيام المملكة الرومانية، حيث كان يتولى الكويستور (المُسمَّى في حينه Quaestores parricidii) وقتها التحقيق في الجرائم المالية كاختلاس الأموال وغيره، وقد يكون توظيفه جاء ظرفياً عند الحاجة إليه عوضاً عن أن يكون منصباً دائماً. ثمة اختلاف بين المؤرخين عن أول مرة استعمل فيها المنصب، حيث يرجعه البعض إلى حين تأسيس مدينة روما الأسطوري على يد رومولوس ورموس. اشتق مصطلح كويستور من الكلمة اللاتينية quaero بمعنى "التحقيق" في قضية، حيث كانت وظيفة الكويستور هي التحقيق في الشؤون والمشاكل المالية.[1][2] وقد ضلَّلت هذه التسمية بعض المؤلفين، الذين افترضوا أنَّ الكويستور في البداية كان منصباً للتحقيق بالجرائم الجنائية، ثم تطور مع الوقت ليشمل الشؤون المالية. في الوقت الحالي، يعارض معظم الباحثين هذه الفرضية.[3][4]

في عهد الجمهورية الرومانية، أصبح الكويستور منصباً منتخباً يتولى الإشراف على الشؤون المالية للدولة والجيوش والموظَّفين.[5] ليس من المعروف متى بالضبط ظهر منصب الكويستور بشكله العام عالي السلطة هذا، لكن بحلول نحو عام 420 ق.م أصبح هناك أربعة حاملين لمنصب الكويستور في روما، ينتخبهم سنوياً مجلسٌ شعبي يمثل مواطني المدينة (وهو واحدٌ من المجالس التشريعية الرومانية). ومنذ سنة 267 ق.م زيد العدد من أربعة إلى عشرة. كُلِّف بعض الكويستوريين بالعمل ضمن حدود المدينة، بينما تولَّى بعضهم الآخر الخدمة في الجيش ليكونوا مساعدين للضباط أو نائبين عن حكام المقاطعة الرومان، كما وقد عمل البعض كمسؤولين ماليِّين للجيش. كان ينصَّب كويستور خاص بكل حاكم وقنصل روماني.

كان يعد الكويستور أعلى مرتبة في هرم الصلاحيات الحكومي الروماني، حيث كان يمنح عادة لأطربون سابق. كان يمكن للرجل الروماني الذي ينتخب لمنصب الكويستور أن يحظى بحقّ الجلوس في مجلس الشيوخ، ومن هناك يمكنه التدرج للحصول على وظائف عالية جداً في السلك الحكومي.

• بوابة حضارات قديمة
• بوابة روما القديمة
• بوابة السياسة