علم الأساطير العربية

الميثولوجيا العربية لا يمكن إثبات وقت محدد لبدء انتشار الحنيفية دين إبراهيم بين عرب ما قبل الإسلام، وكانوا قد عبدوا الأوثان والأصنام والأنصاب وأجداد قبائلهم الكواكب، بسبب كونهم على اتصال دائم بمن حولهم، من شعوب العالم القديم، وكان لهذا الاتصال سبل عديدة: التجارة، وهجرة القبائل والثابت هو دخول الوثنية قبل القرن الثامن للميلاد، بعض الأصنام كانت مقدسة عند كل العرب وأخرى كانت تختص بقوم دون غيرهم.

تاريخ

أوضحت الكتابات الآشورية أن العرب في زمانهم كانوا يتعبدون لاصنام منها "عثتر سمين" (عثتر السماء)، "دلبات"، "عثتر قرمي"، "نهيا"، "اببريلو"،"نهيا".

يقول ابن السائب الكلبي:[1]

لما تكاثر أولاد إسماعيل وملئوا مكة وضاقت بهم أرضها ووقعت بينهم الحروب والعداوات، أخرج بعضهم بعضاً فتفسخوا في البلاد التماس المعاش ،والسبب الذي ساقهم إلى عبادة الأوثان والحجارة، أنه كلما ظعن ظاعن احتمل معه حجراً من حجارة الحرم، تعظيماً " للبيت " وصبابة بمكة، وحينما حلوا وضعوه وطافوا به تيماً بالكعبة. ثم تباعد بهم الزمن فعبدوا ما استحبوا من الأوثان، ونسوا ما كانوا عليه من دين إبراهيم وإسماعيل

أماكن العبادة

تختلف أماكن العبادة بين موضع وآخر، فتكون على هيئة مباني تبنى بالأحجار المهندمة أو ملكا لدولة مثل ممالك جنوب الجزيرة العربية وكندة أما في شرق الجزيرة العربية فكانت تبنى بالطوب واللبن وتكون بالعادة عبارة عن غرفة واحدة بها الصنم، أما اللحيانيين فيبدو أنهم كانوا يلحقون أحواضا للتطهير قرب المعابد، أما معابد الأنباط فكانت تبنى من قبل الدولة أو الأهالي وتكون عادة متأثرة بالفن الهيليني في بنائها، وبالنسبة للأعراب فكان يصعب عليهم أن يتخذوا أمكنة ثابتة لإقامة عباداتهم ومن ثم كانت الفرائض عندهم بسيطة يقيمونها حيثما حلوا إما بتوجيه نظرهم إلى الأجرام الفلكية مع ذكر آلهتهم أو ببعض أعمال تقوية من سجود ودعاء وتقادم لا سيما في بعض أطوار حياتهم المهمة كمولد بنيهم وتزويجهم ودفن موتاهم، وفي بعض الأمكنة العالية التي كانوا يدعونها " المشارف". وكان إكرامهم لمواليد الطبيعة يوافق أيضًا حالتهم البدوية فيجدون منها أينما ساروا كالأنصاب، وبعض الأشجار، والطيور التي يعيفونها ويزجرونها على مقتضى حركاتها يمينًا أو شمالاً. وكان الأب في عائلته والشيخ في قبيلته يقومان مقام الكهنة ويتوليان إجراء المشاعر الدينية باسم ذويهم. إما بمضارب يزينونها بأصناف الجلود والأقمشة على شكل خيمة العهد في بني إسرائيل.

من مقاماتهم الدينية الكعبات وهي بيوت مربعة مرتفعة على شكل الكعاب، كانوا يفرزونها لديانتهم، منها ذو الكعبات في شمالي الجزيرة لبني أياد، ومنها كعبة نجران، والكعبة اليمانية حيث كان بنو خثعم يعبدون صنمهم المسمى ذا الخلصة مع غيره من الأصنام. وأشهر منها الكعبة الحجازية في مكة، رغم أنها قبل أن تتحول إلى مركز أصنام كانت أول بيت وضع للناس من أجل عبادة الله، إذ جاء في القرآن: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ }.[2] ثم استقرت بعض القبائل العربية في مكة من العماليق وجرهم، وتصدع بناء الكعبة أكثر من مرة نتيجة لكثرة السيول والعوامل المؤثرة في البناء، وكان أفراد تلك القبيلتين يتولون إصلاحها، ورعايتها.[3] وأول ذكرها في التاريخ ديودورس الصقلي في القرن الأول قبل المسيح.[4] وكثر عدد هذه الهياكل في بعض الأمكنة حتى أن بلينيوس الطبيعي في القرن الثاني للمسيح عد منها 6. في مدينة سبأ حاضرة اليمن و65 في تمنة مدينة بني غطفان.

قام العرب باتخاذ حرمًا لأصنامهم -أي يجعلون لها دائرة تحفظ حرمتها ولا يجوز لأحد انتهاكها- مثل حرم مكة والذي كان أشهرها. وكذلك كان يخدم هذه المقامات رجال يدعونهم كهنة، أو كهانًا، ويريدون بهم الخبيرين بالأحوال الماضية والعرافين، وقد دعوهم سدنة أي خدمًا للمقدس، لقيامهم بحاجاته وحاجات زواره ومنهم من تسمى باسم هذه الأماكن، كعبد الكعبة، وعبد الدار، وكانوا يزينون تلك الهياكل بالتصاوير المنقوشة على جدرانها أو ينصبون فيها التماثيل للأصنام على هيئات شتى. منها حجارة منحوتة بيضاء أو سوداء ومنها صخور من العقيق كهبل، وبعض الحجارة الكريمة أو الصخور العادية كسعد معبود بني كنانة الذي فيه يقول الشاعر:

أتينا إلى سعد ليجمع شملنافشتتنا سعد فلا نحن من سعد

أصنام العرب

اللات

نصب اللات، منحوتة تدمرية، القرن الأول الميلادي

صنم الخصوبة عند العرب قبل الإسلام، وتمثل كذلك الأرض، وأخواتها هن العزى ومنات وهذه الأصنام هن الغرانيق العلى وممن عبد اللات بني ثقيف في الجزيرة العربية وأهل تدمر في بادية الشام؛ حيث بنى له التدمريون معبدا خاصا وهو معبد اللات.[5][6]

هبل

هبل هو أحد المعبودات الوثنية لدى العرب القدماء قبل الإسلام، وهو صنم على شكل إنسان وله ذراع مكسورة، قامت العرب بإلحاق ذراع من ذهب بدل منها. كان موجودا داخل الكعبة وقد كان يطلق عليه لقب صاحب القداح، ويقال إن هبل أيضا هو إله الشمس.

مناة

أقدم أصنام العرب، وهي إلهة القدر أو المصير. نصبت على ساحل البحر من ناحية الشمال بقديد بين مكة والمدينة. وكانت مناة معظمة عند الأوس والخزرج بصفة خاصة، وكل من كان مواليا لهاتين القبيلتين من القبائل بشكل عام.

العزى

كانت تمثل كوكب الصباح، وقد عبدت من قبل قبائل بني سليم وغطفان وجشم، ومن المعتقد أنها نفس الإلهة أفروديت عند الرومان ونفسها هي إيزيس إلهة من مصر القديمة وتستطيع تتبع آثارها في البتراء بوضوح تام. وكانت العُزَّى أعظم الأصنام التي عبدتها قريش قبل الإسلام، وكانت قد حَمَت لها شعب سقام يضاهون به حرم الكعبة. [7]

ذو الشرى، منحوتة نبطية وجدت جنوب سورية ومحفوظة في متحف دمشق الوطني

طاغوت

و هو صنم بشكل أسد من بعض آثار العرب الأنباط - في ذلك الزمان كان القدماء ينشرون آلهتهم بنقلها إلى مدن أخرى مع تجارتهم وهذا الإله ذو الأصل النبطي وقيل أنه هو المقصود بالطاغوت الوارد في القرآن.

ذو الشرى

أحد أصنام العرب، وهو من معبودات العرب الأنباط في الأردن، كان معبودا في المنطقة.

ود

واد أو وَدّ صنم بشكل رجل وهو صنم بني كَلْبٍ بِدُومَة الْجَنْدَل قال الماوردي:

فَهُوَ أَوَّل صَنَم مَعْبُود، سُمِّيَ وَدًّا لِوُدِّهِمْ لَهُ

عوض

عوض كان إله الزمن والأبد وهو صنم بكر بن وائل[8]

سواع

صنم على شكل امرأة وهو صنم بني هُذَيْل

يعوق

ياعوق أو يَعُوق صنم على شكل حصان وهو صنم بني همدان وَفِيهِ يَقُول مَالِك بْن نَمَط الْهَمْدَانِيّ:

يَرِيش اللَّه فِي الدُّنْيَا وَيَبْرِي وَلَا يَبْرِي يَعُوق وَلَا يَرِيش

نَسْر

صنم بشكل نسر وهو صنم بني حمير

ظهر النسرعلى بعض القطع الاثرية استخدمها شعاراً بعض الممالك العربية الجنوبية القديمة ( معين وسبأ وحمير وحضرموت ) ومملكة الأنباط في الشمال. 

يغوث

كان من أصنام قبيلة مراد ثم لبن عُطيف بالجرف عند سبأ وقال فيه أبو عثمان النهدي:

وَكَانَ مِنْ رَصَاص، وَكَانُوا يَحْمِلُونَهُ عَلَى جَمَل أَحْرَد، وَيَسِيرُونَ مَعَهُ وَلَا يُهَيِّجُونَهُ حَتَّى يَكُون هُوَ الَّذِي يَبْرُك، فَإِذَا بَرَكَ نَزَلُوا وَقَالُوا: قَدْ رَضِيَ لَكُمْ الْمَنْزِل ; فَيَضْرِبُونَ عَلَيْهِ بِنَاء يَنْزِلُونَ حَوْلَهُ

إساف ونائلة

وهما صنمين كان مكانهما على الصفا والمروة، وقصّتهما من المصادر الإسلامية أن اساف ونائلة كانوا عشاقا (وقيل أنهما من قبيلة جرهم) جاءوا حجاجا إلى الكعبة، ولكنهما أحدثا داخلها (اي الكعبة) فمسخا إلى صنمين من حجر لارتكابهما "الفاحشة" و"الفجور"[9] ووضع احدهما على الصفا، وهو إساف ووضعت نائلة على المروة، وأورد ابن قيم الجوزية أن احدهما كان ملصقا بالكعبة والآخر في موضع زمزم، فنقلت قريش الذي كان ملصقا بالكعبة للآخر [10] وأورد الحافظ الذهبي صاحب سير أعلام النبلاء أنهما كانا من نحاس[11] وروي أن خزاعة وقريش عبدتاهما ومن حج البيت بعدُ من العرب وكانوا ينحرون ويذبحون عندهما[12]، وقيل أن عبد المطلب جد محمد بن عبد الله رسول الإسلام كان ينوي نحر ابنه عبد الله عندهما[13][14]

دوار

صنم كانت له حظوة عند الفتيات الصغار السن.

ذو الخلصة

صنم كانت تعبده قبائل بجيلة وخثعم وأزد السراة وبنو الحارث بن كعب وجرم وزبيد والغوث بن مر بن أد وبنو هلال.

عائم

صنم كانوا يعبدونه قبائل أزد السراة.

الفلس

صنم قبيلة طيء هدمه علي بن ابي طالب

جلسد

صنم قبيلة كندة في حضرموت

ابغال

إله البدو ورعاة الجمال

الأقيصر

هو أحد ألاصنام في الجاهلية وكان من أصنام قضاعة ولخم وجذام وعاملة وغطفان

المحرق

لبكر بن وائل وسائر ربيعة وكانوا قد جعلوا في كل حي من ربيعة له ولداً.[15]

المراجع

  1. ابن الكلبي: الأصنام، وأيضاً يتفق معه ابن هشام في سيرته: السيرة النبوية ج1/ص 77
  2. (آل عمران 96)
  3. تاريخ الكعبة وأطوار بنائها إسلام ويب، تاريخ الولوج 21-06-2009 نسخة محفوظة 16 أبريل 2010 على موقع واي باك مشين.
  4. النصرانية وآدابها ص 14
  5. معبد اللات، اكتشف سورية نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. Trombley, Hellenic Religion and Christianization c. 370-529 نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. كتاب الاصنام، تأليف أبو المنذر الكلبي توفي سنة 204هـ، ص19، تحقيق أحمد زكي باشا، دار الكتب المصرية بالقاهرة، الطبعة الثالثة 1995
  8. خزعل الماجدي, الأنباط:التاريخ-الميثلوجيا-الفنون, دار النايا ودار محاكاة للنشر, دمشق, 2012, الطبعة الأولى, صفحة 41
  9. ... ثم بغت جرهم بمكة وأكثرت فيها الفساد، وألحدوا بالمسجد الحرام، حتى ذكر أن رجلا منهم يقال له: إساف بن بغى، وامرأة يقال لها: نائلة بنت وائل اجتمعا في الكعبة، فكان منه إليها الفاحشة، فمسخهما الله حجرين فنصبهما الناس قريبا من البيت ليعتبروا بهما، فلما طال المطال بعد ذلك بمدد عبدا من دون الله في زمن خزاعة، كما سيأتي بيانه في موضعه. فكانا صنمين منصوبين يقال لهما: إساف ونائلة. إبن كثير، البداية والنهاية،الجزء الثاني،ذكر بني إسماعيل وما كان من أمور الجاهلية إلى زمان البعثة نسخة محفوظة 20 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
  10. وكان لهم إساف ونائلة قال هشام: فحدث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أن إسافا رجل من جرهم يقال له: إساف بن يعلى ونائلة بنت زيد من جرهم وكان يتعشقها في أرض اليمن فأقبلوا حجاجا فدخلا الكعبة فوجدا غفلة من الناس وخلوة من البيت ففجر بها في البيت فمسخا حجرين فأصبحوا فوجدوهما مسخين فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما فعبدتهما خزاعة وقريش ومن حج البيت بعد من العرب قال هشام: لما مسخا حجرين وضعا عند الكعبة ليتعظ بهما الناس فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام عبدا معها وكان أحدهما ملصقا بالكعبة والآخر في موضع زمزم فنقلت قريش الذي كان ملصقا بالكعبة إلى الآخر فكانوا يذبحون وينحرون عندهما ابن قيم الجوزية، إغاثة اللهفان، الباب الثالث عشر - 27 نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  11. الحافظ الذهبي، سير أعلام النبلاء، زيد بن حارثة
  12. رضا، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عبادة الأصنام والأوثان
  13. ... فأخذ عبد المطلب بيد ابنه عبد الله وأخذ الشفرة، ثم أقبل به إلى إساف ونائلة ليذبحه إبن كثير، البداية والنهاية، الجزء الثاني، نذر عبد المطلب ذبح ولده نسخة محفوظة 06 مارس 2015 على موقع واي باك مشين.
  14. رواها ابن إسحاق ونقلها الطبري وابن الأثير وابن سعد في «طبقاته» محمد رشيد رضا، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نذر عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم نسخة محفوظة 16 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
  15. جمهرةأنساب العرب-ص493
    • بوابة السعودية
    • بوابة علم الأساطير
    • بوابة الوطن العربي
    • بوابة الشرق الأوسط القديم
    • بوابة شبه الجزيرة العربية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.