شارل مالك

شارل حبيب مالك (11 فبراير 1906 - 28 ديسمبر 1987) هو سياسي ودبلوماسي ومفكر لبناني أرثوذكسي. كان العربي الوحيد الذي شارك في صياغة وإعداد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ديسمبر 1948 بصفته رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. شغل منصب وزير الخارجية بين نوفمبر 1956 وسبتمبر 1958. كما شغل منصب وزير التربية والفنون الجميلة من نوفمبر 1956 حتى أغسطس 1957 في حكومة سامي الصلح في عهد الرئيس كميل شمعون. ترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة بين عامي 1958 و1959. ساهم في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية في تأسيس الجبهة اللبنانية وكان من أبرز منظريها مع الدكتور فؤاد أفرام البستاني. وقد كان الوحيد بين أقطابها الذي لا ينتمي إلى الطائفة المارونية. توفي في بيروت في 28 ديسمبر 1987م بسبب مرض السرطان.

شارل مالك

معلومات شخصية
اسم الولادة (بالعربية: شارل مالك)‏ 
الميلاد 11 فبراير 1906
لبنان  
الوفاة 28 ديسمبر 1987
بيروت
مواطنة لبنان  
عضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم  
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة هارفارد
تعلم لدى مارتن هايدغر  
المهنة دبلوماسي [1]،  وفيلسوف [1]،  وسياسي [1]،  وكاتب  
الحزب الجبهة اللبنانية  
اللغات العربية [2]،  والإنجليزية ،  والفرنسية ،  والألمانية  
موظف في جامعة هارفارد ،  والجامعة الكاثوليكية الأمريكية ،  وجامعة نوتر دام ،  والجامعة الأميركية ،  والجامعة الأميركية في بيروت ،  وجامعة واترلو  
شارل مالك

الميلاد والتعليم

ولد في بطرّام، بمنطقة الكورة في شمال لبنان، شارل مالك كان ابن الدكتور حبيب كرم ظريفة. تلقى تعليمه في مدرسة البعثة الاميركية للأولاد، والآنالمدرسة الإنجيلية بطرابلس للبنات والبنين في طرابلس والجامعة الأميركية في بيروت، حيث تخرج بدرجة في الرياضيات والفيزياء. وانتقل بعد ذلك إلى القاهرة في عام 1929، حيث وضع نظرية في الفلسفة، وشرع في الدراسة في جامعة هارفارد (تحت إشراف ألفرد نورث وايتهيد) وفي فرايبورغ ألمانيا، تحت إشراف مارتن هيدغر في عام 1932. وجوده في ألمانيا لم يدم طويلا. بسبب سياسات النازية غير المواتية، وغادر بعد وقت قصير من وصول النازييين إلى السلطة في عام 1933. في عام 1937، حصل على الدكتوراه في الفلسفة (على أساس الميتافيزيقيا في فلسفات وايتهيد وهايدغر) من جامعة هارفرد. يدرس هناك وكذلك في غيرها من الجامعات في الولايات المتحدة. بعد عودته إلى لبنان أسس مالك قسم الفلسفة في الجامعة الأميركية في بيروت، فضلا عن برنامج الدراسات الثقافية ('تسلسل حضارة برنامج'). بقي في هذا المنصب حتى عام 1945 عندما تم تعيينه ليكون سفير لبنان لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

أدوار في لبنان

في هذه الأثناء، كان قد عين الملك لمجلس الوزراء اللبناني. وكان وزير التربية الوطنية والفنون الجميلة في عام 1956 وعام 1957، ووزير الشؤون الخارجية 1956-1958.انتخب إلى الجمعية الوطنية في عام 1957، وخدم هناك لمدة ثلاث سنوات.

بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، والذي احتدمت 1975-1990، ساعد على تأسيس الجبهة من أجل الحرية والإنسان في لبنان للدفاع عن القضية المسيحية. تم تغيير اسمها لاحقا إلى الجبهة اللبنانية. ا كان الوحيد غير الموارنة بين قادة الجبهة العليا، الذين كان من بينهم الكتائب حزب مؤسس بيار الجميل وقائمة من رؤساء لبنان والحزب الوطني الليبرالي الزعيم كميل شمعون. واعتبر على نطاق واسع على ان مالك العقل المدبر للجبهة، وأن السياسيين هم العضلات.

في الأمم المتحدة

مثل مالك لبنان في مؤتمر سان فرانسيسكو الذي تم فيه تأسيس الأمم المتحدة. شغل منصب مقرر للجنة حقوق الإنسان في عام 1947 وعام 1948، عندما أصبح رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. في العام نفسه، كتب دباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ضمن اللجنة التي برئاسة اليانور روزفلت. خلف السيدة روزفلت كرئيسا للجنة حقوق الإنسان. وظل سفير لبنان للولايات المتحدة والأمم المتحدة حتى عام 1955. وكان من المشاركين في المناقشات الصريحة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكثيرا ما انتقد الاتحاد السوفياتي. بعد غياب دام ثلاث سنوات، وعاد في عام 1958 لرئاسة الدورة الثالثة عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة [3]

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

قام الكندي جون همفري بوضع مسودة للإعلان في 400 صفحة بناء على تكليف من اللجنة الثلاثية المؤلفة من روزفلت وتشانغ ومالك. ولما كان من غير العملي أن يصدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 400 صفحة، قطعت اليانور روزفلت الجدل بقرار حاسم جرى بموجبه تكليف رينييه كاسان وضع مسودة مختصرة واضحة ودقيقة، على أن يستنير برأي شارل مالك في كل فقرة من فقراتها. اعتمد كاسان على "إعلان حقوق الإنسان والمواطن" الصادر عن الثورة الفرنسية عام 1789، وشرعة "الماغنا كارتا" الصادرة عن نبلاء بريطانيا العظمى سنة 1215، قكتب مالك منفردا دباجة الإعلان العالمي. وهكذا انطبعت الوثيقة بأفكار مالك وظهرت في متنها بصماته الدامغة فضلاً عن تفرده بوضع المقدمة. وكان واضحاً إصراره على المواد 18 التي تنص على حرية التفكير والضمير والدين، والمادة 20 التي تنص على حرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية وعدم إكراه أي إنسان في الانضمام إلى جمعية ما، والمادة 26 التي تنص على حق الإنسان في التعليم. واستطاع كاسان الفرنسي بدبلوماسيته الفائقة وخبرته القانونية من التوفيق بين القائلين بحقوق الفرد والمدافعين عن حقوق الجماعة.[4]

لم يكتفِ مالك بموقعه كمقرر في اللجنة العالمية لحقوق الإنسان. فعام 1948 ترأس اللجنة الثالثة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية أثناء دراسة الإعلان. وعند وفاة اليانور روزفلت عام 1951، أختير خلفا لها في رئاسة اللجنة. وعام 1958 ترأس الجمعية العمومية للامم المتحدة.[5]

وصلات خارجية

مصادر

  1. وصلة : https://d-nb.info/gnd/17320578X — تاريخ الاطلاع: 24 يونيو 2015 — الرخصة: CC0
  2. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb12895496v — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — المؤلف: المكتبة الوطنية الفرنسية — الرخصة: رخصة حرة
  3. "DR. CHARLES HABIB MALIK - 13th Session". United Nations. مؤرشف من الأصل في 02 أغسطس 2018. اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  4. Alghad موقع الغد - الإسهام العربي في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نسخة محفوظة 28 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.
  5. شارل مالك على موقع قدموس نسخة محفوظة 30 أبريل 2008 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة الأمم المتحدة
    • بوابة فلسفة
    • بوابة السياسة
    • بوابة أعلام
    • بوابة المسيحية
    • بوابة حقوق الإنسان
    • بوابة لبنان
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.