مارتن هايدغر

مارتن هايدغر (بالألمانية: Martin Heidegger) (20 سبتمبر[6] 1889 - 26 مايو 1976) فيلسُوف أَلَمَّانِي. ولد جنوب ألمانيا، درس في جامعة فرايبورغ تحت إشراف إدموند هوسرل مؤسس الظاهريات، ثم أصبح أستاذاً فيها عام 1928.[7][8][9] وجه اهتمامه الفلسفي إلى مشكلات الوجود والتقنية والحرية والحقيقة وغيرها من المسائل. ومن أبرز مؤلفاته: الوجود والزمان (1927) ؛ دروب مُوصَدة (1950) ؛ ما الذي يُسَمَّى فكراً (1954) ؛ المفاهيم الأساسية في الميتافيزيقا (1961)؛ نداء الحقيقة؛ في ماهية الحرية الإنسانية (1982) ؛ نيتشه (1983).

مارتن هايدغر
(بالألمانية: Martin Heidegger)‏ 

معلومات شخصية
الميلاد 26 سبتمبر 1889(1889-09-26)
مسكيرش
الوفاة 26 مايو 1976 (86 سنة)
فرايبورغ
سبب الوفاة مرض معد  
مكان الدفن مسكيرش  
مواطنة جمهورية فايمار
ألمانيا النازية
ألمانيا الغربية  
الديانة كاثوليكية
عضو في أكاديمية هايدلبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية [1]،  والأكاديمية البافارية للفنون الجميلة   
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة فرايبورغ (التخصص:إلهيات و فلسفة )
جامعة فرايبورغ (التخصص:فلسفة ) (الشهادة:دكتوراه في الفلسفة ) (–1916) 
شهادة جامعية دكتوراه  
مشرف الدكتوراه هاينريخ ريكرت  
تعلم لدى إدموند هوسرل ،  وهاينريخ ريكرت  
طلاب الدكتوراه هانس جوناس ،  وهربرت ماركوزه ،  وفيكتور فارياس [2]،  وجاكوب كلاين [3]،  وهانز جورج جادامير [3] 
التلامذة المشهورون حنة آرنت ،  وهانز جورج جادامير ،  وغونثر أندرس ،  وشارل مالك ،  وإرنست كروفورد ،  وإيمانويل ليفيناس ،  وفيكتور فارياس  
المهنة فيلسوف [4]،  وشاعر ،  وأستاذ جامعي  
الحزب الحزب النازي
اللغات الألمانية [5] 
مجال العمل فلسفة  
موظف في جامعة ماربورغ ،  وجامعة فرايبورغ ،  وجامعة فرايبورغ  
أعمال بارزة الوجود والزمان  
تأثر بـ إدموند هوسرل ،  وفريدريك نيتشه ،  وسورين كيركغور ،  وهرقليطس ،  وأناكسيماندر ،  وبارمينيدس ،  وأرسطو ،  وأفلاطون ،  وتوما الأكويني ،  ودانز سكوطس ،  وإيمانويل كانت  
التيار ثورة محافظة  
الخدمة العسكرية
المعارك والحروب الحرب العالمية الأولى  
التوقيع
 
المواقع
IMDB صفحته على IMDB 
مارتن هايدغر.
المكان في ميسكيرخ, حيث نشأ هايدغر.
قبر مارتن هايدغر.

تميز هايدغر بتأثيره الكبير على المدارس الفلسفية في القرن العشرين ومن أهمها الوجودية، التأويليات، فلسفة النقض أو التفكيكية، ما بعد الحداثة. ومن أهم إنجازاته أنه أعاد توجيه الفلسفة الغربية بعيداً عن الأسئلة الميتافيزيقية واللاهوتية والأسئلة الإبستمولوجية، ليطرح عوضاً عنها أسئلة نظرية الوجود (الأنطولوجيا)، وهي أسئلة تتركز أساساً على معنى الكينونة (Dasein). ويتهمه كثير من الفلاسفة والمفكرين والمؤرخين بمعاداة السامية أو على الأقل يلومونه على انتمائه خلال فترة معينة للحزب النازي الألماني.

أفكاره

كانت تجربة مارتن هايدغر في القلق والتي كشفت له لا الوجود وإنما العدم (Le Néant) أساسية بشكل لافت والذي بدوره كشف لهايدغر عن معنى الوجود (L’être)، فالقلق الذي عايشه هايدغر له صلة بفكرة العدم، فالإنسان يقلق وذلك لكونه يدرك أنه محكوم في النهاية بالموت الذي هو العدم نفسه، والقلق هذا هو ليس الخوف، إذ أن الفرق بين الاثنين واضح: في الخوف يستطيع الإنسان أن يحدد موضوع خوفه والذي يأتي من خطر معروف، أما القلق الذي على الشكل الذي عايشه مارتن هايدغر فإن موضعه وأسبابه تكون غير مفهومة (مبهمة)، منشأ القلق عند هايدغر ليس الشعور بالذنب بعد ارتكاب خطيئةٍ ما كما عند كيركغور، وإنما منشأه هو الخوف من العدم، فيكون مصدره هو الوجود:

«وما القلق الا حالة الخوف المطلق امام العراء المطلق»، وللقلق الوجودي دور هام يتمثل بانتشال (الأنا) من سقوطها ثم إرغامها على الاختيار بين تركيبين وجوديين، تكشفا لهايدغر بفعل تجربته الأساسية الخاصة في القلق: «وإنه ينبثق [أي القلق] هو نفسه من أن الأنية (الأنا) تشعر بأنها “ملقاة-هناك” وبأنها مرغمة على الاختيار بين شكلين متعارضين للوجود.»

فهذان الشكلان (التركيبان) المتعارضان هما:

الوجود الأصيل

(Authentique) أو الشعور بالموقف الأصيل: حيث القلق هو الذي يأتي بالأنانية (الأنا) إلى هذا الوجود الذي يسميه هايدغر (الوجود-في-العالم)، وهذه «الأنا» في هذا الوجود تستشعر بصورة قوية بـالعزلة، وهي «الأنا الوحدية» والتي هي (الصورة الأساسية للشعور بالموقف الاصلي)، فالقلق يعري الذات الإنسانية ويساعد الإنسان على تأكيد ذاته وان يكون هو نفسه، فالوجود المفعم بالقلق الوجودي هو الوجود الأصيل عند هايدغر، أفراد قلائل هم الذين يختارون (الوجود الأصيل) وهذا يعني قبولهم في معايشة القلق، وذلك بهدف تأكيد ذواتهم وتأكيد تفردهم كأفراد يسعون إلى معرفة حقيقتهم ومعرفة معنى وجودهم الخاص، وسيكشف لهم (القلق)، لا معقولية الوجود، وأن الحياة لا معنى لها، ولكن مع الاستمرار بها فالإنسان هو الذي يمنح الحياة معناها والوجود معقوليته، والقلق يحث ويدفع الإنسان إلى البحث عن ماهيته التحقيقية المحتجبة، وهو في الفلسفة الوجودية صانع لنفسه عبر ذاته التي يستحثها القلق، وأن يكون الإنسان هو ذاته فهذه صفة من صفات الوجود الأصيل، إلا أن الذات لا يمكن أن تكون هي نفسها إلا إذا تمتعت بالحرية.

الوجود الزائف

(Inauthentique) أو المبتذل: يرى هايدغر أن الأنية لها القدرة على الاختيار بين هذين الوجودين (الوجود الأصيل أو الوجود الزائف) الذي كشفهما له القلق، وفي الوجود الزائف تستغرق الأنية (الأنا) في العالم والوجود الجماعي (L’être communautaire)، والذي هو «ضرب من عدم الوجود»، وهذا معناه (ألا يكون المرء ذاته، وهنا تصبح الأنية ــ بصورة إيجابية ــ شيئاً آخر غير ذاتها) فالأنية ستكون هناك دوماً فيكون سيان عندها ما يحدث في الحياة أو لا يحدث شيء، وهذا هروب للأنية (الأنا) من القلق، وعندما تهرب فإن الوجود التي هي فيه سيكون في مرحلة «السقوط»، ثلاث سمات رئيسية تميز هذا السقوط الذي يؤدي إلى الوجود الزائف:

  1. الثرثرة اليومية (bavardage)، حيث تقطع الأنية (الأنا) كل صلة لها بالوجود الأصيل، وحيث تصبح هذه الثرثرة مقياس لمعرفة المرء.
  2. الفضول الزائف (curiosité)، حيث الدافع له هو الهروب من الذات، والتسلية، والضياع في الأشياء، وهو يحجب الطبيعة الأصلية للإنسان فيغدو لا رغبة له بفهم الوجود والنفاذ إليه، فالفضول يقدم للأنية أسوأ خداع إذ تتوهم هذه الأنية أنها تحيا حياة حقيقية غير زائفة.
  3. الالتباس (equivoque): وهذا يحدث عند الإنسان عندما يصل إلى مرحلة من الابتذال، فيصعب عليه التمييز بين الحياة الحقة الأصيلة والحياة المبتذلة. إن هذا الوجود الذي أطلق عليه هايدغر اسم (الوجود المبتذل) هو وجود مع الناس الذين لا يريدون العيش مع القلق، فيتملصون بكل وسيلة للابتعاد عنه وعن قصده، فلا يهمهم «تأكيد الذات» أو تأكيد تفردهم أو معرفة ذواتهم، فهم لا يتحملون متاهات القلق، لذا فإنهم يسعون إلى التخلص منه بالانغماس في الحياة اليومية الروتينية رافضين الخروج من عبوديتهم لها، مبتعدين عن أية محاولة تقودهم إلى البحث عن معنى الوجود أو البحث عن ماهيتهم الحقيقية. السقوط هو الهروب من القلق والعزل.
إِن لُغتِي هِي مسكنِيٌّ، وَهِي موطِنِيّ ومُستقِرِّيٌّ، وهِي حُدود عالمِيّ الحمِيمِ ومعَالِمِهِ وتَضَارِيسِه، ومِن نوافذِها ومِن خِلال عُيُونِهَا أَنظر إِلَى بقِّيَّة أَرجاء الكونِ الواسِع

—مارتِن هَايِدغر

طالع أيضًا

روابط خارجية

مراجع

  1. معرف عضو أكاديمية هايدلبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية: http://www.haw.uni-heidelberg.de/akademie/member.en.html?id=475
  2. https://www.youtube.com/watch?v=bSORtgU7hP4
  3. https://www.youtube.com/watch?v=bSORtgU7hP4
  4. BeWeb person ID: https://www.beweb.chiesacattolica.it/persone/persona/1340/ — تاريخ الاطلاع: 4 أغسطس 2020
  5. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11907130r — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — المؤلف: المكتبة الوطنية الفرنسية — الرخصة: رخصة حرة
  6. "Home". الكنيسة الكاثوليكية بمصر. مؤرشف من الأصل في 19 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 13 يونيو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Heidegger and the Nazis". نيويورك ريفيو أوف بوكس. 35 (10). 16 June 1988. صفحات 38–47. مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2018. اطلع عليه بتاريخ 27 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Gillespie, Michael Allen (1984). Hegel, Heidegger, and the Ground of History. Halfway through 2nd paragraph: The University of Chicago Press. صفحات 161. ISBN 0-226-29377-7. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: location (link)
  9. "Phenomenological movement: 4. Existential phenomenology. نسخة محفوظة 15 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة الإمبراطورية الألمانية
    • بوابة السياسة
    • بوابة أعلام
    • بوابة ألمانيا
    • بوابة الحرب العالمية الثانية
    • بوابة فلسفة
    • بوابة العقل والدماغ
    • بوابة ألمانيا النازية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.