حكم الاغتصاب في الإسلام

يُعتبر الاغتصاب في الإسلام جريمة مُركَّبة، حيث يُعتبر ارتكابًا للزنا والحرابة معًا،[1] وحتى إذا لم يرتكب الفاعل الزنا فيظل مستحقًا لعقوبة الحرابة.[2] يمكن تعريف الاغتصاب في الفقه الإسلامي بأنه إكراه المرأة على الزنا أو الزنا بالإكراه،[3][4]

عقوبات الاغتصاب في الإسلام

حد الزنا

يُعاقب المُغتصب بنفس حد الزنا الرجم حتى الموت إن كان مُتزوجًا، والجلد مئة جلدة إن كان بكرًا،[4][5] بينما يختلف حكم الاغتصاب عن الزنا بالنسبة للمكرهة، فالمرأة المغتصبة ليس عليها عقوبة على خلاف الزنا. يقول ابن قدامة في المغني: «ولا حد على مكرهة في قول عامة أهل العلم، ولا فرق بين الإكراه بالإلجاء وهو أن يغلبها على نفسها وبين الإكراه بالتهديد بالقتل ونحوه».[6] وقال ابن عبد البر: «ولا عقوبة عليها إذا صحَّ أنه استكرهها وغلبها على نفسها، وذلك يُعلم بصراخها، واستغاثتها، وصياحها.»

حد الحرابة

إذا كان الاغتصاب تم تحت تهديد السلاح، أو تم خطف المرأة بالقوة، أصبح يستحق عقوبة الحرابة أيضًا، وتحتاج شاهدين للإثبات على غير الزنا يحتاج أربعة شهود، والعقاب عليها مذكور في قوله تعالى:  إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ   سورة المائدة، الآية:33.[2][4]

التعويض المالي

زاد الشافعي ومالك والليث وغيرهم أن علي المغتصب صداق المثل، قال مالك بن أنس: «الأمر عندنا في الرجل يغتصب المرأة بكراً كانت أو ثيبًا: أنها إن كانت حرة: فعليه صداق مثلها، وإن كانت أمَة: فعليه ما نقص من ثمنها، والعقوبة في ذلك على المغتصب، ولا عقوبة على المغتصبة في ذلك كله».[7][8]

التعزير

يمكن للحاكم وولي الأمر أن يضع عقوبة خاصة للاغتصاب أكبر من تلك العقوبات، قال ابن عبد البر: «فإن الحاكم يعاقبه ويعزره العقوبة التي تردعه وأمثاله.»[7]

انظر أيضًا

مراجع

  1. Wolf, Leslie F. (10 December 2016). "Leslie F. Wolf; Sexual Violation in Islamic Law: Substance, Evidence, and Procedure By HINA AZAM". Journal of Islamic Studies: etw060. doi:10.1093/jis/etw060. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. ما الفرق بين حكم الاغتصاب وحكم الزنا ؟ وهل يثبت الاغتصاب بالوسائل الحديثة ؟، موقع الإسلام سؤال وجواب نسخة محفوظة 04 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  3. Hina Azam (2015). Sexual Violation in Islamic Law: Substance, Evidence, and Procedure. Cambridge University Press. صفحات 16–17. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Noor, Azman Mohd (1 January 2010). "Rape: A Problem of Crime Classification in Islamic Law". Arab Law Quarterly. 24 (4): 417–438. doi:10.1163/157302510X526724. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. سنن الترمذي, 17:37 نسخة محفوظة 2013-01-26 على موقع واي باك مشين., سنن أبي داود, 38:4366
  6. الزنا والاغتصاب وعقوبة كلٍ منهما، فتاوى إسلام ويب نسخة محفوظة 20 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. حكم جريمة الاغتصاب ؟، موقع الإسلام سؤال وجواب نسخة محفوظة 21 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  8. Kassam, Zayn. "The Oxford Encyclopedia of Islam and Law". Oxford Islamic Studies Online. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 03 مايو 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة الإسلام
    • بوابة المرأة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.