حرب التحالف الأول

حرب التحالف الأول (بالفرنسية: Guerre de la Première Coalition) هو الاسم التقليدي للحروب التي خاضتها عدة قوى أوروبية من عام 1792 حتى عام 1797 ضد المملكة الفرنسية بدايةً ثم الجمهورية الفرنسية التي خلفتها لاحقًا.[8] حدث التحالف بين القوى دون تنسيق أو اتفاق واضح، إذ طمعت كل منها في الاستيلاء على جزء مختلف من فرنسا بعد هزيمتها، الأمر الذي لم يحدث إطلاقًا.[9]

حرب التحالف الأول
جزء من حروب الثورة الفرنسية
معلومات عامة
التاريخ 1792–1797
الموقع فرنسا، وسط أوروبا، إيطاليا، بلجيكا، هولندا، إسبانيا، الهند الغربية
النتيجة انتصار فرنسا; معاهدة بازل، معاهدة كامبو فورميو
  • بقاء الجمهورية الفرنسية
  • ضم فرنسا لمقاطعة الأراضي المنخفظة النمساوية والراينلاند وعدة مناطق أخرى صغيرة
  • تأسيس جمهوريات موالية لفرنسا
المتحاربون
التحالف الأول:

قالب:بيانات بلد Habsburg Monarchy
 الإمبراطورية الرومانية المقدسة[1]
 Prussia (until 1795)[2]
 بريطانيا العظمى
French Royalists
 إسبانيا (until 1795)[2]
 البرتغال
 مملكة سردينيا (until 1796)[3]
 نابولي مملكة صقلية
دول إيطاليا التاريخية[4]
 الدولة العثمانية
 جمهورية هولندا (حتى 1795)[5]

الجمهورية الفرنسية الأولى
 إسبانيا (from 1796)[6]
 Batavian Republic (from 1795)[5]
قالب:بيانات بلد Napoleonic Italy دولة عميلة لفرنسا
Polish Legions (from 1797)[7]

تدهورت العلاقات بين الثوار الفرنسيين والممالك المجاورة بعد إعلان بيلنيتز في أغسطس 1791. بعد ثمانية أشهر، وعقب تصويت أجراه المجلس التشريعي الذي تقوده الثورة، أعلنت فرنسا الحرب على بروسيا والنمسا في 20 أبريل 1792. في يوليو 1792، انضم جيش بقيادة دوق براونشفايغ يتألف أغلبه من بروسيين إلى الجانب النمساوي وغزا فرنسا، وجرى صده في معركة فالمي في سبتمبر. وبعد ذلك بيوم، أُعلِنت الجمهورية الفرنسية الجديدة.

بعد ذلك، اجتاحت هذه القوى فرنسا برًا وبحرًا، حيث هاجمت بروسيا والنمسا من الأراضي المنخفضة النمساوية والراين، ودعمت مملكة بريطانيا العظمى الثورات في المقاطعات الفرنسية وفرضت الحصار على طولون في أكتوبر 1793.

عانت فرنسا من هزائم وانتكاسات (معركة نيرويندن، 18 مارس 1793) ومن صراعات داخلية (حرب فونديه)، واستجابت لكل ذلك بإجراءات وتدابير وحشية وصارمة. قامت لجنة السلامة العامة التي تشكلت في 6 أبريل 1793، وقوات التجنيد بفرز قائمة بأسماء كل من يمكن تجنيدهم ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 سنة (أغسطس 1793). واجهت الجيوش الفرنسية الجديدة الغزاة، وردعتهم، وتقدمت إلى مناطق أبعد من الحدود الفرنسية.

أسس الفرنسيون الجمهورية الباتافية باعتبارها جمهورية شقيقة (مايو 1795)، كما نالوا الاعتراف البروسي بالسيطرة الفرنسية على الضفة اليسارية من نهر الراين بموجب معاهدة بازل. وبموجب معاهدة كامبو فورميو، تنازلت الإمبراطورية الرومانية المقدسة عن الأراضي النمساوية المنخفضة لصالح فرنسا، وانقسمت إيطاليا الشمالية إلى عدة جمهوريات فرنسية شقيقة. أبرمت إسبانيا اتفاق سلام منفصل مع فرنسا (معاهدة بازل الثانية)، كما نفذت الحكومة الفرنسية خططًا للسيطرة على المزيد من أراضي الإمبراطورية الرومانية المقدسة (الولايات الألمانية، والنمسا).

تدارك الأرشيدوق كارل دوق تيشن الوضع في شمال الألب عام 1796، لكن نابليون تفوق على كل منافسيه في سردينيا والنمسا في شمال إيطاليا (1796-1797) بالقرب من وادي بو، وبلغت الأحداث ذروتها بتوقيع معاهدة ليوبين ومعاهدة كامبو فورميو (أكتوبر 1797). انهار التحالف الأول، ولم يبق سوى بريطانيا في الميدان ضد فرنسا.

خلفية

الثورة في فرنسا

في بداية عام 1791، راقبت عدة أنظمة ملكية أوروبية الأوضاع في فرنسا عن كثب، ونظرت في التدخل، سواء لدعم لويس السادس عشر أو الاستفادة من الفوضى الفرنسية الداخلية لصالحها. راقب الإمبراطور الروماني المقدس ليوبولد الثاني، شقيق الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت، الثورة بترو شديد في بداياتها، وأصبح قلقًا مع نمو الثورة بشكل خطير، رغم أنه كان يأمل في تجنب الحرب.

في 27 أغسطس 1791، أصدر ليوبولد وملك بروسيا فريدرش فيلهلم الثاني، بالتشاور مع الشخصيات الفرنسية اللائجة من النبلاء، إعلان بيلنيتز، الذي عبر فيه ملوك أوروبا عن قلقهم على رفاهية لويس وأسرته، وهددوا بعواقب وخيمة إذا طالهم أو مسهم أي شيء. على الرغم من أن ليوبولد قد رأى الإعلان طريقة لاتخاذ إجراءات تمكنه من تجنب فعل أي شيء حيال فرنسا، على الأقل في الوقت الراهن، اعتبرته باريس تهديدًا خطيرًا وأدانه القادة الثوريون.[10]

بالإضافة إلى الاختلافات الأيديولوجية بين فرنسا والممالك القوية في أوروبا، استمرت النزاعات حول وضع الأراضي الإمبراطورية في الألزاس،[10] وأصبحت السلطات الفرنسية قلقة إزاء تحريض النبلاء المنفيين في الخارج، وخاصة في الأراضي النمساوية المنخفضة والولايات الصغرى في ألمانيا. في النهاية، أعلنت فرنسا الحرب على النمسا أولًا، إذ صوت المجلس لذلك في 20 أبريل 1792، بعد أن عرض وزير الخارجية شارل فرانسوا دومويريز المعين حديثًا، والذي سعى إلى حرب قد تعيد بعض الشعبية والسلطة إلى الملك، قائمة طويلة من المظالم والانتهاكات.[11]

1792

أعد دومويريز لغزو الأراضي المنخفضة النمساوية، حيث توقع أن يثور السكان المحليون ضد الحكم النمساوي. إلا أن الثورة فككت الجيش الفرنسي بالكامل، ولم يكن لديه ما يكفي من الأفراد لتنفيذ الغزو، إذ فروا في أول معركة بشكل جماعي، وقتلوا الجنرال تيوبالد ديلون.[11] في الوقت الذي دربت فيه الحكومة الثورية قوات جديدة وأعادت تنظيم جيوشها، تجمع جيش حليف بقيادة كارل الثاني دوق براونشفايغ-فولفنبوتل في كوبلنتس على نهر الراين، وبدأ غزو فرنسا في يوليو 1792.

استولى جيش كارل الثاني، الذي تألف في أغلبه من محاربين بروسيين قدامى، على حصون لونجوي وفردان.[12] ثم أصدر إعلانًا في 25 تموز 1792، كتبه أخوة لويس السادس عشر، عبر فيه عن اعتزامه إعادة ملك فرنسا إلى كامل صلاحياته، واعتبار أي بلدة أو شخص يعارضه متمردًا يحكم عليه بحكم القانون العرفي بالإعدام.[11] وقد دفع ذلك الجيش الثوري والحكومة الثورية إلى معارضة وصد الغزاة البروسيين بأي وسيلة كانت،[11] وقاد أيضًا على الفور إلى الإطاحة بالملك على يد حشد اقتحم قصر التويليري خلال أحداث تمرد 10 أغسطس 1792.[13]

استمر الغزاة بشق طريقهم حتى معركة فالمي في 20 سبتمبر 1792، حيث وصلوا إلى طريق مسدود أمام دومويريز وكيليرمان وصدتهم قوات المدفعية الفرنسية المحترفة. على الرغم من أن المعركة مثلت تعادلا تكتيكيًا بين الجانبين، إلا أنها أعطت مزيدًا من الوقت لصالح الثوار ومنحتهم دفعة معنوية هائلة. علاوة على ذلك، قرر البروسيون، الذين واجهوا حملة أطول وأكثر تكلفة مما توقعوا، التراجع للحفاظ على جيشهم وعتادهم.[8]

في الوقت نفسه، نجح الفرنسيون في جبهات أخرى عديدة، حيث احتلوا دوقية سافوي ومقاطعة نيس، في حين غزا الجنرال كوستين ألمانيا، واستولى على شباير، وفورمس، وماينتس على طول نهر الراين، وصولًا إلى فرانكفورت. واصل دومويريز الهجوم في بلجيكا مرة أخرى وحقق نصرًا كبيرًا أمام النمساويين في معركة جيمابيز في 6 نوفمبر عام 1792 واحتل البلاد كلها بحلول فصل الشتاء.[8]

1793

في 21 يناير، أعدمت الحكومة الثورية لويس السادس عشر بعد محاكمته،[14] وتسبب ذلك في تحالف كل الحكومات الأوروبية بمن فيها إسبانيا ونابولي وهولندا ضد الثورة. أعلنت فرنسا الحرب على بريطانيا وهولندا في 1 فبراير 1793، وبعد ذلك بفترة وجيزة على إسبانيا. وخلال عام 1793، أعلنت الإمبراطورية الرومانية المقدسة (في 23 مارس) وملوك البرتغال ونابولي ودوق توسكانا الحرب على فرنسا، وبذلك تشكل التحالف الأول.[8]

فرضت فرنسا تجنيدًا على مئات الآلاف من الرجال، فبدأت سياسة فرنسية تتلخص في استخدام التجنيد الجماعي لنشر عدد أكبر من القوات البشرية مقارنة بالدول الأخرى،[8] والبقاء في وضع الهجوم بحيث يمكن لهذه الجيوش الجماعية الاستيلاء على المواد الحربية من أراضي أعدائها، كما أرسلت الحكومة الفرنسية المواطن جنيت إلى الولايات المتحدة لتشجيعها على الدخول في الحرب إلى الجانب الفرنسي، لكن الدولة التي كانت قد تشكلت حديثًا رفضت ذلك، وظلت محايدة طوال فترة الحرب.

بعد انتصارهم في معركة نيرويندن في مارس، تعرض النمساويون لهزيمتين في معركتي واتيجنيس وويسيمبورغ،[15] وتعرضت القوات البرية البريطانية للهزيمة في معركة هوندشوت في سبتمبر.[15]

انظر أيضًا

مراجع

  1. Nominally the الإمبراطورية الرومانية المقدسة، of which the الأراضي المنخفضة النمساوية and the دوقية ميلانو were under direct Austrian rule. Also encompassed many other Italian states, as well as other هابسبورغ states such as the دوقية توسكانا الكبرى.
  2. Left the war after signing the معاهدة بازل with France.
  3. Left the war after signing the Treaty of Paris with France.
  4. Virtually all of the Italian states, including the neutral الدولة البابوية and the جمهورية البندقية، were conquered following نابليون الأول's invasion in 1796 and became French satellite states.
  5. The الجيش الثوري الفرنسي overthrew the Dutch Republic and established the Batavian Republic as a puppet state in its place.
  6. Re-entered the war as an ally of France after signing the معاهدة سان ألديفونسو 1796.
  7. Formed in French-allied Italy in 1797, following the abolition of the الكومنولث البولندي الليتواني after the التقسيم الثالث لبولندا in 1795.
  8. Holland 1911، Battle of Valmy.
  9. باللغة الهولندية Noah Shusterman – De Franse Revolutie (The French Revolution). Veen Media, Amsterdam, 2015. (Translation of: The French Revolution. Faith, Desire, and Politics. Routledge, London/New York, 2014.) Chapter 7 (p. 271–312) : The federalist revolts, the Vendée and the beginning of the Terror (summer–fall 1793).
  10. Holland 1911، The king and the nonjurors.
  11. Holland 1911، War declared against Austria.
  12. Holland 1911، The revolutionary Commune of Paris.
  13. Holland 1911، Rising of the 10th of August.
  14. Holland 1911، Trial and execution of Louis XVI.
  15. Holland 1911، The Revolutionary War. Republican successes..
    • بوابة الإمبراطورية الرومانية المقدسة
    • بوابة الإمبراطورية الفرنسية الأولى
    • بوابة الحرب
    • بوابة القرن 18
    • بوابة علاقات دولية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.