جوهر الصقلي

جوهر الصقلي، أبو الحسين جوهر بن عبد الله، (صقلية 928 - القاهرة 28 يناير 992)، ويعرف أيضاً باسم جوهر الرومي وكان أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، فهو مؤسس مدينة القاهرة الفاطمية وباني الجامع الأزهر وهو من أقام سلطان الفاطميين في الشرق وهو فاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز وينسب جوهر الصقلي للشيعة والمعروف أن الفاطميين ينسبون إلى الشيعة.[1]

جوهر الصقلي
معلومات شخصية
الميلاد 911
صقلية
الوفاة يناير 28, 992
القاهرة
الديانة شيعي اسماعيلي
الحياة العملية
المهنة ضابط  
الخدمة العسكرية
الرتبة فريق أول  

أرسل المعز لدين الله قائد جيشه جوهر الصقلي للاستيلاء على مصر من العباسيين فدخلها وأسس مدينة القاهرة الفاطمية كما أمر جوهر ببناء الجامع الأزهر وببناء قصر كبير للمعز لدين الله.

سيرته

ولد جوهر في جزيرة صقلية الواقعة في البحر المتوسط حوالي 316 هـ/ 928 ميلادي ونسب إليها[2] وكانت صقلية في تلك الفترة إمارة فاطمية.[3][4][5][6][7][8][9] جلب صغيرًا إلى المهدية أيام حكم المنصور بالله الفاطمي وتربى تربية عسكرية وانتظم في سلك الجيش وترقى فيه حتى أصبح بعد ذلك قائد القوات الفاطمية في عهد المعز لدين الله وسرعان ما أثبت جوهر كفاءته بأن ضم مصر التي كانت تحت حكم الإخشيديين وسلطان العباسيين إلى سلطان الفاطميين.

صورة قديمة للأزهر

ولما استقر جوهر بمصر أنشأ مدينة القاهرة عام 969 بأمر من الخليفة المعز لدين الله بهدف جعلها عاصمة للدولة الفاطمية كما أمر ببناء الجامع الأزهر ليكون مركزاً علمياً ودينياً عالمياً. ثم سيّر عسكراً إلى دمشق وغزاها فملكها.[10] ووصلت البشارة إلى مولاه المعز بأخذ البلاد وهو في إفريقية في نصف شهر رمضان المعظم، ويدعوه إلى المسير إليه، ففرح فرحاً شديداً، ومدحه الشعراء فمن ذلك محمد بن هانىء الأندلسي من قصيدة:

تقول بنو العباس هل فتحت مِصْرُ؟فقل لبني العباس قد قضي الأمر
وقد جاوز الإسكندرية جـوهر تطالعه البشرى ويقدمه النصـر

[11] [12]

حكم جوهر الصقلي مصر أربع سنوات نيابة عن الخليفة الفاطمي، وبعد وصول المعز إلى القاهرة لم يعهد إليه بمهمة جديدة حتى ظهور خطر القرامطة في بلاد الشام فاستعان المعز لدين الله به سنة (364هـ= 974م) لقتالهم،[10] وعندما توفي المعز عام 365 هجرية، تولى الخلافة من بعده العزيز، وفي عهده استولي أفتكين من البويهيين علي دمشق وطرد حاكمها من قبل الفاطميين ريان الخادم وجعل الخطبة في بلاد الشام للخليفة العباسي بعد أن كانت للخليفة الفاطمي، فقرر الخليفة العزيز أن يستعين بجوهر الصقلي لاستعادة ملكه في الشام، فخرج جوهر الصقلي ليستعيد دمشق وحاصرها سبعة أشهر، فأرسل أفتكين إلي الحسين بن أحمد من القرامطة لينضم إليه في قتال الفاطميين فأجابه وسار بجيش إلي دمشق. لما وجد جوهر نفسه أمام جيشين، جيش أفتكين وجيش القرامطة ، فضل الرجوع إلي مصر ، فما كان من أفتكين والحسين القرمطي إلا أن طمعوا في هزيمته فأتبعوه وتقابلوا عند مدينة الرملة في فلسطين، فأرسل جوهر إلى الخليفة العزيز يطلب منه دعماً عسكرياً، فخرج الخليفة العزيز بالله بنفسه في جيش عظيم استطاع به أن يهزم أفتكين والقرامطة ويشتت شملهم ويستعيد دمشق سنة 368 هجرية[13]

وفاته

في شهر ذي القعدة من سنة 381 هجرية اعتل جوهر، فعاده العزيز، وأرسل إليه خمسة آلاف دينار، ثم بعث له أيضا الأمير منصور بن عبد العزيز ومعه خمسة آلاف دينار أخرى، وتوفي جوهر سنة 381 هجرية. وقد قام العزيز بإرسال الحنوط والكفن للمتوفى، فكُفن في سبعين ثوباً، ما بين مثقل وموشى بالذهب، ثم صلى عليه العزيز، ودفن بالقرافة الكبرى، وأمر العزيز بترقية الحسين بن جوهر الصقلي، وجعله في رتبة أبيه، ولقبه بالقائد ابن القائد، ومكّنه من جميع ما خلّفه أبوه.[10][14]

توحيد بلاد المغرب

في عام 348 هـ أرسل المعز، جيشاً بقيادة جوهر الصقلي إلى المغرب الأقصى بعد أن نقضوا البيعة وأظهروا ولاءهم لأمير الأندلس الأموي، فاحتلت الجيوش الفاطمية مدن تاهرت وفاس وسجلماسة ، وألقي القبض على العمال الأمويين في سائر بلاد المغرب ، وتقدموا في البلاد حتى وصلوا إلى سواحل المحيط الأطلسي، فأمر جوهر الصقلي باصطياد الأسماك وجعلها في قلال الماء وإرسالها إلى المعز لدين الله إشارة منه أنه أدى المهمة على أكمل وجه، ولم يرجع القائد جوهر الصقلي إلى مولاه إلا بعد إن أستأصل جميع الفتن في البلاد، ثم عاد جوهر غانماً مظفراً ومعه صاحبا سجلماسة وفاس أسيرين في أقفاص من حديد ودخل بهما القيروان في يوم مشهود.[15]

فتح مصر وبناء القاهرة

حاول الفاطميون فتح مصر ثلاث مرات سابقة حتى تولي الخلافة الفاطمية في بلاد المغرب الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، الذي عزم أن يفتح مصر فجهّز جيشاً عظيماً وصل عدده إلى 100 ألف جندي، وولّي على قيادته جوهر الصقلي[16] وخرج الإمام المعز لدين الله الفاطمي بنفسه لتوديع القائد جوهر الصقلي وأقام أياماً في معسكره وكان يجتمع إلى جوهر كل يوم وخرج إليه يوماً فقام جوهر بين يديه وقد اجتمع الجيش فخاطب الإمام الدعاة الذين سيرهم مع جوهر فقال:

(( لو خرج جوهر هذا وحده لفتح مصر ولتدخل إلى مصر بالأردية من غير حرب، ولتنزل في خرابات ابن طولون وتبني مدينة تسمى القاهرة))[17] ثم استعرض الجيش وودّع القوّاد والأمراء ولقد وصف ذلك العرض العسكري العظيم الشاعر الإسماعيلي ابن هانئ حيث يقول في قصيدة طويلة تزيد عن 90 بيتاً يقول مطلعها:

رأيـت بعينـي فـوق مـا كنـت أسمـعوقد راعني يـوم مـن الحشـر أروع
غـــداة كـــان الأفـــق ســـد بـمـثـلـهفعاد غروب الشمس من حيث تطلع
فـلـم أدر إذ سـلـمـت كـيــف أشـيــعولـــم أدر إذ شـيـعــت كــيــف أودع[18]

زود المعز جيشه بالأموال الوفيرة وما يلزمه في مرحلة السفر، كما دعم الجيش البري عدد من السفن البحرية لترسو على ميناء الإسكندرية[19] وخرجت الحملة في 14 ربيع ثاني سنة 358 هـ/ فبراير 969 م من مدينة القيروان بقيادة جوهر الصقلي ودخل الإسكندرية فسلّمها أهلها بدون قتال. وأدرك أهل الفسطاط أنه لا قبل لهم بصد جيوش الفاطميين فأرسل الوزير جعفر بن الفرات رسولاً من العلويين إلى جوهر الصقلي يطلب منه الأمان، ووافق جوهر وكتب عهداً بنشر العدل وبث الطمأنينة وترك الحرية للمصريين في إقامة شعائرهم الدينية. وفي 17 شعبان دخل جوهر الفسطاط عاصمة مصر وخرج الوزير جعفر بن الفرات وسائر الأشراف والعلماء في استقباله ورحبوا به، وعسكر جوهر في الموضع الذي بنا فيه مدينة القاهرة وهكذا زال سلطان الخلافة العباسية والحكم الإخشيدي في مصر بدون قتال ولا ضربة سيف واحدة وأصبحت مصر ولاية فاطمية في دولة تمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى البحر الأحمر شرقاً.[16] و بنى جوهر قصرا كبيرا للمعز، بلغت مساحته 70 فدانا فوق أرض بلغت مساحتها 340 فدانا ووصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمى إلى مصر في رمضان 362هـ/ يونيو 973م واتخذها مقراً له، وأصبحت مصر منذ ذلك الحين وطيلة حكم الفاطميين دار خلافة بعد أن كانت دار إمارة، وأصبحت القاهرة عاصمة لهذه الدولة.[20]

كانت الدولة الفاطمية أعظم الدول الإسلامية في وقتها مع أنها كانت دولة شيعية حيث انتشرت جميع أنواع العلوم من الطب والفلسفة والاجتماع والاقتصاد، إلخ. حيث كانت تدرس في الجامع الأزهر الذي بناه الفاطميون ولا زال المسلمون ينتفعون به إلى يومنا هذا. دعمت الدولة الفاطمية العلم والعلماء ووفرت لهم كل ما يحتاجونه لرفع راية العلم في جميع العلوم ومن هؤلاء العلماء ابن الهيثم.

المراجع

  1. Nwf.com: تاريخ جوهر الصقلى: على ابراهيم حسن: كتب نسخة محفوظة 04 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. [https://www.cairodar.com/news/details/97923 Cairodar | كايرودار نسخة محفوظة 22 مارس 2014 على موقع واي باك مشين.
  3. نسك - محور الحج - إسلام ويب نسخة محفوظة 16 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. Raymond, André (2000). Cairo. Harvard University Press. صفحة 35. ISBN 0674003160. After the accession of the fourth Fatimid caliph, al-Mu'izz (953- 975), a cultivated and energetic ruler who found an able second in Jawhar, an ethnic Greek, conditions for conquest of Egypt improved. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Khan, H.S.H. Prince Aly S. (1973). The Great Ismaili heroes: contains the life sketches and the works of thirty great Ismaili figures. H.S.H. Prince Aly S. Khan Cology Religious Night School. صفحة 23. OCLC 18340773. Jawhar was a European mamluk (of Greek origin. Arab historians called these Western Byzantines as Rumis), in the sense he was brought as a slave to Qayrwan, the then capital of the Fatimids in the North Western Africa. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Mirza, Nasseh Ahmad (1997). Syrian Ismailism: The Ever Living Line of the Imamate, AD 1100-1260. Routledge. صفحة 110. ISBN 070070504X. Jawhar was a Greek slave, al-Khitat al-Maqriziya, Cairo, 1324/1906, Vol. II, pp. 205. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Watterson, Barbara (1998). The Egyptians. Wiley-Blackwell. صفحة 257. ISBN 0631211950. In AD 969, a Fatimid army of 100,000 men entered Egypt, led by the greatest general of the day, Gohar al-Siqilli al-Rumi, who, as his name makes clear, was of Christian slave origin, al-Siqilli meaning ‘the Sicilian' and al-Rumi ‘the Greek'. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Collomb, Rodney (2006). The rise and fall of the Arab Empire and the founding of Western pre-eminence. Spellmount. صفحة 73. ISBN 1862273278. a Greek mercenary born in Sicily, and his 100000-man army had little الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Asante, Molefi K. (2002). Culture and customs of Egypt. Greenwood Publishing Group. صفحة 15. ISBN 0313317402. Al-Mo'izz, the Fatimid leader, put an army of 100000 men at the disposal of a converted Greek named Gohar الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. العمامة - القائد جوهر الصقلي يفتح مصر نسخة محفوظة 10 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. قواميس عربي نسخة محفوظة 25 مارس 2014 على موقع واي باك مشين.
  12. جوهر الصقلي - الحكواتي نسخة محفوظة 9 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  13. الخليفة العزيز بالله يحول الجامع الأزهر إلي جامعة - تاريخ مصر نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  14. المسالك::جوهر الصقلي والبناء الأول للقاهرة نسخة محفوظة 06 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  15. القائد العظيم جوهر الصقلي نسخة محفوظة 08 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  16. جوهر الصقلي يفتح مصر للفاطميين 969م نسخة محفوظة 24 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  17. سيرة أهل البيت الأطهار منذ وفاة الرسول الأعظم حتى الأمام الطيب ابوالقاسم سابع المتمين - الصفحة 2 - شبكة منتديات أساتذة نجران ومثقفوها نسخة محفوظة 09 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  18. قواميس عربي نسخة محفوظة 25 مارس 2014 على موقع واي باك مشين.
  19. history التاريخ: مصر فى عهد الدولة الفاطمية نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  20. Al- Hakawati
    • بوابة التاريخ
    • بوابة تونس
    • بوابة إيطاليا
    • بوابة العصور الوسطى
    • بوابة مصر
    • بوابة أعلام
    • بوابة الإسلام
    • بوابة المغرب العربي
    • بوابة العرب
    • بوابة سوريا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.