العلاقات الأمريكية البريطانية

تشمل العلاقات الأمريكية البريطانية (بالإنجليزية: United States–United Kingdom relations)‏، والتي يشار إليها أيضًا باسم العلاقات الأنجلوأمريكية، العديد من العلاقات المعقدة ابتداءً من حربين مبكرتين إلى المنافسة على الأسواق العالمية. كان كلا البلدين منذ عام 1940 حليفين عسكريين مقربين يتمتعان بالعلاقة الخاصة التي بنيت بينهما كحلفاء في زمن الحرب وشركاء في حلف الناتو.

ترتبط الدولتان ببعضهما البعض بالتاريخ المشترك والتداخل في الدين ونظام اللغة والنظام القانوني المشترك وروابط القرابة التي تعود إلى مئات السنين، وتشمل سلالات القرابة والأجداد بين الأمريكيين الإنجليز والأمريكيين الاسكتلنديين والأمريكيين الويلزيين والأمريكيين الاسكتلنديين الأيرلنديين والأمريكيين الأيرلنديين والبريطانيين الأمريكيين على التوالي. تعيش أعداد كبيرة من المغتربين في كلا البلدين في وقتنا الحالي.

عززت الولايات المتحدة وبريطانيا هذه الروابط ذات الجذور العميقة خلال الحرب العالمية الثانية في ما يعرف باسم «العلاقة الخاصة» خلال أوقات الحرب والتمرد والسلام والغربة وبالإضافة إلى علاقة الصداقة والتحالف التي تجمع بينهما. وصف المؤرخ بول جونسون هذه العلاقة اعتمادًا على المنظور بعيد المدى بأنها «حجر الزاوية للنظام العالمي الحديث والديمقراطي».[1]

أكدت بريطانيا في أوائل القرن العشرين علاقتها مع الولايات المتحدة باعتبارها «أهم شراكة ثنائية» في السياسة الخارجية البريطانية الحالية،[2] وأكدت السياسة الخارجية الأمريكية أيضًا علاقتها مع بريطانيا باعتبارها أهم علاقة لها،[3][4] وذلك كما اتضح في الشؤون السياسية المتحالفة والتعاون المتبادل في ميادين التجارة والتبادل التجاري والشؤون المالية والتكنولوجيا والأكاديميين وكذلك الفنون والعلوم ومشاركة المعلومات الاستخباراتية الحكومية والعسكرية والعمليات القتالية المشتركة ومهام حفظ السلام التي تُطبّق بين القوات المسلحة الأمريكية والقوات المسلحة البريطانية. كانت كندا أكبر مستورد للبضائع الأمريكية والمُصدّر الرئيسي للبضائع إلى الولايات المتحدة عبر التاريخ. احتلت بريطانيا المرتبة الخامسة من حيث الصادرات والسابعة باستيراد البضائع اعتبارًا من شهر يناير في عام 2015.[5]

كان للبلدين أيضًا تأثير كبير في ثقافات العديد من الدول الأخرى، فهما العقدتان الرئيسيتان للأنجلوسفير حيث بلغ عدد سكانهما مجتمعين ما يقل بقدر بسيط عن 400 مليون نسمة في عام 2019. أعطيا معًا اللغة الإنجليزية دورًا رئيسًا في العديد من قطاعات العالم الحديث.

التجارة والاستثمار والاقتصاد

تمثل الولايات المتحدة أكبر سوق تصدير منفرد في بريطانيا، إذ اشترت بقيمة 57 مليار دولار من البضائع البريطانية في عام 2007.[6] بلغ إجمالي تجارة الواردات والصادرات بين بريطانيا والولايات المتحدة 107.2 مليار دولار في عام 2007.[7]

تشترك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في أكبر شراكة استثمار أجنبي مباشر في العالم. بلغ إجمالي الاستثمارات الأمريكية المباشرة في المملكة المتحدة 324 مليار دولار في عام 2005، وفي حين بلغ الاستثمار البريطاني المباشر في الولايات المتحدة 282 مليار دولار.[8]

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لندن مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في مؤتمر صحفي أُشير فيه إلى العلاقة الخاصة في 9 سبتمبر في عام 2013:

«لسنا أكبر مستثمرين لبعضنا البعض في كل من دولتينا فحسب، فالحقيقة أن ما يقارب المليون شخص في الولايات المتحدة يذهبون للعمل لصالح شركات بريطانية موجودة في الولايات المتحدة، وأكثر من مليون شخص هنا في بريطانيا يذهبون للعمل لصالح الشركات الأمريكية الموجودة هنا، فلذلك نحن مرتبطون معًا بشكل واضح وملتزمون بجعل العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكثر قوة في ازدهارنا».[9]

السياحة

يزور أكثر من 4.5 مليون بريطاني الولايات المتحدة كل عام، وينفقون نحو 14 مليار دولار، ونحو 3 ملايين شخص من الولايات المتحدة يزورون بريطانيا كل عام، وينفقون نحو 10 مليارات دولار.[10]

وسائل النقل

تسافر جميع خطوط الطيران الأمريكية الرئيسية الثلاثة، وهي الخطوط الجوية الأمريكية والخطوط الجوية المتحدة وخطوط دلتا الجوية مباشرة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وبشكل أساسي بين لندن ونيويورك، على الرغم من أن جميع الخطوط الجوية الثلاث تسافر إلى مطار لندن هيثرو من عدة مراكز انطلاق، وكذلك إلى شركات الطيران الرئيسية الأخرى في مطارات بريطانيا مثل مطار برمنغهام ومطار مانشستر ومطار إدنبرة ومطار غلاسكو. عقدت خطوط دلتا الجوية الأمريكية مع شركة فيرجن أتلانتيك البريطانية التي تمتلك حصة 49% فيها اتفاقية الرمز المشترك (بما معنى أن تتقاسم شركتي الطيران حصة معينة من المقاعد في نفس رحلة الطيران المشغلة بوساطة أحد الشركتين).

ترسل خطوط الطيران منخفضة التكلفة مثل خطوط جيت بلو الجوية الأمريكية وخطوط ساوث ويست رحلات بين شرق الولايات المتحدة وأقاليم ما وراء البحار البريطانية مثل برمودا وجزر العذراء البريطانية وجزر كايمان وجزر توركس وكايكوس. ترسل شركة الخطوط الجوية البريطانية رحلات جوية إلى أكثر من 20 وجهة في الولايات المتحدة أيضًا، وذلك بالإضافة إلى شركة توي البريطانية للطيران (طومسون للطيران سابقًا) التي تسافر إلى الولايات المتحدة وبشكل أساسي إلى مناطق قضاء العطل في ولايتي فلوريدا وكاليفورنيا. تطير شركة الطيران النرويجية منخفضة التكلفة من مطار غاتويك بلندن إلى عشرة مطارات أمريكية.

تعد شركتا الخطوط الجوية الأمريكية والبريطانية مؤسستي تحالف شركات الطيران الذي يُطلق عليه اسم «تحالف عالم واحد». يعد كل من شركة الخطوط الجوية البريطانية وخطوط توي للطيران وفيرجن أتلانتيك المشترين الرئيسيين لطائرات بوينغ أمريكية الصنع. أصبح السفر بين الولايات المتحدة وبريطانيا في الوقت الحالي مدعومًا باتفاقية السماوات المفتوحة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي صدرت في عام 2008، والتي تسمح لأي شركة طيران من كلا البلدين بالطيران بين بعضهما البعض.

يعد مطار جون إف كينيدي الدولي في نيويورك الوجهة الدولية الأكثر شهرة للأشخاص الذين يسافرون من مطار لندن هيثرو. سافر نحو 2,802,870 شخصًا على متن رحلات يومية متواصلة من هيثرو إلى مطار جون إف كينيدي في عام 2008. بدأت طائرة كونكورد، الطائرة الأسرع من نوعها التابعة للخطوط الجوية البريطانية، الخدمة عبر المحيط الأطلسي إلى مطار واشنطن دولس الدولي الأمريكي في 24 مايو في عام 1976. استغرق الطريق العابر للأطلسي بين مطار لندن هيثرو ومطار جون إف كينيدي في نيويورك أقل من 3 ساعات، وكانت أول رحلة تشغيلية له بين المركزين في 19 أكتوبر في عام 1977 والأخيرة في 23 أكتوبر في عام 2003.[11]

الدولة والزيارات الرسمية

جرت 78 قمة رسمية وغير رسمية تجمع الرئيس ورئيس الوزراء للتعامل مع أجندة متفق عليها في القرن العشرين. حدثت أول قمة في عام 1918، وحدثت الثانية في عام 1929، وبدأ الباقي في عام 1941، والتي شكلت بداية انحدار دور السفراء كمراسلين أساسيين للنقاشات السياسية. سافر الوفد البريطاني إلى الولايات المتحدة في ثلاثة من أصل أربعة من القمم. أصبحت القمم أقل أهمية في القرن الحادي والعشرين مع انتشار أساليب الاتصال الجديدة.[12]

حصلت الزيارات الرسمية التي شارك فيها رئيس الدولة على مدار الأعوام بواسطة أربعة رؤساء وعاهلَين ملكييَن. التقت الملكة إليزابيث الثانية بجميع الرؤساء منذ عهد ترومان باستثناء جونسون.[13] ذهبت الملكة بالإضافة إلى ذلك بثلاث زيارات خاصة في الأعوام 1984 و1985 و1991 لمشاهدة مزارع الفحول والخيول.[14]

في 2 أغسطس 2020 ، أفادت الفاينانشيال تايمز عن زيارة وزيرة التجارة البريطانية ليز تروس لواشنطن في الأسبوع المقبل لمناقشة اتفاقية التجارة الحرة. ومن المتوقع أن تلتقي وزيرة الخارجية مع روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري للولايات المتحدة.[15]

معرض صور

مراجع

  1. Paul Johnson, The Birth of the Modern: World Society 1815-1830, (1991) Preface, p. xix.
  2. Giles, Chris (July 27, 2007). "/ Home UK / UK – Ties that bind: Bush, Brown and a different relationship". Financial Times. مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 25 مارس 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Alex Spillius, 'Special relationship Britain and America share fundamental values, Clinton tells Miliband', The Daily Telegraph (February 4, 2009), p. 12.
  4. David Williamson, "U.S. envoy pays tribute to Welsh Guards' courage", The Western Mail (November 26, 2009), p. 16.
  5. "Foreign Trade - U.S. Trade with". Census.gov. مؤرشف من الأصل في 19 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ January 4, 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "Trade and Investment with the United States". UK Trade and Investment. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)[وصلة مكسورة]
  7. "Top Trading Partners – Total Trade, Exports, Imports". U.S. Census Bureau. مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "Trade and Investment with the United States". Foreign TradeX. مؤرشف من الأصل في October 1, 2009. اطلع عليه بتاريخ 27 سبتمبر 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "Press Conference by Kerry, British Foreign Secretary Hague". United Kingdom Foreign and Commonwealth Office, London: U.S. Department of State. September 9, 2013. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ December 8, 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. "UK & USA relations". UK in the USA Foreign and Commonwealth Office. مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2009. اطلع عليه بتاريخ 29 أغسطس 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. "Concorde". Super 70s.com. مؤرشف من الأصل في 15 يناير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Jonathan Colman, "Summit Meetings" in Will Kaufman and Heidi Slettedahl Macpherson, eds. Britain and the Americas: Culture, Politics, and History (3 vol. 2005) 3: 941-45.
  13. "The Queen, Presidents And Protocol". CBS News. CBS Evening News with Katie Couric. March 31, 2009. مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "HM The Queen - Interests". The British Monarchy. Crown Copyright. February 27, 2014. مؤرشف من الأصل في 14 يناير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. "وزيرة التجارة البريطانية إلى واشنطن لبحث اتفاقية التجارة الحرة". RT Arabic. 2 August 2020. مؤرشف من الأصل في 02 أغسطس 2020. اطلع عليه بتاريخ 02 أغسطس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة السياسة
    • بوابة المملكة المتحدة
    • بوابة الولايات المتحدة
    • بوابة علاقات دولية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.