الإمبراطورية الأكدية

الإمبراطورية الأكدية (بالإنجليزية: The Akkadian Empire)‏ كانت أول إمبراطورية قديمة في بلاد ما بين النهرين، بعد الحضارة السومرية المديدة.[1] تمركزت في مدينة أكاد (سومرية: أگد وحسب التأريخ التوراتي أكد) وفي المناطق المحيطة بأكد في منتصف بلاد الرافدين (حالياً العراق).[2] وقد وحدت الإمبراطورية متحدثي اللغتين الأكادية (الآشورية والبابلية) والسومرية تحت ظل حكم واحد. كما مارست الإمبراطورية الأكدية نفوذها عبر بلاد ما بين النهرين والشام والأناضول، حيث أرسلت بعثات عسكرية إلى أقصى الجنوب مثل دلمون ومجان (البحرين وعمان الحديثتان) في شبه الجزيرة العربية.[3]

تقع مدينة أكد على الضفة الغربية لنهر الفرات بين زمبير وكيش (في العراق 50 كم جنوب غرب مركز بغداد). على الرغم من الأبحاث واسعة النطاق، لم يتم العثور على الموقع بوجه دقيق. أزدهرت الحضارة الأكدية خلال الفترة 2200 - 2400 ق.م ووصلت ذروتها، عقب غزو سرجون الأكدي.[4] في عهد سرجون وخلفائه، تم فرض اللغة الأكادية لفترة وجيزة على الدول التي تم فتحها مثل عيلام وجوتيوم.[5][6]

خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد، نشأ تكافل ثقافي بين السومريين والأكاديين، والذي تضمن تعدد لغوي على نطاق واسع.[7] الأكادية، لغة سامية شرقية،[8] حلت محل اللغة السومرية تدريجياً كلغة منطوقة في وقت ما بين الألفية الثالثة والثانية قبل الميلاد (إن التأريخ الدقيق موضع نقاش). وبسبب السياسات الأكدية نحو الاستيعاب اللغوي، أخذت أكد هذا الاسم من اللهجة السامية الغالبة: اللغة الأكدية، تعكس استعمال أكدو ("في لغة أكد") في الفترات البابلية القديمة كدليل على وجود نسخة سامية للنصوص سومرية الأصل.[9]

تاريخ

الأصل

الإمبراطورية الأكدية في زمن سرجون الأكدي

المتحدثون باللغات سامية وجدوا في بلاد الرافدين خلال الألف الثالث ق.م بالهجرات سامية من بلاد الشام، وسرعان ماحققت الصدارة في بداية حكم السلالة الكيشية وعدد من المواقع شمال سومر، حيث هنالك بدأ الحكام ذوو الأسماء ذات الأصل السامي بإنشاء ممالكهم في الألفية الثالثة قبل الميلاد. واحد من هؤلاء، وجد تزامنا مع آخر حكام سومر، لوجال-ساجي-سي حاكم أوروك، كان الوشارشيد الذي بكبح النفوذ العيلامين وفقا للنصوص في نيبور.[10] ومن بعدها بداية تكوين إمبراطورية إقليمية.

وقد كان سرجون هو أول حاكم لإمبراطوريتي أكد وسومر، ومن الجدير بالذكر أنه قد تم اكتشاف أن هناك توسعات سبقت توسعات سرجون على يد ملوك سومريين.

البداية

ظهر سرجون في مدينة كيش في نحو عام (2350 ق م) واستطاع الاستئثار بالسلطة وسرعان ما شكل جيشا فتح به المدن المجاورة لكيش، ولم يقف عند ذلك بل خاض معارك طاحنة ضد (لو كال زاكيزى) ملك أوروك حتى تغلب عليه وأخضع دويلات المدن السومرية الأخرى وكان ذلك في نحو (2340 ق م) ووحد منطقة الهلال الخصيب وأخضع الأناضول وعيلام ومنطقة الخليج العربي فصارت أقطار الشرق الأوسط تحت حكمه في إمبراطورية شاسعة الإطراف، اتخذ مدينة أكد[؟]عاصمة لها. ولم يعرف موقع هذه المدينة حتى اليوم بصورة أكيدة ولعلها تقع في المنطقة الوسطى من العراق حالياً بالقرب من بابل وسبار بجوار مدينة المحمودية الحالية.

سرجون (2340 – 2284) ق.م

سرجون على مسلة النصر، بشعر مكور، ممسكًا صولجانًا ويرتدي معطفًا ملكيًا نفهًا على كتفه الأيسر بحزام كبير (إلى اليسار)، يتبعه خادم يحمل مظلة ملكية.[11][12] يظهر اسم سرجون في الكتابة المسمارية ("الملك سرجون") بصورة شبه تالفة أمام وجهه.[11][13] متحف اللوفر.

ومعنى اسمه "شار أوكين" الملك الصادق أو الشرعي أو الثابت وتخبرنا النصوص عن نشأته، بأن والدته كانت من نساء المعبد، وأن والده غير معروف، ولما ولد وضعته والدته في سلة ورمته في الفرات حيث عثر عليه بستاني ورباه فلما ترعرع وشب شملته الآلهة عشتار بعطفها وحبها ثم تدرج في الوظائف حتى ارتقى إلى خدمة ملك كيش (أور زبابا) بل استولى أخيرا على العرش وبنا مدينة أكاد وجمع حوله جيشاً واخضع غرب آسيا.[14][15]

حكم سرجون 56 سنة جلب خلالها الرخاء للشعب واستتب الامان في كل مكان ونشر المعارف والعلوم والفنون والكتابة. وقد وجدت ألواح من الطين مكتوبه بالخط المسماري وباللغة الاكدية في كثير من المستعمرات البعيدة في الأناضول وعيلام وفي زمنه ترقت الفنون الجميلة وفي المتحف العراقي رأس تمثال بالحجم الطبيعي من البرنز وجد في نينوى[؟]لعله يمثل سرجون نفسه وقد يمثل حفيده نارام سين ويعتبر من اثمن القطع الفنية واجملها وأدقها تعبيرا. وبعد وفاة سرجون في نحو عام (2284 ق م) تبعه ولداه ريموش ثم مانشتوسو وقد بدل كل منهما قصارى جهده للإبقاء على كيان الإمبراطورية الشاسعة حتى تولى الحكم حفيده نارام سين.[14][16][17]

هزم سرجون الأكادي لوغال زاغيسي وأسره في معركة الوركاء وغزا إمبراطوريته. وتعود أقدم الأرشيفات باللغة الأكادية إلى فترة سرجون. وقد زُعم أن سرجون هو ابن لايبوم أو إتي بيل، وهو بستاني متواضع، ومن المحتمل أن يكون كاهنًا لعشتار أو إنانا. تقول إحدى الأساطير المتعلقة بسرجون في العصر الآشوري ذلك:

كانت والدتي مَبدولة، ولم أكن أعرف والدي. وقد أحبَّ أخوة والدي التلال. مدينتي هي آزو بيراني (حقول الأعشاب البرية)، التي تقع على ضفاف نهر الفرات. حبلت أمي المبدولة بي. وولدتني سرَّاً. ووضعتني في سلة من الأسل وسدت فتحاتها بالقار. وألقتني في النهر ولم أغرق. حملني النهر وحملني إلى آكي، غراف الماء. وانتشلني آكي، غراف الماء، الطيب القلب، من المياه. ورباني آكي، غراف الماء، وكأنني ابنه. وصرت بستاني آكي، غراف الماء. وحين كنت بستانيا، مال قلب عشتار إليّ. فأصبحت ملكا وحكمت طوال خمسة وأربعين عاما.[18]

أوري - مُش Uri - Mush (ثعبان أكاد)

ريموش كان الابن الأصغر لوالده سرجون لكنه خلف والده مباشرة وحكم لتسع سنوات، قد يكون معنى اسمه (ثعبان أوري) أو (ثعبان أكاد). وعُرف في نقوشه بأنه ملك البحر الأعلى (المتوسط) والبحر الأسفل (الخليج العربي). استلم الحكم بعد أبيه واستمر فيه سبع سنوات، وصادف عهده ثورات داخلية كثيرة بسبب سعة الإمبراطورية وضمها لأمم وشعوب كثيرة سعى بعضها إلى الاستقلال. أول الساعين للثورة والعصيان هو ملك عيلام أبال - جاماش وقمع حركته وأسره واقتاده أمام معبد الشمس في سيبار وأخضع بقية مدن عیلام مرتين.[19][20][21][22]

وحدثت ثورات داخل المدن السومرية مثل أوما وکسالو، رغم أن ریموش استخدم العنف ضد السومريين لكنه حاول استمالتهم أيضا حين جعل من اللغتين السومرية والأكادية أساسا الإدارة الدولة وقدم للإله إنليل تمثالا من الرصاص منقوشًا بالسومرية لأهل سومر. كانت النزاعات داخل البلاط الملكي كثيرة وكان هناك من يلوم ریموش على سياسته العنيفة مع السومريين، وقد اشتدت الخلافات وأدت لاغتيال ريموش وتولى أخوه مانیشتیشو الحكم بعده.[19][20][21][22]

(منیس Menes)

مانیشتیشو هو ثالث ملوك الإمبراطورية الأكدية وهو ابن الملك سرجون الأول والملكة تاشلولتوم تولى الحكم بعد وفاة أخيه ريموش في سنة 2276 ق.م لكن بالرغم من توليه العرش لم يتمكن من الاستيلاء على المدن السومرية التي استقلت في عهد أخيه والعيلامية التي استقلت قبل فترة قليلة من نهاية حكم والده سرجون الأول وتوفي في سنة 2261 ق.م وتولى الحكم مكانه ابنه نرام سين.[23][24]

كان مانیشتیشو عكس أخيه تماما فقد اتبع سياسة سلمية مع السومريين والعيلاميين وحصد ثمارها في استقرار واضح ونهضة فنية وتجارية وحضارية. المعركة الوحيدة التي خاضها هي عندما أعلن (32 ملكة من مدن ما وراء البحر) الثورة عليه فجهز حملة عسكرية وأعاد إخضاعهم. وقد وضع مانیشتیشو سياسته الزراعية في مسلة من حجر الدیوریت نصبت في مدينة (سیبَّار) واشترى كثيرًا من العقارات والأراضي الزراعية الواسعة في مدن سومرية منها کیش وأوما. كانت فتوحاته رغم طابعها الاقتصادي تهدف إلى تعزيز الحكم الأكادي بوجه عيلام الناشطة بقوة في مناطق الخليج العربي.[25]

إن الإمبراطورية الأكادية في عصر مانس ناظرت الإمبراطورية المقدونية في عهد الإسكندر، فكلاهما امتدت من مصر إلى الهند أفقيا، ومن كريت إلى الخليج العربي وشمال الجزيرة العربية عموديا، لكن المؤرخين يهملون مانس الذي سبق فتوحات الإسكندر بألفين وخمس مئة سنة، ويمجدون ما فعله الإسكندر المقدوني، رغم أن ما فعله مانس كان نقلا لحضارة بلاده إلى البلدان الأخرى، ومنها الكتابة والتعدين والأختام الأسطوانية والزقورات التي ستصبح (أهرامًا في مصر) وعبادة الشمس وفن النحت وبناء السدود والقنوات وأنسجة الكتان وفن الحلي وقبور الدفن المزودة بالنذور لما يكفي في العالم الآخر، والأسلحة، وأدوات الزراعة والبناء وغيرها، كل هذه حملها مانس وأباطرة عراقيون سبقوه وتلوه إلى أصقاع العالم دون إشارة إلى عنف أو تدمير أو قتل أو حرق كما تفعل جيوش الغزاة.[26]

نارام سين (2260 – 2223) ق.م

استطاع نارام سين إعادة فتح الأقطار التي كانت تحت حكم جده سرجون وإخضاعها ثانية وأضاف إليها مقاطعات جبلية كمنطقة اللولوبيين في جبال زاكروس واخضع العيلاميين وقد خلد نرام سن فتوحاته هذه في مسلة كبيرة من الحجر تمثله على رأس جيشه في منطقة جبلية وعره والمسلة اليوم من معروضات متحف اللوفر بباريس وجدتها البعثة الفرنسية قبل أكثر من نصف قرن في سوسة[؟]عاصمة العيلاميين في إيران وقام نرام سن بإعمال عمرانية واسعة فنظم الحياة الاجتماعية في البلاد وسار على القوانين الموحدة التي نشرها جده سرجون وجعل اللغة الاكدية لغة رسمية في جميع الهلال الخصيب. وبعد إن حكم 37 سنة تولى الحكم بعده ابنه.[27][28][29]

شار كالي شري (2223 – 2198) ق.م

بذل شار كالي شري ما في وسعه للمحافظة على الإمبراطورية الواسعة ولكن مساعيه كانت دون جدوى إذ إن كثيرا من المقاطعات البعيدة انفصلت عن المركز وتحركت في زمنه وما بعده جموع من سكان الجبال الشرقية عرفوا بالكوتيين كما إن السومريين كانوا يتحينون الفرص في الداخل للاستقلال بمدنهم القديمة. وبعد وفاة شار كالي شري توالى على الحكم بعده سنة ملوك ضعفاء حكموا من (2198 – 2195 ق م) انفصلت خلال حكمهم أكثر المقاطعات واستقلت بعض المدن السومرية مثل اوروك حتى ان ثبت الملوك كان في حيرة من أمره فيذكر انه أصبح من الصعب معرفة من كان ملكا منهم ومن لم يكن. وأخيرا زحفت أقوام الكوتيين من المناطق الجبلية ونزحت نحو أواسط البلاد وفتحت بلاد أكاد وسومر وخربت المدن فعم الخوف والذعر في البلاد وكان في ذلك القضاء على المملكة الاكدية في نحو عام (2159 ق م) بعد أن حكمت زهاء القرنيين.[30]

(إيلولو، دودو، شودورول)

يشكل هؤلاء الملوك الثلاثة الأنفاس الأخيرة التي أصبحت الإمبراطورية الأكادية تلفظها. فقد استمر تداعيهم 38 عامًا اجتاحت فيه قبائل الكوتيين المدن الأكادية وانفصلت كل المدن والشعوب التي خضعت للأكاديين. وهناك من يرى أن سلالة أوروك السادسة (أو الثالثة) استلمت زمام المبادرة في حكم وادي الرافدين لمدة قرن تقريبا بعد شودورول ثم حكم الكوتيون البلاد، وكانت أكاد قد سقطت نهائياً.[31][32][33][34]

نهاية الأسرة الأكادية

سقطت الإمبراطورية الأكادية، ربما في القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد، في غضون 180 عامًا من تأسيسها، مما أدى إلى "عصر مظلم" مع عدم وجود سلطة إمبراطورية بارزة حتى سلالة أور الثالثة.[35]

تولى الحكم بعد نارام سین ملوك ضعفاء لم يستطيعوا الحفاظ على سلطة الدولة الأكادية، وقد انتهزت القبائل الكوتية (الجوتيين) ضعفهم وهاجمت البلاد خصوصًا أنَّ هناك اضطرابات داخلية قد حصلت في البلاد على يد العناصر السومرية والمدن السومرية الواقعة تحت الحكم الأكادي. وانتهى حكم آخر ملك أکادي على يد (الكوتیین).[31][35]

الحكومة

المظهر السياسي

جنود الإمبراطورية الأكدية على مسلة النصر لنارام سين، حوالي 2250 قبل الميلاد

كان السومري (لوگال زاکیزي) قد اتخذ لقب (ملك القطر) و(ملك سومر) فأبقى سرجون الأكادي على هذا اللقب، وحين توسع بدولته خارج وادي الرافدين وأصبحت إمبراطورية اتخذ له لقب (ملك الجهات الأربع) وهو بالأكادية (شار کبرات أربعيم أو عربيتم) وبالسومرية (لوجال أن - أوبدا لموا - با)، واستعمل هذا اللقب حفيده (نارام سين) أيضا. إنَّ هذا اللقب الأخير كان يستعمل للآلهة الكبار مثل آنو، وإنليل وشمش. بحكم سيطرتهم على الكون، وهذا يعني أن الملوك صاروا يتشبهون بالآلهة من جهة ويسعون إلى حكم شمولي إمبراطوري من جهة أخرى.[36]

تشير نصوص سرجون إلى أنه قد استطاع أن يسيطر على بلاد سومر جميعها، وأنه بدأ بالزعيم «لوجال زاجيزي» (لوگال زاکیزي) بنزع ألقابه الدينية والدنيوية ثم يخلعها على نفسه، وربما يدخل في نطاق هذا الهدف إقامة ابنته «أنخيدوانا» في وظيفة كبيرة كاهنات إله القمر السومري «نانا» (ننا - أو ننار) معبود مدينة أور، وهو تقليد بدأه سرجون ثم استمر بعد ذلك کامتياز لأخوات وبنات الملوك، الأمر الذي فعله كذلك الفراعنة المصريون عندما جعلوا من زوجاتهم، ثم بناتهم فيما بعد، زوجات للإله أمون.[37][38][36]

النزوع نحو تأليه الملوك الأكاديين لأنفسهم شمل أيضا وضع علامة الألوهية (دنجير [الإنجليزية]) أمام أسماء بعضهم،[39] وإدخال اسم الملك مع أسماء الآلهة في العقود القانونية، وجر هذا إلى تعاظم وضع القضاة فاصبحوا يحكمون باسم الملك. ومن المظاهر الشمولية والمركزية لسرجون الأكادي أنه جعل لكل دولته تقويما واحدا مركزيا بعد أن كان لكل مدينة تقويمها الخاص شهورا وأعيادا وآلهة.[36][40]

المظهر الاجتماعي

كانت الأسرة نواة المجتمع وهي مقيدة بأعراف الزواج وتربية الأبناء وكانت للزوجة حقوق ثابتة رغم وجود قانون للطلاق. أما القضاء في المجتمع فكانت تنظمه القوانين والشرائع التي ظهرت في العصر السومري القديم، رغم أن المجتمع الأكادي كان أكثر ميلا إلى البداوة منه إلى التحضر، فكان المجتمع ينقسم إلى طبقات اجتماعية.

  • من الأمور المهمة التي أوجدها سرجون هو إدخال اسم الملك في العقود مع أسماء الآلهة، وكان هذا أمرا مهما من وجهين، فأولا يعني طاعة الملك والتمسك بولائه، وثانيا تثبیت حقوق المتعاقدين، فإن الذي يحل شروط العقد بعد أن أقسم باسم الملك يسيء إلى الملك نفسه. ولذلك اتسعت صلاحية القضاة الذين كانوا قبل سرجون أشبه ما يكونون بالمحكمين، ولكن صار حكمهم منذ العهد الأكادي إلزاميا باسم الملك. وبموجب هذا العرف الجديد يكون سرجون قد أوجد بوجه عمل محكمة الاستئناف للبلاد حيث كان هو على رأسها وهي مستقلة عن المدن المختلفة، وهذه خطوة مهمة في تطور العراق القديم وتطور شرائعه.
  • ظهور التقويم الموحد، لمجمل البلاد وتخطي تقويم المدن الخاصة وانسحب هذا على ظهور الأعياد المركزية الكبرى للبلاد كلها.

كان الأكاديون يهتمون كثيرا بالحصول على المعادن لأسباب صناعية وعسكرية وكان وادي الرافدين قليل المعادن فبحثوا عنه خارجه، ومع ذلك عرف الأكاديون نحاس مناطق کیماش التي تقع عند المرتفعات الواقعة جنوب کرکوك (ولعلها مناطق جبال حمرين) إضافة إلى استيرادهم للنوع المعروف من مناطق جبال طوروس. كذلك كانت مناطق بوغازکوی وكول تبه في تركيا من المصادر الأخرى التي استورد منها العراقيون النحاس ومنه النوع الذي يوصف بالنحاس الأسود وهو الأوكسيد المشوب ببعض خليط النحاس والرصاص والنيكل، وكان الأخير يصفى للتخلص من خاماته وهو ما يدعى بالخبث. كذلك يذكر النحاس المستورد من مناطق الخابور.[41]

المعتقدات

كان الأكاديون يعبدون مجموعة من الآلهة، ولكنهم أظهروا ميلا أكبر للآلهة السماوية وخصوصا الإله شمش الذي كان إله الشمس، وبقي إله الهواء إنليل أحد أكبر آلهتهم. وكانت المعابد على غرار المعابد السومرية، والكهنة ينقسمون إلى طبقات وازداد الميل نحو کھانة العرافة (قراءة المستقبل) وظهرت التعاويذ السحرية في العلاج الروحي، وعقائد ما بعد الموت.[42][43]

الأساطير الأكادية

تبني الأكاديون أساطير أسلافهم السوبريين فقد كانت ديانتهم کوکبية تهتم بعبادة الشمس والكواكب. ويعتبر إله الشمس (شمش) من الناحية العملية هو الإله القومي لهم. كان السومريون يسمون إله الشمس (أوتو) و(أوتو أوبا أو أوتو بابا)، أي الشمس الأب. ويبدو أن عبادة الشمس السوبرية انتقلت قبل وخلال ظهور الأسرة الأكادية إلى مصر، وسيظهر هذا في مصر على شكل حورس أو رع (رأي) أو الراعي. أما اسم أتون فله علاقة وطيدة باسم أوتو السومري.[42][43]

لقد تبنى مانس المحارب أو مانیشتیشو صقر الشمس کرمز دال على الشمس كما فعل أسلافه سابقا، وقد انتقل هذا بدوره إلى مصر وأصبحت علاقة الشمس بالصقر والنسر وطيدة ودالة على الذكورة والبطولة والقوة والصعود، وهذا من أصداء الانقلاب الذكوري الذي قام به السوبريون في الألفين السادس والخامس قبل الميلاد على الديانة الأمومية الخصيبة.

كان الإله القومي للأكادیین هو (شمش) إله الشمس متماهيًا مع إله السماء (آنو) بسبب العلامة الدالة عليهما، فقد كانت الأشعة الثمانية تعني بشكل عام (إله) وهو (بالسومرية دنجر أو بالأكادية إيلو) وهذا الرمز يشير حصرا إلى الإله (آنو) الذي يتماهى مع الإله (إيل) ويعطي من شكل کتابته عن طريق علامة مسمارية متصالبة رمزية مشتركة مع الإله الشمس (شمش) وهذا يعطي شمش المنزلة الرفيعة التي تقترب من التفريد في الديانة الأكادية. وكان للآلهة ذات الطابع الشمسي مكانة كبيرة وكذلك للإلهة عشتار وتموز (إلها الحب والخصب).[42][43]

وقد تطورت، منذ السومريين، الرمزية العددية للآلهة وبقيت كما هي حين تغيرت أسماء الآلهة من السومرية إلى الأكادية، كما في هذا المخطط الذي يوضح اسم الإله ويحصر بين قوسین اسما بالأكادية ويضع خلفه اسم زوجته بالسومرية والأكادية (بين قوسين أيضا).[42][43]

ثبت الآلهة الأكادية

  • أدد (أدو): إله العاصفة
  • آنو: إله السماء العالي، وزوجته (آنتو، آنتوم) وهي (كي الأرض)
  • أرازو: إله البناء
  • بعل: إله الطقس معناه (السيد)
  • بعلت صيري: سيدة العالم الأسفل
  • کالا: شياطين العالم الأسفل الذين يقودون کوکال
  • أنا: ثور السماء الأعظم وهو أحد أسماء (مسلامتابا) أي نرجال
  • جارو: الإله الثور المرتبط بالإله القمر (سین)
  • إيلابرات: رسول آنو
  • عشتار: إلهة الحرب والحب
  • لیباتوم، لومها، کولا: إلهة الطابوق
  • الاز: إلهة العالم الأسفل الكبرى وهي تقابل (أرشكيجال) السومرية
  • الاولال: حامية مدينة بادتبيرا (بالأكادية لاتراك)
  • مدانوا (مادانا): قائد آلهة الأنوناكي.[42]

معرض صور

انظر أيضًا

المصادر

  1. أكدية: URUAkkad KI; Hittite: KUR A.GA.DÈ.KI "land of Akkad"; اللغة العبرية אַכַּד Akkad.
  2. Mish, Frederick C., Editor in Chief. “Akkad” قاموس ويبستر. ninth ed. Springfield, MA: ميريام وبستر Inc., 1985. ISBN 0-87779-508-8, ISBN 0-87779-509-6 (indexed), and ISBN 0-87779-510-X (deluxe).
  3. Mish, Frederick C., Editor in Chief. "Akkad" Webster’s Ninth New Collegiate Dictionary. ninth ed. Springfield, MA: Merriam-Webster 1985. (ردمك 0-87779-508-8)).
  4. Zettler (2003), p. 20. "Brinkman's chronology places Sargon's accession at 2334, his successors, Naram-Suen and Sharkalisharri, under whom the dynasty presumably collapsed, at 2254–2218 and 2217–2193, respectively, and the Third Dynasty of Ur at 2112–2004. however, Brinkman noted that if Hallo's 40-year Gutian interregnum is correct then the Dynasty of Akkade would have to be dated 2293–2113. The middle chronology, however, is under attack, with various scholars arguing strongly in favor of a low(er) chronology and for various reasons. Without going into detail, Boese has placed Sargon's accession at shortly after 2250 (1982), Gasche, Armstrong, Cole and Gurzadyan at 2200 (1998) and Reade at 2180 (2001), with the Third Dynasty of Ur moved according."
  5. F Leo Oppenhiem – Ancient Mesopotamia
  6. Liverani (1993), p. 3. "The factual criticism is that empires existed even before Akkad: or more properly that the term and concept of 'empire' has been recently applied (on not worse grounds than in the case of Akkad) to other older cases, from the Uruk of the late-Uruk period to the Ebla of the royal archives, to the very state formations of the Sumerian south in the period called in fact 'proto-imperial'. In no case is the Akkad empire an absolute novelty [...] 'Akkad the first empire' is therefore subject to criticism not only as for the adjective 'first' but especially as for the noun 'empire'.
  7. Deutscher, Guy (2007). Syntactic Change in Akkadian: The Evolution of Sentential Complementation. دار نشر جامعة أكسفورد. صفحات 20–21. ISBN 978-0-19-953222-3. مؤرشف من الأصل في 13 سبتمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Hasselbach, Rebecca (2005). Sargonic Akkadian: A Historical and Comparative Study of the Syllabic Texts (باللغة الإنجليزية). Otto Harrassowitz Verlag. صفحة 2. ISBN 9783447051729. مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Woods, C. (2006). "Bilingualism, Scribal Learning, and the Death of Sumerian" (PDF). S.L. Sanders (ed) Margins of Writing, Origins of Culture: 91–120. Chicago. مؤرشف من الأصل (PDF) في 04 يونيو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. James Frederick McCurdy, History, Prophecy and the Monuments (1894) vol. I. p. 104.
  11. Foster, Benjamin R. (2015). The Age of Agade: Inventing Empire in Ancient Mesopotamia (باللغة الإنجليزية). Routledge. صفحة 3. ISBN 9781317415527. مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Nigro, Lorenzo (1998). "The Two Steles of Sargon: Iconology and Visual Propaganda at the Beginning of Royal Akkadian Relief". Iraq. British Institute for the Study of Iraq. 60: 92. doi:10.2307/4200454. JSTOR 4200454. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Nigro, Lorenzo (1998). "The Two Steles of Sargon: Iconology and Visual Propaganda at the Beginning of Royal Akkadian Relief". Iraq. British Institute for the Study of Iraq. 60: 93–94. doi:10.2307/4200454. JSTOR 4200454. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. Stiebing Jr, H. William (2009). Ancient Near Eastern History and Culture. Pearson Longman; University of New Orleans. صفحة 69. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Stiebing Jr, H. William (2009). Ancient Near Eastern History and Culture. Pearson Longman; University of New Orleans. صفحة 70. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. Sargon, doi:10.1163/1574-9347_bnp_e1101500 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  17. Samuel Noah Kramer, The Sumerians, Chicago University Press, 1971, (ردمك 0-226-45238-7)
  18. Georges Roux (1996), Ancient Iraq (3rd Edition)(Penguin Harmondsworth)
  19. خزعل الماجدي. الحضارات السامية المُبكرة. ص 164: دار الرافدين، 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: location (link)
  20. Ulla Koch-Westenholz (2000). Babylonian Liver Omens: The Chapters Manzazu, Padanu, and Pan Takalti of the Babylonian Extispicy Series Mainly from Assurbanipal's Library. Museum Tusculanum. صفحة 394. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  21. Mario Liverani (2002). "Reviewed Work: Mesopotamien. Akkade-Zeit und Ur III-Zeit. Orbis Biblicus et Orientalis 160/3 by Walther Sallaberger, Aage Westenholz, P. Attinger, M. Wäfler". Archiv für Orientforschung. 48/49: 180–181. JSTOR 41668552. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  22. Samuel Noah Kramer (2010-09-17). The Sumerians: Their History, Culture, and Character. دار نشر جامعة شيكاغو. ISBN 0 226 45238 7. مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  23. "Obelisk". The Louvre. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2018. اطلع عليه بتاريخ 17 مايو 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  24. Samuel Noah Kramer (2010-09-17). The Sumerians: Their History, Culture, and Character. دار نشر جامعة شيكاغو. ISBN 0 226 45238 7. مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  25. خزعل الماجدي. الحضارات السامية المُبكرة، ص 165.
  26. الماجدي، خزعل، نفس المصدر، ص 170
  27. Stiebing, H. William, Jr. (2009). Ancient Near Eastern History and Culture. Pearson Longman. صفحة 74. ISBN 978-0-321-42297-2. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  28. Tinney, Steve (1995). "A New Look at Naram-Sin and the Great Rebellion". Journal of Cuneiform Studies. 47: 1–14. doi:10.2307/1359810. JSTOR 1359810. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  29. Burroughs, William J. (2008). Climate Change in Prehistory: The end of the age of chaos. Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-07010-2. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  30. الماجدي، نفس المصدر، ص 178
  31. الماجدي، نفس المصدر، ص 179-180
  32. "Sumerian Dictionary". oracc.iaas.upenn.edu. مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  33. The Art Of Ancient Mesopotamia ( Art Ebook) (باللغة الإنجليزية). صفحة 53. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  34. The Cambridge Ancient History. Cambridge University Press. 1971. صفحة 998. مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  35. Zettler (2003), pp. 24–25. "Moreover, the Dynasty of Akkade's fall did not lead to social collapse, but the re-emergence of the normative political organization. The southern cities reasserted their independence, and if we know little about the period between the death of Sharkalisharri and the accession of Urnamma, it may be due more to accidents of discovery than because of widespread 'collapse.' The extensive French excavations at Tello produced relevant remains dating right through the period."
  36. خزعل الماجدي. الحضارات السامية المبكرة. ص 191: دار الرافدين 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: location (link)
  37. مهران بيومي. المدن الكبرى في مصر والشرق الأدنى القديم. ج 2. ص 127. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: location (link)
  38. Tar'am-Agade, Daughter of Naram-Sin, at Urkesh, Buccellati, Giorgio and Marilyn Kelly-Buccellati, in of Pots and Plans. Papers on the Archaeology and History of Mesopotamia and Syria presented to David Oates in Honour of his 75th Birthday, London: Nabu Publications, 2002 2002 Taram Agade Daughter of Naram Sin.pdf نسخة محفوظة 2017-10-10 على موقع واي باك مشين.
  39. Leick, Gwendolyn (2001) "Mesopotamia: Invention of the City" (Penguin Books)
  40. J. Oates (2004), p. 10. نسخة محفوظة 2020-07-25 على موقع واي باك مشين.
  41. الماجدي، 2019، ص 197
  42. الماجدي، 2019، ص 198 -200
  43. "الموسوعة العربية | الأكديون (شعب-)". arab-ency.com.sy. اطلع عليه بتاريخ 19 فبراير 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة آسيا
    • بوابة إيران
    • بوابة تركيا
    • بوابة دول
    • بوابة العراق
    • بوابة الوطن العربي
    • بوابة التاريخ
    • بوابة حضارات قديمة
    • بوابة الشرق الأوسط
    • بوابة الشرق الأوسط القديم
    • بوابة علم الآثار
    • بوابة بلاد الرافدين
    • بوابة إمبراطوريات
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.