نهاية الإيمان

نهاية الإيمان: الدين والإرهاب ومستقبل المنطق (بالإنجليزية: The End of Faith: Religion, Terror, and the Future of Reason)‏ هو كتاب لعالم الأعصاب الأمريكي سام هاريس نُشر في 2004 يتناول فيه الدين المُنظَّم والصراع ما بين الإيمان الديني والأفكار العقلانية ومشاكل التسامح مع الأصولية الدينية.

نهاية الإيمان
(بالإنجليزية: The End of Faith)‏ 

معلومات الكتاب
المؤلف سام هاريس
البلد  الولايات المتحدة
اللغة إنجليزية
الناشر شركة W. W. Norton
تاريخ النشر 11 أغسطس 2004
مكان النشر الولايات المتحدة  
النوع الأدبي مقالة  
الموضوع دين  
المواقع
ردمك 0-7432-6809-1 
OCLC 62265386 
الموقع الرسمي الموقع الرسمي 
 

بدأ هاريس كتابة الكتاب بما وصفه بفترة من "الأسى والخدر" التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.[1] يشكّل الكتاب نقدا واسعا لكل أنواع الإيمان الديني.

نُشر الكتاب لأول مرة في 11 أغسطس 2004،[2] ومُنح الكتاب جائزة حماية حرية الصحافة الأمريكية وجائزة مارثا ألبراند في السنة التالية. نُشرت النسخة ورقية الظهر في أكتوبر 2005. دخل الكتاب في نفس الشهر قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعا ليصبح في المركز الرابع واستمر في القائمة لمدة 33 أسبوعاً.[3]

ردا على الانتقادات والآراء بخصوص نهاية الإيمان، كتب هاريس "رسالة إلى أمة مسيحية" بعد ذلك بسنتين.

الملخص

تبدأ نهاية الإيمان بقصة أدبية ليوم في حياة شخص انتحاري هو يومه الأخير. في فصل المقدمة، ينادي هاريس بنهاية الاحترام والتسامح لأنظمة الإيمان الدينية المتنافسة، والتي يصفها بأنها "جميعها لا علاقة لها بالدليل". في حين ركز في المخاطر المحدقة من الجماعات الدينية المتطرفة والمسلحة حاليا بأسلحة دمار شامل، ينتقد هاريس بنفس القدر الوسطية الدينية والتي يصفها بأنها "السياق الذي لا يمكن فيه معارضة العنف الديني أبدا".

يستمر هاريس باختبار طبيعة الإيمان نفسها، متحديا أننا نستطيع بأي طريقة أن نستمتع بحرية الاعتقاد، ومجادلا أن "الإيمان هو ينبوع فعل التحمل". بدلا من ذلك، يفترض أنه من أجل أن تكون المعتقدات مفيدة، عليها أن تكون متسقة منطقيا وأن تمثل فعليا العالم الحقيقي. بقدر ما فشلت المعتقدات الدينية في تأسيس نفسها كأدلة تجريبية، شبّه هاريس الأديان بنوع من المرض العقلي والتي حسب تعبيره "تسمح لبشر طبيعيين بقطف فاكهة الجنون واعتبار أنفسهم مقدسين". يجادل هاريس أنه قد يكون هناك "جنون في الأرقام"، ولكنها مجرد "حادثة تاريخية والتي بسببها نرى أنه من العادي في مجتمعنا أن نؤمن أن خالق الكون يستمع إلى صلواتك، وهو شيء يدل على المرض العقلي أن تؤمن أنه يتواصل معك من خلال أصوات قطرات المطر في شيفرة مورس على شباك حمامك".

أتبع هاريس ذلك ببحث مختصر عن المسيحية على مر العصور، حيث درس محاكم التفتيش ومطاردة الساحرات واليهود. ادعى هاريس أنه بالإضافة إلى كونه انحرافا، فإن تعذيب المهرطقين كان تعبيرا منطقيا للعقيدة المسيحية، والتي حسب قوله بررها رجال مثل القديس أوغسطين. لم يقف هاريس عند هذا الحد، بل اعتبر الهولوكوست انعكاسا للمعاداة المسيحية التاريخية للسامية. يقول هاريس "سواء بعلمهم أو بدونه، فالنازيون هم عملاء الدين".

بين الجوانب المثيرة للجدل في كتاب نهاية الإيمان، كان هناك تقيم غير متنازل عن انتقاد الإسلام، والذي يصفه هاريس بأنه "عقيدة الموت". يرسم هاريس رابطا واضحا بين التعاليم الإسلامية والفظائع الإرهابية مثل هجمات 9 سبتمبر، وهي الفكرة التي دعمها بآيات من القرآن والتي تدعو إلى استخدام العنف.

قدم هاريس أيضا بيانات من مركز بيو للأبحاث تُظهر أن نسبة كبيرة من المسلمين حول العالم يبررون الانفجارات الانتحارية ويعتبرونها تكتيكا مناسبا. في هجوم له على ما أسماه "اللا منطق اليساري"،[4][5] انتقد هاريس نعوم تشومسكي من بين آخرين لعرضه للإرادة غير المنطقية لوضع كامل اللوم على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

إلا أن هاريس ينتقد أيضا دور اليمين المسيحي في الولايات المتحدة، في التأثير على بعض الأمور مثل سياسات المخدرات وأبحاث الخلايا الجذعية الجنينية ومنع الإيدز في العالم النامي. في ما يراه هاريس كانحراف كبير نحو الثيوقراطيقة، ينتقد هاريس الشخصيات الريادية سواء من السلطة التشريعية أو السلطة القضائية في ما يراه فشل لا يعرف الخجل في الفصل بين الكنيسة والدولة في المجالات المختلفة. يقول هاريس "نحن لا نأكل فقط حثالة العالم القديم، بل نحن متعجرفون أيضا بإيجابية".

بعد ذلك، انطلق هاريس ليؤكد على أهمية ما أسماه "علم الخير والشر" وهو مدخل عقلاني في علم الأخلاق، والذي يعتبر هاريس أنه لا بد أن يعتمد على أسئلة سعادة الإنسان ومعاناته. يتحدث هاريس عن الحاجة إلى الحفاظ على "المجتمعات الأخلاقية"، المجازفة التي يشعر هاريس أن الكينونات الأخلاقية الدينية المنفصلة للناجين والملعونين يجب أن لا تلعب أي دور. إلا أن هاريس ينتقد فكرة النسبية الأخلاقية، وأيضا لما يسميه "اختيار السلامية الخاطئ". في فقرة أخرى مثيرة للجدل، يقارن هاريس بين الأسئلة الأخلاقية التي نشأت نتيجة للضرر الجانبي والتعذيب القضائي أثناء الحرب. استنتج هاريس أن الضرر الجانبي أسوأ أخلاقيا قائلا: "إذا كنا لا ننوي التعذيب، علينا أن لا ننوي شن الحرب الحديثة".

في النهاية، يتجه هاريس إلى الروحانية حيث أخذ الإلهام من ممارسات الأديان الشرقية. كتب أنه كان هناك صوفية في الغرب وأطلق على بعضها "رجال ونساء خارقين" مثل ميستر إكهرت ويوحنا الصليب وتيريزا القديسة والقديس سيرافيم، إلا أن هذا بالنسبة إلى الروحانية الغربية "يبدو أننا كنا نقف على أكتاف الأقزام". يناقش هاريس طبيعة الوعي، وكيف أن إحساسنا بالذات يمكن أن نجعله يختفي من خلال أعمال التأمل. يقتبس هاريس من الصوفية الشرقية مثل بادماسامبهافا ونسرغاداتا مهراج، إلا أنه لا يعترف بأي قوة خارقة للطبيعة في نقاشاته حيث يقول "الروحانية هو أمر عقلاني، بينما الدين ليس كذلك". يستفيض لاحقا: "الروحاني لديه أسباب في ما يؤمن به، وهذه الأسباب تجريبية". يقول هاريس أنه من الممكن لتجربة شخص ما للعالم "أن تتحول جذريا"، ولكنه علينا أن نتحدث عن الإمكانية في "هذه الأحكام العقلانية".

الملائكة الوحيدة التي علينا أن نستجدي بها هي ملائكة طبيعتنا الأفضل: المنطق والأمانة والحب. الشياطين الوحيدة التي علينا أن نخافها هي تلك التي تتربص داخل عقل كل إنسان: الجهل والكراهية والطمع والإيمان والذي هو بالتأكيد أفضل أعمال الشيطان"

الاستقبال

إيجابي

استقبل جوهان هاري (الكاتب في صحيفة ذي إندبندنت) الكتاب بإيجابية كبيرة واصفا الكتاب بأنه "محاولة شجاعة لهدم الجدران التي تمنع نقد المتدينين حاليا".[6]

أتت الآراء الإيجابية الأخرى من ناتالي أنجير[7] ودانيل بلو[8] وستيفاني ميريت.[9]

مدح ريتشارد دوكينز أيضا الكتاب بشدة.[10]

سلبي

قال توماس و. فلين من صحيفة فري إنكويري أن هاريس سمح لآرائه أن يحجبها السياسات الشخصية ولغته الروحانية.[11] وصف هاريس لاحقا آراء فلين بأنها "مختلطة ومضللة ومثيرة للسخط".[12]

كتب ديفيد بولتون في نيو هيومانيست والذي وصف الكتاب بأنه “تبسيط صارخ ومبالغة وأوهام".[13]

شملت آراء المسيحيين كلا من ر. ألبيرت موهلر جونيور في ذا كريشيان بوست،[14] وماثيو سيمبسون في المسيحية اليوم.[15] قال ماديلين بانتينغ من ذا غارديان أن هاريس يقول أن "بعض الافتراضات خطيرة للغاية لدرجة أنه قد يكون أخلاقيا قتل الناس لكي يؤمنوا بهم". علق بانتينغ قائلا "هذا يبدو تماما كرأي الرجال الذين أداروا محاكم التفتيش".[16]

تعليقا على نفس الفقرة تساءلت اللاهوتية كاثرين كيلر "هل من الممكن أن يكون هناك افتراض أخطر من ذلك؟" وجادلت أن "معاداة التسامح" الذي تمثله هذه الفقرة سيعرّي الجدار بين الكنيسة والدولة.[17]

الرد

احتوت النسخة ورقية الظهر من نهاية الإيمان المنشورة في 2005 مقدمة جديدة يجيب فيها هاريس عن بعض أشهر الانتقادات التي استقبلها منذ نشر الكتاب. وضحت مقالته "الرد على الجدل" أيضا سياق الفقرة المثيرة للجدل أنه كان يشير إلى حالات معينة جدا مثل الإرهاب الديني، حيث أن محاولة قتل الإرهابي القاتل تعتبر في النهاية قتل شخص ما بسبب معتقد يحمله، وهو المعتقد أن غير المؤمنين بعقيدة معينة يجب أن يُقتلوا.[18]

انظر أيضا


روابط خارجية

مراجع

  1. Adler, Jerry. "The New Naysayers", Newsweek, 2006. نسخة محفوظة 22 مايو 2007 على موقع واي باك مشين.
  2. "End of Faith press release" (PDF). samharris.org. مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 فبراير 2005. اطلع عليه بتاريخ 27 فبراير 2005. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Sunday Book Review, 2005-07. New York Times.
  4. "A Year After Iraq War - Mistrust of America in Europe Ever Higher, Muslim Anger Persists". Survey reports. The Pew Research Center. 2004. مؤرشف من الأصل في 6 مارس 2008. اطلع عليه بتاريخ 25 يونيو 2006. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "Bin Laden more popular with Nigerian Muslims than Bush". News. Daily Times of Pakistan. 2003. مؤرشف من الأصل في 11 نوفمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ 25 يونيو 2006. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Johann Hari, 2005. "The sea of faith and violence." The Independent. نسخة محفوظة 13 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. Natalie Angier, 2004. "Against Toleration." The New York Times. نسخة محفوظة 13 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
  8. Daniel Blue, 2004. "A fear of the faithful who mean exactly what they believe." San Francisco Chronicle. نسخة محفوظة 12 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين.
  9. Stephanie Merritt, 2005. "Faith no more." The Observer. نسخة محفوظة 08 أغسطس 2007 على موقع واي باك مشين.
  10. Richard Dawkins, 2005. "Coming Out Against Religious Mania." The Huffington Post. نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. Tom Flynn, 2005. "Glimpses of Nirvana." Free Inquiry, volume 25 number 2.
  12. Sam Harris, 2005. "Rational Mysticism." Free Inquiry, volume 25 number 6. نسخة محفوظة 10 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  13. David Boulton, 2005. "Faith kills." New Humanist, volume 120 number 2. نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  14. Mohler, Jr., R. Albert (August 19, 2004). "The End of Faith – Secularism with the Gloves Off". The Christian Post. مؤرشف من الأصل في 29 يونيو 2012. اطلع عليه بتاريخ 28 مايو 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Matthew Simpson, 2005. "Unbelievable: Religion is really, really bad for you." Christianity Today. نسخة محفوظة 12 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  16. Madeleine Bunting, "The New Atheists loathe religion far too much to plausibly challenge it," الغارديان, May 7, 2007 نسخة محفوظة 10 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  17. Catherine Keller, page 5, On the Mystery: Discerning Divinity in Process, Fortress Press (January 1, 2008), (ردمك 978-0-8006-6276-9), 160 pages; italics in the original
  18. "Response to Controversy", samharris.org. نسخة محفوظة 06 مارس 2015 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة إلحاد
    • بوابة الأديان
    • بوابة الولايات المتحدة
    • بوابة عقد 2000
    • بوابة فلسفة
    • بوابة كتب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.