مقاطعة أولمبياد صيف عام 1980

كانت مقاطعة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1980 (أولمبياد موسكو) جزءاً من حملة من الإجراءات التي بدأتها الولايات المتحدة الأمريكية للاحتجاج على الحرب السوفياتية في أفغانستان.[1]

خريطة غير مكتملة لمقاطعة الألعاب الأولمبية تبين الشعوب التي قاطعت الألعاب الصيفية عام 1980 باللون الأزرق

أسباب المقاطعة

دفع الغزو السوفياتي لأفغانستان عام 1979 الرئيس الأمريكي جيمي كارتر لإصدار إنذار نهائي في 20 كانون ثاني (يناير) 1980 مفاده أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقاطع الألعاب الأولمبية في موسكو إذا لم تنسحب القوات السوفياتية من أفغانستان خلال شهر.[2]
نوقشت إيجابيات وسلبيات المقاطعة في العديد من المداخلات في مؤتمر مجموعة بيلدبيرغ الذي عقد عام 1980 واستمر حتى نهاية نيسان (أبريل) في آخن. تناولت النقاشات تصور إجراء المقاطعة وتأثيره المتوقع على مستوى العالم باعتباره إجراء عاطفي أكثر من كونه إجراء استراتيجي. صرح الممثل الأفريقي في المؤتمر بأن المقاطعة ستكون بمثابة احتجاج رمزي فعال نظراً لنظرته الدراماتيكية اتجاه مواطني الاتحاد السوفياتي بغض النظر عما إذا كانت المقاطعة ستؤدي إلى ردة فعل أم لا[3] واجهت إدارة الرئيس كارتر ضغوطاً هائلة جرّاء وقوفها ضد دول حلف الناتو، إذ لم تمتثل جميعها على الدعوة للمقاطعة.
اشتكى المستشار الألماني هيلموت شميت من موقف الولايات المتحدة الذي طالبت فيه الحلفاء بالامتثال ببساطة لما تطلبه منهم [4] وقد أرسلت إدارة الرئيس كارتر الملاكم محمد علي كلاي مبعوثاً إلى كل من تنزانيا ونيجيريا والسنغال لأقناع قاداتها للانضمام للمقاطعة على الرغم من أن التعليقات التي أدلى بها في تنزانيا قد حجبت عن الصحافة الأمريكية وقد اعتبرت المهمة الدبلوماسية بحد ذاتها فاشلة.[5]
انضمنت مجموعة من الدول إلى المقاطعة منها اليابان وألمانيا الغربية (كان المستشار شميت قادراً على اقناع اللجنة الأولمبية الوطنية بعدم إرسال فرق مشاركة وإبقاء المشاركة بأضيق نطاق)؛ كما انضمت للمقاطعة كل من الصين والفلبين والأرجنتين وكندا. وقد نافست بعض هذه الدول في ألعاب المقاطعة الأولمبية التي أقيمت في فيلادلفيا. ومن ناحية أخرى، دعمت كل من المملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا المقاطعة، إلا أنها سمحت لرياضييها بالمشاركة إذا رغبوا بذلك وتركت القرار النهائي للمشاركة في الألعاب للجان الوطنية للألعاب الأولمبية والرياضيين أنفسهم.
أرسلت المملكة المتحدة وفرنسا بعثات رياضية أصغر بكثير من المعتاد؛ لكن الفرق البريطانية للفروسية والهوكي ومؤسسة اليخوت الملكية قاطعت الألعاب بالكامل.[6] على الرغم من ذلك، كانت بعثة المملكة المتحدة الأكبر بين دول أوروبا الغربية، إذ تضمنت البعثة 170 رياضياً منافساً[7] من الدول الأخرى الرئيسية الممثلة لأوروبا الغربية في الألعاب كل من إسبانيا وإيطاليا والسويد وأيسلندا وفنلندا، ومع ذلك لم يشارك الرياضيون الإيطاليون المنتمون إلى قوات عسكرية وذلك بسبب دعم الحكومة للمقاطعة والتي أثرت على العديد من الأحداث. كما لم يشارك بعض الرياضيون من مواطني الدول الأخرى كألمانيا وأستراليا المولودين في الولايات المتحدة في ألعاب موسكو.

في احتفالي الافتتاح والختام، سار رياضيو عدد من الدول ضمن العلم الأولمبي بدلاً من أعلامهم الوطنية، شملت تلك الدول كل من أستراليا وأندورا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا والمملكة المتحدة وإيرلندا وإيطاليا ولكسمبورغ وهولندا والبرتغال وبورتوريكو وسان مارينو وإسبانيا وسويسرا. وعلى الرغم من أن الحكومة النيوزيلندية قد دعمت المقاطعة رسمياً، إلا أن أربع من رياضيّها نافسوا مستقلين وساروا في الاحتفالات ضمن علم اللجنة الأولمبية الوطنية[8] إضافة لذلك، عزف النشيد الأولمبي بدلاُ من النشيد الوطني للدول التي فاز رياضيوها بميدليات ممن لم يسيروا ضمن أعلام بلادهم.

لم يكن عمدة مدينة مونتريال جان درابو قادراً على السفر إلى موسكو بسبب المقاطعة. إلا أنه أرسل نيابة عنه كل من ساندرا هيندرسون وستيفان بريفونتيان حاملي الشعلة الأولمبية في الدورة السابقة للمشاركة في احتفاليات الافتتاح والختام، كما رفع علم مدينة لوس أنجلوس بدلاً من علم الولايات المتحدة للرمز للمدينة المستضيفة للدورة الأولمبية القادمة. وقد انتدب أحد أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية أمريكي الجنسية لاستلام العلم الأولمبي بدلاً من عمدة مدينة لوس أنجلوس.

وعلى الرغم من مشاركة 80 دولة فحسب في الألعاب الأولمبية في موسكو، فقد حطمت العديد من الأرقام العالمية أكثر من دورة الألعاب الأولمبية في مونتريال 1976.

تجاوب الرياضيين

في 24 أيار (مايو) 1980، في الماراثون الذي أقيم في بافالو- نيويورك، قاد غاري فانيللي سباق 15 ميل (24 كـم) أثناء الاحتجاج على المقاطعة وقد ارتدى قميصاً رياضياً كتب عليه "الطريق إلى موسكو تنتهي هنا" [9][10][11]

الدول غير المشاركة

لم تشارك 65 دولة في الأولمبياد على الرغم من دعوتها للمشاركة. لم تشارك بعض هذه الدول بسبب المقاطعة، وبعضها الآخر لم تشارك لأسباب اقتصادية.


*اللجنة الأولمبية الدولية.[12]
**تايبيه الصينية\تايوان لم تحضر الألعاب بسبب قرار ناغويا 1979 والذي بموجبه وافقت الصين الشعبية على المشاركة في حال قامت اللجنة الأولمبية بتسمية تايوان بتايبيه الصينية.

تمثيل المشاركين

شاركت 60 دولة في الألعاب، لكنها شاركت في موكب الافتتاح والدخول إلى الملعب الأولمبي دون أعلامها الوطنية

الدول التي لم تشارك في موكب الافتتاح

الدول السبع التالية حضرت الألعاب لكنها لم تشارك في موكب الافتتاح:

المنتخبات الوطنية التي مثلها موظفو البعثات

الدول التي مثلها رياضيوها ضمن العلم الأولمبي

4 منتخبات وطنية شارك لاعبوها ضمن راية العلم الأولمبي

دولت نافست ضمن أعلامها الوطنية

ما بعد الحدث

أجريت دورة الألعاب الأولمبية التالية صيف 1984 في لوس أنجلوس، وفيها حدثت مقاطعة أخرى، لكن هذه المرة قاد الأتحاد السوفياتي حملة المقاطعة. في 8 أيار (مايو) 1984، أصدر الاتحاد السوفياتي بياناً مفاده أنه سيقاطع الألعاب الأولمبية الصيفية 1984 في لوس أنجلوس بسبب "المشاعر المعادية للاتحاد السوفياتي المتفشية في الولايات المتحدة".[13] انضمت 13 دولة حليفة للسوفيات للمقاطعة، وبذا كان عدد الدول المقاطعة 14. إيران وألبانيا هما الدولتان الوحيدتان اللتان قاطعتا كل من ألعاب موسكو ولوس أنجلوس.

انظر أيضاً

المراجع

  1. Smothers, Ronald (July 19, 1996). "OLYMPICS;Bitterness Lingering Over Carter's Boycott". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "The New York Times: This Day In Sports" en. The New York Times. مؤرشف من الأصل في 07 يناير 2018. اطلع عليه بتاريخ 16 مارس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة); Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
  3. Bilderberg meeting report Aachen, 1980. Accessed 06/16/2009. Archived 06/19/2009. نسخة محفوظة 08 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. Sarantakes, Nicholas Evan. Dropping the Torch: Jimmy Carter, the Olympic Boycott, and the Cold War. New York: Cambridge University Press, 2010, p. 121.
  5. Sarantakes. Dropping the Torch, pp. 115-118.
  6. Associated Press (23 April 1980). britain 1980 boycott&pg=7093,4060219 "Governments slapped for boycott pressure" تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة). The Spokesman-Review. Spokane, Washington. صفحة C1. مؤرشف من الأصل في 09 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ 08 أغسطس 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  7. 1980 Summer Olympics Official Report from the Organizing Committee, vol. 2, p. 190 نسخة محفوظة 06 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
  8. "1980 Moscow". مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2007. اطلع عليه بتاريخ 14 أكتوبر 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. USA Track & Field (2004). "2004 USA Olympic Team Trials: Men's Marathon Media Guide Supplement" (PDF). Santa Barbara, California: USA Track & Field. صفحة 9. مؤرشف من الأصل (pdf) في 04 أغسطس 2016. اطلع عليه بتاريخ February 2, 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  10. Lidz, Franz (December 14, 1987). "Having A Costume Ball: Gary Fanelli runs for laughs in outlandish outfits". Sports Illustrated. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ February 2, 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |مؤلف= و |الأخير= تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
  11. Stewart, Phil (2008). "Tony Sandoval Wins the 1980 U.S. Men's Olympic Trials But Not a Trip to Moscow". Running Times. مؤرشف من الأصل في 16 مارس 2012. اطلع عليه بتاريخ February 2, 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "Partial Boycott – New IOC President". Keesing's Record of World Events. 26: 30599. December 1980. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Burns, John F. (May 9, 1984). "Moscow Will Keep Its Team From Los Angeles Olympics; Tass Cites Peril, U.S. Denies It; Protests Are Issue". نيويورك تايمز. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)


    قالب:خلافات دورة الألعاب الأولمبية

    • بوابة ألعاب أولمبية
    • بوابة الاتحاد السوفيتي
    • بوابة عقد 1980
    • بوابة الحرب الباردة
    • بوابة موسكو
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.