معالجة مناعية للسرطان

المعالجة المناعية للسرطان هي استخدام الجهاز المناعي لمعالجة السرطان.[1][2][3] المعالجة المناعية غالبا ما تقسم إلى نشطة أو خاملة أو مركبة (نشطة مع خاملة). هذه المعالجة تظهر حقيقة ان الخلايا السرطانية غالبا ما تملك على سطحها الخارجي جزيئات مختلفة بشكل طفيف عن الخلايا الطبيعية والتي يمكن اكتشافها عبر الجهاز المناعي، وتعرف هذه الجزيئات بانتيجينات السرطان. انتيجينات السرطان اغلبها بروتينات أو جزيئات كبيرة (مثل الكربوهيدرات).

حاتمة ببتيدية لبروتين CD20 مرتبطة ب الجزء المتغير للجسم المضاد ريتوكسيماب

المعالجة المناعية النشطة تحرض الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية عبر استهداف الانتيجينات المرتبطة بالسرطان. اما المعالجة المناعية الخاملة هي في الاصل استخدام مواد معدة خارج الجسم مثل  اجسام مضادة احادية النسل (monoclonal antibodies) والخلايا الليمفاوية والسيتوكينات والتي لا يقوم الجسم بانتاجها بل يتم حقنه بها.

مقارنة بما سبق، فإن الأجسام المضادة تعتبر اكثرها نجاحا حتى الآن، وتستخدم لمعالجة انواع مختلفة من السرطان. الاجسام المضادة عبارة عن بروتينات تنتج بواسطة الجهاز المناعي وترتبط بالانتيجين المستهدف على سطح الخلايا. في الظروف الطبيعية، فإن الجسم يصنع هذه الاجسام المضادة ويستخدمها لمحاربة الجراثيم والاجسام الغريبة، بحيث يكون كل جسم مضاد مصنَع خصيصا لنوع معين من البروتينات الخاصة بالجراثيم.

أهم البروتينات المستهدفة من قبل الاجسام المضادة هي مستقبلات الخلايا السطحية (الموجودة على سطح الخلايا) وتشمل على سبيل المثال: CD20, CD274, CD279. حين يرتبط الجسم المضاد بالانتيجين المستهدف، فإنه يحفز قتل الخلايا عبر السمية المناعية الخلوية (cell mediated cytotoxicity)، كما يحفز النظام المتمم أو يمنع المستقبل من التفاعل مع ربيطته (الربيطة عبارة عن اي جزيء يرتبط بالمستقبل ويحفزه على اداء وظيفة معينة). هناك العديد من الاجسام المضادة التي تم الموافقة على استخدامها لعلاج مختلف الحالات المرضية مثل Alemtuzumab, Ipilimumab, Nivolumab, Ofatumumab,  Rituximab

تاريخ

يعود الدليل الأول على المعالجة المناعية للسرطان إلى أوراق البردي الإيبيرية (1550 قبل الميلاد). استخدم الفرعون المصري إمحوتب (2600 قبل الميلاد) الكمادات ثم الشق الجراحي لعلاج الأورام، ما يسهل حدوث الإنتان في المنطقة المرغوبة وقد يؤدي إلى تراجع الورم.[4] «خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، انتشرت أشكال متعددة من المعالجة المناعية للسرطان. في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، استُخدمت الضمادات الملوثة المغلفة للأورام المتقرحة في علاج السرطان. تُركت جروح العمليات الجراحية مفتوحة لتسهيل إنتان الجرح، وصنع الأطباء قرحات متقيحة بشكل مقصود.. ذُكر واحد من أشهر تأثيرات الأحياء الدقيقة على.. السرطان عام 1891، حين طعم الجراح الأمريكي وليام كولي المرضى المصابين بأورام غير قابلة للجراحة ببكتيريا [العقدية المقيحة]».[4]

«كان كولي قد راجع الأدب الطبي المتوفر في ذلك الوقت بشكل مفصل ووجد 38 تقريرًا عن مرضى السرطان المصابين بالحمى لأهداف علاجي أو بالصدفة. لدى 12 مريضًا من هؤلاء، اختفت الساركوما أو الكارسينوما بشكل كامل؛ تحسنت حالة المرضى الآخرين بشكل كبير. قرر كولي محاولة استخدام الحمرة العلاجية..».[5] «طور كولي سمًا يحوي بكتيريا مقتولة بالحرارة [هي العقدية المقيحة والسراتية الذابلة]. حتى عام 1963، استُخدم هذا العلاج ضد الساركوما».[4] «حقن كولي أكثر من ألف مصاب بالسرطان بالبكتيريا أو المواد المشتقة منها».[6] «أبدى 51.9% من مرضى [كولي] المصابين بساركومات غير قابلة للجراحة في الأنسجة الرخوة تراجعًا كاملًا للورم وبقوا على قيد الحياة لأكثر من 5 سنوات، كما بقي 21.2% من المرضى بدون أي دليل سريري على وجود الورم لمدة 20 سنة على الأقل بعد العلاج..».[4]

الأنواع

يمكن تصنيف المعالجات المناعية إلى معالجة فاعلة أو منفعلة أو هجينة (فاعلة ومنفعلة في آن واحد). توجه المعالجة المناعية الفاعلة جهاز المناعة إلى مهاجمة الخلايا الورمية من خلال استهداف المستضدات الورمية. تحسن المعالجات المناعية المنفعلة الاستجابات المضادة للورم الموجودة مسبقًا في الجسم، وهي تتضمن استخدام الأضداد وحيدة النسيلة والخلايا اللمفية والسيتوكينات.

يمكن معالجة طيف واسع من السرطانات باستخدام أدوية المعالجة المناعية المتنوعة التي وافقت عليها سلطات صحية عديدة حول العالم.[7]

عادة ما تشمل المعالجات المناعية المنفعلة استهداف المستقبلات الموجودة على سطح الخلايا، وهي تشمل الأضداد الموجهة ضد المستقبلات سي دي 20 وسي دي 274 وسي دي 279. بعد الارتباط بمستضد سطحي سرطاني، يمكن أن تحرض الأضداد المعدلة عملية السمية الخلوية المتواسطة بالخلايا والمعتمدة على الأضداد أو تفعل جملة المتممة أو تمنع المستقبل من التفاعل مع ربيطته، وتفيد هذه الآليات جميعًا في القضاء على الخلايا المستهدفة. بعيدًا عن المستقبلات التقليدية المعدلة للمناعة، أصبحت مركبات البرتيوغليكان الخلوي السطحي هدفًا جديدًا للمعالجة المناعية للسرطان.[8]

تشمل الأضداد العلاجية المناعية المصرح بها أدوية أليمتوزوماب وإيبيليموماب ونيفولوماب وأوفاتوموماب وبمبروليزوماب وريتوكسيماب.

تعمل العلاجات الخلوية الفاعلة عادة على إزالة الخلايا الورمية من الدم أو من الورم الصلب. تُزرع هذه الخلايا الخاصة بالورم في مزارع خلوية خاصة ثم تُعاد إلى جسم المريض حيث تعمل على مهاجمة الخلايا الورمية؛ بشكل بديل، يمكن هندسة الخلايا المناعية وراثيًا للتعبير عن مستقبل خاص بالورم وزرعها في مزارع خلوية ثم إعادتها إلى جسم المريض. تشمل الخلايا القابلة للهندسة الوراثية بهذه الطريقة الخلايا القاتلة الطبيعية (إن كي) والخلايا القاتلة المفعلة بالليمفوكين (إل إيه كي) وخلايا تي القاتلة والخلايا المتغصنة (الخلايا المقدمة للمستضد).

مراجع

  1. "CAR T-Cell Therapy: Engineering Patients' Immune Cells to Treat Their Cancers". cancer.gov. 2013-12-06. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2015. اطلع عليه بتاريخ 09 مايو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Demko S, Summers J, Keegan P, Pazdur R (February 2008). "FDA drug approval summary: alemtuzumab as single-agent treatment for B-cell chronic lymphocytic leukemia". The Oncologist. 13 (2): 167–74. doi:10.1634/theoncologist.2007-0218. PMID 18305062. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Chronic Lymphocytic Leukemia.Hematology (Am Soc Hematol Educ Program) 2004: 163-183. Date retrieved: 26/01/2006. نسخة محفوظة 02 ديسمبر 2006 على موقع واي باك مشين.
  4. Kucerova P, Cervinkova M (April 2016). "Spontaneous regression of tumour and the role of microbial infection--possibilities for cancer treatment". Anti-Cancer Drugs. 27 (4): 269–77. doi:10.1097/CAD.0000000000000337. PMC 4777220. PMID 26813865. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Kienle GS (March 2012). "Fever in Cancer Treatment: Coley's Therapy and Epidemiologic Observations". Global Advances in Health and Medicine. 1 (1): 92–100. doi:10.7453/gahmj.2012.1.1.016. PMC 3833486. PMID 24278806. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. McCarthy EF (2006). "The toxins of William B. Coley and the treatment of bone and soft-tissue sarcomas". The Iowa Orthopaedic Journal. 26: 154–8. PMC 1888599. PMID 16789469. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Korneev KV, Atretkhany KN, Drutskaya MS, Grivennikov SI, Kuprash DV, Nedospasov SA (January 2017). "TLR-signaling and proinflammatory cytokines as drivers of tumorigenesis". Cytokine. 89: 127–35. doi:10.1016/j.cyto.2016.01.021. PMID 26854213. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Espinoza-Sánchez NA, Götte M (May 2020). "Role of cell surface proteoglycans in cancer immunotherapy". Seminars in Cancer Biology. 62: 48–67. doi:10.1016/j.semcancer.2019.07.012. PMID 31336150. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة علم الأحياء
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.