كارل تشابيك

ولد كاريل تشابيك في عام 1890 في قرية ماليه سفاتونوفيس في جبال بوهيميا. انتقلت عائلة تشابيك بعد ستة أشهر من ولادته إلى منزلهم الخاص في أوبيتس.[3] عمل والد كارل تشابيك، أنتونين تشابيك، طبيبًا في مصنع منسوجات محلي.[4] كان أنتونين شخصًا نشطًا جدًا، وإلى جانب عمله في الطب، شارك أيضًا في تمويل المتحف المحلي وكان عضوًا في مجلس البلدة.[5] على الرغم من أن كارل عارض وجهات نظر والده المادية والموضوعية إلا أنه أحبه وأُعجب به، ووصفه لاحقًا بأنه «مثال يُحتذى به.»[6] كانت والدة كارل، بوزينا تشابكوفا، ربة منزل.[4] خلافًا لزوجها، لم تكن تحب الحياة في البلاد، وعانت من الاكتئاب على المدى الطويل.[5] بيد ذلك، دأبت على جمع الفنون الشعبية المحلية وتسجيلها، كالأساطير والأغاني والقصص.[7] كارل هو الأصغر بين ثلاثة أشقاء. كانت علاقته بأخيه جوزيف وثيقة، وهو رسام ناجح للغاية، وعاشا وعملا معًا طيلة سنوات شبابهما.[8] كانت شقيقته هيلينا عازفة بيانو موهوبة وأصبحت لاحقًا كاتبة ونشرت العديد من المذكرات عن كارل وجوزيف.[9]

بعد أن أنهى كارل دراسته الابتدائية في أوبيتس، انتقل مع جدته إلى هرادتس كرالوفه، حيث التحق بالمدرسة الثانوية. بعد ذلك بعامين، طُرد من المدرسة لمشاركته في نادي طلاب غير قانوني.[4] وصف تشابيك النادي لاحقًا بأنه «مجتمع أناركي غير إجرامي.»[10] بعد هذه الحادثة، انتقل إلى برنو مع شقيقته وحاول إنهاء دراسته الثانوية هناك، ولكنه انتقل مجددًا بعد عامين إلى براغ، حيث أنهى دراسته الثانوية في مدرسة القواعد الأكاديمية في عام 1909.[4][11] خلال سنوات مراهقته، أصبح تشابيك مغرمًا بالفنون البصرية، ولا سيما التكعيبية، التي أثرت على كتاباته في وقت لاحق.[12] بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، درس الفلسفة والجماليات في براغ في جامعة كارلوفا، لكنه أمضى بعض الوقت في جامعة هومبولت في برلين وجامعة السوربون في باريس.[4][13] بينما كان طالبًا جامعيًا، كتب بعض الأعمال عن الفن المعاصر والأدب.[14] تخرج بدرجة الدكتوراه الفلسفة في عام 1915.[15]

بعد إعفائه من الخدمة العسكرية بسبب المشاكل التي عانى منها في عموده الفقري ولازمته طيلة حياته، راقب تشابيك الحرب العالمية الأولى من براغ. تأثرت آراؤه السياسية بشدة بالحرب، وكصحفي ناشئ بدأ يكتب عن مواضيع متعددة كالقومية والشمولية والاستهلاكية.[16] من خلال الأوساط الاجتماعية، أقام المؤلف الشاب علاقات وثيقة مع العديد من القادة السياسيين في الدولة التشيكوسلوفاكية الناشئة، بما في ذلك توماس غاريك ماساريك، الوطني التشيكوسلوفاكي وأول رئيس لتشيكوسلوفاكيا، وابنه جان ماساريك،[17][18] الذي أصبح لاحقًا وزير الخارجية. اعتاد توماس ماساريك أن يكون ضيفًا في حفلات «رجال الجمعة» التي أقامها تشابيك في الحدائق لكبار المفكرين التشيكيين. كان تشابيك كذلك عضوًا في شبكة هراد السياسية التابعة لماساريك.[19] أصبحت محادثاتهم المتكررة حول العديد من المواضيع أساس كتاب محادثات تشابيك مع توماس غاريك ماساريك.[20]

بدأ تشابيك مسيرته المهنية في الكتابة صحفيًا. عمل مع شقيقه جوزيف محررًا للصحيفة التشيكية نارودني ليستي (الصحيفة الوطنية) من أكتوبر 1917 إلى أبريل 1921.[21] بعد مغادرته، انضم هو وجوزيف إلى العاملين في صحيفة ليدوفي نوفيني (صحيفة الشعب) في إبريل 1921.[22]

تمثلت محاولات تشابيك الأولى في كتابة الخيال بقصص قصيرة ومسرحيات كتب معظمها مع أخيه جوزيف.[23][24] كانت مسرحية آر. يو. آر. أول نجاح دولي حققه تشابيك، وهو عمل دستوبي يدور حول يوم سيء في مصنع مأهول بالروبوتات التي تمتلك القدرة على الشعور. تُرجمت المسرحية إلى الإنجليزية في عام 1922، وكانت تؤدى في المملكة المتحدة وأمريكا بحلول عام 1923. عمل تشابيك في العديد من أنواع الكتابة طوال عشرينيات القرن العشرين، وأنتج مؤلفات خيالية وغير خيالية، لكنه اتخذ من الصحافة عملًا أساسيًا.[16] في ثلاثينيات القرن العشرين، ركز عمل تشابيك على تهديد الدكتاتوريات القومية الاشتراكية والفاشية الوحشية، وبحلول منتصف الثلاثينات، أصبح تشابيك «مناهضا صريحًا للفاشية.»[16] انضم إلى نادي القلم الدولي. وأسس نادي القلم التشيكوسلوفاكي وكان أول رئيس له.[25]

في عام 1935 تزوج كاريل تشابيك بالممثلة أولغا شاينفلوغوفا، بعد فترة طويلة من التعارف.[4][26] في عام 1938، أصبح جليًا أن الحلفاء الغربيين، خصوصًا فرنسا والمملكة المتحدة، لن يتمكنوا من الوفاء باتفاقيات معاهدة ما قبل الحرب، ورفضوا الدفاع عن تشيكوسلوفاكيا ضد ألمانيا النازية. على الرغم من تلقي تشابيك عرضًا بالذهاب إلى المنفى في إنجلترا، رفض مغادرة بلده –على الرغم من أن شرطة غيستابو النازية أطلقت عليه لقب «عدو الشعب الثاني.»[27] أُصيب بنزلة برد أثناء إصلاحه لأضرار الفيضانات التي لحقت بمنزل أسرته الصيفي في ستارا هوت.[21] عانى طيلة حياته من الالتهاب الفقاري المفصلي اللاصق وكان مدخنًا شرهًا. توفي كارل تشابيك بسبب الالتهاب الرئوي في 25 ديسمبر 1938.[24]

من المدهش أن الغيستابو لم يكن على علم بوفاته. بعد عدة أشهر، أي بعد الغزو الألماني لتشيكوسلوفاكيا مباشرة، ذهب عملاء نازيون إلى منزل عائلة تشابيك في براغ لإلقاء القبض عليه.[28] بعد أن اكتشفوا أنه توفي منذ فترة، اعتقلوا زوجته أولغا واستجوبوها.[29] اعتُقل شقيقه جوزيف في سبتمبر وتوفي في معسكر اعتقال بيرغن بيلسن في أبريل 1945.[30] دُفن كارل تشابيك وزوجته في مقبرة فيشهراد في براغ. نُقش على القبر عبارة «كان من الممكن أن يُدفن جوزيف تشابيك هنا، الرسام والشاعر. القبر بعيد.»[27]