غساسنة

الغساسنة أو أزد غسّان هم سلالة عربية[1][2][3][4][5][6] أسست مملكة في الشام ضمن حدود الإمبراطورية البيزنطية في فترة ما قبل الإسلام. أسس المملكة العربية أحفاد قبيلة أزد من اليمن والذين هاجروا في أوائل القرن الثالث الميلادي إلى بلاد الشام،[7] حيث اندمج بعضهم مع المجتمعات المسيحية المُتهلينة،[8] وقد تحولوا إلى الديانة المسيحية في العقود الأولى من القرون الميلاديَّة بينما كان البعض الآخر من المسيحيين وذلك قبل الهجرة إلى الشمال للهروب من الاضطهاد الديني.[7][9]

دوْلة الغساسنة
الغساسنة
فيوديراتي دولة عميلة لإمبراطورية الروم

220  638
غساسنة
علم
غساسنة
شعار
مملكة الغساسنة في القرن السادس

عاصمة الجابية
نظام الحكم ملكية
اللغة الرسمية العربية
الديانة أرثوذكسية شرقية
سريانية أرثوذكسية
ملك
جفنة بن عمرو (الأول) 220-265
جبلة بن الأيهم (الأخير) 632-638
التاريخ
الفترة التاريخية عصور وسطى مبكرة
نشأتها 220
ضمها لدولةِ الخلافة الراشدة 638

اليوم جزء من  سوريا
 الأردن
 السعودية
 العراق

بعد استقرارهم في بلاد الشام، أصبحت الغساسنة فيوديراتي لللإمبراطورية الرومية الشرقية وقاتلوا معهم ضد الساسانيين الفارسيين وحلفائهم العرب من سلالة المناذرة. كما كانت أراضي الغساسنة بمثابة منطقة عازلة تحمي الأراضي التي ضمها الرومان ضد غارات القبائل البدوية. اعتنق عدد قليل من الغساسنة الإسلام بعد الفتح الإسلامي؛ وظلَّ معظم الغساسنة على الديانة المسيحية وانضموا إلى المجتمعات الملكانيَّة والسريانيَّة ضمن ما هو الآن الأردن وفلسطين وإسرائيل وسوريا ولبنان.[7]

نسب الغساسنة

الحارث ملك الغساسنة؛ العرب في الفلكلور والقصص العربية.

ينسب المؤرخون الغساسنة إلى قبيلة الأزد القحطانية، وهم بنو: جفنة بن عمرو (مزيقياء) بن عامر (ماء السماء) بن حارثة (الغطريف) بن امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.[10][11] وقد قال في ذلك الشاعر حسان بن ثابت في مطلع قصيدته:[12]

أولاد جفنة حول قبر أبيهمُ قبر ابن مارية الكريم المفضلِ
يسقون من ورد البريص عليهمُ برَدى يصفّق بالرحيق السلسلِ
بـِيضُ الوجوه كريمةُ أحسابهم شمَ الأنوف من الطراز الأولِ
يغشون حتى ما تهرّ كلابهم لا يسألون عن السواد المقبلِ

النشأة

الغساسنة هم قبيلة وسلالة حاكمة من قبائل التنوخيين القاطنة في جنوب سوريا والأردن (مملكة الأنباط سابقا) وقد تحالفوا مع الرومان. يقول بعض المؤرخين العرب ان الغساسنة هجروا من جنوب الجزيرة العربية في بداية القرن الأول للميلاد عقب انهيار سد مأرب في اليمن وبعد سيل العرم. بدأت هجرات القبائل الأزدية ومن ضمنهم الغساسنة من جنوب الجزيرة العربية في بداية القرن الأول للميلاد عقب انهيار سد مأرب في اليمن وبعد سيل العرم، حيث اتجهوا شمالا حيث أقاموا فترة قرب عين ماء تسمى "غسان" في تهامة حيث عرفوا بالغساسنة،[13][14]وواصلوا هجرتهم نحو الشام، حيث استقروا في الأردن وجنوبي سورية في بصرى التي كانت تقع ضمن سلطان سليح، وكان الروم قد ولوا "الضجاغمة" من آل سليح القضاعيين على تلك البلاد وأعطوهم ألقابا مثل "فيلارخوس" وأول من حصل على هذا اللقب هو جدهم ضجعم الذي أعطي هذا اللقب في عهد تيتوس (79ـ81)م، وكانت ديار قضاعة في المناطق الواقعة بين جبل الشيخ وجبال فلسطين والبلقاء والغور والعقبة وجبال الكرك، وقام الضجاعمة بضرب إتاوات على الغساسنة مما أثار فيما بعد خلافات أدت إلى حدوث معارك انتهت لصالح الغساسنة وتولوا حكم ماكانت تتولاه سليح، ولم يجل الغساسنة سليحا بل أبقوهم وظلت بعض منشآتهم حية حينا من الدهر لاسيما "دير أيوب" أحد أشهر أسواق الجاهلية ضمن شبكة التجارة العربية وظل قائما فترة في الإسلام، وآل سليح بدورهم كانوا قد تغلبوا على تنوخ الذين سبقوهم، واتخذ الغساسنة من بصرى عاصمة لهم قبل تحويل عاصمتهم لاحقا إلى الجابية (بمرتفعات الجولان)، وسرعان ما امتد حكمهم ليشمل كل الأردن والجولان وحوران وغوطة دمشق وجنوب سوريا، ووصلوا في غزواتهم حتى خيبر.

الحالة السياسية

وجد الرومان في الغساسنة حلفاء أقوياء يمكن الاعتماد عليهم في الصراع ضد الفرس الساسانيين الذين دأبوا على تهديد الولايات الرومانية الشرقية، لذلك زادوا من صلاحيات الغساسنة ليتمكنوا من تكوين دولة حدودية لكن ضمن نطاق الدولة الرومانية، وكانوا حلفاء الروم فاشتركوا معهم في حروبهم مع الفرس وحلفائهم المناذرة. امتد حكم الغساسنة من عام 220 إلى 638 ميلادي، أي أربعمائة وثماني عشرة سنة. وأول ملوكهم هو جفنة بن عمرو الذي حكم ما بين 220-265م، ولذا يطلق بعضهم على ملوك الغساسنة: آل جفنة. امتد سلطانهم على قسم كبير من بلاد الشام مثل تدمر والرصافة في وسط سوريا والبلقاء والكرك في الأردن وإلى البحر، وكانت عاصمتهم بالجابية في الجولان.

أولى البيزنطيون الولايات الشرقية اهتماما خاصة نظرا للتهديد الساساني واللخمي، لذا فقد كانت المملكة الغسانية بمثابة الحارس الرئيس لطرق التجارة، كما انضم الكثير منهم للجيش البيزنطي. قام الملك الغساني الحارث بن جبلة (حكم من 529-569) بمساعدة بيزنطة في حربها ضد الفرس وقد منحه الإمبراطور جستنيان لقب بتريسيوس سنة 529 مكافأة له على إخلاصه.

العلاقة بين الغساسنة وبيزنطة كانت في أحسن حال وكانت علاقة تكاملية ولكل من الدولتين دوره في تاريخ المنطقة وقد ساند البيزنطيين الغساسنة، وكان لمملكتهم سلطانها وأهميتها، عندما غادر الملك الغساني جبلة الشام ومعه 30000 ألف غساني من سوريا حيث شدوا الرحال إلى الإمبراطورية البيزنطية، واحتلوا مكانة عالية في الدولة حتى تبوأ نقفور منصب الإمبراطور (حكم 802-811) ثم حكم ابنه بعده ونقفور كان أول إمبراطور بيزنطي يرفض دفع الجزية السنوية لدولة الخلافة الإسلامية في عهد الخليفة الكبير هارون الرشيد. تنتسب العديد من القبائل والعوائل العربية المسيحية المعاصرة في سورية والأردن ولبنان وفلسطين إلى الغساسنة، وأكبر تجمع لمن تبقى على ديانة ومعتقد الغساسنة هو في مدينة خبب وبعض بلدات محافظة درعا في سوريا وفي مدينتي الكرك ومادبا في الأردن وكذلك مدينة زحلة في لبنان بعد أن انتقلوا من موطنهم في الأردن، جنوب سوريا. عدد من الغساسنة ونسلهم اليوم من المسلمون.

الحالة الثقافية

اعتنقوا المسيحية الأرثوذكسية المشرقية المعروفة في سورية آنذاك باليعقوبية وهي مخالفة لمذهب الروم الأرثوذكس (الملكاني). كان الغساسنة كما المناذرة من رعاة الأدب والشعر فقد التحق بالغساسنة لمدحهم جهابذة الشعر الجاهلي مثل لبيد بن ربيعة والنابغة الذبياني وحسان بن ثابت. تتمثل آثارهم في صهاريج الرصافة وقصر الرصافة ودار الضيافة خارج سور الرصافة وكاتدرائية الرصافة[15] والبناء الذي داخل قلعة عمان وقلعة القسطل وقصر برقع، ومن المباني الدينية: كنيسة مادبا، والدير ذو البرج الموجود في قصر الحير الغربي،[16] وكنيسة الرفيد،[16] وكنيسة بريقة،[16] وكنيسة كفر ناسج،[16] وكنيسة كفر شمس[16] وكنيسة القديس سرجيوس في النتل.[16]

ظهور الإسلام

ظلت المملكة الغسانية موالية للبيزنطيين حتى الربع الأول من القرن السابع الميلادي عندما أسقط المسلمون مملكتهم عقب معركة اليرموك سنة 636م. دخل الغساسنة في تحالف مع العرب المسلمون ودخلوا في جيوش الفتح فكان لهم فيها سهم كبير، فشاركوا في فتح شمال أفريقيا والأندلس وانتشروا فيها واسهموا في اعمارها. اعتمد عليهم الخلفاء الأمويين في إدارة الدولة لخبرتهم في إدارة الدواوين ودور المال. اعتنق عدد قليل من الغساسنة الإسلام بعد الفتح الإسلامي؛ وظلَّ معظم الغساسنة على الديانة المسيحية وانضموا إلى المجتمعات الملكانيَّة والسريانيَّة ضمن ما هو الآن الأردن وفلسطين وإسرائيل وسوريا ولبنان.[7]

ملوك الغساسنة

الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1جفنة بن عمرو220-2652عمرو بن جفنة265-270 3ثعلبة بن عمرو270-2874الحارث بن ثعلبة287-307
5جبلة بن الحارث307-3176الحارث بن جبلة317-327 7المنذر بن الحارث327-3308الأيهم بن الحارث327-330
9المنذر الأصغر327-34010النعمان بن الحارث327-342 11عمرو بن الحارث330-35612جبلة بن الحارث327-361
13جفنة بن المنذر361-39114النعمان بن المنذر361-462 15النعمان بن عمرو بن المنذر391-41816جبلة بن النعمان418-434
17النعمان بن الأيهم434-45518الحارث بن الأيهم, و...434-456 19النعمان بن الحارث434-45320المنذر بن النعمان, مع...453-472
21عمرو بن النعمان453-48622حجر بن النعمان453-486 23الحارث بن حجر486-51224جبلة بن الحارث512-529
25الحارث بن جبلة529-56926المنذر بن الحارث569-581 27أبو كرب النعمان بن الحارث618-63328النعمان بن المنذر582-583
29الحارث بن الحارث58330النعمان بن الحارث أبو كرب583-? 31الأيهم بن جبلة?-61432المنذر بن جبلة614-?
33شراحيل بن جبلة?-61834عمرو بن جبلة618-628 35جبلة بن الحارث628-63236جبلة بن الايهم632-638

مراجع

  1. "ص92 - كتاب طبقات الشافعية الكبرى للسبكي - عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 24 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "ص228 - كتاب العرب في العصور القديمة - كتاب العصر الامبراطوري الروماني المتأخر - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 24 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "ص11 - كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي - الغساسنة - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 24 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Julie Scott; Starkey, Paul (1998). Encyclopedia of Arabic Literature (باللغة الإنجليزية). Taylor & Francis. ISBN 978-0-415-18571-4. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Fakher (2014-12-12). Gaza: The Bleeding Wound (باللغة الإنجليزية). Xlibris Corporation. ISBN 978-1-5035-2483-5. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Kyri W.; Scholliers, Peter (2013-08-01). Writing Food History: A Global Perspective (باللغة الإنجليزية). Berg. ISBN 978-0-85785-217-5. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Bowersock, G. W.; Brown, Peter; Grabar, Oleg. Late Antiquity: A guide to the Postclassical World. Harvard University Press. مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "Deir Gassaneh". مؤرشف من الأصل في 04 نوفمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  9. bury, john. History of the Later Roman Empire from the Death of Theodosius I. to the Death of Justinian, Part 2. courier dover publications. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. الأشتقاق – ابن دريد – الصفحة 435 . نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. المختصر في أخبار البشر –أبو الفداء – الصفحة 72 . نسخة محفوظة 24 فبراير 2016 على موقع واي باك مشين.
  12. الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٢ - الصفحة ١٣١.
  13. وصفة جزيرة العرب 329،والعمدة 2/948،951.
  14. المعارف 640،645.
  15. بشيد زهدي، الرصافة لؤلؤة بادية الشام،
  16. تيسير خلف كنيسة العرب المنسية: أديرة الغساسنة في دمشق والجولان وحوران ولبنان

    انظر أيضاً

    • بوابة الشرق الأوسط القديم
    • بوابة الشام
    • بوابة المسيحية
    • بوابة علم الإنسان
    • بوابة العرب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.